الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

الطلاق يحدث آثار سلبية على الصحة والنفسية

الطلاق يحدث آثار سلبية على الصحة والنفسية


أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الطلاق والترمل قد يحدثان أثراً سلبياً، مباشراً وطويل المدى، على الصحة الجسدية والنفسية، وإن إعادة الزواج قد لا تجدي في تخفيف هذا الأثر المدمر.

الدراسة التي أعدتها مديرة "مركز الشيخوخة بمركز أبحاث الآراء القومي في جامعة شيكاغو" أخصائية علم الاجتماع ليندا ويت، بيّنت أن المطلقين عرضة وبنسبة 20 في المائة، للإصابة بأمراض مزمنة، كأمراض القلب والسكري والسرطان، عن الأشخاص المتزوجين.

ولم يقتصر التأثير عند الإصابة بالأمراض، بل القدرة على الحركة أيضاً، حيث وجد المطلقون صعوبة في الحركة - مثل تسلق الدرج أو المشي لمسافات قصيرة - وبنسبة فاقت 23 في المائة أولئك المتزوجين.
وتأتي الدراسة كتأكيد لأبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل و"حافظة نقود" المرأة، بالإشارة إلى أن "أبغض الحلال" قد يؤدي لانتكاسات صحية، من الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.


أ.عطا أحمد شقفة- أستاذ علم النفس – غزة - فلسطين

الثلاثينيات... سر سعادة المرأة

الثلاثينيات... سر سعادة المرأة








"السعــــادة"....... يختلف معناها من شخص لآخر، وتختلف كذلك الطرق التي تؤدي إليها، فالسعادة كاللؤلؤة في أعماق البحار تحتاج إلى غواص ماهر يتقن صنعة الغوص والاكتشاف.. يظل الرجل والمرأة يبحثان عن هذه "اللؤلؤة" طيلة عمرهما -قصدا أم لم يقصدا- ولا يصلان إلى موطنها إلا عند وصولهما إلى مرحلة عمرية معينة قد يتفقان فيها أو يختلفان.

هذا ما ذهبت إليه دراسة أمريكية حديثة لتحديد أهم مراحل الإنسان إحساسا بالسعادة، ففي دراسة فريدة من نوعها استمرت 45 عاما قام علماء النفس الأمريكيون بإجراء 3 دراسات على رجال ونساء في 3 ولايات أمريكية تراوحت أعمارهم بين 28: 70 عاما، حيث خضع المشاركون في هذه السنوات إلى استجوابات سنوية تدور حول السعادة. (سر الاستقرار) حيث توصلت الدراسات في النهاية إلى أن الرغبة في الاستمتاع بالحياة من الأهداف التي لا تغيب عن بال أي إنسان سواء كان رجلا أم أنثى، فمع تقدم العمر يزداد الإقبال على الحياة وترتفع الروح المعنوية. ولاحظ العلماء أن نسبة سعادة المرأة وإقبالها على الحياة تزداد بعد بلوغها مرحلة الثلاثينيات من العمر حيث تتحسن حالتها النفسية مقارنة بالرجل، ثم يحدث العكس بعد سن الأربعين؛ فتقل فرص الشعور بالسعادة النسبية لحواء حيث تدخل مرحلة "سن اليأس" التي تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، بينما يبدو الرجل في هذه المرحلة من العمر أكثر سعادة، وعندما يصل كل من المرأة والرجل إلى مرحلة الخمسينيات فإنهما يتساويان في درجة حبهما للحياة وإحساسهما بالبهجة والسعادة.

يعلق على هذه الدراسة الأستاذ الدكتور "فكري عبد العزيز" استشاري الطب النفسي والأعصاب، عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية- حيث يعطي لنا تعريفا للسعادة فيقول: السعادة هي الشعور بالأمان الصحي النفسي والرضا عن الذات الإنسانية والاستقرار الفكري والوجداني. وعن فترة الثلاثينيات التي تحدثت عنها الدراسة بأنها فترة تزيد فيها سعادة المرأة قال: هذه المرحلة تعتبر سن الاستقرار في عملية الارتباط وإنجاب الأبناء، ومن ثم فقد أصبحت حياة المرأة مرتبطة باستكمال رسالتها من خلال إسعاد الزوج وتنمية قدرة الأسرة، وهذا يعكس أن المرأة قادرة على الإنتاج والعطاء والعمل بما يُسعد إمكانياتها وقدراتها مما يزيد من شعور الأمان والاستقرار لديها. ويضيف: ليست السعادة في هذه المرحلة من العمر مرتبطة بزيادة ماديات أو ممتلكات؛ فلم تعد المادة أو المركز هما الدافع في هذه المرحلة، إنما هو الاستقرار الأسري الذي يُصاحبه أيضا نضوج انفعالي لدى المرأة؛ فهي في منتصف العمر تقريبا مما يعني أنها حددت هويتها وأحلامها وعرفت المجتمع من حولها مما يعطيها إحساسا بالسعادة. كذلك فمرحلة الثلاثينيات هذه تسبق مرحلة سن اليأس التي يصاحبها آلام نفسية وبيولوجية وجسمية، فالمرأة تشعر في هذه المرحلة ( الأربعينيات ) أن وضعها الإنساني قد انتهى من ناحية الحياة، فهي غير قادرة الآن على الحمل والإنجاب مما يُصيب المرأة بنوع من القلق والآلام والاكتئاب، وهذا يفسر تراجع السعادة لدى المرأة في هذه الفترة وزيادتها لدى الرجل.

صمام أمان...... ويشير الدكتور "فكري عبد العزيز" إلى أن المرأة التي مرت بفترة من السعادة والإحساس بالأمان النفسي والاستقرار وانتظام الدوافع في فترة الثلاثينيات سوف يساعدها ذلك على المرور بأمان من المرحلة التالية وهي فترة الأربعينيات دون حدوث اضطرابات أو دون تعرضها للإحباط والاكتئاب وشعورها بأن الحياة قد توقفت من حولها.

وينصح الدكتور "فكري" المرأة في سن الأربعين بأن تحاول أن تزيد من استقرار الأسرة وأن تزيد من قدرتها الاجتماعية إلى جانب الترويح النفسي وتنمية قدراتها، وعلى المرأة كذلك أن تشارك في المسئولية الأسرية وتستشعر نجاحها في تربية أطفالها وبناء أسرتها؛ فهذا كله سوف يؤدي إلى سعادتها، أما الخطأ الذي نحذر منه فهو سلوك المرأة الخاطئ بأن تتقوقع على نفسها في هذه المرحلة.

أما عن فترة الخمسينيات التي أشارت إليها الدراسة بأن الشعور بالسعادة يتساوى فيها بين الرجل والمرأة فيقول الدكتور "فكري": هذه المرحلة يشعر الطرفان أنهما قد حققا أهدافهما في الحياة من خلال استقرار الأبناء وبناء الأسرة؛ وهو ما يؤدي إلى الشعور بالأمان. ويضيف بأن الاختيار الموفق لشريك الحياة أو شريكة الحياة منذ البداية إلى جانب الوعي الديني والالتزام الخلقي كل ذلك يساعد على نمو العلاقات الأسرية؛ ما يؤدي في النهاية إلى الشعور بالسعادة.

اهتمامات المرأة .......أما الأستاذة الدكتورة "سامية خضر" أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس فترى أن مرحلة الثلاثينيات هي سن النضج لدى المرأة، فقد أنهت دراستها واستقرت في عملها وحياتها الزوجية، فهي الآن أصبحت مسئولة عن الآخرين وليس العكس؛ ما يعطيها إحساسا بالحرية فهي بذلك أكثر مرونة، كما أن هذه السن نضجت فيها المرأة فكريا؛ فقد فهمت أشياء كثيرة في المجتمع كانت مشوهة فيما مضى بالنسبة لها.. كل هذه العوامل تؤدي في النهاية إلى شعور المرأة بالسعادة. وتختلف الدكتورة "سامية" مع ما ذهبت إليه الدراسة الأمريكية من تراجع نسبة السعادة لدى المرأة في فترة الأربعينيات التي تصل فيها المرأة إلى سن اليأس فتقول: نحن الآن في القرن 21 ومعه تغيرت أجندة اهتمامات المرأة عن الماضي، ففي الماضي وعلى سبيل المثال كانت هناك أقاويل عن سن اليأس وما يحدث للمرأة فيه من تغييرات نفسية واجتماعية وصحية... إلخ، أما الآن فقد تغير هذا الكلام وأصبح شيئا منتهيا، وهذا يعود لعدة أسباب مثل انشغال المرأة بأشياء أخرى فرضتها عليها ظروف الحياة، إلى جانب تطور الأدوية وزيادة الرعاية الصحية والرعاية الرياضية، والحديث عن هذه السن في وسائل الإعلام المختلفة بشكل علني أدى إلى تواري القلق عند المرأة ، ولم تصبح هذه السن تسبب إحباطا لديها أو تشغل تفكيرها، فمتوسط سن المرأة اليابانية 82 عاما فليس من المعقول أن تظل المرأة هناك 30 عاما في حالة يأس .... فالشعور بالسعادة لا يتراجع بالقدر الكبير في هذه المرحلة كما قالت الدراسة.

وعن فترة الخمسينيات قالت: في هذه المرحلة تكون الحدود بين المرأة والرجل مختفية فلم تعد موجودة كما كانت في المراحل العمرية السابقة، سواء كان ذلك في المنصب أو الفكر أو الشخصية؛ فالمرأة تتساوى مع الرجل في ذلك لذا تتساوى درجة الشعور بالسعادة في هذه الفترة لديهما. وتشير الدكتورة سامية إلى بعض المعايير الاجتماعية التي تتحكم في نسبة الإحساس بالسعادة لدى المرأة فتقول: يتوقف ذلك على مدى شعور المرأة بالحرية وهل تخضع إلى نوع من المراقبة أم لا، ومدى إمكانياتها في اتخاذ القرارات من عدمه.... إلخ. وتضيف: هناك عامل مهم يجب أن نشير إليه حيث تختلف درجة الإحساس بالسعادة من مجتمع لآخر ومن طبقة اجتماعية إلى أخرى ومن مستوى تعليمي إلى آخر، فمثلا العادات والتقاليد في المجتمعات النامية تعمل على إحكام السيطرة على المرأة، أما في الغرب فتتمتع المرأة بالحرية وتستطيع أن تعبر عنها بأشكال متعددة، وهذا ينعكس على درجة الإقبال على الحياة، فالآلية مختلفة تماما بين الشرق والغرب.





د. عطا أحمد شقفة - أستاذ علم النفس – غزة - فلسطين

هل تعلم ماذا يفعل لك القران عند موتك ؟؟؟

هل تعلم ماذا يفعل لك القران عند موتك ؟؟؟


عن بريده رضي الله عنه قال : سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول :
) َإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ . فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ . فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الهوا جر وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا . فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا )

فلندعو الله أن يُنعم علينا بإحسانه من هذا الخير. آمين آمين آمين .
يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) , فيما معناه , يأتي القرآن يوم القيامة شفيعاً لأصحابه لا يعادل شفاعتهُ أمام الله نبي أو ملاك .


أثبتت دراسة علمية


أن قراءة القرآن كل يوم تنشط جهاز المناعة وكذلك ملامسة الجبهة للأرض في وضع السجود يساعد على ضخ كمية أكبر من الدماء إلى المخ وتنشيطه .

الاعجاز في ركعتي ليلة الزواج ..

الاعجاز في ركعتي ليلة الزواج ..


بعد انتهاء حفل الزفاف ذهب العروسان وهما في قمة السعادة إلى الفندق لقضاء ليلة الزفاف هناك، وبمجرد دخول العروس وعريسها إلى الغرفة تبدلت ملامح العروس وظهر عليها الضيق الشديد وهي ما زالت مرتدية لفستان الزفاف وأخذت تجلب التحف والمجسمات الجمالية التي ملأت الغرفة لتلقي بها على رأس عريسها الذي وقف مذهولا من الموقف .


ومع محاولة العريس تهدئة زوجته التي أصابها هياج تام دون فائدة أخذها إلى أقرب مستشفى ليفحصها طبيب نفسي.
وبمجرد أن رأى الطبيب العروس ذهل من منظرها وهي في فستان الزفاف وبكامل زينتها وتعاني من هياج شديد، وأكد العريس للطبيب أنه لم يفعل أي شيء مع عروسه بل لم يحدثها من الأساس.
وبعد أن هدأ الطبيب العروس بدأ بفحصها ليكتشف أنها كانت تعاني من زيادة في الشحنات الكهربائية في منطقة المخ أدت إلى شعورها أن الجدران تطبق عليها مما دفعها لمحاولة القيام بأي شيء كي تزيد مساحة الغرفة وذلك بالتخلص من المجسمات الجمالية الموجودة فيها.
وأوضح الطبيب للزوج أن هذه الحالة ناتجة عن دخول العروس تجربة جديدة عليها وهي تجربة الزواج التي أدت إلى تصرفها بهذا الشكل.
وحين قراءتي لمحتوى الإقتباس
عن هيجان العروس ليلة زفافها بسبب الشحنات
وتذكرت بالمقابل سنة شبه ماتت واندثرت
وهي أن يصلي الزوج والزوج ليلة زفافهما
ركتعين حين دخولهما غرفتهما
وحين ربطت الأمور مع بعضها
اتضحت لدي معجزة من معجزات النبي الكريم
( صلى الله عليه وسلم )
وهو أن الشحنات الزائدة تذهب بمجرد السجود
وهذا علاج رباني أوحى الله به على رسولنا الحبيب
صلى الله عليه وسلم
وبذلك نصح الرسول صلى الله عليه وسلمكل زوجين بتأدية الركعتين لما لهما من فضل كبير
وتجلت الحكمة العظيمة من استحباب أداء هاتين الركعتين
اللتان تخففان بفضل الله من التوتر وتبعث الطمأنينة في القلوب
وتريح الجسد وتزيد الهمة وتضاف إليهما البركة
فسبحان الله العلي الكبير المدبر الأمر علام الغيوب

ستة مفاتيح لقلب حواء

ستة مفاتيح لقلب حواء
لقلب المرأة ستة مفاتيح . . يمكنك من خلالها الاستحواذ على مشاعرها و الوصول إلى حالة سلام دائمة معها :
‏‏ الإصغـــاء:
هو أهم مجاملة يمكن أن تعطيها للمرأة‏..فبالإصغاء تعطيها الإحساس بأنك مهتم بها وبأدق تفاصيل حياتها‏,‏ فهي تحب سرد تفاصيل المواقف التي تواجهها وانفعالاتها بها‏,‏ ومن خلال جلوسك معها وإصغائك الجيد لها‏,‏ يتولد إحساس عميق من التفاهم والتقارب‏ ومن جانبها بالامتنان لك‏.‏
‏‏ التأييــــد:
يحلو للمرأة أن تشعر بان الرجل وراءها دائما‏,‏ يساندها ويؤازرها‏,‏ ويحميها من أي موقف قد تتعرض له, من وجهة نظرها فيعطيها ذلك الإحساس قوة وصلابة في مواجهة الأمور‏.‏
‏‏ الإعجــــاب‏‏:
تعشق المرأة أن تشعر بأن الرجل معجب بها‏,‏ بأسلوب تفكيرها مثلا‏ بأناقتها‏,‏ بطريقة تصفيف شعرها‏,‏ بذوقها في انتقاء العطور التي تضعها‏,‏ بشخصيتها بخفة الظل التي تتمتع بها‏,‏ بشجاعتها‏,‏ بمستواها العلمي أو الثقافي‏..‏ فهي دائما تنتظر من الرجل كلمة إعجاب وهمسة إطراء‏.‏
‏‏ الإهتمـــام‏‏:
اظهر اهتمامك بها دائما‏,‏ حاول أن تنفي المقولة التي تؤكد أن الرجل لا يهتم‏ حاول بقدر استطاعتك أن تظهر اهتماما كبيرا بزوجتك وكأنها محور حياتك ، فذلك يسعدها كثيرا ويعطيها إحساسا أكبر بالثقة في نفسها ،وذلك الاهتمام قد يتسع ليشمل الأشياء التي تهتم بها، فتوجد بذلك اهتمامات مشتركة تقرب مسافة التفاهم بينكما‏..‏وهذا بالقطع يحقق لها التوازن النفسي في حياتها‏.‏
‏‏ ادفــع بها للأمـام‏:
كن دائما وراءها‏,‏ لتشجعها علي أن تكون هي الشخصية التي تحلم هي أن تكونها‏ بشرط أن تبقي أنت في الظل‏ ، حاول أن تمتزج بها علي المستوي العاطفي والعقلي والثقافي‏ وأظهر لها دائما ودا وتعاطفا واحتواء‏..‏

فالمرأة مهما تكن قوية الشخصية‏,‏ فهي تسعد بأن تجد الرجل يحتويها‏,‏ ويحميها‏.‏
‏‏ افـــخر بــها:‏
اجعلها تشعر دائما‏ بأنك فخور بها‏,‏ أعلن ذلك بين الحين والآخر‏.‏خاصة أمام المقربين ,‏ فذلك يشعرها بفرحة غامرة ويعمق إحساسها بذاتها‏.‏
وأخـــيرا . . من أجل أن تقوم بكل ذلك هناك شرط واحد فقط عند استخدامك مفاتيح المرأة‏ هو....... أن تقوم بذلك بمنتهي الطبيعية والنية الصادقة‏ حتى لا يظهر تقربك هذا بأنه تمثيل أو نفاق.......

