الخميس، 20 أكتوبر 2011

المـراهقـــة (1)

المـراهقـــة

تعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية.
* مفهوم المراهقة:
ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.
أما المراهقة في علم النفس فتعني: "الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما المراهقة فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.
وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي، وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً.
و للمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً، ومن الخارج والداخل معاً عضوياً.
* مراحل المراهقة:
والمدة الزمنية التي تسمى "مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:
1- مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2- مرحلة المراهقة الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد
* علامات بداية مرحلة المراهقة وأبرز خصائصها وصورها الجسدية والنفسية:
بوجه عام تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده، وهي:
1 - النمو الجسدي: حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.
2- النضوج الجنسي: يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية)، أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً.
3- التغير النفسي: إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول، أي: مزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة. ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة.
* مشاكل المراهقة:
يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي: "إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيراً من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة.
كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة".
ولأن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات للمراهقين، فقد دلت التجارب على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية، وهناك أشكال مختلفة للمراهقة، منها:
1- مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
2- مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، ومن مجتمع الأقران، ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
3- مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.
والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية، الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباكاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً، ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس، وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.
وفي بحث ميداني ولقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم، أجرته الباحثة عزة تهامي مهدي (الحاصلة على الماجستير في مجال الإرشاد النفسي) تبين أن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم:
* الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء.
* عدم قدرتهم على التميز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون.
* أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو حتى النصح.
* أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال.
* أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق.
* أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:
1- الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.
2- الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.
3- الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.
4- السلوك المزعج: والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.
5- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.
ويوضح الدكتور أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مظاهر وخصائص مرحلة المراهقة، فيقول هي:" الغرق في الخيالات، وقراءة القصص الجنسية والروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام، كما يميل إلى أحلام اليقظة، والحب من أول نظرة، كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات، وارتكاب الأخطار، والميل إلى التقليد، كما يكون عرضة للإصابة بأمراض النمو، مثل: فقر الدم، وتقوس الظهر، وقصر النظر".
وفي حديثه مع موقع المسلم، يذكر الدكتور المجدوب من مظاهر وسلوكيات الفتاة المراهقة: " الاندفاع، ومحاولة إثبات الذات، والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها، و جنوحها لتقليد أمها في سلوكياتها، وتذبذب وتردد عواطفها، فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة، وتميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر، وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة من دورات الطمث، فهي لا تستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع أفراد الأسرة، كما أنها لا تفهم طبيعة هذه العملية".
ويشير الخبير الاجتماعي الدكتور المجدوب إلى أن هناك بعض المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة، مثل: " الانحرافات الجنسية، والميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح، وعدم التوافق مع البيئة، وكذا انحرافات الأحداث من اعتداء، وسرقة، وهروب"، موضحاً "أن هذه الانحرافات تحدث نتيجة حرمان المراهق في المنزل والمدرسة من العطف والحنان والرعاية والإشراف، وعدم إشباع رغباته، وأيضاً لضعف التوجيه الديني".
ويوضح المجدوب أن مرحلة المراهقة بخصائصها ومعطياتها هي أخطر منعطف يمر به الشباب، وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه؛ إذا عدم التوجيه والعناية، مشيراً إلى أن أبرز المخاطر التي يعيشها المراهقون في تلك المرحلة:" فقدان الهوية والانتماء، وافتقاد الهدف الذي يسعون إليه، وتناقض القيم التي يعيشونها، فضلاً عن مشكلة الفراغ ".
كما يوضح أن الدراسات التي أجريت في أمريكا على الشواذ جنسياً أظهرت أن دور الأب كان معدوماً في الأسرة، وأن الأم كانت تقوم بالدورين معاً، وأنهم عند بلوغهم كانوا يميلون إلى مخالطة النساء ( أمهاتهم – أخواتهم -..... ) أكثر من الرجال، و هو ما كان له أبلغ الأثر في شذوذه جنسياً ".

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

المرض الخفي عند النساء

المرض الخفي عند النساء


سوف يخطر على بال القارئ أول ما يقرأ هذا العنوان أنني سأتحدث عن أحد أنواع السرطانات التي تصيب النساء والتي يصعب كشفها إلا بعد تفكيرٍ وتمحيص ، وأخذٍ ورد . إلا أنني في واقع الأمر سأتحدث عن أحد أشيع الأمراض التي يعاني منها النساء، ويخفين بإرادتهن معاناتهن من هذا المرض.. ألا وهو السلس البولي المزمن.
السلس البولي هو خروج البول اللاإرادي من فوهة الاحليل ، وهو مشكلة شائعة جداً حيث أن 60% من النساء ، أي أكثر من نصف نساء المجتمع على الأقل يعانين من أحد أشكال هذا المرض المزعج.
وأقول مزعج لأنه غير خبيث ، إلا أنه أيضاً قد يسيطر على سلوك المريضة.. وقد يضطرها إلى تغيير بعض عاداتها الممتعة ، أو التنازل عن إحدى هواياتها المفضلة ،أو الامتناع عن لبس بعض الملابس لمحاولة إخفاء هذا المرض، أي تحويله إلى . . (المرض الخفي).
علماً أنه في معظم الحالات سهل العلاج، سريع الاستجابة.
للسلس البولي أنواع عديدة، فهناك:
1.السلس البولي الجهدي: وهو تقاطر البول أثناء السعال أو العطاس أو الضحك أو حمل الأشياء الثقيلة،وهو شائع عند النساء المتقدمات بالعمر أو كثيرات الولادة ، والسبب يرجع في الغالب إلى الوهن الذي يصيب عضلات الحوض وعنق المثانة.
2.السلس الإلحاحي أو الزحيري: وهو خروج البول اللاإرادي المترافق مع حاجة ملحة للتبول المتكرر مما يبقي المريضة دوماً قريبة من المرحاض، والسبب في الغالب يعود إلى الانتانات المتكررة أو المزمنة (الالتهابات)، التي يعاني منها عدد غير قليل من النساء بأعمار مختلفة،
أو وجود أمراض في المثانة كالتشنج أو الحصى أو الأورام.
3.السلس البولي المختلط: وهو الذي يجمع كلا النوعين.
4.سلس البول العجائبي: وسمي كذلك لأنه يحدث بسبب عدم قدرة المريضة على التبول!!.
فالمريضة لا تستطيع التبول بشكل طبيعي وكامل، مما يؤدي إلى بقاء كمية كبيرة من البول في المثانة،هذه الكمية تزداد تدريجياً إلى أن تصبح كبيرة جداً، مما يضطر المثانة إلى تفريغ بعض القطرات بشكل لا إرادي.
5.أنواع أخرى أقل أهميةً كالسلس الليلي، والسلس بوجود بعض التشوهات أو النواسير.. إلخ.