إشرب الماء على معدة خالية

إشرب الماء على معدة خالية

أصبح من المعتاد اليوم في اليابان شرب الماء مباشرة بعد الاستيقاظ صباحا. وفوق ذلك فقد أثبتت الاختبارات العلمية قيمتها. وننشر أدناه وصفة استخدام الماء لقرائنا الأعزاء. وقد اكتشفت جمعية طبية يابانية نجاح العلاج بالماء لأمراض مزمنة وخطيرة، وكذلك للأمراض المتوسطة كعلاج ناجح 100% للأمراض التالية:

الصداع ، آلام الجسم ، أمراض القلب ، التهاب المفاصل ، ضربات القلب السريعة ، الصرع ، السمنة أو البدانة المفرطة ، التهاب القصبات ، الربو ، السل ، التهاب السحايا (السحائي) ، أمراض الكلية والجهاز البولي ، التقيؤ ، التهاب المعدة ، الإسهال ، الخوازيق (البواسير) ، مرض السكري ، الإمساك ، جميع أمراض العيون ، الرحم ، السرطان ، أمراض الأذن والأنف والحنجرة.
أسلوب المعالجة:

1- فور استيقاظك في الصباح وقبل تفريش أسنانك ، إشرب 4 أقداح من الماء (سعة 160 مللتر(.

2- فرش أسنانك ونظف فمك ولكن لا تأكل أو تشرب أي شيء قبل مرور 45 دقيقة.

3- بعد مرور ال_45 دقيقة بإمكانك أن تأكل وتشرب كالمعتاد.

4- بعد 15 دقيقة من الإفطار ، وكذلك الغداء ، والعشاء ( لا تأكل أو تشرب أي شيء لمدة ساعتين.(

5- بالنسبة لكبار السن أو المرضى والذين لا يستطيعون شرب 4 أقداح من الماء في البداية يمكنهم شرب القليل من الماء وتدريجيا يزيدون الكمية إلى أن تصل إلى 4 أقداح كل يوم.

6- إن أسلوب العلاج المبين أعلاه يشفي أمراض أولئك الذين يعانون منها بإذن الله أما الناس الاعتياديين فسيتمتعون بحياة صحية سليمة وجيدة إن شاء الله .



وتبين القائمة أدناه عدد الأيام اللازمة للعلاج المطلوب للتداوي أو السيطرة على الأمراض أو تقليل أثرها:

-1. ضغط الدم العالي 30 يوما

-2. أمراض المعدة والحموضة 10 أيام

-3. مرض السكري 30 يوما

4. -الإمساك 10 أيام

-5. السرطان 180 يوما

-6. السل 90 يوما

-7. المرضى المصابين بالتهاب المفاصل يجب أن يتبعوا العلاج أعلاه فقط لمدة 3 أيام في الأسبوع الأول ، ثم يومياً من الأسبوع الثاني فصاعداً.


إن أسلوب العلاج أعلاه لا يشكل أي أضرار جانبية.....

الغيرة تسبب آلا لام المفاصل عند النساء

الغيرة تسبب آلا لام المفاصل عند النساء




الدراسات توضح أن الغيرة تسبب الضغط النفسي الذي يؤدي لارتفاع ضغط الدم، وآلام حادة في منطقة الرقبة والظهر.

حذرت دراسة علمية جديدة، أجريت في جامعة شيكاغو الأمريكية، من أن عدم الاستقرار النفسي، ومشاعر الغيرة التي تتملك المرأة، تزيد خطر أصابتها بآلام الظهر والمفاصل. وأوضح الباحثون أن هذه المشاعر السلبية تزيد درجات التوتر والقلق، التي تشجع بدورها الشعور بالألم الجسدي والعضوي، حيث يسبب الضغط النفسي المتولد من الإفرازات الهرمونية ارتفاع ضغط الدم المؤقت، وآلام حادة في منطقة الرقبة والظهر، التي تعد من أكثر المناطق تعرضا للتقلص العضلي، والاضطرابات العصبية.

من ناحية أخرى، يؤكد علماء النفس أن الغيرة هي إحدى متطلبات الحب، طالما احتفظ بها الطرفان ضمن حدودها الطبيعية، فالقليل منها يذكي الحب، ويحفظ للعلاقة زهوها وجمالها، وهي دليل شباب العاطفة، إذا ما ظلت في حدود اللهفة والاشتياق والرغبة في ملازمة الحبيب أطول وقت ممكن، لكنها تتحول إلى نوع مرضي إذا ما تطورت إلى حدود الشك والقلق، وحاول الشخص مراقبة الطرف الآخر، ورصد تصرفاته، وتحليلها في ضوء الرغبة في السيطرة عليه وإخضاعه.

ويرى الأطباء أن الدافع الأول للغيرة المرضية، يكمن في عدم الثقة بالنفس، والخوف من تغير الطرف الآخر، وانتهاء الحب، والشعور بالوحدة،، مشيرين إلى أن الحوار بين الطرفين يمثل الأسلوب الأمثل للتخلص من الغضب، مع ضرورة مخاطبة القلب، عن طريق العقل، بدلا من اللقاءات التنافسية الحادة.
وكان بعض العلماء قد اكتشفوا أن الأشخاص، الذين لا تتطابق أحجام آذانهم أو أقدامهم، يكونون أكثر شعورا بالغيرة في الحب، من الذين يتمتعون بتناظر في الأعضاء المزدوجة، وأن الذين يتناظر الجانبان الأيسر والأيمن من وجوههم وأجسامهم، يعتبرون أكثر جاذبية للمحبين.
ولفت الخبراء في مجلة "نيوساينتيست" العلمية، إلى أن الغيرة هي أحد استراتيجيات الاحتفاظ بالحبيب، لذلك فإن الشخص الأكثر تعبيرا عن الغزل، يكون على الأرجح الأكثر غيرة.

كيف تفسرين صرخات طفلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم



كيف تفسرين صرخات طفلك؟

لكل سبب صرخة مميزة
كيف تفسرين صرخات طفلك المختلفة؟ هذا سؤال تهم إجابته كل أم..
ويوضح الخبراء والمختصون كيف تستطيعين من خلال شدة صرخة طفلك ودرجة نغمتها والوقت الذي تستغرقه، أن تحددي المشكلة التي يعانيها الطفل والتي قد تكون:
الألم:
صرخة مفاجئة طويلة ذات درجة نغمة عالية، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا. وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها.
الجوع:
نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت.
الملل:
أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة.
التوتر:
أنين متضجر بشبه أنين الملل، فكما أن الشخص الكبير إذا كان في ضيق فإنه يحب أن ينفس عن نفسه فكذلك الطفل الصغير الذي يشعر أن التضجر يعطيه شعوراً أكبر بالراحة . المغص:
أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل، وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه. وهناك نوع معين من المغص يصيب حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة، حيث يبدأ معهم في وقت مبكر، ربما قبل أن يكملوا أسبوعين من عمرهم، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر.


قائمة مساعدة لبكاء الطفل :
* عليك اختبار حفاضات الطفل وهل تحتاج إلي تغيير .
* تأكدي من أن الطفل ليس جائعاً أو عطشاً .
* تأكدي من أن الطفل ليس في جو بارد أو دافئ أكثر مما يجب .
* تأكدي من أن الطفل ليس مريضاً .
* عليك معالجة المغص أو مشاكل التسنين .
* يمكنك أرجحة طفلك في مقعد أو سرير هزاز .
* تنشيط الطفل برفق بين ذراعيك أو في سرير الطفل .
* جربي إعطاءه دمية .
* تحدثي مع طفلك .
* احملي طفلك في حاملة الأطفال .
* تحدثي مع الأخصائية الصحية أو الطبيب أو جهات مساعدة ا لوالدين .
* اخرجي مع طفلك لنزهة على الأقدام أو بالسيارة .
* دعي الطفل في حجرة أخرى لبعض الوقت .
* اتركي الطفل مع شخص آخر لبعض الوقت لتأخذي بعض الراحة .
* تقبلي فكرة أن بعض الأطفال يبكون مهما فعلت .
* تذكري أن هذه المرحلة ستمضي سريعاً .

د/عطا أحمد شقفة – أستاذ علم نفس

اكبر عشر عادات تدمر المخ

اكبر عشر عادات تدمر المخ



تعالووووو شوفوا معنى اكبر عشر عادات تدمر المخ والكثير لايهتم بها ....
1- عدم تناول وجبة الافطااار
الناس الذين لا يتناولون وجبة الافطاار سوف ينخفض معدل سكر الدم لديهم . هذا يقود إلى عدم وصول غذاء كافي لخلايا المخ مما يؤدي إلى انحلالها ...
2- الإ فراط في تناول الأكل:
الأكل الزائد يسبب تصلب شرايين الدماغ, مما يؤدي إلى نقص في القوة الذهنيه .
3-التدخين:
يسبب التدخين انكماش خلايا المخ وربما يودي إلى مرض الزهايمر ...
4-كثرة تناول السكريااات.
كثرة تناول السكريات يعوق امتصاص الدماغ للبروتينات والغذاء ,مما يسبب سوء تغذية الدماغ وربما يتعارض مع نمو المخ ..
5- تلوث الهواء:
الدماغ هو اكبر مستهلك للأكسجين في أجسامنا .استنشاق هواء ملوث يقلل دعم الدماغ با الأ كسجين مما يقلل كفاءة الدماغ ..
6- الأرق ( قلة النوم :(
النوم يساعد الدماغ على الراحة . كثرة الأرق تزيد سرعة موت خلايا الدماغ ..
7- تغطية الرأس أثناء النوم:
النوم مع تغطية الرأس يزيد تركيز ثاني أكسيد الكربون ويقلل تركيز الأ كسجين مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الدماغ ..
8- القيام بأعمال أثناء المرض:
العمل الشاق أ و الدراسة أثناء المرض تقلل من فاعلية الدماغ كما أنها تؤدي إلى تأثيرات سلبية عليه ..
9- قلة تحفيز الدماغ على التفكير:
التفكير هو أفضل طريقة لتمرين الدماغ .قلة تحفيز الدماغ على التفكير تؤدى إلى تقلصأ و تلف خلايا الدماغ ..
10- ندرة الحديث مع الآخرين.
الحوار الفكري مع الآخرين يساعد على ترقية فعالية الدماغ ..

مع تحيات د/ عطا أحمد شقفة -أستاذ علم النفس

قضم الأظافر مشكلة نفسية سلوكية ، إليك سبل العلاج

قضم الأظافر مشكلة نفسية سلوكية ، إليك سبل العلاج



قد نجد البعض لديهم عادة سيئة وهي (قضم الأظافر) وهي حالة قابلة للعلاج وهي من المشاكل النفسية السلوكية والتي يعاني منها البعض، ويكمن السبب وراء هذه المعاناة في الصراع الداخلي والضغوط النفسية والتي تترجم إلى سلوك قضم الأظافر والتي قد يؤدي إلى اختفاء الظافر وما يصاحبه من تشويه وألم .
ويقف وراء هذا الصراع خبرات سابقة سيئة تعرض لها الفرد وإما سلوك مكتسب ومتعلم بمعنى عادة سلوكية قد لا تعكس أي صراع.
والعلاج يكمن في أمرين :
1- اكتشاف الصراع والضغط النفسي ومسبباتهما والعمل على حل تلك الصراعات عن طريق العلاج النفسي باستخدام العلاج النفسي المعرفي لتغيير بنية التفكير تجاه أحداث الحياة والتعامل معها والعلاج النفسي المبني على حل المشكلات ،والصراعات بين الفرد ونفسه من جهة ،والآخرين من جهة أخرى.

2- تعليم الفرد عادة سلوكية صحية عن طريق العلاج السلوكي وتعديل السلوك عن طريق إكساب من يعاني المشكلة سلوكيات صحية مرغوبة ،كما أن تدريبات الاسترخاء... من الوسائل المعينة للتخلص من حالة الشدة المؤدية للصراع والضغط النفسي.
وينصح الدكتور سعيد وهاس بضرورة معرفة مصدر الصراع الذي يعاني منه الفرد والذي أدى إلى ظهور المشكلة والعمل على حلها ومعرفة إن كان هذا السلوك مكتسبا كما يجب الاستعانة بالمختصين في المجال النفسي.
لكم منى أعظم احترام وتقدير

الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" من النواحي النفسية

الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" من النواحي النفسية

مقدمــــة :

مما لاشك فيه أن الأمور الجنسية في مجتمعاتنا تحاط بالسرية والكتمان ، ويجري الحديث عنها بلغة غامضة وتعبيرات غير مباشرة .. كما أنها ترتبط بالجهل والخرافة ونقص المعلومات، .. وهذا جزء من تخلف الوعي الصحي العام ،وتخلف الوعي الجنسي بشكل خاص.
وتعتبر المعلومات الطبية الجنسية الصحيحة ضروري كي يعرف الإنسان نفسه ذكراً كان أم أنثى .. والأعضاء الجنسية جزء من تكوين الجسم الإنساني وهي تشبه باقي أعضائه في وظائفها الطبيعية وفي أمراضها المتنوعة.
والمعلومات الطبية والعلمية الصحيحة تساهم في معرفة الإنسان لنفسه ومكوناتها ورغباتها ،وبالتالي يسهل ذلك فهمها والسيطرة عليها والعمل على ضبطها ، ولاسيما في ظروف تربوية وأخلاقية ودينية مناسبة. وكثيراً ما تواجه القضايا الجنسية في مختلف المناسبات العامة والاجتماعية والعلمية وحتى الطبية .. بستار ثقيل من الصمت أو الإحراج أو الجهل أو التجاهل .. أو بمزيج من ذلك جميعاً.
ومما لاشك فيه أن درجة من الحرج والقلق قد تكون مصاحبة لعملية التثقيف الجنسي الصحي وهذا طبيعي ومقبول نظراً لحساسية الموضوع ودقته واحتمال سوء فهمه من الآخرين ، ولكن يستدعي ذلك مواجهة الموضوع بنضج ومسؤولية وثقافة علمية صحيحة دون الهروب منه أو إغفاله .. وأيضاً يستدعي البحث عن اللغة المناسبة والمعلومة المناسبة والمكان المناسب والظرف المناسب دون إفراط أو تفريط . كل ذلك يمكن أن ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية والجنسية وعلى التخفيف من مشكلات كثيرة يساهم فيها الجهل والمعلومات الجنسية الخاطئة. وتبين الدراسات الخاصة بالاضطرابات الجنسية نفسية المنشأ أن علاج هذه الاضطرابات يعتمد في جزء كبير منه على التثقيف الجنسي وإعطاء معلومات طبية وعلمية حول الوظائف الجنسية الطبيعية للإنسان ، وأيضاً على تعديل أفكار المريض عن مفهوم الأداء الجنسي وعن عدد من الأساطير الشائعة المرتبطة بالجنس وذلك بشكل جلسات علاجية تثقيفية حيث تساهم هذه المعلومات بتخفيف القلق الجنسي والشعور بعدم الاطمئنان أثناء العمل الجنسي.
تعريــــف :
تعرف العادة السرية أو "الإثارة الجنسية الذاتية" من الناحية الطبية على أنها " إثارة ذاتية للجسم من خلال مداعبة المناطق الحساسة جنسياً ولاسيما الأعضاء الجنسية ، مما يؤدي إلى ازدياد الإثارة تدريجياً ثم الوصول إلى قمة النشوة أو الرعشة الجنسية ، ويصاحب ذلك عادة خيالات ذاتية جنسية متنوعة ثم متعة جسدية ولذة " . وتتم الإثارة الذاتية عادة من خلال الاحتكاك باليد أو بالسرير أو بالوسادة وغير ذلك.
ويمكن لها أن تبدأ منذ سن مبكرة أثناء الطفولة ، ويمكن للطفل أن يكتشفها صدفة من خلال مداعبة الأعضاء الجنسية ،حيث تترافق هذه المداعبات مع مشاعر لذيذة، مما يؤدي إلى تكرارها .. وهي تزداد عادة في فترة المراهقة بسبب النضج الجنسي الطبيعي وازدياد مستوى الهرمونات الجنسية بشكل واضح .
وأما الاحتلام الليلي أو الأحلام الجنسية أثناء النوم فهي نوع من الحلم الجنسي الذي يترافق مع النشوة الجنسية ،ويصحو الإنسان وهو يتذكر شيئاً من هذا الحلم الجنسي أو لا يتذكره . وتعتبر الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" من النواحي الطبية وفي مختلف الدراسات الجنسية والنفسية ظاهرة طبيعية وليست مرضاً .. وكذلك الاحتلام الليلي . وهي ظاهرة اعتيادية واسعة الانتشار في جميع المجتمعات . وهي تدل على ازدياد الإثارة الجنسية الفيزيولوجية والتي تحتاج للتفريغ ، ويتم ذلك عادة بشكل شخصي وذاتي وسري ، وهي أقل ضرراً من النواحي الاجتماعية والأخلاقية من السلوكيات الجنسية الأخرى .
وهناك كثير من الأوهام المرتبطة بالعادة السرية في أذهان العامة وفي أذهان الشباب والشابات في سن المراهقة وما بعدها ..ومنها أنها تؤدي إلى ضعف النظر والعمى والعقم والجنون وغير ذلك .. وبعضهم يعتبرها مرضاً نفسياً يحتاج إلى العلاج ويطلب استشارة الأطباء للتوقف عنها نهائياً....