وحتى نستطيع توضيح المشكلة يمكن أن نتخيل أن المثانة هي بالون كبير نملؤه بالماء متى أردنا، ونفرغه متى رغبنا. فحين نملأ البالون نضغط على عنقه حتى لا يتسرب منه الماء،
وإذا رغبنا أن نفرغه أرخينا القبضة على عنقه فيتقلص البالون ويطرح كل ما فيه، فإذا ما تبقى بعض الماء عزينا ذلك إلى نقص في مرونة أو تقلص البالون. وكذا تعمل المثانة.
فالمرض بسيط وهو خلل في آلية عمل المثانة التي تفرغ البول دون رغبة الإنسان، أو في المصرة التي لا تستطيع حبس البول حيث يجب أن يحبس..
إذاً فما المشكلة؟!.
المشكلة تكمن في الحياء..
والحياء كما نعلم هو أحد صفات النبوة، وأحد شعب الإيمان..
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أيضاً بالتداوي والعلاج (تداووا عباد الله..)..
وبالطهارة والاستنزاه من البول في ملابسنا الداخلية..
إذاً المشكلة ليست بالحياء كخلق ، بل بالخجل المفرط الذي يمنع المريضة من طلب العلاج
الذي أصبح بحمد الله متوفراً بكل أشكاله الفيزيائية والدوائية والجراحية ، وسوف لن تضطر المريضة إلى السفر شرقاً وغرباً ، للحصول على علاجٍ ناجعٍ لمرضها الخفي الذي تعاني منه.
ولكن قبل العلاج، كيف يمكن للطبيب أن يميز بين هذه الأنواع المختلفة للسلس البولي،ومن ثم أن يقرر العلاج المفيد.
في الواقع، يجب أن يكون الطبيب حكيماً (كعادته أن يكون) في تشخيص هذا المرض الخفي،
وأن يحاول معرفة السبب بوعيٍ وتنبه، ثم وصف العلاج بتأنٍ وحكمة.
وكثيراً ما شبهت الطبيب في بحثه عن السبب الحقيقي للمشكلة بضابط المباحث الذي يبحث عن الجاني في فعلةٍ ما، إذ سيكون مهماً جداً منح المريضة الثقة الكاملة والاطمئنان التام والوقت الكافي لتبوح بمعلوماتٍ كانت تعتبرها غاية ً في السرية، وتوضح للطبيب أموراً كانت تعتبرها شخصيةً جداً، وتشرح له بالتفصيل مواضيع طالما اعتبرتها مخجلة..
وليس أصعب على الإنسان من أن يبوح بما في ملابسه الداخلية!!.
فالقصة التي ترويها المريضة عن مرضها (كيفية بدء الشكوى ومتى وأين، وفي أي طقس، وفي أي وقتٍ من اليوم، وفي أي وضعية.. إلخ.)
كلها أسئلة توجه الطبيب في معرفة ملامح المتهم . ثم إن فحص المريضة العام
وقياس الضغط الدموي، وأماكن الألم في كلٍ من البطن والخاصرتين ، تعد من العوامل المساعدة في التشخيص،ناهيك عن فحص المنطقة التناسلية وهي بيت القصيد في بحثنا عن السبب..وسيلجأ الطبيب من كل بدٍ إلى طبيب المخبر لمساعدته في كشف وجود الإنتان البولي أو النزف من الطرق البولية، وهذا لا يستطيع أحد أن يميزه إلا مجهر الطبيب المخبري!!.
كما تساعد بعض الفحوص الدموية في تحديد وجود أمراض أخرى مهمة كالمرض السكري
الذي يؤدي في بعض حالاته إلى السلس وصعوبات التبول..
ثم يأتي دور الفحوص المتممة وعلى رأسها الكشف بالأمواج فوق الصوتية على الكلى والمثانة
وتحديد وجود أمراض مرافقة للسلس كالحصيات والكيسات والأورام ثم قياس كمية البول المتبقية في المثانة بعد التبول وهو ما يعرف بالثمالة البولية..
وقد يطلب الطبيب مساعدةً من طبيب الأشعة في كشف النقاب عن بعض الأمور التي تبقى مجهولة رغم التحريات والاستقصاءات السابقة الذكر..
ويلجأ الطبيب في حالاتٍ عديدةٍ إلى التنظير البولي ، وهو عبارة عن جهاز رفيع كالقلم ، بل أرفع ، يدخل إلى المثانة عبر الاحليل من فوهة المثانة بدون أي ألم ، ومهمته (التي تستغرق دقائق قليلة) هي كشف بعض الأمراض التي تصيب بطانة المثانة من الداخل ويصعب كشفها بالطرق الأخرى.وتبقى المشكلة مجهولة في بعض الأحيان ، ويبقى الجاني متخفياً عن الأنظار، مما يضطر الطبيب إلى البحث في طريقة عمل المثانة والاحليل وهذا ما يعرف (بديناميكية) أو حركية الجهاز البولي.. فالجهاز البولي لا يتحرك من مكانه لكن المثانة وعنق المثانة والاحليل،هي أعضاء عضلية تعمل بتناغم تام ، تتقلص المثانة فترتخي المعصرة ، وتتقلص المعصرة فترتخي المثانة، وهكذا.. فتكون المحصلة هي حبس البول عند الحاجة، وطرح البول عند الحاجة دون كثيرٍ من الجهد.وبالتالي يكون السلس هو خلل في عمل العضلة المثانية أو معصرة المثانة أو في الاحليل.ثم يتحدث الطبيب إلى مريضته فاتحاً أمامها جميع الأوراق المقلوبة، شارحاً لها كل المعلومات،ثم يضع أمامها (الجاني) المسؤول عن المشكلة.. وتبدأ علاقة جديدة بين الطبيب والمريضة.
ويبدأ الطبيب بشرح وسائل العلاج:
فقد يكون العلاج عبارة عن بعض التمارين الفيزيائية والجسمية التي تنشط العضلات خاصة عضلات قاع الحوض المسئولة عادةً عن استمساك البول ، وقد يكون العلاج عبارة عن دواء
معين تتناوله المريضة مع حمية خاصة معينة، وقد يكون العلاج في بعض الحالات عمليات غير جراحية!!.
والمقصود بـ (غير جراحية) أنها عمليات صغيرة بسيطة تجرى بتخدير بسيط أو موضعي بدقائق قليلة ونسبة نجاح عالية ولا يجرى فيها شقوق جراحية كبيرة، كما لا تضطر المريضة
للبقاء في المشفى اكثر من سويعات محدودة.
ويبقى آخر الطب الكي ، ويبقى الكي أو الجراحات الكبيرة للحالات المعندة أو المزمنة والتي يكون فيها الخلل التشريحي كبير أو يكون فيها أمراض مرافقة كوجود الحصيات الكبيرة في المثانة..ونعود إلى البداية مشكلة صغيرة، معاناة كبيرة، ثقة حقيقية بين المريضة والطبيب، حلول سهلة وعلاجات بسيطة..
هذا هو سلس البول..
ذلك المرض الخفي.
متعكم الله جميعا بالصحة والعافية
منقول عن /د. جهاد اللجمي
اختصاصي الجراحة البولية

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

الخوف لدى الأطفال

الخوف لدى الأطفال
بحلول العام المدرسي الجديد نجد أن كثيراً من أطفالنا يعانون من مرض الخوف ،ويقدم لكم دكتور/عطا أحمد شقفة وقفة موجزة مع هذا الموضوع لأهميته،،،،
تعريف :الخوف حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني تنتاب الطفل عندما يشعر بالخطر ويكون مصدر هذا الخطر داخلي من نفس الطفل أو خارجي من البيئة.
1-تخويف الطفل ، فيلجأ بعض الكبار إلى تخويف الطفل كي يمارس ما يريده الوالدين مثل أن يقول الوالدين للطفل : إن لم تنم فسنأتي لك بالوحش أو الذئاب لتأكلك.
وبإحاطة الطفل بذلك الخوف يشعر بالنقص وبفقدان الثقة بالنفس ومن ثم الخوف.
2-السخرية من الطفل الخائف والضحك عليه أمام الآخرين .
3-جهل الطفل بحقيقة الأشياء التي يخافها أو الأحداث التي يسمع عنها.
4-تقليد الطفل للوالدين أو الإخوة أو مما شاهده في وسائل الإعلام كالأفلام.
5-يخاف الطفل أحيانا لجذب انتباه والديه أو معلميه خاصة إذا كان الطفل يفتقد لمشاعر الحب والحنان وعندما يستجيب الوالدين لذلك يدعمان فكرة الخوف لديه.
6-شعور الطفل بعدم الاستقرار والأمن في الأسرة بسبب المنازعات التي تحدث بين الوالدين أو فقدان احدهما.
7-الاهتمام الشديد من قبل الوالدين والانزعاج الواضح يكرس لدى الطفل الخوف ويدعمه.
ونقترح لعلاج الخوف عند الأطفال ما يلي :
1ـ الامتناع عن السخرية مما يخاف منه الطفل .
2ـ أن نناقش الطفل بالموضوع الذي يخاف منه ولا نطلب منه نسيانه لأنه سيبقى يخيفه
ويسبب له القلق .
3ـ تشجيعه على التحدث عن ما يخيفه .
4ـ تعريض الطفل للموقف بالتدريج مع وجود الأم .
5ـ الابتعاد عن تخويف الطفل واستثارته عندما لا يقوم بعمل ما أو عندما نريد منه أن يكف عن عمل سيئ .
6ـ إشعار الطفل بالأمن النفسي داخل المنزل وإبعاده عن المشاحنات الأسرية .
7ـ استخدام أسلوب النمذجة : وذلك بان نحضر للطفل فلماَ لأطفال شجعان يتخلله مثيرات تخيفه ومع التكرار سيقوم الطفل بتقليدهم .