وبعض المتعلمين والمربين لايتورع عن إسداء النصائح والإرشادات المتنوعة للتخلص من هذا الداء .. دون علم أو دراسة طبية وهم يتناقلون أفكاراً وآراءً متوارثة خاطئة لايوافق عليها العلم والطب ولا يمكن تطبيقها عملياً ..وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً.

وبالنسبة للمشكلات المرتبطة بالإثارة الجنسية الذاتية فهي متنوعة.. وأكثرها شيوعاً :
اعتبارها مرضاً يجب التخلص منه وأنها خطيئة أخلاقية كبيرة تعادل الزنا .. مما يجعل الشاب أو الشابة عرضة لصراعات نفسية وقلق مستمر ، وبعضهم يعتبر نفسه مريضاً أو غير أخلاقي، وأنه خرج عن إطار القيم المقبولة وهو يؤنب نفسه يومياً ويوبخها بأبشع اللعنات ويصفها بأبشع الصفات .. مما ينعكس على ثقته بنفسه وتقديره لذاته ويهيئه فيما بعد لحالات اكتئابية أو خجل ، وفي الجانب الآخر يمكن لذلك أن يساهم في اتخاذه لسلوكيات جنسية منحرفة وغير مقبولة اجتماعياً أو أخلاقياً في المستقبل. وبعضهم يتأثر ببعض الأفكار الشائعة الخاطئة عن أضرار العادة السرية مثل أنها تؤدي إلى النسيان ونقص التركيز وضعف الجسم والهزال مما يجعله متوتراً وقلقاً ويجعل ثقته بنفسه وقدراته ضعيفة وسلبية ويزيد في مشاعر النقص التي يحملها عن نفسه مما يؤثر على أدائه الدراسي أو العملي أو الاجتماعي. كما يسعى بعضهم الآخر إلى التوقف عن ممارسة العادة السرية لفترات تطول أو تقصر وبعد أن يقع فيها مرة إضافية تنهار ثقته بنفسه وتتثبت أفكاره الخاطئة عن نفسه وأنه ضعيف وغير قادر على ضبط شهواته . ومنهم من يحاول الابتعاد عن الأمور الجنسية وعن أية خيالات ترتبط بها ويتخذ قرارات متسرعة سلبية حول مستقبله الجنسي وحول زواجه. وعندما يعرف الشاب أو الفتاة أن مايجري له أو لها هو سلوك طبيعي وليس مرضياً ، فإن ذلك يساعده على تعديل نظرته عن نفسه ويجعله يقبل نفسه ولا يحملها ما لاطاقة لها به .. كما أن ذلك يوفر له طاقات نفسية وعقلية جديدة كان يستهلكها في صراعه مع ذاته دون جدوى.
الإكثار من العادة السرية وممارستها عدة مرات في اليوم الواحد .. ويدل ذلك عادة على التوتر والقلق وعلى درجة من الإحباط وتعكر المزاج . حيث تقوم اللذة الجنسية هنا بدور علاج لهذه الحالات المزاجية السلبية من خلال اللذة المؤقتة .
ومن المفهوم أن اللذة الجنسية يمكن لها أن تعدل المزاج وتحسنه ، وهذا معروف في كل المجتمعات حيث تزيد الممارسات الجنسية بين الأزواج في أوقات الشدة والضغوط والأزمات الاجتماعية والمهنية والحياتية المتنوعة .. ولكنها في حالات الشباب والمراهقين يمكن لها أن تؤدي إلى نقص المهارات في التعامل مع الحالات المزاجية السلبية ، وإلى نقص في تطوير القدرات الذاتية والاجتماعية وإلى الانكفاء على النفس والعزلة .. ومن المطلوب هنا تنمية المهارات المختلفة ، وزيادة القدرات الاجتماعية، وأيضاً التعرف على كيفية التعامل مع حالات الإحباط والتوتر والتخفيف منها بعدة وسائل ناجحة وناضجة وإيجابية وليس فقط عن طريق الإثارة الجنسية الذاتية.
وفي عدد من الحالات الاكتئابية أو القلق العام والتي تصيب الشباب وتترافق مع الإكثار من العادة السرية ، نجد إنها تحتاج للعلاج الطبي النفسي والدوائي والذي يهدف إلى السيطرة على القلق أو الاكتئاب أو التخفيف من أعراضهما.
الخيالات الجنسية المنحرفة والتي يمكن لها أن ترافق العادة السرية مثل :الخيالات الجنسية المثلية، والخيالات الجنسية المرتبطة بالأطفال، والخيالات الجنسية المرتبطة بالمحارم من الأهل، والخيالات السادية أو المازوخية ،أو التعلق بأشياء ورموز غير جنسية أو غير جسدية مثل: التعلق بالأقدام أو الألبسة الداخلية وغير ذلك .. وفي هذه الحالات لابد من التوضيح أن الخيالات الجنسية عموماً يمكن لها أن تكون غريبة وعجيبة ومتنوعة بشكل كبير ،ولا يسهل التحكم بهذه الخيالات وبظهورها .. ولكنها تبقى خيالات ذاتية وشخصية وسرية في العالم الشخصي للفرد ، ويبقى المهم والأساسي هو ضبط الخيال وعدم ممارستها في الواقع العملي . وعادة يمكن لكل هذه الخيالات أن تكون عابرة ومؤقتة ولا تتكرر كثيراً . ولا يعني حدوثها أن الشاب مثلاً: قد أصبح منحرفاً أو مريضاً .. بل تعني أن مثل هذه الخيالات يمكن أن تحدث وأنها عابرة ، ولابد من تنمية الخيالات الطبيعية الاعتيادية بدلاً عنها ، والابتعاد عن كل ما يثير مثل هذه الخيالات المنحرفة كي لا تتثبت .وفي بعض الحالات يمكن أن تتثبت مثل هذه الخيالات المنحرفة مما يطرح ضرورة العلاج النفسي الجنسي مبكراً.
الأوهام والأساطير المرتبطة بالأداء الجنسي العام والتي تترافق مع ممارسة الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" .. مثل أهمية الجاذبية الجنسية وجمال الوجه والجسم ، أهمية حجم القضيب عند الذكر ، درجة الانتصاب وشدته ، عدد مرات الوصول للذة الجنسية في اللقاء الواحد ، أهمية الوصول إلى اللذة الجنسية بنفس الوقت بين الزوجين ، وغير ذلك .. وتساهم هذه الأوهام في نشوء الاضطرابات الجنسية المتنوعة مثل: ضعف الانتصاب وعدم الثقة بالنفس من النواحي الجنسية ، ضعف الرغبة الجنسية عند الجنسين ، المخاوف الجنسية المتعددة وقلق الأداء الجنسي ، الانحرافات الجنسية ، وغير ذلك ..
وهي تساهم أيضاً في نشوء اضطرابات نفسية متعددة مثل القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي وغيره .. إضافة لمساهمتها في نشوء اضطرابات الشخصية واضطرابات التكيف الاجتماعي والنفسي . ولابد من تعديل هذه الأوهام والأفكار الخاطئة الشائعة من خلال الثقافة الجنسية الصحية السليمة.. ويكون ذلك من خلال الاطلاع والتعلم أو من خلال استشارة الاختصاصيين في الطب الجنسي أو النفسي .
وأخـــيراً ........ لابد من الإشارة إلى أن بعض" الشخصيات المنحرفة أو الجانحة" يمكن لها أن تمارس العادة السرية وبشكل علني أو بإشراك أشخاص آخرين معاً ، وهذا بالطبع سلوك منحرف يحتاج للعقاب والضبط . كما أن بعض "حالات الفصام العقلي المبكرة" يمكن لها أن تترافق مع الإكثار من العادة السرية بسبب اضطراب في التفكير أو غرابته أو العزلة الاجتماعية ، وعندها تكون العادة السرية مرافقة لظهور اضطراب العقل ولا تكون سبباً له كما هو شائع .. وربما يفسر ذلك الفكرة الخاطئة بأن" العادة السرية تؤدي إلى الجنون ". وفي "حالات التخلف العقلي" بمختلف درجاته تكثر ممارسة الإثارة الجنسية الذاتية بشكل متكرر أو بشكل فاضح دون الانتباه إلى وجود الآخرين ، مما يستوجب التوجيه والتدريب والضبط المتناسب مع هذه الحالات...
خاتمــــة:

أصبحت المكتبة العربية في الوقت الحالي غنية بمؤلفات جادة تثقيفية في القضايا الجنسية ، وكثير من المؤلفين هم من الأطباء الاختصاصيين .. كما تحتوي المجلات الطبية المتنوعة على موضوعات تثقيفية جنسية مفيدة وكذلك القنوات الفضائية من خلال برامج جادة أو حوارية أو تعليمية وكذلك مواقع الانترنت الجادة.
ولكن بشكل عملي .. نجد أن المصادر الشائعة للثقافة الجنسية تعتمد بشكل واضح على الأفلام والصور الإباحية أو نصف الإباحية ، من خلال أفلام السينما والفيديو والأقراص المدمجة وبعض مواقع الانترنت ، وغيرها من القصص والمجلات الخليعة التي تهدف أساساً إلى الإثارة والربح والميوعة .. وهي تنمي الخيالات المتطرفة والشاذة أو غير الأخلاقية وهي ممنوعة بنسب متفاوتة في معظم المجتمعات ولكنها تبقى مصدراً خطراً للثقافة الجنسية .
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الجهل والتخويف يمكن أن يؤدي إلى مشكلات متنوعة جنسية واجتماعية وأخلاقية ، كما يؤدي إلى البحث عن مصادر للمعلومات قد تكون خاطئة وسيئة ومنحرفة .
ومما لاشك فيه أن العلم نور، وأن المعرفة تخفف من القلق وتساعد على الضبط وفهم الطفل أو المراهق لنفسه وأعضائه ، ويمكن أن تجنبه أمراضاَ ومشكلات كثيرة .
ولابد للمجتمع من تحسين ثقافته الجنسية الطبية وترسيخها ومواجهة الموضوعات الحرجة تربوياً واجتماعياً وإعلامياً دون أن نغمض أعيننا عما يجري حولنا أو في بيوتنا ، مما يضمن حياة أفضل للجميع ..ومن ذلك ضرورة طرح موضوعات الثقافة الجنسية الصحية المتنوعة وإغنائها،وموضوعات الملل الجنسي بين الأزواج وكيفية التعامل معه، وموضوعات الإيذاء الجنسي ومشكلاته إعلامياً وتربوياً ،وغير ذلك من الموضوعات .
ولابد من الحديث عن هذه الأمور دون إخفائها والتستر عليها ، مما يساهم في رفع مستوى الوعي العام الأسري والتربوي والنفسي في المجتمع الكبير ، وأيضاً عند الأطفال والمراهقين والشباب أنفسهم .. وضمن إطار منطقي وعملي يسعى إلى الوقاية والعلاج ، ويسعى إلى الحد من المشكلات الجنسية والنفسية المتعددة دون مبالغة أو إهمال .
إلى هنـــا ............

د/ عطا أحمد شقفة غزة - فلسطين

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

كيف تجعل معنوياتك مرتفعة دوماً؟

كيف تجعل معنوياتك مرتفعة دوماً؟



نقدم لكم في هذا المقال بعض النصائح التي تجعل معنوياتك عالية وتجعلك تشعر بالثقة والسعادة.. هذه السعادة التي تجعلك أكثر عطاء وقدرة على إسعاد الآخرين:

- حاول اكتشاف مقدراتك، تأكد من مقدراتك العقلية والجسدية على فعل كل ما هو مطلوب منك في العمل، حاول معرفة رأي زملائك والذين من حولك عما تؤديه من أعمال، يجب أن تسأل أقرب الأقربين إليك لأنه سوف يقول لك الحقيقة حتماً ولن يخفي عنك أي سلبيات في عملك، أو في شخصيتك. وعبر آراء أعز الأصدقاء يمكنك استيضاح الطريق ليكون سالكاً في المستقبل.

- ضع قائمة تضم أعز الأصدقاء لزيارتهم بمنازلهم، فإن لقاء الأصدقاء في النادي أو في العمل لا يوطد العلاقة بما في الكفاية، ويا حبذا لو شملت الزيارة عائلتك، إن توطيد العلاقات لا يتم في الأماكن العامة، إنها تعتبر مكاناً للترفيه وتقديم بعض العلاقات الجانبية، ولكن العلاقات الوطيدة يجب أن تتم بتبادل الزيارات المنزلية بحيث تزيد فرص التقارب وازدهار العلاقات الحميدة والودودة.

- حاول إظهار كل مكامن القوى الكامنة في نفسك، وإبعاد شبح الضعف الذي يحاول أن يهمن على روحك، حاول حصر جميع الأعمال الموجبة التي قمت بأدائها وتنفيذها، كل العلاقات الجديدة التي اكتسبتها وهل استطعت الوصول لقلوب الأصدقاء الجدد؟






- تحاشى المقارنة السالبة: الإنسان بطبعه يحاول المقارنة بينه وبين الآخرين، وهو بطبعه يحاول تكبير حجم المقارنة أو تصغيرها سواء أكانت سالبة أم موجبة، ولكن الشخص الذي يتمتع بشخصية قوية يحاول أن يكون متفرداً في خصاله وأعماله، يجب ألا يركن للمقارنة بينه وبين أصدقائه أو زملائه، وأن يؤمن بأن لكل إنسان طريقاً وقدراً يجب أن يسلكه، وأن يحاول هو قدر جهده سلوك ذلك الطريق المختط بكل قناعة ومعنويات مرتفعة دوماً.

- توقف عن نقد ذاتك وما بداخلك: بعض الناس يسقطون كل الأخطاء الحادثة على أنفسهم ويظلوا يذكرونها لكل شخص يقابلهم، يندمون على ما حدث ويعذبون ذاتهم، يجب الابتعاد عن تعذيب الضمير ووخز النفس.

- عدم لوم النفس عما حدث سابقاً: دع الماضي وعش حاضرك، فالماضي قد ولى ومضى ولن يعود أبداً، افعل ما يمليه عليك ضميرك من خير وبعدها لا تلتفت للماضي، ابذل أقصى مجهود حتى لا تتسبب في إيذاء أحد أو حتى مضايقته، فإذا تأكدت من مسارك الخير فلا تلق بالاً إلى ما سوف يحدث بعدها فإنك عملت الخير ولا شيء سوى الخير.

- وإن لم يدرك ذلك الشخص أنك كنت تنوي عمل الخير إلا مؤخراً، فإنه حتماً سوف يرجع إليك أكثر حباً ومودة، اجعل ضميرك صافياً تجاه الغير، حتماً سوف ترتاح نفسك وتريح كل من حولك، اجعل ضميرك صافياً كاللبن، وبعدها لا تلتفت وراءك قط.

- تأكد أن كل معاناة واجهتها في حياتك سوف تكون زاداً لك في حياتك المستقبلية، (إن النار الملتهبة تعيد صياغة الحديد الصلب ولكنها لن تغير من مكوناته)، وهكذا هي المعاناة في الحياة، فإنها تعمل على صياغة الشخصية لتصبح أقوى وأنضر لمقابلة كل ما يواجهها من مصاعب ومشكلات.

- حاول جهد طاقتك المحافظة علي هدوئك في الأوقات الصعبة والحرجة، لا تخف ولا تضطرب، فالحياة ليست مادة فقط وإنما هي مجموعة من الصفات الكريمة وأنت تمتلك معظمها فما الذي يخيفك؟ أنت تمتلك حب الله وحب الوطن وحب العالم أجمع، إذن أنت تمتلك كل الدنيا.


- حب نفسك أكثر وأكثر، وحب الآخرين، أي كل من حولك.... سواء بالعمل... أم بمكان السكن... وبكل المدينة التي تسكنها، ليمتد ذلك الحب لكل الوطن. يجب تغليف ذواتنا بغلاف الحب وذلك عبر معرفة أحوال كل من حولنا، نبادلهم الشعور ونقف معهم في السراء والضراء، حينما يدرك أي فرد أنك معه في سرائه وضرائه فإنه سوف يخبرك بمكنون قلبه ولن يرتاح قلبه إلا أن تعرف ذلك الأمر، اعرف قربك من الآخرين حينما يكنون لك بمكنونات قلوبهم. إن الإنسان القوي قوي بكثرة أصدقائه، قوي بحبهم له، ولا يشعر الإنسان بتلك العاطفة إلا عندما يصيبه مكروه، فإن الأصدقاء يقفون معه يشاركونه تلك العاطفة.

- حاول المحافظة على مرحك ومزاجك الضاحك: حاول أن تحافظ على مزاجك الضاحك حتى في أصعب المواقف، لا تزهق ولا تتضجر، فإن المشاعر القاسية على النفس تصيب الإنسان بالأمراض الخطيرة، لذا أكثر من زيارة الأصدقاء الذين يحبون المرح والضحك، زر المسارح الكوميدية الهادفة، اقرأ الكتب الكوميدية والساخرة، إن الضحك والمرح حسب قول العلماء يفيد صحة الجسد وأنه يعمل على تقوية جهاز المناعة، كما أن الحزن الدائم يحطم جهاز المناعة ويكون سبباً للكثير من الأمراض الخطيرة.

* صديقي القارئ، اجعل الحب عنواناً لوجهك، ابتسم في وجه كل إنسان يقابلك، امنح الحب لأي شخص تربطك به رابطة أياً كان نوعها، وأن كل إنسان بلا شك سوف يشعر بهذه المشاعر التي تحملها.






إن مشاعر الحب لا تتطلب بذل المال وإنما فقط تحتاج للعاطفة، أي أنها لن تكلفك غالياً، وتأكد بعدها أنك سوف تعيش سعيداً، فالعاطفة هي الكنز الذي يغذي روحك بالحب والجمال ويصفيها من كل الشوائب التي تعكر صفوها سواء من الناحية المادية أم المعنوية.

ترجمة: يوسف وهباني
إعداد/أ. عطا أحمد شقفة غزة- فلسطين

الشخصية المغناطيسية

الشخصية المغناطيسية



الشخصية المغناطيسية هي شخصية ذات سمات خاصة جداً، فالإنسان الذي يتمتع بسمات هذه الشخصية فبمجرد تواجده في مكان ما أو تواصله مع من حوله تجد الجميع ينجذب إليه بشدة حتى الذين قد يختلفون معه في الرأي أو في المنهج، فهو يمتلك قوة التأثير المباشر في الأشخاص والأحداث.
تلك القوة نتجت عن عدة سمات تتحلى بها تلك الشخصية،

أولاً: الابتسامة التي لا تفارق وجهه، والابتسامة لها مفعول السحر في قلوب الآخرين، لأنها تذيب المسافات في لحظات معدودة، وتبعث في قلب الآخر شعوراً بالطمأنينة وراحة النفس.

ثانياً: المظهر المؤثر، فالمظهر هو الذي يخلق انطباعاً ايجابياً أو سلبياً وفي جميع الحالات يدوم هذا الانطباع ويؤثر بشكل مباشر في مدى انفتاح الآخرين وتقبلهم لتلك الشخصية، والمظهر هنا لا يعني فخامة الملبس بقدر ما يعني ملاءمته وتناسقه مع السمات الشخصية للإنسان.

ثالثاً: الاهتمام بالآخرين، فعندما تبدي اهتماماً بالآخرين فكأنك تحصل على تصريح مباشر باختراق عقولهم وقلوبهم، وهناك دراسات تقول إن معظم مشكلات الناس مع بعضهم البعض تتعلق برغبة الناس في الشعور بأنهم ذوي أهمية وتقدير لدى من يتعاملون معهم.

رابعاً: إتقان فن الاتصال مع الآخرين، فالآخر يريد منك دائماً أن تعطيه فرصة للحديث وأن تتحدث إليه بما يفهمه ويدركه، والكثير أيضاً من المشكلات التي تحدث بين الناس تحدث نتيجة افتقاد القدرة على الاتصال الفعال.

خامساً: التواضع، وبالفعل كما يقول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام (من تواضع لله رفعه) فبالتواضع يحصل الإنسان على محبة الآخرين ويرفعونه إلى عنان السماء.

سادساً: إضافة قيمة للآخرين، فكل من يتعامل مع الشخصية المغناطيسية يشعر بأنه يستفيد ويحصل على قيمة حقيقية تثري تجاربه وخبراته وتساعده في إدارة شؤون حياته.

فالشخصية المغناطيسية على المستوى الإنساني هي شخصية مميزة ومؤثرة ، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أنماطاً شخصية أخرى غير مؤثرة ولكنها قد تكون محبوبة أو على أقل تقدير مقبولة، أما في عالم الأعمال، فالمشكلة الحقيقة الآن أنه لا يوجد بديل.... فإما أن تتحلى المؤسسة أو الشركة بسمات الشخصية المغناطيسية ....ومن ثم تسعد دائماً بتعلّق عملائها بها ....وإما أن تكتفي بمشاهدة عملائها وهم ينجذبون بشدة نحو مؤسسات تمتلك سمات هذه الشخصية.

د/عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

سيكولوجيه الشخصية

سيكولوجيه الشخصية
(تحليل الشخصية بالرسم)




هنا أضع بعض النقاط التي تشرح تحليل الشخصية من الرسم ويسمى التحليل الرمزي الشخبطات والأشكال العفوية ..... الرسم المكرر يدل على شخصيتك......
ملاحظة : في الرسم دافعين :
شيء محروم منه...أو شيء تكرهه
الرسم من قبل الكبير = شخصية
الرسم من قبل الصغير = مفهوم
}هذا الجزء قُدِّم في دورة الجرافولوجي المستوى الأول ......تقديم الأستاذ عبدا لرحمن القريشي والدكتور عبد الله السبيعي{

رسم الورود و الأزهار.......
اجتماعي وودود،حساس يحب الدفء، متفتح وشخصية ناعمة وإذا كان ذلك في الرجل فلا يلغي رجولته.
رسم الحيوانات والأسماك والطيور......
يحب مساعدة الآخرين والدفاع عنهم وحمايتهم ويحب الحيوانات ،غالبا يكون حساس ومعبر ويحب الهدوء وراحة البال ، إحساسه بتواجده في الحياة قليل.
رسم القلوب......
عاطفي أو عاشق عادة لديه قدرة على استمالة قلوب الآخرين يحب المؤانسة ولطيف إذا كان القلب فارغ ، يميل للطف المصطنع وإذا كان ملون كل ما كان غامق أكثر دل على أن فيه عطفه تجاه شخص ليست مثلما يرغب « عاطفة غير مشبعة".
رسمه قلب على الشاطئ....
غالباً ، قلبه مجروح ، فقد حبيب ، أو تعرض لجروح ،أما إذا كان على تراب فقط بدون ماء فليس في قلبه شيء.


أنواع الفواكه والطعام...
يحب الأكل ،أو قد يكون قام برجيم فهو حارم نفسه منها...
وسائل النقل المختلفة....
يحب السفر ، والعطلات ،واجتماعي ، متفتح ومرح ، لديه روح المغامرة ويحب الحياة..
الخطوط المتقاطعة والمتشابكة...
مكبوت ، يحس بالاختناق وكأنه مسجون ولديه رغبة للحرية ، يشعر بأن أعماله مقيدة.
كتب متراكمة بعضها فوق بعض....
مجهد ، متعب أنهكه العمل ، قد ينهار بسهولة ومثابر، ليس له علاقة جيدة مع الآخرين لذلك هو انطوائي.
الأسلحة...... كالمسدسات والمدافع والسيوف ...
يحب المنافسة ، يسعى لإثبات الرجولة ويحب الجنس عادة.
السلم أو عتبات الدرج.....
طموح ، يحب التقدم للأمام ومتفائل ومنشد للكمال..
الأشكال الهندسية......
تفكيره منظم ، ولديه مهارات ومخطط جيد ولديه وضوح فيما يفكر فيه وكفاءته عالية
) لا ينفع للتنفيذ ، ولكنه مخطط ومنظم جيد.. (
الأشكال القضيبية.....
لديه غريزة جنسية قوية ويحب الجنس عادة أو أي حاجة لغرض الذكورة،متلهف وجريء..
أشكال متنوعة كالنجوم والأجرام السماوية....
متفائل وطموح ومنشد للكمال ، لديه تدقيق بالتفاصيل ، يصلح محقق ، ويرغب في إثبات نفسه إذا تكرر رسم الشمس أكثر فلها دلالات من ضمنها ، كأنه يشير على نفسه بأنه كل شيء وبدون وجوده ينقصهم الشيء الكثير.
الأشــــكال....رسم الألعاب الذهنية المخططة ) )x-oوالشطرنج)..
تنافسي ، يلعب من أجل الفوز ، كتابته سريعة ،يشبك عادة بين الحروف،ذو حماس قوي أو عصبيه زائدة طاقته عالية جدا ،إذا لم يكسب في السباق، يصبح عصبيا بشكل غريب لديه القدرة على المواصلة.

الأشكال المجردة....
متوتر ، لديه صعوبة واضطرابات في التركيز غالبا ما يكون عصبيا ، لديه فراغ في حياته لا يحسن استغلاله .وكلما كثرت الزوايا في هذه الأشكال المجردة دل على عصبيته.
رسم الوجوه الجميلة....
يحب الناس ، يرى إيجابيات الناس ولا يلتفت عادة للسلبيات وهو شخص حساس وحسن الطبع ومتفائل لديه القدرة على جذب انتباه الآخرين، ويحب الصداقة ويتمتع بالنشاطات والأحداث الاجتماعية ومهتم بالآخرين ( يهتم بشؤون الآخرين (.
رسم وجوه بأفواه مفتوحة....
كثير الكلام ، يحب سماع صوته ،عجول، سريع الكلام ، لا يكرر الكلام ، متسرع في الحكم على الناس والأحداث .
الوجوه القبيحة.....
مريب ، يكره الناس ، لا يأتمنهم ولا يحب القانون والنظام ويفتقر للثقة بالنفس و لا يحب العمل الجماعي ، سيء الطبع يبدو غالبا مهانا ومحروما وعنده نظرة سلبية لأكثر الأشياء ، يبحث دائما عن السلبيات ، يميل لتحريف الحقيقة كنتيجة لوجهة نظره المظلمة للأشياء.
السلالم والأسهم...
طموح ، لديه دافع قوي لإثبات نفسه عجول يهدف للوصول إلى الهدف الأقرب عادة كل ما كان السلم قصير يصل لأهدافه بسرعة وإذا كان السلم طويل ، نظرته بعيدة لا يدرك ذلك من حوله .عن ملجأ أو بيت ، يشعر بعدم الأمان مؤقتا ، قلق، يحب المال.
البيوت......
يبحث عن الاستقرار ويرغب في تكوين عائلة ، أحيانا يبحث عن ملجأ أو بيت ،يشعر بعدم الأمان مؤقتا ، قلق ، يحب المال .
إذا كانت الرسمة من طفل أقل من 12 سنة : دليل على أنه يعيش في بيت مضطرب .
البحر يعني الخير......
الشجرة والخضرة.... الرغبة في الراحة...
ظرف رسالة..... ينتظر خبر + يكره كشف الأسرار ، كتوم بدرجة كبيرة.
الضوء.....
إذا كان من اليمين للشمال أو من الأعلى للأسفل دليل على أنه يبحث عن معلومة جديدة ،أما إذا كان من الأسفل للأعلى فكأنه يقول للجميع أنه نوّر المكان .
الشخابيط الكثيرة......لدرجة التغميق في الورق ،كبت زائد ، وانعدام الثقة بالنفس .
رسم العين......
دليل على أنه يحب المناظر الطبيعية وقد يدل أحيانا على أنه يسترق البصر.
رسم الشجر..... بفروع كثيرة مع وجود الورق دليل على الكرم وإذا ،رسم الثمر دليل زيادة الكرم ، أما إذا كانت الشجرة بلا أوراق ولا ثمر فمعناه خيبة أمل .
المدفئة بها دخان.....
دليل الدفء ، فالنار غالبا يتجمع حولها لطلب الدفء فقد يكون المعنى..... أنه يشعر بارتياح أو يتمنى أن يعيش في بيت فيه اجتماع.


أ. عطا أحمد شقفة / غزة - فلسطين

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

المرض الممتع

المرض الممتع
البالببلومانيا



وهو مصطلح نفسي يشير إلى (حالة متطرفة من حب الكتب وجمعها)، والإشارات الأولى لهذا المرض تبدأ بالشعور بالبهجة والسرور عند مشاهدة أي كتاب سرعان ما تنقلب إلى رغبة جامحة في مطالعته واقتنائه .. أما المرحلة المتقدمة فتتميز بالرغبة في تجميع أكبر قدر من الكتب لمجرد التجميع على افتراض قراءتها "ذات يوم" .. وقد يبلغ حب الكتب حد استخدام جلود الموتى لتجليدها كما كان يفعل بنيامين بتلر (أحد حكام مدينة نيو أوريلنز السابقين) أو تحميلها على ثلاثين جملاً ومرافقتها في كل مكان كما كان يفعل الصاحب بن عباد (الذي بالكاد تخلص من هذه العادة حين استعاض في أسفاره بكتاب الأغاني للأصفهاني) .. وفي الواقع يمكن تشبيه هؤلاء الجهابذة بجامعي التحف والأثريات النادرة. فهم مثل خبراء الآثار يتعرفون فورا على الكتب الفريدة من رائحتها وملمسها والمادة التي جلدت بها .

يمكن تعريف الببلوماني الأصيل من خلال الأعراض التالية :

- الببلوماني إن احترق منزله أول ما يفكر فيه إنقاذه كتبه الخاصة.

- قمة السعادة للببلوماني حضور أحد معارض الكتب أو حتى السماع بإقامتها في مدينة أخرى .


- الببلوماني إنسان يرتدي بالضرورة نظارة طبية ويصاب بصداع مزمن لعدم قدرته على ترك الكتاب الجيد في الوقت المناسب.


- الببلوماني المخلص لا يملك الكثير في البنك لأنه لا يستطيع كف يده عن أي كتاب جديد.


- ونتيجة لعقدة الذنب هذه يحاول إقناع نفسه دائما بأنه عند الضرورة سيبيع الفائض منها .. ولكنه في الحقيقة لا يقبل حتى إعارتها.


- وأخيراً الببلوماني الحقيقي لا يتذكر تاريخ زواجه أو في أي مرحلة يدرس ابنه، ولكنه يتذكر متى اشترى كتاباً يملكه.


ومع كل هذا أؤكد لكم بأن الببلومانيا مرض لذيذ وكفيل بتوسيع المدارك والاطلاع على كل جديد (ناهيك عن فائدتها في تحرير مقال يومي) .. ومن المهم هنا التفريق بين الببلوماني الأصيل ومن يشتري الكتب بغرض الدراسة أو نيل ترقية مشروطة .. فالأخير تنقطع علاقته بالكتب - وقد يسارع للتخلص منها - بمجرد انتهاء حاجته إليها. أما الببلوماني المخلص فعلاقته بالكتب لا تنقطع إلا بدخوله القبر )وهو ما يمكن التعجيل به بإحراق مكتبته.

ورغم أنني لن أصل يوما لمرحلة العبقرية أو الإبداع إلا أن التاريخ يثبت أن مامن عبقري أو مبدع سلم من هذا الداء - بدءاً بالشاعر اليوناني يوريبيديز في القرن الخامس قبل الميلاد وحتى المبدع الروسي باسترناك في هذا العصر.

فبالنسبة لهؤلاء العباقرة كانت الببلومانيا عادة لاغني عنها حتى يتراكم الفهم وتترابط الحقائق ويصل الدماغ لمرحلة "لابد للمكبوت من فيضان.

- هل تعرفون أكثر ما يغيظني في هذا الموضوع !؟ .. أنني لم أقابل حتى الآن أمين مكتبة مصاباً بهذا المرض - فيا حبذا لو اقتصرت هذه الوظيفة على الببلومانيين وحدهم............

كذلك لا يصيب إلا أمناء المكتبات ومن شابههم ، وأرجو من أمناء المكتبات بأن لا يغضبوا عليّ، لأني أفشيت سراً لا ينبغي لأحدٍ أن يعلمه غيرهم.

على أية حال، فإن هذا المرض، كما أعتقد هو من الصعب تشخيصه، إذ إن المصابين به، لا يشعرون بقلقٍ إزاءه أبداً، فهم دائماً مسرورون مبتهجون، لا سيما عندما يحصل أحدهم على كتابٍ نادر، إذ سوف يصبح الواحد منهم في حالة هستيرية عارمة، وذلك فقط بمجرد أن اقتنى الكتاب. إن المصابين بالببلومانيا، يتميزون عن غيرهم بحبهم الشديد للكتب، فهم يعشقون شكلها، ورائحتها، وصوت صفحاتها، كما إنهم مبالغون بخوفهم الشديد عليها، فهم يخشون عليها من الماء، ومن النار، ومن عبث الأطفال.

إن هذه الميزات، كما نلاحظ، ليست علامات على الإصابة بالمرض إطلاقاً، بل هي وبكل صدق، تعتبر صفات إيجابية، يتميزون بها هؤلاء الببلومانيون عن غيرهم. لكن، إذا سألتم عن العلامات الحقيقية للمرض، فهي كما أشار إليها عالم المكتبات محمد أمين البنهاوي، إلى أن المصابين بالببلومانيا حريصون على تجليد كتبهم بجلود غير مألوفة كجلد الفيل والثعبان والحوت، بل لقد بلغ بأحدهم الهوس، بحيث جعل غلاف كتابه ملفوفاً بجلد إنسان، وهذه تعتبر
حالات شاذة جداً!.

ومن الحالات الشاذة أيضاً هي أن الببلومانيين قد يأكلون الكتب، وهذه حقيقة، فلقد قيل إن أحد المصابين بهذا المرض، أقام لأصدقائه وليمة عشاء، قدم خلالها حساءً لذيذاً ممزوجاً بأوراق مغلية من ديوان أحد الشعراء! والأغرب من ذلك كله هو أن بعض المصابين بهذا المرض، قد يستطيعون معرفة المالك الأول للكتاب إذا كان الكتاب مختلفاً فيه!. لا، بل إن باستطاعة الواحد منهم أن يتعرف على عمر الكتاب من خلال صوت الورقات، بل ومن خلال لمسها أيضاً، بل باستطاعتهم تمييز ذلك من خلال نظرة سريعة في الكتاب.