8ـ أن لا تشعر الطفل بخوفك من شيء ما لأنه يكتسب منك تلك الصفة .
9ـ يجب تفقد مكتبة الطفل السمعية والمقروءة والبصرية فقد يكون لديه ما يشعره بالخوف إما صور لبعض الحيوانات المخيفة أو أفلاما مرعبة.
10_مشكله التشتت وعدم الانتباه ،،حيث أن هناك 15 وسيلة لعلاج تشتت الانتباه عند الأطفال
هل حاولت يوم وضع ابنك تحت مراقبتك الأبوية التربوية أثناء دراسته وتأدية واجباته المدرسية ؟؟
وهل سالت نفسك : لماذا يستجيب هذا الابن لكل ما يحدث حوله حتى لو كان خارج المنزل ، في الحديقة مثلا ؟؟ إن حفيف الأشجار أو صوت أخ أو أخت كفيلان أن يشتتا انتباهه ، فيترك دراسته ليلعب بإحدى لعبه وفي أثناء عودته للدراسة يداعب أخاه الصغير ، لماذا لا يبقى فترة كافية لإنهاء واجباته ؟ تبدو مشكلة فترة الانتباه القصير، أنها صعبة الحل ولكن الخبراء يقولون :
أن هناك أشياء كثيرة يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك وتحسين تركيزه نوجزها في التالي:
1* التشاور والتباحث مع المدرس:
إذا كانت هذه المشكلة تحدث مع طفلك فقط في المدرسة فقد يكون هناك مشكلة مع المدرس في أسلوب شرحه للدرس ، وفي هذه الحالة لابد من مقابلة المدرس ومشاورته ومناقشة المشكلة والحلول الممكنة.
2* مراقبة الضغوطات داخل المنزل:
إذا كانت هذه المشكلة تحدث مع طفلك في المنزل فقد يكون ذلك رد فعل لضغوط معينه في المنزل ، فإذا لاحظنا تشتت الانتباه أو النشاط الزائد أو الاندفاع ” التهور”لدى طفلك وأنت تمر بظروف انفصال أو طلاق أو أحوال غير مستقرة ، فان هذا السلوك قد يكون مؤقتاً ، ويقترح الأخصائيون هنا زيادة الوقت الذي تقضيه مع الطفل حتى تزيد فرصته في التعبير عن مشاعره
3* فحص حاسة السمع :
إذا كان طفلك قليل الانتباه وسهل التشتت ولكن غير مندفع أو كثير الحركة ، فعليك فحص حاسة السمع عنده للتأكد من سلامته وعدم وجود أي مشكلات به وبعمليات الاستماع ، ففي بعض الأحيان رغم أنه يسمع جيدا يحتمل أن المعلومات لاتصل كلها بشكل تام للمخ .
4* زيادة التسلية والترفيه:
يجب أن تحتوي أنشطة الطفل على الحركة والإبداع ، والتنوع ، والألوان والتماس الجسدي والإثارة فمثلا عند مساعدة الطفل في هجاء الكلمات يمكن للطفل كتابة الكلمات على بطاقات بقلم ألوان وهذه البطاقات تستخدم للتكرار والمراجعة والتدريب.
5* تغيير مكان الطفل :
الطفل الذي يتشتت انتباهه بسرعة يستطيع التركيز أكثر في الواجبات ولفترات أطول إذا كان كرسي المكتب يواجه حائطاً بدلاً من حجرة مفتوحة أو شبك.
6* تركيز انتباه الطفل:
اقطع قطعة كبيره من الورق المقوى على شكل صورة ما وضعها على مساحة أو منطقة تركيز الانتباه أمام مكتب الطفل واطلب منه التركيز والنظر داخل الإطار وذلك أثناء عمل الواجبات وهذا يساعده على زيادة التركيز .
7*الاتصال البصري :
لتحسين التواصل مع طفلك قليل الانتباه عليك دائماً بالاتصال البصري معه قبل الحديث والكلام.
8* ابتعد عن الأسئلة المملة:
تعود على استخدام الجمل والعبارات بدلاً من الأسئلة فالأوامر البسيطة القصيرة أسهل على الطفل في التنفيذ .. فلا تقل للطفل ألا تستطيع أن تجد كتابك ؟) فبدلاً من ذلك قل له : ( اذهب واحضر كتابك الآن وعد قل له أرني ذلك ).
9* حدد كلامك جيداًُ:
يقول د . جولد شتاين .. الخبير بشؤون الأطفال : دائماً أعط تعليمات إيجابية لطفلك فبدلاً من أن تقول لا تفعل كذا ، اخبره أن يفعل كذا وكذا ، فلا تقل ( ابعد قدمك عن الكرسي ) وبدلاً من ذلك قل له (ضع قدمك على الأرض ) وإلا سوف يبعد الطفل قدميه عن الكرسي ويقوم بعمل آخر كأن يضع قدميه على المكتبة .
10* إعداد قائمة الواجبات :
عليك إعداد قائمة بالأعمال والواجبات التي يجب على الطفل أن يقوم بها ووضع علامة (صح ) أمام كل عمل يكمله الطفل وبهذا لا تكرر نفسك وتعمل هذه القائمة كمفكرة ، والأعمال التي لا تكتمل أخبر الطفل أن يتعرف عليها في القائمة.
11* تقدير وتحفيز الطفل على المحاولة :
كن صبوراً مع طفلك قليل الانتباه فقد يكون يبذل أقصى ما في وسعه فكثيراً من الأطفال لديهم صعوبة في البدء بعمل ما والاستمرار به .
12* حدد اتجاهك جيدا ً ::
خبراء نمو الأطفال ينصحون دائما بتجاهل الطفل عندما يقوم بسلوك غير مرغوب فيه ، ومع تكرار ذلك سيتوقف الطفل عن ذلك لأنه لا يلقى أي انتباه لذلك والمهم هو إعارة الطفل كل انتباه عندما يتوقف عن السلوك الغير مرغوب ويبدأ في السلوك الجيد
13* ضع نظاماً محددا والتزم به :
التزم بالأعمال والمواعيد الموضوعة ، فالأطفال الذين يعانون من مشكلات الانتباه يستفيدون غالباً من الأعمال المواظب عليها والمنظمة كأداء الواجبات ومشاهدة التلفاز وتناول الأكل وغيره ويوصى بتقليل فترات الانقطاع والتوقف حتى لا يشعر الطفل بتغيير الجدول أو النظام وعدم ثباته.
14* أعط الطفل فرصة للتنفيس :
لكي يبقى طفلك مستمراً في عمله فترة أطول يقترح الخبراء السماح بالطفل ببعض الحركة أثناء العمل .. فمثلاً: أن يعطى كرة أسفنجية من الخيط الملون أو المطاط يلعب بها أثناء عمله.
15* التقليل من السكر:
كثير من الأبحاث لا تحذر من السكر كثيرة ولكن يرى بعض المختصين أنه يجب على الآباء تقليل كمية السكر التي يتناولها الطفل فبعد تشخيص ما يقرب من 1400 طفل وجد حوالي ثلث الأطفال يتدهور سلوكهم بشكل واضح عند تناولهم الأطعمة مرتفعه السكريات ، وأثبتت بعض البحوث أيضا أن الطعام الغني بالبروتين يمكن أن يبطل مفعول السكر لدى الأطفال الحساسين له .. لذلك إذا كان طفلك يتناول طعاما يحتوي على السكر فقدم له مصدر بروتين كاللبن ،أو البيض ، والجبن ..
أبناءكم في أعناقكم،،،،،

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

ما هي الهندسة النفسية؟

ما هي الهندسة النفسية؟

يقول المفكرون ,والقادة والمصلحون ورجال التربية أنه يجب على الإنسان أن يكون مثابرا ومجتهدا وصبورا ,متقنا لعمله ،منظما لوقته،،، إلى أخر القائمة الطويلة من مفردات الجودة .

ولكنهم لم يقولوا كيف يمكن للإنسان أن يفعل ذلك . إن علم الهندسة النفسية استطاع أن يجيب على هذا السؤال .