ولعل من أشهر المصابين بهذا المرض من علمائنا الأوائل هو (ابن الملقن)الذي أصيب بالجنون عندما افتقد كتبه، وأما أشهر المصابين به من العصر الحديث، فهو الشاعر العالمي (بوريس باسترناك).

أخيراً، فإني أعتقد بأن هذا المرض لن يستشري إلا في وسط مجتمع أصبحت القراءة فيه عنصراً من عناصر الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها, ولهذا فإن الوطن العربي هو من أقل المجتمعات إصابةً بهذا المرض، نظراً لتدني عدد القراء فيه.


أ. عطا أحمد شقفة غزة - فلسطين

الخوف من الموت

الخوف من الموت



يتعرض بعض الأفراد إلى حالات من الخوف المرضي الشديد من الموت وما يتعلق به كرؤية الميت أو الدم أو الدفن وما إلى ذلك مما يجعل هذا النوع من الخوف المصاب أن يتحاشى رؤية أي مصدر يتعلق بذلك ويتجنب المشاركة في تشييع الجنازة أو الدفن ، كما يخشى من قراءة المواضيع التي تتعلق بالموت أو سماعها أو التحدث بتا وان تعرض لذلك مجبرا فإنه يشعر بالاختناق وضيق التنفس لأنها توحي له بالآلام النفسية المختلفة لذلك .


هناك من يخاف موته هو نفسه وآخر يخاف موت من يحبهم وآخر يخاف الموت للناس أجمعين ونهاية العالم بسبب الكوارث الطبيعية ... الخ من أنواع الخوف .

أسباب الإصابة بالخوف :

الأسباب لهذا النوع من الخوف مختلفة ومتعددة منها ما يأتي :

1 ـ سماع الفرد أو القراءة عن حوادث الموت إن كان ذلك في مرحلة الطفولة أو المراحل الأخرى .

2 ـ الشعور بالذنب لاقتراف سلوك معين أو تخيله بأنه سلك سوكا معينا ونتيجة لذلك يقع تحت تعذيب الضمير القاسي .

3 ـ التعرض لآلام الفراق الذي يحدث بين المحبين أو أفراد العائلة .

4 ـ التعرض إلى مواقف غامضة عن الموت وأسبابه ويحدث هذا مع الأطفال الصغار الذين يجهلون حقيقة الموت .

5 ـ الإصابة بحالات الكآبة الشديدة التي كثيرا ما تؤثر على معنويات المصاب .

6 ـ التعرض إلى الكوارث الطبيعية المختلفة كالحروب والهزات الأرضية والفيضانات وما إلى ذلك .


أعراض مرض الخوف من الموت :

هناك أعراض كثيرة ومختلفة ومتعددة وتختلف باختلاف المصابين منها ما يأتي :

1 ـ الإصابة بضيق التنفس .

2 ـ كثرة البكاء .

3 ـ سيطرة التشاؤم والنظرة القاتمة للحياة .

4 ـ الإصابة بالكآبة الشديدة .

5 ـ الإصابة بالأرق وتعذر النوم .

6 ـ سيطرة الانفعالات السلبية ومنها البكاء .

7 ـ الانطواء .

8 ـ الهروب من المواقف التي تتعلق بالموت مهما كانت قرابة المصاب للميت .

9 ـ الإصابة بالصداع أو الآلام الجسدية المختلفة .

10 ـ كثرة الشكوى من الأمراض المختلفة التي لا وجود لها واقعيا .

11 ـ التحدث عن الموت والحوادث التي تسبب الموت .

العـــــــلاج :

1 ـ معرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى استفحال ذلك الخوف .

2 ـ توضيح الأمر المتعلق بنوعية ذلك الخوف وتخفيفه عن المصاب وبيان بان الموت حتمي لا مفر منه وان اختلف الناس إنما يختلفون في الوقت والزمان الذي يحين اجله .

3 ـ إقناع المريض بان خوفه من الموت لا يمنع وقوع الموت لأنه أمر حتمي على الجميع ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) صدق الله العظيم .

4 ـ تشجيع المصاب بمرض الخوف على قبول تلك الحقيقة وذلك باعطاءه أمثلة عديدة من واقع الحياة وان الأنبياء والأوصياء والأغنياء والفقراء جميعهم معرضون للموت بالرغم من مناصبهم ومواقعهم بين المجتمع .

5 ـ ممارسة تمارين الاسترخاء كلما طرأت فكرة الخوف من الموت .

6 ـ إشغال المريض بما يلهيه عن التفكير بالموت .

7 ـ ممارسة الرياضة البدنية التي تحمي المريض من التفكير بالموت .

8 ـ القراءة عن الموت وحالات الموت الطبيعية التي تساعد على تقبل حادثة الموت .

9 ـ زرع الثقة بالنفس والاعتماد عليها .

10 ـ جعل الطفل ينام في غرفته الخاصة كي يتعود على الاهتمام والعناية بنفسه دون اللجوء إلى والديه بالصغيرة والكبيرة .

11 ـ تشجيع المصاب على تقبل حقيقة الموت ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) صدق الله العظيم.

12 ـ السيطرة على القلق الذي يتعلق بالموت بالطرق المتاحة للمصاب والتي تتناسب مع صحته وطبيعة حياته .

13 ـ زرع التفاؤل في نفس المصاب والابتعاد عن التشاؤم الذي يعقد الأمر .

14 ـ التخلص والابتعاد عما يثير الحزن والكآبة قدر الإمكان .

15 ـ التخلص من التفكير بالموت .

16 ـ الابتعاد عن المكتئبين والذين يتحدثون عن الموت .

17 ـ تجنب مشاهدة الأفلام أو البرامج أو الأخبار التي تتناول الحديث عن الموت .

18 ـ تجنب الجلوس على انفراد .

19 ـ الاستعانة بالآيات القرآنية التي تؤدي إلى الراحة النفسية والاطمئنان للخائف و ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) صدق الله العظيم .

د/ عطا أحمد شقفة – أستاذ علم النفس
ata2030@hotmail.com

العلاج بالألوان

العلاج بالألوان


اللونان الأحمر والأصفر من الألوان المنشطة، والأخضر والبنفسجي من الألوان المهدئة ……..العلاج بالألوان.. تقنية جديدة لتخفيف الألم والاكتئاب.......
علماء بريطانيون يرون أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة لتحسين أداءه الذهني والجسدي.
يفضل معظمنا لونا معينا على لون آخر، ولم يخطر ببال أحد منا السبب في ذلك. ولكن العلماء البريطانيين لم يفتهم هذا الأمر عندما اكتشفوا أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة دون سواها لتحسين أداءه الذهني والجسدي، وأنه يتوجه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته.
ويقول هؤلاء إن بالإمكان استخدام هذا المفهوم عن الألوان لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض التي تتراوح من الكآبة وفرط النشاط إلى التوحد والسرطان، ولهذا برز الكثير من أخصائيي العلاج بالألوان في بريطانيا دون غيرها من دول العالم.
ولكن ما هو العلاج بالألوان؟

تتمثل النظرية وراء هذا العلاج في أن كل لون في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف. ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددا ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة ولكن عندما يصاب بالمرض فان هذا التردد يصبح غير متوازن. بينما تقول النظرية الأخرى أن الأجزاء المختلفة من الجسم والحالات المرضية المتعددة والأوضاع العاطفية المختلفة تستجيب بصورة أفضل للألوان المختلفة، وعندما يكون الجسم عديم التوازن فانه يبحث بشكل طبيعي عن الألوان التي يحتاجها.
وأشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز الأزرق والنيلي والبنفسجي. ويُعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءا وراحة. فالبنفسجي مثلا يعتقد أنه يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي فيما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين، ويعتبر الأزرق جيدا للمشكلات التنفسي.

د/ عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

سيكولوجية اللون

سيكولوجية اللون



إن اللون قديم قدم الإنسان وله مدلول عام عند الشعوب ومدلول خاص عند الأفراد . فالشعوب اتخذت الألوان رمزا عاطفيا أو سياسيا لكيانها , مثل ( علم الدولة ) فكل علم يحمل رمزا أو رموزا, وهذا الرمز له دلالات نفسية . وقد تتنوع دلالات الرموز , فقد تكون دينية أو سياسية أو عرقية أو اجتماعية ....الخ . فالأمويون مثلا كان شعارهم اللون الأبيض وهذا اللون له دلالة نفسية لديهم , والعباسيون كان شعارهم اللون الأسود , وكذلك العلويين كان شعارهم اللون الأخضر .... وهكذا .
كما أن الدول ترمز لنفسها رموزا تستعمل في ساحات الحرب وعند القادة والجنود . والقبائل تكون لنفسها شعارات ملونة تتميز بها عن الغير حين إعلان الحرب على غيرها . ويمكن للفرد البدائي أن يزين نفسه بالألوان وذلك تقربا للعبادة والصلاة , وكثيرا ما نجد في العبادات الهندية والبوذية تعتمد على رموز الألوان التي يلبسها الكهنة حتى الآن , كما نشاهدها بين رجال الدين في مختلف الديانات .
إن مظهر الألوان له دور عاطفي واضح عند الأطفال يختلف عنه عند الشباب , فالطفل يفرح بالألوان الأساسية أيام العيد كالأزرق و الأحمر و الأصفر وذلك للزينة والبهجة وتضمين حاجة غير اعتيادية في نفس الطفل . بينما عند الشباب تأخذ رموزا أخرى , مثل الأحمر رمز الحب , والبنفسجي المزرق رمز الأمل , والأصفر رمز المجد والبهجة والرخاء ..الخ . أما عند الكهول والشيوخ فالأمر مختلف وخير دليل على خفوت العاطفة هو اهتمامهم بالألبسة المكونة ألوانها من الدرجات الضوئية الثلاثية ( الرمادية البيضاء والسوداء ومشتقاتها ) .
ولكي لا نبتعد كثيرا عن الموضوع الأساسي , فإن علماء النفس خير من درس سيكولوجية الألوان وتأثيراتها على الإنسان , فقد أكدوا أن إدراك اللون يشكل جانبا من سلوك الإنسان , وان هذا السلوك يتحدد بثلاثة أبعاد هي : البيئة أو العالم الخارجي , والعالم الفسيولوجي الداخلي , والعالم السيكولوجي الداخلي , والذي يتضمن متغيرات كثيرة من بينها الانفعالات . وان اللون غالبا ما يرتبط بالإحساس بالسعادة أو نقيضها . ويفضل معظم الناس بعض الألوان أكثر من غيرها, ويبدو إن هذا التفضيل يأخذ ترتيبا ثابتا عند الأوربيين حسب النسق الآتي: الأزرق ، الأحمر، الأخضر، الأرجواني ،البرتقالي ثم الأصفر. أما الألوان المتداخلة فعادة ما تكون أقل تأثيرا من الألوان الأساسية ( النقية ) . وهناك بالطبع اختلافات واضحة, حيث يفضل بعض الناس الألوان البراقة في حين يفضل آخرون الألوان الهادئة ويفضل غيرهم الألوان الداكنة . وهناك ألوان معينة ربما تثير استجابات انفعالية خاصة , فالأحمر يرتبط بالإثارة أو الغضب , والأزرق يرتبط بالفرح الهادئ , والأسود يرتبط بالحزن والاكتئاب . وهكذا .........
كما أن الألوان ربما تشكل رمزا لمشاعر معينة أو أمزجة خاصة أو علاقات محدودة في حياة الفرد , وربما تمثل أيضا استجابات أو ردود فعل مختلفة أو متباينة أو مجالات من الصراع النفسي . وبسبب وجود الكثير من الغموض في تفسيرات استعمال اللون , فأن علماء النفس ينصحوا بعدم ترك العنان لتذوقنا الشخصي عند اختيار الألوان . فمثلا الألوان التي نراها في بيوتنا هي التي تبين لنا مدى تأثرنا بالألوان , وتنم في الوقت نفسه عن الكثير من ميولنا وطباعنا وعاداتنا في الحياة .
فاللون الأخضر يعتبر من أنسب الألوان لغرف النوم , لأنه يؤدي إلى الاسترخاء الذهني والعضلي وبالأخص ( الأخضر الزيتوني ) الذي يوصف بأنه قادر على غسل متاعب يوم كامل خلال دقائق قليلة , كما أنه من الألوان الملائمة لواجهات المحال التجارية , إذ يجعلها من الأماكن التي يدخلها الزبائن بطريقة تلقائية . وقد تم استخدام اللون الأخضر في طلاء أحد الجسور في مدينة لندن وهو جسر ( بلارك فراير ) مما أدى إلى انخفاض نسبة حوادث الانتحار فوق هذا الجسر نحو الثلث , حيث أعاد اللون الأخضر شيئا من السرور إلى النفوس اليائسة .
أما اللون الأحمر فبالرغم من أنه لون مشرق يبعث على البهجة , إلا انه ينصح بالابتعاد عنه في غرف النوم , لأنه يؤدي إلى التنبه العصبي والذي يؤدي بدوره إلى حالات الأرق وعدم الاسترخاء , وهو يصلح فقط لتزيين غرف الدراسة والعاب التسلية .وتشير الدراسات العلمية والنفسية إلى أنه تم استخدامه في شفاء الاضطرابات العقلية , فقد قرأت في أحدى الصحف المصرية أن أحد رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية نزلت به خسارة فادحة كادت تؤدي به إلى الإفلاس فأثرت في أعصابه واضطربت قواه العقلية , فأدخل على أثرها مستشفى الأمراض العصبية . وفي المستشفى رفض تناول الطعام أياما فأدخله الطبيب غرفة جدرانها حمراء وكل ما فيها من أثاث يصطبغ باللون الأحمر , وما هي إلا أربع وعشرون ساعة حتى عادت إلى المصاب شهيته فطلب طعاما وراح يلتهمه بشراهة. وهكذا عاد إلى سابق عهده بعد أن تخلص مما أصيب به من الذهول والغم اللذين كانا يؤديان به إلى الجنون .
أما اللون الأزرق فهو من أفتر الألوان وأقلها ايجابية , ويستخدم عادة للتخفيف من حالات التهيج والتأثر التي تصيب بعض النفوس , فهو مهدئ ويفضله المصاب بداء الأعصاب . كما أنه يخفض من ضغط الدم ويهدئ التنفس ويدعو إلى السلام والتأمل الباطني . ويفضل استعماله لتأمين السكينة إلا أنه لا يمنع أن يكون للون الأزرق تأثير سلبي على ذوي الأمزجة السوداوية الذين تغلب عليهم الكآبة , فعلى هؤلاء أن يتخلصوا من كل ما هو أزرق ويحيطوا أنفسهم بكل ما هو أحمر .
واللون الأزرق يعتبر من الألوان الباردة , وعند طلاء مكان معين بهذا اللون فأنه يوحي للشخص أن المكان بارد . ففي أحدى المؤسسات التجارية طليت جدران قاعة تعرض فيها البضائع التجارية باللون الأزرق بعد أن كان أبيض فكثرت احتجاجات الزبائن من أن القاعة المذكورة باردة إلى درجة مزعجة مما أدهش مهندس المؤسسة الخاص الذي يعلم جيدا أن حرارة القاعة هي إياها لم تتبدل عما كانت عليه منذ شهر, وطليت الجدران نفسها بلون آخر وهو اللون البرتقالي , كما طليت المقاعد بهذا اللون الجديد فعادت الاحتجاجات ولكن الشكوى كانت هذه المرة من حرارة جو القاعة بالرغم من أن درجة الحرارة الأصلية لم تتبدل , ولما غيروا لون المقاعد البرتقالي أعتدل جو الغرفة وزالت الشكاوى .
والملاحظ أن ازدياد المبيعات ناتج من استخدام بعض الألوان ذات التأثير السيكولوجي من دون سائر الألوان في الإعلانات , فقد دلت الإحصاءات المتعددة على أن الأحمر على اختلاف أنواعه والبرتقالي والأخضر هي خير الألوان للإعلان والدعاية . أما اللون الأزرق والبنفسجي فأنهما لايصلحان للدعاية والإعلان بأي شكل من الأشكال . أما اللون الأصفر فهو لون أرضي وعملي وربما من أفرح الألوان ويستعمل لمعالجة مرض (النورستينيا) أي الوهن العصبي , ويصلح للاستعمال في غرفة معتمة , إلا انه لا يمكن استعماله في الطائرات , لأنه يسبب الغثيان والتقيؤ لذلك تم استبعاده في الطائرات .
أما اللون البرتقالي فهو لون دافئ ومثير ويساعد على الشهية ويسهل عملية الهضم , ويعجل بشكل خفيف نبضات القلب . ويعتبر من الألوان المناسبة للمطاعم العامة والمطابخ وحجرات الطعام , كما أنه يناسب غرف الجلوس المعرضة بشكل سئ للشمس , ويصلح استعماله على أرضية الغرفة وعلى الجدران بعد أن يمتزج باللون الرمادي , وبعد أن يتم تفتيحه بشكل ملحوظ . وعند مدخل البيت يصبح لونه جذابا وباعثا للرضا والسرور.
وأخيرا اللون الأسود فأن علماء النفس ينصحوا بعدم استخدامه في ديكور المنزل حتى وأن
كان في نطاق ضيق , لأنه لون يبعث على الانقباض واليأس .
إن الحرص على استخدام ألوان ودرجات مختلفة داخل المنازل , يعد من الأمور الهامة التي تريح العين وتجنب الفرد الإحساس بالملل , مع مراعاة أن الألوان الفاتحة تزيد من أحساس الشخص بأتساع المكان , بينما الألوان الغامقة توحي بضيق المكان . كذلك يستطيع اللون توليد أحساس بالوزن الثقيل أو الخفيف , فقد لوحظ بأن صناديق ذات مقاييس متشابهة وذات وزن مماثل تبدو أقل وزنا للعمال الذين يحملونها عندما تكون ملونة باللون الفاتح . على العموم , فأن الألوان كالعقاقير يجب أن تؤخذ بمقادير معينة وإلا كانت عواقبها وخيمة , وعلى هذا ينبغي لأرباب المنازل أن يعرفوا كيف يوزعون الألوان في حجراتهم لئلا يسيئوا إلى نفوسهم من حيث لا يدرون . كما يجب اهتمام كل أم بألوان جدران غرفة أطفالها وألوان ملابسهم بنفس قدر اهتمامها بطعامهم ونظافتهم , لما للألوان التي تعتاد عليها عين الصغير من تأثير كبير على ملامح شخصيته فيما بعد .

دكتور علم النفس / عطا أحمد شقفة
فلسطين - غزة

سيكولوجية العنف ...... والعلاج

..... سيكولوجية العنف ...... والعلاج


العنـــف ....... ذلك السلوك المقترن باستخدام القوة الفيزيائية وهو ذلك الفيروس الحامل للقسوة والمانع للمودة. لم يكن العنف في يوم من الأيام ولن يكون فطرياً بل كان دوماً قدراً أحمقاً مكتسباً في النفس البشرية. فلم يكن الإنسان عنيفاً يوم ولدته أمه بل أن عنف الطبيعة وعسر الحياة والتربية وعنف الآباء هو الذي يغرز العنف في خلايا الدماغ حتى حملته صبغاته الوراثية فكاد أن يكون موروثاً.

وليس لنا في الحقيقة إلا التمييز والتفريق بين عنف الطبيعة في زلازلها وبراكينها وزمهريرها، والعنف إلا لهي في سلاسله وسعيره وصقره، والعنف الحكومي بإرهابه وهراواته ورصاصه... وعنف الإنسان للحيوان بتعذيبه وسلخ جلده وقتله وعنف الإنسان لأخيه الإنسان الذي يشمل ضمناً عنف الأب ضد أبناءه وعنف الرجل ضد المرأة وعنف الرجل ضد الرجل وعنف الإنسان لنفسه وما يهمنا في هذه الدراسة هو عنف الإنسان لأخيه الإنسان وعنف الإنسان لنفسه وهو الموضوع الذي قل ما يستعرض في التحليلات النفسية نظراً لبعده الواقعي وليس النظري عن مفهوم الجريمة والمفهوم القانوني وسنحاول في هذه المقالة دراسة مساراته وسبر أغواره. ونظراً لاتساع جوانب العنف وأسبابه وأبعاده أخذ علماء الاجتماع في تقسيم الموضوع وتصنيفه إلى العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي... الخ. وكلها تدخل في مضمار العنف الاجتماعي وعلى أساس نوعي آخر يتم تصنيف العنف إلى ثلاثة أنواع هي العنف النفسي والعنف اللفظي والعنف الجسمي. عنف الإنسان لأخيه الإنسان ما يزال قيد التحقيق والدراسة وسيبقى ويظل موجوداً ما دام التعقل والجنون موجودين وسيظل مرهوناً بالصراع المتواجد بين العقل والجنون. ولن يكتب لهذا العنف أن يهدأ في النفس الإنسانية إلا إذا أمكن التلاعب هندسياً بجينات الإنسان وصبغاتها الوراثية..... ولكن يمكن انحساره كماً وكيفاً إلى درجاته الدنيا.
عنف الإنسان لنفسه هو الآخر لم ينته بعد من تجارب العلماء والمحققين وهو في حقيقته بعيد عن الصفة العدوانية ضد الغير أو لنقل ضمور الغريزة العدوانية ضد الغير في هذا النوع من العنف. وعلى أية حال فإننا نجد أن العنف في وجه من وجوهه معصية لله ولرسوله وعدم الالتزام بأوامره ونواهيه وسننه وهو وسيلة لإرضاء الشيطان وسخط الرحمن وفي أسلوبه جريمة يعاقب عليها المجتمع والقانون. وللعنف مناظير أخرى فالعنف برأي الدكتور مصطفى حجازي هو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة مع الواقع ومع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي وحين تترسخ القناعة لديه بالفشل في إقناعهم بالاعتراف بكيانه وقيمته. كما يشير الدكتور حسنين توفيق إبراهيم في كتابه ظاهرة العنف السياسي في النظم العربية إن العنف هو ظاهرة مركبة لها جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وهو ظاهرة عامة تعرفها كل المجتمعات البشرية بدرجات متفاوتة. أما ساندا بول روكنغ فيقول: بأن العنف هو الاستخدام غير الشرعي للقوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين ... وقد يقترن العنف بالقوة أو الإكراه أو القسر أو التكليف والتقييد وهو سلوك نقيض للرفق وقد يقال عنه بأنه صورة من صور القوة المبذولة على نحو غير قانوني بهدف إخضاع طرف لإرادة طرف آخر أو هو الاستعمال غير القانوني لوسائل وأساليب القسر المادي أو البدني ابتغاء تحقيق أهداف شخصية أو جماعية.
والذي يبدو في هذه التعريفات أنها توازي بين العنف ومخالفة القانون فقط في الوقت الذي قد لا نعطي القانون اغلب جوانب العنف في نفس الوقت الذي نجد أنها لا تعبر بصورة حقيقية عن مفهوم العنف أساساً إذ أننا نستطيع التساؤل عندئذ بأن تطبيق القانون بالإكراه والقوة والمصلحة الدولية يعتبر مخالفاً للقانون أم لا؟ ولربما يربط البعض بين العنف والعدوانية التي يعتبرها البعض أحد الأجزاء المكونة للغريزة الجنسية .... والعنف هو أحد أوجه الروح السادية الكابتة في الفرد وانعكاس من انعكاسات الأنا والأنانية لديه حتى وإن كان في حالة الدفاع كما أشار (دينستن) إلى أن العنف السياسي هو استخدام وسائل القوة والقهر أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص والممتلكات وذلك من اجل تحقيق أهداف غير قانونية أو مرفوضة اجتماعياً.
أما تعريف العنف برأي (ايسنارد) فهو كغيره من أشكال السلوك وهو نتاج مأزق علائقي بحيث يصيب التدمير ذات الشخص في نفس الوقت الذي ينصب فيه على الآخر لإبادته فتشكل العدوانية طريقة معينة للدخول في علاقة مع الآخر، ويعرفه عدد من علماء السلوك بأنه نمط من أنماط السلوك الذي ينبع عن حالة إحباط مصحوب بعلامات التوتر ويحتوي على نية سيئة لإلحاق ضرر مادي ومعنوي بكائن حي أو بديل عن كائن حي. ومن التعاريف السابقة للعنف والتي اتصفت ببعض الجوانب الخاصة كالقانون والسياسية والاقتصاد..... نستطيع التعميم بالقول بأن العنف قد يوجه من الشخص لنفسه وليس بالضرورة من الشخص لطرف آخر كما أن العنف قد يكون مصاحباً بقوة خفية غير ظاهرة المعالم كالكهرباء والسم وبهذا نذهب إلى أكثر وأعمق مما ذهبت إليه بعض تلك المصاديق التعريفية كما يحلو للبعض تسميتها بعنف المصلحة الذي يخدم مصلحة الشخص العنيف بخلاف العنف الشخصي الناتج عن عقوبة الذات وتأنيب الضمير.
سيكولوجية العنف ....
العنف صورة من صور القصور الذهني حيال موقف، والعنف وجه آخر من أوجه النقص التقني في الأسلوب والإبداع في حل ومواجهة معضلة وقد يصل العنف لمراحل الانهيار العقلي والجنون كما قد يكون وسيلة من وسائل العقوبة والتأديب أو صورة من صور تأنيب الضمير على جرم أو خطيئة مرتكبة ولن يتعدى في كل أحواله القصور الذهني والفكري لدى الإنسان وهو في حالة من حالاته اضطراب في إفرازات الغدد الهرمونية في جسم الفرد وعدم تناسب أو انتظام في التوزيع الهرموني داخل الجسم الذي قد ينتج أحيانا عن سوء في التغذية أو سوء اختيار نوعيتها. وأياً ما تكون العلة الفيزيولوجية أو البيئية فالعنف مرفوض حضارياً وأخلاقيا وسلوكياً واجتماعياً ولكن ما اقتنع مجتمع أو فرد بالعنف إلا وكانت له جذور. العنف دليل من دلائل النفس غير المطمئنة وصورة للخوف من الطرف الآخر مهما تعددت أشكال ذلك الخوف، وانعكاس للقلق وعدم الصبر والتوازن، ووجه من وجوه ضيق الصدر وقلة الحيلة وقد يلم العنف بصاحبه فتراه يضرب نفسه أو ينطح رأسه بالجدار أو يقطّع شعر رأسه ألماً وانتقاماً من فكرة أو وسوسة في الدماغ قد لا يكون لها أساس من الصحة والمنطق. وهو أي العنف في مثل هذه المراحل يكون مؤشراً لضعف الشخصية ونقصان في رباطة الجأش وتوازن السلوك. والعنف في وجه من وجوهه حلوى مسمومة للصغار والأطفال ومدرسة سلبية للشباب في سنين المراهقة وخداع لعقولهم في خط الحياة والمستقبل وتضليل لمسار الفكر الإنساني في عقولهم وتطبيع نفوسهم على القسوة الكامنة في العنف والتي قد تتحول في النفس إلى عنف من نوع آخر لا تحده حدود غير الحقد والكراهية مثل حالات القتل الجماعي والتمثيل الجسماني... الخ.
القسوة والفظاظة الكامنة في العنف قد تتحول من صفة الاكتساب إلى صفة الوراثة فالاغتصاب والقسوة الجنسية مثلاً لن يخلفا إلا كمداً ولن يزرعا إلا اضطراباً وحسرة في النفس المتلقية والجنين المولود ....وبذلك تخلق معادلة الكآبة وتستمر لا تنتهي بانتهاء الحياة بل تتوالد من جديد في أصلاب قادمة.
وهكذا خلف الأجداد العنف في أرحام نسائهم وأورثناه نحن في أولادنا وهلم جر... وإن كان كامناً في صبغة من أصباغ ملايين الحيوانات المنوية.
إن لتربية الأسرة وسلوكية الأبوين أثراً بالغاً على تحديد الشخصية العنيفة العدوانية إذ يتوخى الأطفال الذكور تقليد الأب والانجرار خلف سلوكياته والتطبع بها من دون مراعاة للقيم التي قد لا يعرفونها بعكس الإناث اللواتي يتوخين تقليد سلوكيات أمهاتهن من دون مراعاة للقيم التي قد لا يعرفنها أيضاً. وبديهي أن هذا الانجرار يصاحبه مباركة من الأبوين أو لنقل التغاضي عنهما ...أما المهاترات والضرب العائلي فينتقل بصورة لا إرادية وبالمحاكاة إلى الأطفال ليصبح سلوكية الأبناء بالروح العدوانية والتهجمية المصاحبة للعنف وعليه ينصح علماء الاجتماع بعدم استعراض أي من تلك الحالات أمام الأطفال ولتكن بمعزل عنهم.
وعلى الرغم من اختلاف تأثير الحرمان الأمومي وحتى الأبوي من طفل لآخر ومن مجتمع لآخر علاوة على التمييز والتفريق بين الأطفال يبعضهم البعض ، وعلى الرغم من أن الكثير من الأطفال المحرومين ينشئون بصورة سلوكية سوية بعدئذ إلا أن الحرمان الأمومي والأبوي بكافة جوانبه المادية والمعنوية يعتبر من أهم حوافز ومولدات العنف والسلوك غير الهادئ وذلك نظراً لما يتركه هذا الحرمان من آثار عميقة في المجالات الذهنية والاجتماعية والعضوية أحياناً وحتى على كيمياويات الإفرازات الهرمونية في جسم الفرد ـ وتتجلى آثار الحرمان الأمومي والأبوي كظاهرة منتشرة في دراسة بيرز واوبرز (1950) على عينة من 38 مراهقاً سبق وأن دخلوا مؤسسات الرعاية الاجتماعية بين الأسبوع الثالث والسنة الثالثة من عمرهم حيث لوحظت تلك النتائج بصورة جلية في أعمارهم بين السنة السادسة عشرة والثامنة عشرة حيث تعرض 21 شخصاً منهم إلى اضطرابات وطبيعة عدوانية وشراسة حادة بينما عانى أربعة فتيان من العينة ذاتها من التخلف العقلي وعاقد اثنان منهم العصاب ولم ينج إلا سبعة مراهقين حيث كان سلوكهم مقبولاً.
وتتجلى انعكاسات الحرمان الأمومي بصورة واضحة على التوأم وكذلك الأطفال المولودين بصورة متعاقبة وبفاصل زمني متقارب. وليس هذا فقط بل إن الصدمات النفسية المبكرة والإعداد غير السليم لوضع المراهقين والنشاط الجسمي وعدم القدرة على تحقيق الرغبات كل ذلك يزيد الانفعالية الناتجة عن عدم الانتظام في الإفرازات الهرمونية في خلايا الجسم والذي يؤدي بدوره إلى السلوكية العدوانية والعنف.
القهر الاجتماعي هو الآخر من أحد أهم مكونات العنف ليس للفرد فحسب بل في المجتمع أيضاً إذ أن مسألة الازدراء والسخرية والاستهزاء بالشخصية خصوصاً بين الأطفال والشباب أو حتى في الأسرة الواحدة كفيلة بأن تزيد الإفرازات الهرمونية العصبية والعدوانية في الجسم لتثير في الفرد روح العنف والحقد والكراهية واستخدام القوة للرد ورفع القهر الناتج عن الاستهزاء إذ تشير العديد من التقارير المدرسية بأن أكثر المشاكل العنيفة بين الطلاب كانت بسبب السخرية والاستهزاء وتسلط الكبار على الصغار كما تذكر تقارير من اليابان بأن هذا القهر الناتج عن الاستهزاء أدى إلى انتحار تسعة طلاب دون الرابعة عشرة من العمر في العام 1985م كان احدهم فتى هادئاً وديعاً. إن القهر الاجتماعي لا يتوقف عند السخرية والاستهزاء بل يتعدى ذلك ليأخذ أشكالاً أخرى متعددة فمن عدم المساواة الشخصية والنبذ الاجتماعي واغتصاب الحقوق واختلاف اللغة أو القهر اللغوي وعدم العدالة في بعض المواقف الإدارية والتربوية والقانونية كلها عناصر مولدة للعنف والعدوان الفردي والاجتماعي، فكثيراً ما نلاحظ أن القهر الإداري يدفع الموظف لركل الطاولة أو إغلاق الباب بعنف وقوة أو الانفجار بالسباب أحيانا كثيرة.
ولا ننسى أن نشير هنا إلى أن العنف هو صورة الأنا والأنانية في الفرد وأن العلاقة بينهما مضطردة فكلما زادت ألانا كان العنف هناك فالتهمة الشخصية كالتكفير والزندقة والتهجم وإهانة الشخصية كلها عوامل تذكي الأنا العدوانية عند الفرد وتزيد من حساسيتها. وعلى الرغم من كثرة البحوث التي تشير إلى سلبية تأثير وسائل الإعلام كافة واعتبارها أحد أهم وسائل انتشار العنف المكتسب لدى الأطفال والمراهقين شأنها بذلك شأن الأفلام الجنسية المثيرة للمراهقين إلا أن تلك الوسائل الإعلامية ومن يقف ورائها من الناشرين والمخططين ما زالت تتخذ من مادة العنف والجريمة، والقتل وحوادث الاعتداء والتفجيرات والاغتيالات وقتل الأطفال... الخ مادة دسمة لإخبارها وإعلامها حتى بلغت نسبة هذه الأحداث 75% من المادة الإخبارية في الوقت الذي تبلغ فيه المادة العلمية 25% في مجمل المادة الإخبارية .....وحبذا لو تتغير النسبة ويتغير أسلوب العرض الإخباري؟؟! حرصاً على الأجيال القادمة ولنسجل بذلك سبقاً صحفياً وإعلاميا وسيكولوجياً على الغرب .
إن الشيء الملفت للنظر والجدير بالإشارة هو أن التنشئة الاجتماعية وحتى الأسرية للفرد مبنية على تركيز رفع درجات الحقد والكراهية والانتقام ضد الأسرة المعارضة أو المجتمع المعارض في الطرف الآخر متناسين العوارض الجانبية لهذا التركيز حيث أن الحقد والكراهية والانتقام قد تتأصل في النفس أو المجتمع وتعود على بعضه بالوبال وبذلك ينطبق المثل القائل (على نفسها جنت براقش) ومتناسين بذلك أيضاً أن الكذب وعدم العدالة من أسرع الصفات السلبية التي تتأصل في النفس البشرية ومن أهم مقومات العنف.
يعتبر الاستفزاز في الكثير من الدراسات العالمية من أهم محفزات ومكونات العنف سواء كان ذلك للأطفال والشيوخ والحوامل وحتى الحيوانات إذ أن تأثيره غير العادي على تغيير إفرازات الغدد الجسمية للطرف الآخر كفيل بخلق الاضطراب النفسي والفكري المصاحب للعنف والعدوانية حيث تجد الكثير من أولئك الذين يدفعهم الاستفزاز للاعتداء وتحطيم الأثاث والسيارات وكل شيء أمامهم أو ركل الكرسي وتحطيم النوافذ وإغلاق الباب بقوة وغضب كرد فعل عنيف للإحباط وعدم الرضا والقهر أحيانا أخرى. وهاتان الخصلتان الاستفزاز والتنشئة الاجتماعية المنزلية (القَدْح) كانتا السبب لدى الكثير في رفع الروح العدوانية والعنف المدرسي فالتنشئة الاجتماعية المنزلية المبنية على الردع والذم والسباب.. الخ تخلق الروح العدوانية المكبوتة لدى الطفل بينما يساعد الاستفزاز على تأجيج تلك الروح العدوانية لدى الطفل وهو ما يؤدي إلى أكثر تلك الصراعات المدرسية قبل بداية الدوام وعند انتهاء الدوام وخروجهم إلى المنازل.
إذ تشير الدراسات التربوية المدرسية إلى أن نسبة 85% من تلك الصراعات الطلابية العدوانية ترجع إلى كل من الاستفزاز والسخرية والتربية أو التنشئة المنزلية إذ أن 75% من هؤلاء هم من ذوي العائلات ذات المشاكل الأسرية الغير سليمة.
عنف التربية لنستعرض هنا قليلاً من موارد العنف الناتج عن سوء التربية تاركين العنف الموروث مكبوتاً في حيامنه والذي كان في زمن ولى ومضى عنفاً مكتسباً بالتربية. وتكثر البدائل ولكن الاختيار لم يكن إلا اختياراً للعنف السيئ المصاحب للقصور الذهني والتقنية التربوية. كتلك المرأة التي كانت تضرب رأسها بالجدار لتعديل درجة النسيان والوسوسة في داخل نفسها عند كل خطأ ترتكبه في صلاتها وكأنها تعاقب نفسها أو ذلك الرأس على ذلك الخطأ تاركة كل البدائل الممكنة من التسبيح والبوصلة واستخدام جهاز التسجيل للصلاة بأكملها أو الائتمام بالآخرين لعلاج هذه المشكلة ......أيضا تلك المرأة التي كانت تشقق ثوبها وتلك التي كانت تقطع شعرها جزعاً وخوفاً ورعباً لدى كل مشكلة غير محتملة لديها ومهما كانت بسيطة وكأن ذلك السلوك يهدئ من روعها ويحل معضلتها وكم كان الرعب يصيب الأطفال عند مشاهدة تلك المناظر وكم يقيسون عندئذ بأن ضرب الرأس وتقطيع الشعر وتمزيق الثياب قد يكون حلاً للمعضلة. كما لن أنسى، ذلك الطفل الذي يسقط على الأرض ونظره متعلق بأمه ثم بدأ بالصراخ والعويل لا لسقوطه على الأرض بل لفزع أمه عليه وجزعها في نظرتها إليه وصراخها من هلعها عليه وكم كان موقف الأب جريئاً وتربوياً عندما طلب من الطفل أن ينهض وينظف ملابسه الجديدة من التراب الذي علق عليها جرّاء السقوط بدلاً من البكاء والعويل. ونتذكر ذلك الابن المرعوب جراء تأنيب وتعزيز والديه له على كل خطأ قد يرتكبه وإن كان عفوياً.
وتلك الحكومة التي كانت تعاقب أبناءها ومواطنيها لمجرد التفكير بأسلوب مغاير أو حتى موازٍ لمسارها والكل يعلم أن التفكير من العمليات اللاإرادية في دماغ الإنسان وتلك الحكومة التي اتبعت سياسة العنف وسيلة للحكم واستقرت على رعب المواطن وخوفه أدى إلى نشوء الأمراض والعقد النفسية لدى أجيال متعددة يتوارثونها جيلاً بعد جيل. وأتذكر ذلك الأب الذي يحتقر ويزدري زوجته أمام أولاده وكم يزرع في نفس الذكور منهم نفس الازدراء وذات السلوك ضد أمهم وأخواتهم الإناث اللواتي ينتابهن الخوف والإحباط والجزع والتسليم للأمر الواقع.
وكم نتذكر لنكتب عن عنف التربية في العالم العربي والإسلامي وكم ندرس لنبحث فالكل يعرف ويشكو التربية والعنف المصاحب لها وتأثيرها السلبي والكل لا يبالي ويبرر!!! ميكانيكية الردع والعلاج:
إن مرض العنف النفسي في حاجته إلى العلاج لا يختلف عن الأمراض الجسمية الأخرى، كما لا يختلف عن الأمراض النفسية المتعددة فقد سبق أن أوضحنا أنه مزيج جسمنفساني وذهني في آن واحد ،وليس من السهل زمنياً وتقنياً تحقيق النتائج المطلوبة ولكن بتطبيق الإرشادات الطبية والعلاجات الروحانية والدراسات العلمية الاجتماعية علاوة على التوعية الثقافية المتواصلة نستطيع الوصول إلى مرحلة لا نقول باندثار العنف فيها ، بل نقول بتضاؤله أو وقوفه عند حد لا يتصاعد بعده.
وبهذا يمكننا تلخيص تلك الميكانيكيات العلاجية بالنقاط التالية:
• الكلمة الطيبة الوادعة:
جاء في الحديث أن الكلمة الطيبة صدقة تدفع العنف والكراهية وتربي نفس الفرد على المودة وتساعده على حسن السلوك. وبإشاعة روح الكلمة الطيبة في المجتمع سوف لن يجد العنف مجالاً للنمو والترعرع.
• النظرات الهادئة الناعسة:
توحي النظرات الناعسة والهادئة للطرف الآخر بالطمأنينة وعدم الارتياب والخوف وعدم التشنج بعكس تلك النظرات القاسية المشككة والتي تثير الاستفزاز ولربما تؤدي النظرات الهادئة والناعسة إلى انتظام إفراز الهرمونات في الخلايا الجسمية المولدة للعنف ، وهذا يتضح من مراقبة بسيطة وتحليل لمواقف بعض الحيوانات إذ أنها تستطيع أن تقرأ أو تفهم روح العداء والعنف من عيون ونظرات الحيوان الآخر. فلحركة العيون في الإنسان اثر واضح في رد العنف والعدوان إذ نجد أنه كلما تناعست العيون أي قلت وخفت حدة نظراتها قل العنف والعنف المضاد في الإنسان ، وهو ما يظهر بوضوح وجلاء عند المرضى والكهول والشيوخ.
• الاعتدال الغذائي:
الامتناع عن تناول الأطعمة المثيرة للحساسية فمما لا شك فيه أنها تساعد على سوء الهضم وعدم انتظام أو قصور الإفرازات الهرمونية في الجسم الأمر الذي يؤدي بالفرد إلى التوتر والعصبية المصاحبة للعنف وحبذا لو يستشار الطبيب بذلك.