تعريف الهندسة النفسية

الهندسة النفسية هي المصطلح العربي المقترح لما يطلق عليه بالغة الإنكليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP . والترجمة الحرفية لهذه العبارة هي

( برمجة الأعصاب لغوياَ ) أو البرمجة اللغوية للجهاز العصبي . كلمة Neuro تعني عصبي أي متعلق بالجهاز العصبي ، و Linguistic تعني لغوي أو متعلق باللغة ، وProgramming تعني برمجة.

أما الجهاز العصبي هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير، والشعور . واللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين . أما البرمجة فهي طريقة تشكيل صورة

العالم الخارجي في ذهن الإنسان ، أي برمجة دماغ الإنسان.

عندما نشتري جهاز الكمبيوتر يكون كأي جهاز كمبيوتر جديد ، يحتوي على الأجزاء المعروف إضافة إلى نظام التشغيل . ولكن بعد أن نستعمله لفترة من الزمن (سنه أو سنتين مثلا) ستكون في الجهاز برامج ومعلومات وأرقام ونصوص ورسوم وغير ذلك ، تختلف عما في الجهاز آخر . كذلك الإنسان يولد على الفطرة وأبوه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه فالإنسان يكتسب من أبويه( وأسرته ، ومدرسته ، ومجتمعه ) معتقداته، وقيمه، ومعاييره، وسلوكه، وطريقة تفكيره. كل ذلك عن طريق حواسه ، و عن طريق اللغة التي يسمعها منذ صغره ، ويقرأها عندما يتعلم القراءة . تذهب جميع هذه المعلومات إلى دماغه وجهازه العصبي، فيكون صورة للعالم من خلال ذلك . ولا يكون لديه الا ذلك العالم الذي تشكل في ذهنه ,

بغض النظر عما يحدث في العالم الخارجي . ومن ناحية أخرى فانه اذا تغير ما في ذهنه، فان العالم بالنسبة له سيتغير , بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي . وبالتالي فان الانسان اذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بعمل ما , أو اعتقد بأنه لا يمكنه إن يقوم به، فان ما يعتقده صحيح في الحالتين .

مادا يعني ذلك ؟ إن ذلك يعني أن الإنسان يستطيع تغيير العالم عن طريق تغير ما في ذهنه !!

ولكن كيف يمكنه تغير ما في ذهنه ؟ هذا ما تجيب عنه الهندسة النفسية .

وربما وضح السبب في تسميتها بهذا الاسم ، لأن الهندسة تتضمن عملية التصميم، والتطوير ، ولإنشاء ، والصيانة. فالهندسة النفسية تتناول تصميم السلوك، والتفكير، والشعور . وكذلك تصميم الأهداف ، للفرد أو الأسرة أو المؤسسة ، وتصميم الطريق الموصل إلى هذه الأهداف .

تاريخ الهندسة النفسية

في منتصف السبعينات وضع العالمان الأمريكيان الدكتور جون غر ندر عالم لغويات وريتشارد باندلر عالم رياضيات أصل البرمجة اللغوية للذهن . وقد بنى غر ندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء آ خرون ، منهم عالم اللغويات الشهير نعوم تشكومسكي Noam Chomsky، والعالم البولندي الفريد كورزيبسكي Aifrd Korzybsky ، والمفكر الإنجليزي غريغوري باتيسون Gregory Batison، والخبير النفسي الدكتور ميلتون اركسون Milton Erickson والدكتورة فرجينيا ساتير virginia Satir، ورائد المدرسة السلوكية العالم الألماني الدكتور فرتز بيرلز Fritz Perls ونشر غرند وباندلر اكتشافهما عام 1975م في كتاب من جزأين بعنوان The Structure of Magic وخطا هذا العالم خطوات كبيرة في الثمانينات ، وانتشرت مراكزه ، وتوسعت معاهد التدريب عليه في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما افتتحت مراكز له في بريطانيا وبعض البلدان الأوربية الأخرى. ولا نجد اليوم بلدا من بلدان العالم الصناعي إلا وفيه عدد من المراكز والمؤسسات لهذه التقنية الجديدة .

تطبيقات الهندسة النفسية

ومن ناحية أخرى امتدت تطبيقات الهندسة النفسية NLP إلى كل شأن مما يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم ، والصحة النفسية والجسدية والرياضة والألعاب ، والتجارة والأعمال ، والدعاية والإعلان ، والمهارات والتدريب ، والفنون والتمثيل ، والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وغيرها .

ففي مجال التربية والتعليم تقدم الهندسة النفسية جملة من الطرق والأساليب لزيادة سرعة التعليم والتذكير ، وإتقان تهجي الكلمات للأطفال ، وتشويق الطلاب للدراسة والمذاكرة ، ورفع مستوى الأداء للمدرسين، وزيادة فعالية وسائل الإيضاح، وتنمية القدرة على الابتكار، وشحذ القدرة على التفكير ، وتحسين السلوك ، وترك العادات الضارة ، وكسب العادات الحميدة .

وفي مجال الصحة النفسية والجسدية تستخدم طرق الهندسة النفسية ووسائلها لعلاج حالات الكآبة ، والتوتر النفسي، وإزالة الخوف والوهم ( فوبيا)، وتخفيف الألم، والتحكم في تناول الطعام ، وزيادة الثقة بالنفس ، وحل المشكلات الشخصية ، والعائلية، والعاطفية، وغير ذلك.

وفي مجال التجارة والأعمال ، أخذت الشركات العالمية الكبيرة مثل آى بي إم IBM

وتشسيس مانهاتن Chase Manhattan Bank، وموتورولا Motorola وباسفيك بيل Pacific Bell وغيرها، تعتمد طرق التدريب التي توفرها الهندسة النفسية ، وخاصة فيما يتعلق بالمهارات اللطيفة وإدارة الاجتماعات، والتفاوض، وإدارة الوقت، والتخطيط الإستراتيجي، والإبداع، وتحفيز الموظفين، وغيرها من النشاطات التي تتعلق بإدارة الأعمال والمؤسسات. وقد قامت شركة موتورولا بدراسة وجدت فيها أن كل دولار يستثمر في التدريب في المهارات اللطيفة يعود على المؤسسة بمقدار 30 دولار . وتقول الدكتورة جيني لابورد ، إحدى خبيرات التدريب على المهارات اللطيفة ، بأن المردود على المؤسسات هو أكثر من 30 دولارا لقاء كل دولار ينفق على التدريب في هذا المجال .