• الهوايات الفردية والترويح النفسي:
تساعد الهوايات الجسمية والنفسية على امتصاص عدم التوازن الهرموني في الجسم والمؤثر في السلوك الإنساني وتوجيهه باتجاه معاكس للعنف والعدوانية فهواية القراءة، وجمع الطوابع، والنقود، والموسيقى، والركض ولعب الكرة بأنواعها... إلى غيرها من الهوايات التي تركن لها النفوس من دون حصر وكذلك إطلاق الحرية في اختيار الهواية المناسبة للأطفال والشباب حسب أعمارهم كالسباحة وركوب الخيل والدراجات والسيارات... الخ تساعد على تحويل العنف إلى علاقات جسمية أو نفسية هادئة وديعة كما تصرف الذهن وخلاياه عن التفكير بالعنف لانشغالها وانغماسها بتلك الهوايات وتطويرها وإن دمجّ الفرد إحدى هذا الهوايات أو أكثرها كان من واجب علماء النفس والتربية ومتصدي الإصلاح في المجتمع خلق هوايات أخرى تتماشى وتوجهات ذلك المجتمع وعلاقته بالعنف. ولربما نستطيع التأكيد على أن من أهم الهوايات التي تقلل العنف أو تمنعه هي السباحة ومع الأسف نجد أن الكثير من البلدان الإسلامية ولأزمنة قريبة مثل ليبيا وإيران والسعودية واليمن لا تهتم بالسباحة بل تتركها للفرد والقدر وللاستثمار من دون إعطائها تلك الميزة التربوية على الرغم من توجيه وتوصية الإسلام بها فمع الأسف نجد أن اغلب المسابح أو كلها مسابح صيفية في الوقت الذي نلاحظ ندرتها في الشتاء وكأن العنف لديهم مرهون بفصل الصيف دون فصل الشتاء. كما تشير الإحصائيات الكثيرة إلى انعدام العنف أو تضاؤله عند أولئك الذين يمارسون هواية السباحة بشكل متواصل دون انقطاع حيث تقضي السباحة على التوتر الفكري والعصبي عند الإنسان وبصورة مباشرة. وحبذا لو يتم توسيع هذه الهوايات وإعطائها الطابع الإسلامي وتبينها من قبل المراجع والمسئولين عن تربية المجتمع وتوجيههم الصحيح بدلاً من العنف المصاحب لتأجيج العواطف واستفزازها.
إن هواية تربية الحيوانات والطيور المنزلية خصوصاً للأطفال والشباب تولّد فيهم روح العناية والرعاية وحب الطرف الآخر وتغيير السلوك العدائي إلى سلوك التعايش السلمي كما تنمي موهبة التعامل لدى الفرد والطفل مع من هم أقل واقصر منه تحمّل وتحليل بعض السلوك القاصر الصادر من مثل هذه الحيوانات وتعلم كيفية تربيتها وتدجينها ودراسة سلوكياتها وأخلاقياتها مما يصرف الفرد أو الطفل عن روح العداء والتذمر والكثير من السلبيات الناتجة عن ضيق الصدر.. ولعلنا نستطيع القول وبحزم بأن من واجب الآباء دفع أبنائهم لممارسة واعتناق إحدى الهوايات أو عدداً منها ولربما نذهب بعيداً ونطالب الآباء والمسئولين والمتصدين للتربية وعلم الاجتماع إلى وضع دراسات اجتماعية وخلق هوايات جديدة تتناسب مع ذات المجتمع وعواطفه وميوله من دون تقليد للآخرين ونختم هذه الفقرة بما روي عن الإمام علي… قوله (روّح النفس ساعة فإنها إن ملّتْ كلّتْ وإن كلّت عَميتْ).

• الاسترخاء: تفيد علميات الاسترخاء كثيراً في التقليل من حالات العنف المصاحب للغضب وعملية الاسترخاء تعني ترك العضو الجسمي كاليد أو الرجل من دون حركة لفترة زمنية وبصورة لا يتدفق فيها الدم إلى العضو الجسمي بكميات كبيرة وهو أشبه إلى التخدير منه إلى النوم.
• تقوى الله:
إن تقوى الله وهو الملاذ الأكبر في نهاية المطاف يمنع القسوة والغلظة وهو بالتالي يردع العنف رغم حق القصاص الفردي الذي قد يتضاءل أمام مفهوم العفو والإصلاح ومصداقية الفرد المؤمن.
• الصلوات والتوجه إلى الله:
تمثل الصلوات وسيلة من وسائل ردع العنف عند الشخص بينما يساعد التوجه إلى الله على توازن وانتظام الإفرازات الهرمونية الجسمية عند الفرد بإبعاده عن مكونات الإثارة والاستفزاز.
• الأجواء البيئية:
للبيئة تأثير كبير على تصعيد درجة العنف عند الفرد فالصحراء والطبيعة القاسية والنحيب والضجيج وعدم الاستقرار والهدوء وحتى التلوث البيئي لأي سبب من الأسباب يعتبر من إحدى المقومات الاستفزازية الباعثة والمسببة للعنف أو حتى تقبّله بصورة طبيعية إذ أن الانتظام الهرموني والسلوكي مرهون بالتأثرات والتغيرات البيئية المحيطة بالفرد وعليه ينصح العلماء باختبار البيئة الجوية والاجتماعية المناسبة لتقليل العنف المصاحب للتوتر في مثل هذه الحالات.
• رفع القهر الاجتماعي:
لاحظنا أن القهر الاجتماعي في الفقرة السابقة هو أحد مكونات العنف عند الفرد وبالتالي لابد من إتباع الوسائل التي تقلل من تأثيرات هذا القهر وينصح العلماء بأن المشاركات الاجتماعية والانضمام للجمعيات الإصلاحية ومساندتها مثل جمعيات حقوق الإنسان وجمعيات الرفق بالحيوان وجمعيات الدفاع عن حقوق المرأة وجمعيات الرعاية الصحية وجمعيات الإحسان الخيرية ونقابات العمال والفلاحين... الخ تعتبر من الوسائل المهمة في تقليل العنف المصاحب للقهر الاجتماعي.



• النضج السلوكي:
تكليف الشباب والصغار بمسؤوليات ومهام منزلية، أو إدارية يساعد كثيراً في النضج السلوكي لديهم عن غيرهم ممن لم يحضوا بهذه الخصوصية. إن معاملة الصغير بأسلوب كبير يساعد على نضجه السلوكي الأمر الذي يقلل من انفعاليته وعنفه.
• الحركات الكشفية:
إن مشاركة الشباب والأطفال بالحركات الكشفية أصبحت في الوقت الحالي ضرورة من ضروريات المعاملة الكفوءة مع الأحداث اليومية للحياة ، ويلاحظ أن مردودها النفسي يفيد كثيراً في التقليل من العنف لدى الأفراد حتى بعد تركهم تلك الحركات الكشفية.
• نظرية امتصاص العنف بالعنف:
يؤمن البعض بأن العنف ذاته قد يشكل رادعاً للعنف إذا تم استخدامه بصورة علمية ومدروسة مثل مباريات الملاكمة والمصارعة وكرة اليد هي من الألعاب والهوايات العنيفة التي وضعت وفق أسس أخلاقية واجتماعية تجارية وتربوية قادرة على تحويل العنف السلبي إلى عنف رياضي إيجابي يكتسب الاحترام. كما أن أفلام العنف أيضاً تشكل مثلاً آخراً على نظرية امتصاص العنف بالعنف والتخلص من المحاربين بالحرب... وهكذا تطغى التجارة حتى على عقول الأطفال والمراهقين الذين ليست لهم القدرة على استيعاب فكرة امتصاص العنف بالعنف المضاد. والحقيقة أن الأمثلة السابقة لا تقدم دليلاً على امتصاص أو تقليل العنف بالعنف بل يمكن تكليف الشخص بأعمال عضلية عنيفة مثل الركض ورفع الأثقال وتقطيع الشجر وتكسير الحجر.
• الحب والزواج:
الحب نقيض الكراهية وهي إحدى مقومات ومولدات العنف في النفس البشرية وفي مجتمعاتنا حيث ينظر للحب بمنظار سلبي ترتفع نزعات الحقد والكراهية والتطرف الناتج عن الكبت العاطفي المثير للعنف الجنسي والعدوانية وبإطالة فترة الخطوبة بين الجنسين يتعلم الطرفان خلاها تغليب سلوك الحب ومراعاة الطرف الآخر علاوة على ايجابيات أخرى نحصد في محصلتها انتفاء الكراهية والعنف بين الطرفين وفي كل المجتمع.