الهندسة النفسية تمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان، وطريقة تفكيره ، وسلوكه ، وأدائه ، وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه ، وأدائه .

وكذلك تمدنا الهندسة النفسية بأدوات وطرائق يمكن بها أحداث التغيير المطلوب في سلوك الإنسان ، وتفكيره ، وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه .

مبادئ الهندسة النفسية

تستند الهندسة النفسية على جملة من المبادئ أو الافتراضات Presuppositions أهمها :

(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

مبدأ (الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory ):

وقد وضع هذا المبدأ العالم البولندي الفريد كورزيبسكي . ويعني به أن صورة العالم في ذهن الإنسان هي ليست العالم . فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من المعلومات التي تصل إلى أذهاننا عن طريق الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا . ويكون في هذه المعلومات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا . ولكن هذه الخارطة هي التي تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا . كما أن هذه الخارطة تختلف من إنسان لآخر ،ولكنها لا تمثل العالم أي أن كل إنسان يدركه إلا إذا حصل تغير في الخارطة التي في ذهنه .

ولكن إذا حصل تغير في الخارطة ( في ذهن الإنسان ) ، أيا كان هذا يغير ، فإن العلم يكون قد تغير . واستنادا إلى هذا المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يغير العالم عن طريق تغيير الخارطة ، أي تغيير مافي ذهنه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد اية 11

موضوعات الهندسة النفسية

تتناول الهندسة النفسية عددا من الموضوعات يمكن تلخيصها فيما يلي :

محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات : المكان ، الزمان ، والأشياء ، والواقع

( كما نفهمه ) . الغايات والأهداف المستقرة في أعماق النفس . التواصل والتفاهم مع الآخرين . انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين . كيف يمكن إدراك معنى ( الزمن ) .

الحالة الذهنية: كيف نرصدها ونتعرف عليها ، وكيف نغيرها . دور الحواس في

تشكيل الحالة الذهنية .أنماط التفكير ودورها في عمليات التذكير، والإبداع .

علاقة اللغة بالتفكير: كيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، كيف نتعرف علي طريقة تفكير الآخرين . علاقة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير .

كيف يتم تحقيق الألفة بين شخصين . ودور الألفة في التأثير في الآخرين .

كيف نفهم ( إيمان ) الإنسان وقيمه وانتماءه . ارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه .

وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تقيد الإنسان وتحد من نشاطه .

دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، وكيف يمكن تجاوز تلك الحدود ، وتوسيع دائرة الخبرات .

كيف يمكن استخدام اللغة في الوصول إلى العقل الباطن ( أو اللاشعور ). وكيف يمكن تغيير المعاني والمفاهيم .

علاج الحالات الفردية ، كالخوف ، والوهم ، والصراع الداخلي . التحكم بالعادات وتغييرها .

تنمية المهارات ، وشحذ القابليات ، ورفع الأداء الإنساني .

سيجد الممارس لهذا العلم ان للنجاح أركانا ثلاثة هي :

تحديد الهدف ( الحصيلة )

قوة الملاحظة والانتباه ( جمع المعلومات )

الاستعداد للتغيير ( المرونة )

ولكل واحد من هذه الأركان شرح وتفصيل ، وطرق وأساليب ، فإذا أخذت بهذه الأركان الثلاثة وأتقنت وسائلها وأساليبها ، فيمكنك تحقيق أمرين اثنين :

التغيير والتأثير .

تغيير أفكارك وسلوكك ، أو أفكار الآخرين وسلوكهم ، . تحقيق الانسجام الداخلي ، تحقيق الألفة ، تفيير السلوك والعادات ، العلاج لحالات الخوف والوهم و تخفيف الألم وتنمية مهارات التعليم والتدرب ، رفع الأداء الرياضي والفني وحل المشاكل الشخصية والعائلية .

أما التأثير في الآخرين ، ففي مجالات عديدة أهمها :

اللقاءات والاجتماعات ، التفاوض ، البيع والتجارة والاعمال ، الدعاية والإعلام ، التربية والتعليم ، الصحية ، الدعوة والارشاد .

إن الهندسة النفسية علم يستند على التجربة والاختيار ، ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة.

الهندسة النفسية تنظر الى قضية النجاح والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها ، وليست وليدة الحظ أو الصدفة . ذلك أن احدى قواعد الهندسة النفسية تقول : أنه ليس هناك حظ بل هو نتيجة , وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات.....

السبت، 13 أغسطس 2011

ملخص دراسة دكتوراه فى علم النفس السياسي

ملخص الدراسة
دراسة بعنوان:الاتجاهات السياسية وعلاقتها بالانتماء السياسي والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى الشباب في قطاع غزة.
مقدمـــة:
جاءت الدراسة الحالية في إطار علم النفس السياسي حيث يحاول الباحث دراسة بعض الاتجاهات السياسية العالمية(الليبرالية،والراديكالية،والمحافظة،والفاشية)،مع الانتماء السياسي و بعض سمات الشخصية متمثلة "بالعوامل الخمسة الكبرى للشخصية" لدى الشباب الفلسطيني من طلبة الجامعات في قطاع غزة,وقد اختار الباحث هذه العينة لما لها من دور هام ومؤثر في الحياة السياسية الفلسطينية,كما أنهم من الناشطين في العمل السياسي من خلال الاتحادات الطلابية والفعاليات التنظيمية والنشاطات السياسية الأخرى بأطيافها المختلفة كونهم ينتمون إلي تنظيمات سياسية فلسطينية عاملة علي الأرض.
أهمية الدراسـة :
تكمن أهمية الدراسة في أنها تحاول معرفة العلاقة بين كل من الاتجاهات السياسية وعلاقتها بالانتماء السياسي والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى الشباب في قطاع غزة،وهى عينة مهمة في المجتمع الفلسطيني؛فالظروف السياسية الصعبة المتمثلة في وجود الاحتلال الإسرائيلي،ومحاولة التخلص منه تفرض علينا بحث مدى فاعلية ومشاركة أفراد المجتمع في تسيير أموره،فقيمة كل شخص في مجتمعه تتحدد من خلال احترامه لرأيه وإسهامه في تسيير أمور مجتمعه،وكما أن الدراسات في مجال علم النفس السياسي والذي تقع في إطاره هذه الدراسة دراسات قليلة في حدود علم الباحث، فإنه يأمل أن تسهم هذه الدراسة بوضع لبنة صغيرة في صرح علم النفس السياسي.
أهداف الدراســة :
وتهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي :
1. استكمال ما بدأه الباحثين في مجال علم النفس السياسي،مما يمثل إضافة جديدة للبحث العلمي،وذلك للتعرف على العلاقة بين متغيرات الدراسة.
2. الكشف عن مستويات كلا من: الاتجاهات السياسية،والانتماء السياسي،والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية، لدى الشباب الفلسطيني.
3. تعرف طبيعة العلاقة ودورها بين كلاً من الاتجاهات السياسية والانتماء السياسي والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدي الشباب الفلسطيني،لمحاولة معرفة الحالة النفسية لأصحاب الاتجاهات السياسية المختلفة،وكذلك الانتماء وعلاقته بمتغيرات الدراسة،كما وأن الدراسة الحالية جديدة حسب علم الباحث علي عينة الدراسة في المجتمع الفلسطيني.
4. الكشف عن الفروق والعلاقات بين(العمر،والمستوى الدراسي،والجنس،والانتماء السياسي)ومتغيرات الدراسة.
فروض الدراســة :
1. لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الاتجاهات السياسية ومستوى الانتماء السياسي لدى أفراد العينة.
2. لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الاتجاهات السياسية والعوامل الخمسة للشخصية لدى أفراد العينة الكلية.
3. لا توجد فروق دالة إحصائياً في الاتجاهات السياسية تبعاً للمتغيرات التصنيفية لدى أفراد العينة.
4. لا توجد فروق دالة إحصائياً في العوامل الخمسة الكبرى للشخصية تبعاً للنوع الاجتماعي لدى أفراد العينة.
5. لا توجد فروق دالة إحصائياً في الانتماء السياسي تبعاً للمتغيرات التصنيفية لدى أفراد العينة.
عينة الدراســة :
قام الباحث باختيار عينة الدراسة بالطريقة العشوائية من مجتمع الدراسة الأصلي،وقد تم تطبيق المقاييس على عينة مقدارها 400 من طلبة الجامعات الفلسطينية الرئيسة بمحافظات غزة.
وتم اختيار عينة الدراسة من طلبة البكالوريوس في الجامعات الأربع الرئيسة في غزة وهى(جامعة الأزهر،والأقصى،والإسلامية،والقدس المفتوحة)،حسب النوع،والمستوى التعليمي،والفئة العمرية،والانتماء السياسي/للتنظيم.
أدوات الدراسة :
استخدم الباحث الأدوات التالية والتي تتناسب مع متغيرات الدراسة:
 اختبار الاتجاهات السياسية،إعداد الباحث.
 اختبار الانتماء السياسي،إعداد الباحث.
 اختبار العوامل الخمسة للشخصية من إعداد (كوستا وماكرى)،ترجمة وتقنين الباحث.

الأساليب الإحصائية:
قام الباحث باستخدام برنامج الرزم الإحصائية SPSS – Version 11 لتفريغ البيانات ومعالجتها كما يلي:
أ- الأساليب الإحصائية المستخدمة في التحقق من صدق وثبات الأدوات:
- معامل ارتباط بيرسون: للتحقق من صدق الاتساق الداخلي للمقياس، ولثبات التجزئة النصفية.
- معامل سبيرمان – براون، ومعادلة جثمان: لتعديل طول المقياس في ثبات التجزئة النصفية.
- الثبات بمعامل كرونباخ ألفا.
ب- الأساليب الإحصائية المستخدمة في الإجابة عن أسئلة الدراسة:
- معامل ارتباط بيرسون: للكشف عن العلاقة بين المتغيرات.
- اختبار (ت): للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات درجات عينتين مستقلتين.
- تحليل التباين الأحادي: للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطات درجات أكثر من عينتين مستقلتين.
- اختبار شيفيه للكشف عن اتجاه الفروق الناتجة عن تحليل التباين الأحادي.
نتائــج الدراسة:
أسفرت أهم نتائج الدراسة عما يلي :
مستوى الاتجاهات السياسية :
لقد كشفت نتائج الدراسة بأن مستوى الاتجاهات السياسية لدى أفراد عينة الدراسة من طلبة الجامعات بغزة جيد،وتأتي الراديكالية في أعلى مراتب الاتجاهات السياسية،تليها المحافظة،ثم تأتي الليبرالية،وأخيراً تأتي الفاشية.
مستوى الانتماء السياسي :
كذلك كشفت نتائج الدراسة بأن الانتماء الوطني يأتي في أعلى المراتب،يليه الانتماء للتنظيم،وأخيراً الانتماء السياسي في الجامعة.
مستوى العوامل الخمسة الكبرى للشخصية :
وكذلك كانت نتائج العوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى أفراد عينة الدراسة من طلبة الجامعات بغزة جيدة،حيث جاءت يقظة الضمير/ التفاني في أعلى مراتب العوامل الخمسة الكبرى للشخصية،يليها الطيبة/ الوداعة،ثم الانبساط،ثم الصفاوة/ الانفتاح،وأخيراً تأتي العصابية.

1. الاتجاهات السياسية:
- أن هناك علاقة قوية بين اتجاه(الراديكالية) والانتماء السياسي لدى الشباب الجامعي الفلسطيني المنتمى لتنظيمات فلسطينية،وهذا يعنى :أن الشباب لديهم نزعة التغيير الجذري لواقعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
- كانت (المحافظة) لصالح حركة الجهاد الإسلامي.
- (الراديكالية) لصالح حركة فتح والجهاد الإسلامي.
- (الليبرالية) كانت لصالح حركة فتح،والجهاد الإسلامي،والجبهة الشعبية.
- (الفاشية) كانت لصالح فتح والجهاد الإسلامي.
2.الانتماء السياسي:
- كانت الفروق في بعد الانتماء الوطني لصالح الجهاد الإسلامي.
- بينما كان بعد (الانتماء والمشاركة السياسية داخل الجامعة ،والانتماء للتنظيم) بنفس المستوى لكافة التنظيمات.
3. العوامل الخمسة الكبرى للشخصية:
- عامل الشخصية(الطيبة/الوداعة) كان لصالح حركة الجهاد الإسلامي وحماس.
- كما كان عامل الشخصية(الانبساط) لصالح الجبهة الشعبية.
- في حين لا توجد فروق في أبعاد الشخصية (العصابية،والانفتاح/الصفاوة،ويقظة الضمير/التفانى).

دكتور/ عطا أحمد على شقفة ـ فلسطين ـ غزة.
ata2030@hotmail.com
ata2030@yahoo.com



الاثنين، 3 يناير 2011

مص الأصابع

مص الأصابع

يضع الطفل أحد أصابعه وفي الغالب الإبهام في فمه ويغلق شفتيه، ويتبع ذلك مص من شفتيه واستطعام باللسان، وفي حالة الإبهام يوضع في الفم بحيث يكون الظفر إلى أسفل في معظم الحالات ، وأثناء المص تبدو حركة بسيطة للفكين والوجنتين. ومص الأصبع سلوك عادي في مرحلة الطفولة المبكرة، وإذا استمر مص الأصابع إلى مابعد السادسة من العمر ينبغي البحث عن أسبابها واستخدام طرق لعلاجها.
نسبة انتشار هذه العادة بين الإناث أكثر منه بين الذكور فيما قبل المراهقة، وتصبح النسبة أقل لدى الإناث إذا استمرت في مرحلة المراهقة ربما لمراعاة الإناث أكثر للمواقف التي تجعلهن أكثر جمالا ومحافظة على اللياقة مقارنة بالذكور.
لعادة مص الأصابع نتائج سلبية، فأحيانا تؤدي إلى:
1. صعوبات المضغ والتنفس.
2. ضعف نمو عظام الفكين أو تشويه الأسنان.
3. يكون أقل تفاعلا من الأطفال الآخرين ربما بسبب انشغاله بممارسة هوايته وربما لأسباب نفسية أخرى أوقعته في تلك العادة.
4. أن هذا الطفل يكون منشغلا وقليل التركيز وحديثه غير ناضج مقارنة بأقرانه وتزداد سلبية الآثار حين يقابل الطفل باستهزاء وسخرية الآخرين حينما يرونه يمارس تلك العادة.
أشكال مص الأصابع
1. مص الإبهام.
2. مص السبابة.
3. مص مقدمة أو أطراف الأصابع الأطول من اليد.
4. المص الدائم للأصابع ويمارسه بعض الأطفال في أغلب أوقاتهم.
5. المص الموقوت، يلجأ بعض الأطفال إلى مص الأصابع ليلا ، وخاصة عند بدء النوم ، والبعض الأخر يلجأ إليها قبل النوم عموما ليلا أو نهارا.
أسباب مص الأصابع
1. الأطفال يلجأون إلى مص الأصابع لأنهم يجدون سعادة ومتعة في ممارستها فضلا عن الشعور بالدفء والراحة والاسترخاء.
2. عدم توافر غذاء كاف أو تقديم الغذاء في فترات متباعدة نسبيا تفوق إمكانات الطفل على تحمل طول فترة الجوع.
3. افتقار الطفل إلى الحنان والعطف أو عدم حصوله على قدر كاف من الرضاعة الطبيعية.
4. التوتر الأسري.
5. يلجأ بعض الأطفال نتيجة مالديهم من طاقة غير مفرغة والرغبة في الانشغال إلى أي نشاط يقطع مللهم ومن ذلك مص الإصبع.
6. يأتي القلق في مقدمة الأسباب كما يؤثر الشعور بالوحدة والعزلة والانفعال الشديد على إقبال الأطفال على مص الأصابع أو أجزاء الملابس .
أساليب التغلب على المشكلة
1. من الضروري أن يحاول الأهل تحديد سبب توتر الطفل والذي قد يدفعه لمص إصبعه ، ويكون ليس بمساءلته بل بمراقبة سلوكه في البيت وملاحظة الحوادث التي تزيد من مص إصبعه،ومن ثم يحاول الأبوان ما أمكن العمل على تفادي أو التقليل من بروز العامل المسبب لتوتر الطفل.
2. إن توعية الأطفال وإرشادهم وتعريفهم بمخاطر العادة في هدوء وصبر وحب وحنان من سبل العلاج المفيدة ، ومن المزاح المقرون بالعلاج أن نجعل الطفل بشاهد نفسه في المرآة يوميا لبضع دقائق وهو يمص أصبعه .
3. على الأهل العمل على ضبط مشاعرهم أمام الطفل وعدم التصرف بانفعال عند رؤيته يمص أصابعه وعدم محاولة ضربه أو زجره خصوصا أمام الآخرين أو محاولة جذب أصبعه خارج فمه، يستثنى أثناء نوم الطفل ولا بأس من إخراج إبهامه من فمه برفق. كما لا يجوز جعل الطفل أضحوكة في البيت بسبب هذه العادة.
4. تلويث أصابع الطفل بمادة ذات طعم كريه وغير سامة أو مؤذية، وشرط استخدام ذلك هو إفهام الطفل إن ما فعلناه معه ليس إلا لتذكيره.
5. محاولة إشغال يدي الطفل معظم الوقت ما أمكن باللعب أو الرسم أو الكتابة وذلك بما يناسب سنه والسماح للطفل بالاختلاط مع من هم في مثل سنه والاندماج معهم لأن العزلة من العوامل المهمة في ظهور واستمرار هذه العادة.
6. إن أعطاء المكافآت النقدية والعينية للطفل نتيجة امتناع الطفل لفترات عن ممارسة عادته من العوامل المهمة المفيدة.
7. الاستشارة الطبية والنفسية في الحالات الشديدة.
د/ عطا أحمد شقفة؛علم النفس.




التسميات



فى الختاااااااااااام

أرجــــــــو أن تكونوا قضيتم وقتا ممتعا فى موقعنا
ومن لديه
أى اضافات ، فاليتفضل بالاشتراك أو التعليق

رافقتــــكم الســـــلامه
،،،،،،،