إلى هنا ........ وللحديث بقية


أ. عطا أحمد شقفة _ أستاذ علم النفس - غزة فلسطين

التحرش الجنسي بالطفل داخل الأسرة وتداعياته النفسية

التحرش الجنسي بالطفل داخل الأسرة وتداعياته النفسية
(الجزء الثاني)


• حول إيذاء الأطفال:
أوضحت دراسة استطلاعية حديثة بمدينة الرياض أعدتها الدكتورة منيرة بنت عبد الرحمن آل سعود بعنوان "إيذاء الأطفال.. أسبابه وخصائص المتعرضين له". إن المستشفيات تقوم بتبليغ الشرطة عن حالات الإساءة إلى الطفل إذ أن الأهل يحضرون الأطفال على أنهم مصابون بحادث أو أي مبرر آخر فيكتشف الفريق الطبي أن الطفل تعرض للإيذاء ، ويبدأ بالتحري ومتابعة الحالة للوصول إلى الحقيقة. وتؤكد د. منيرة أن الأطفال لا يتعرضون للإيذاء فقط من الأم أو الأب ، بل من الخدم والمربيات أو الأقارب أو الجيران. وتبين نتائج الدراسة أن أكثر أنواع إيذاء الأطفال التي تعامل معها الممارسون هي حالات الإيذاء البدني بنـسبة تصل إلى 91.5% ويليها حالات الأطفال المتعرضين للإهمال بنسبة 87.3% ثم حالات الإيذاء النفسي، ويليها الإيذاء الجنسي، ثم من يتعرضون لأكثر من نوع من الأذى من هذه الحالات التي تعامل معها الممارسون في المستشفيات.
• مع القضية وجها لوجه :
حول الواقع ونتائج الدراسة السابقة : نشرت جريدة الشرق الأوسط أن( طفلة في الثالثة عشرة من عمرها حضرت إلى المستشفى في حالة نزيف ليتبين بعد الكشف عليها أنها تعرضت للإجهاض رغم أنها غير متزوجة وبالعودة لإفادة المدرسة لوحظ أن الطفلة كانت منتظمة ومؤدبة وغير مشاغبة، ولم تظهر عليها أي بوادر حمل ، إلا أنه في أحد الأيام أصيبت بمغص في إحدى الحصص وبالعودة للمدرسات تبين أن الطفلة قضت وقتاً طويلا في الحمام وخرجت بملابس ملوثة بالدم فظنوا أنه ناتج عن الدورة الشهرية ، ولكن عمالا في الشركة التي تتولى أعمال نظافة المدرسة وجدوا طفلاً مولوداً بعد سبعة أشهر من الحمل متوفى وملقى بالحمام في نفس اليوم، وبعد التحقيقات تبين أن المعتدي هو ابن عم الأم (45 سنة) وكان بدأ بممارسة الاعتداء على الطفلة منذ كان عمرها تسع سنوات وكان يهدد الطفلة ويخوفها ويحضر أثناء غياب الوالدين عن المنزل فيقفل على إخوتها الصغار في إحدى الغرف ثم يعتدي عليها. وسجن المعتدي وجلد 30 جلدة وسلمت الطفلة لدار الرعاية إثر الحكم عليها بالبقاء في دار رعاية الفتيات لمدة سنة، ثم التغريب لمدة سنة، ثم الجلد، إضافة إلى حرمانها من التعليم عقاباً لها وعادت الطفلة لأسرتها وعمرها 15 سنة). واتسائل كيف يتم عقاب الضحية ؟ ولماذا لم تشمل العقوبة الأسرة التي لم تحمي الطفلة ؟ ولماذا لا نتحرك لإيجاد دار إيواء لحماية الأطفال من أسرهم المتهرئة اجتماعيا ؟
ففي موقع " أمان" والذي هو من أكثر المواقع تقديم للخدمات المعلوماتية بالنسبة لموضوع العنف وجدت أن لورين وايز (أستاذة في معهد الصحة في بوسطن ) درست حال 237 امرأة أمريكية تتفاوت أعمارهن بين 63 و54 عاماً، فلاحظت أن 632 منهن مصابات بالاكتئاب، وأنهن عانين من العنف خلال طفولتهن أو خلال سنوات المراهقة، وأكدت وايز أن العنف الذي تعانيه النساء جسدي أو جنسي.
حالات واقعية :
1. في مسبح المنزل : ( أريج ) ( جامعية تعمل في حقل التدريس) :- ((أحيانا أشك في حصول الحادثة وأقول لنفسي ربما أنا أتخيل ، فعقلي لا يصدق أن " خالي " هو سبب تعاستي لكنني الآن وفي هذا العمر (26) عاماً أعرف أن الآثار النفسية التي أعاني منها تؤكد حدوث ذلك .. فعندي موقف عدائي تجاه الرجل دون مبرر، زوجي يحبني ولكنني أعاني من البرود وأشعر حين يقترب مني كأنه يحاول اغتصابي أيضا أتأثر كثيرا حينما أسمع بحكايات إيذاء للأطفال ). قالت : ((كان عمري 7 سنوات ولدينا في بيت جدي مسبح ، ذلك اليوم دعاني خالي وعمره آنذاك ( 13 ) عاما للسباحة معه كنت أخاف السباحة لكنه طمأنني بأنه سيحملني على ظهره واشترط أن أحمله أيضا على ظهري ، فرحت لأنني كنت أريد أن أسبح في أمان حملني على ظهره ، كنت سعيدة ثم جاء دوري لأحمله لم يكن ثقيلا فبنيته كانت ضئيلة ، حملته على ظهري وبدأت أدور فيه لكنني شعرت أن ثمة شيء يلامسني من الخلف واكتشفت أنه نزع ملابسه الداخلية ، غضبت وخرجت من المسبح وعدت إلى منزلنا دون أن أبيت في بيت جدي كما اعتدت كل أسبوع .. وأضافت : عدت سريعا واستسلمت للنوم وكأنني نسيت الحادثة حيث استيقظت في الصباح بشكل اعتيادي لكنني بعد ذلك بدأت أشعر بعنادي وتمردي على كثير من الأوامر في الأسرة وازداد انطوائي ورغبتي في العزلة ، ففي أول ليلة في زواجي لاحظ زوجي ولاحظت أنا خوفي من العلاقة العاطفية الخاصة وكذلك برودي رغم أن زوجي من أقربائي, ولكنه كأي رجل شرقي لم يساعدني لأتخلص من مخاوفي بل ذهب بي إلى طبيبة نساء لتسهل له الطريق التقليدي للعلاقة الخاصة , لكن حياتنا لم تكن تستمر بسبب برودي وعنادي وحساسيتي المفرطة تجاه كل شيء ....). والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أقدم الخال مصدر الأمان على التحرش بابنة أخته ؟ وهل كان يدرك وهو مراهق نتائج سلوكه ؟من المسئول هنا ؟ .....
2. معاناة الطفلة الجميلة : (( منى/35 عاما )) ((جامعية موظفة في احد القطاعات الأهلية )) (لقد كنت طفلة جميلة جدا وهذا سبب تعاستي.. البداية كانت من صديق ابن عمي ، كانت أعمارنا متقاربة عمري 6 سنوات وعمر ابن عمي وصديقه 13 عاما ، كنت ألعب معهما لكنهما تهامسا ذلك اليوم وطلب ابن عمي أن أجلس في مكان مرتفع قليلا في الشارع ربما كان حجرا كبيرا جلست عليه ولم أشعر إلا وصديق ابن عمي ينزع عني ملابسي الداخلية وينتهك حرمة جسدي للدرجة التي صرخت متألمة وخاف ابن عمي ووضع يده على فمي وهددني إن أخبرت أبي أن يقول أنني السبب ,, بعد ذلك حصلت حادثة أخرى ليست مشابهة مع ابن خالتي فاستجمعت قواي وشكوت إلى إحدى عماتي الحادثة إلا أنها نهرتني واتهمتني أنني افتري عليه ...) فعمتي من خلال نهرتها لى أشعرتني بتأنيب الضمير وكأنني السبب فيما يحدث لي) . ( فأنهيت دراستي الجامعية والتحقت بالوظيفة وتقدمت كثيرا في حياتي العملية وتقدم لخطبتي رجل مناسب فتزوجته ، وهنا بدأت المشكلة حيث رفضت تماما الاقتراب منه منذ أول ليلة من الزواج ... بكيت كثيرا وتذكرت كل الحوادث القديمة التي ربما أسست في داخلي كرها للرجل وكالعادة ذهب بي زوجي إلى طبيبة نساء لتسهل عليه الطريق إلى العلاقة الخاصة لكنها أي الطبيبة لم تفلح في أن تجعلني أتفاعل مع زوجي أبدا وبعد عام من العذاب عدت إلى بيت أهلي مطلقة ..) نظرتها للمستقبل أنها تريد أن تنتقم من كل الرجال ... أنا الآن أبني علاقات عاطفية مع الرجال أمارس الخداع معهم ..وفي الليل ابكي كثيرا لما افعله ويؤنبني ضميري ).

والسؤال هنا كم من امرأة تسلك طريق الخيانة إذا كانت متزوجة ، والانحراف عن معايير المجتمع بتعدد العلاقات مع الرجال دون أن تدرك أن أصل خيط البكرة حادثة قديمة في الطفولة ؟..... ولماذا لا نكسر الحواجز بيننا وبين أطفالنا ونحدثهم بما يتناسب مع إدراكهم عن كيفية احترام الجسد وحمايته ؟

3. الطفلة التي توهمت انها امرأة : (ح/22 عاما )( طالبة في الجامعة ) كان عمري 8 سنوات وكانت البداية أن لدينا " عزومة" كبيرة في منزل جدي ، كنت ألعب في فناء المنزل " الحوش " مع الأطفال ,, ناداني " عمي " كان عمره ( 13 ) عاما كنت مشغولة أريد أن أكمل اللعب مع أصدقائي قال لي : تعالي دقائق فقط ، وكان يسكن في غرفة خارجية في (الحوش) دخلت الغرفة.. بدأ يتحسس بعض مناطق خاصة من جسدي ، لم أكن أفهم ما يفعل لكنه قال لي لا تخبري أحدا .. حدث ذلك 3 أو 4 مرات وكنت لا أفهم شيئا لكني أستجيب له ليتركني أكمل لعبي مع الأطفال المجتمعين في المنزل. ولكن بدأ عذابي وخوفي في نهاية المرحلة المتوسطة وعمري ( 14) عاما، بدأت أذكر كل الممارسات من عمي وأبكي كثيرا ،، كنت أشعر أنني شاذة عن كل البنات وكأنني عارية خاصة حينما أقابل عمي الذي سافر بعد الحادثة ليكمل دراسته ... أمضيت سنوات طويلة أتعذب لأنني أحسب أنه أفقدني مستقبلي وكنت أرفض أي عريس يتقدم لخطبتي . وخفت أن أبلغ أمي فلو علم أبي لربما قتل عمي وأمي امرأة ضعيفة ، لكنني مؤخرا حكيت لأمي ما حدث ، وبالفعل ذهبت معي إلى الطبيبة التي أكدت سلامتي . ولكن سلامتي لم تحل المشكلة ، ما زلت خائفة من الزواج.إن بداخلي غضب شديد على عمي الذي جعلني أتعذب أكثر من (11) عاما ، لقد جعلني أشك في كل الرجال ، ولذلك حينما أنجب بنتا سألازمها طيلة الوقت..

• من المسئول عن قتل الطفولة ؟
إن الاعتداء الجنسي على الأطفال مسئولية الجاني الذي يقترف جريمة مثل هذه ، مسئولية الأسرة بلا شك في إهمالهم للطفل قبل الحادث بإفهامه لمعنى المحافظة على خصوصية جسده وملابسه الداخلية وعدم الثقة في من حوله من المراهقين وإن كانوا محارم ، ثم تبدأ مسئولية أكبر يهملها الأهل تتضح في عدم السماح للطفل بالتعبير عن مشكلته بنهره أو تكبيته أو تجاهل شكواه حينها تكبر مسئولية الطفل عما حدث ، ويقع في صراع ما بين تهديدات الجاني أو إغراء ته وما بين شعوره بالذنب كمثال (كان لدي طفل عمره ( 15 ) عاماً مشكلته أن ابن عمه يعتدي عليه ويغريه باصطحابه إلى المطعم وكان الطفل يوافق على الاعتداء رغبة منه في الحفاظ على الهدية " المطعم " فلم يكن والده يهتم باصطحابه إلى المطعم أو التنزه معه وقد مرض الطفل حيث تمزق بين قوتين تجذبه قوة رفض الاعتداء وقوة المحافظة على متعة المطعم ، وقد استمر اعتداء ابن عمه له سنة متواصلة ، عاش فيها مشاعر الخوف الشديد ، الشعور بالذنب ، عدم الثقة في خطواته المستقبلية ... هذه المشاعر السلبية للأسف عممت على حياته بشكل كامل حينها خضع للانسحاب).
التحرش الجنسي ينعكس على مستقبل الطفل الصغير حين يكبر فيغدو رجل أو امرأة كيف يكون تأثير التجربة المّرة عليه ؟.... الطفل المجني عليه إذا غدا رجلا فإنه يتوحد مع الجاني ويمارس الاعتداء على الأطفال كما أن الميل إلى الشذوذ الجنسي يوجد في حياته سواء كان ذلك الميل معلن أو غير معلن والغضب الشديد يكبت في داخله ويتحول إلى نقمة على الموقف السابق وعلى الحياة بأكملها .. ويصبح الرجل خجولا ، قلقا ، يخاف التحدي ، ويعاني من الشذوذ والعجز الجنسي ، قد تظهر هذه الأعراض عليه بشكل مباشر " القلق الاجتماعي " ويمكن أن يحدث العكس فيصبح شخصية عدوانية متحفزة ، ولكن الحقيقة ،
أنه خواء من الداخل . أما المرأة فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من الرجل عموما ، الرهبة دون أسباب واضحة ، الخوف من المستقبل .. هي تشابه الرجل الضحية فيما ينعكس عليها من آثار ولكنها بالذات تخاف العلاقة العاطفية الخاصة في الزواج ، تخاف من أي لمس للأماكن الحساسة من جسدها ، فذلك يحرك مخاوفها القديمة الراكدة . والمرأة قد يتولد لديها شذوذ جنسي وربما أحيانا بشكل غير مباشر والمرأة عموما في مثل هذه الحالة تكره الرجل وأي علاقة معه ، وهذا يفسح لها المجال للميل إلى جنسها حيث تشعر بالأمان في ظل خوفها ورفضها للرجل ، وكثيرا من العلاقات في الزواج تدمرت بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة حتى وإن كان مجرد لمس جارح لملابسها ، فالموقف برمته يحدث شرخا في داخلها .
أحيانا لا تهتم الأسرة بأن يشاهد الطفل أفلاما بها مناظر فاضحة ، أو أن يرى والديه في وضع خاص في غرفة النوم مثلا أو تترك الأطفال بصحبة أعمامهم أو أخوالهم المراهقين دون رقابة..... كيف لك أن تصفي لنا أهمية ما نهمل ؟ يمكن أن يحدث آثار سلبية لطفلة صغيرة خافت من نظرة فاضحة أو فاحصة أتتها من رجل في الشارع مثلا أو في المنزل ، أو مثلما قلت طفل يشاهد أبويه في حجرة النوم في وضع خاص لا يفهمه .. القضية أن أجهزة الطفل الإدراكية ما تزال قاصرة عن فهم هذه الصور فجهازه المعرفي لم ينضج بعد بالدرجة الكافية لفهم وتفسير ما يرى . نحن فيما نهمل.. نغرقه بمعلومة لا يفهمها وهو بقصوره الإدراكي والمعرفي يضعها في مكان خاطئ فيشعر بالذنب ، وهذا ما يفسر أن تفعل الطفلة بأخيها الأصغر ما شاهدته من سلوك " جنسي "يمارسه الكبار أمامها سواء في الواقع أو على شاشات الفضائيات .
إن التحرش البسيط يحدث أثرا قويا فالطفل في ذلك الموقف الذي يكون فيه مستسلم للمعتدى عليه دون أرادته يشعر بالعجز والخوف ولسان حاله يقول أنا عاجز. الذي يحدث بعد ذلك أن الطفل يعمم هذه الصورة أو التجربة لاحقا على مواقف الحياة ..تفعل ذلك الفتاة عندما تعمم الصورة على الرجال فيما بعد ،بالإضافة إلى الشعور بالذنب والخوف من الاكتشاف ، وهذا هو الجانب الخطر الذي يكشف لنا إهمالنا التوعية بالثقافة الجنسية ..
ربما كان الطفل يمارس بعض السلوكيات الاستكشافية لجسده ولكن شعوره بالذنب هو الذي يضره. سأعطيك مثالا... لو افترضنا أن هناك طفلين احدهما يمارس التصرفات الجنسية ، والأخر يسرق ، نجد أن شعور الأول بالذنب يفوق شعور الثاني . طبعا يختلف الأطفال عمريا في إدراكهم ، لذلك لا نستطيع أن نحدد للأطفال سن معين للتوعية بالأمور الجنسية ولكن الأم تعرف مدى إدراك طفلها ، وهنا يتوجب عليها أن توعّيه تجاه جسده أولا باحترامه وعدم السماح لأي كان بالتحرش به.
كذلك .. إن اقل تحرش بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته ..
• واقـولـها.... من منطلقات علمية علاجية......, إلا أن معظم الناس لا يدرون عما يحدث لأطفالهم ليس بالضرورة لإهمال منهم ، بل لان الطفل ربما لا يصارح أحدا بما حدث، فقد يخاف أو يشعر بالذنب,, فهو لا يعرف بأنه بريء وانه ضحية ولا يدري ما هو حجم دوره وما ذنبه في الموضوع,بل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون, وكثيراً ما اسمع عن أمهات سكتن عما حدث لأطفالهن حفاظاً على علاقتهن بالجاني فهو من الأقارب وهي لا تريد (الشوشرة) أو تخاف أن لا يصدقها الآخرون.
سيكولوجيه الطفل :
ماذا عن الطفل ......هل يتذكر الاعتداء أو الصور الغير مفهومة والمختزنة لديه ؟ بعض الأطفال يتذكر الموقف إذا كان واضح وبعضهم لا يتذكره بوضوح . فالطفل عادة .. وهذا يرجع إلى بناؤه السيكولوجي يسعى إلى تجنب الألم ، فأي تجربة مؤلمة يزيحها الطفل ويسقطها في اللاشعور . تبقى هناك حية نابضة تبرمج إدراكه وتبرمج استجاباته للحياة دون أن يعرف ، وعادة قد يتذكر الطفل صور محددة من الموقف مثل أن شخصا ما وضع يده على أماكن حساسة من جسده ، وبعض الأطفال لا يتذكر التفاصيل لأنه رمى بها في العقل الباطن . لكننا في جلسات العلاج النفسي نستطيع التعرف على التفاصيل بعد جلسة العلاج الثانية تتفجر الرؤى المخزونة فتتذكر الحالة مالم تكن تتذكره .
إن بعض السلوكيات الخطأ التي نمارسها كأسرة تجاه الطفل المعتدى عليه وفي اعتقادنا أنها لصالحه مثل تحاشينا تذكيره للموقف أرجو أن تلقي الضوء على هذه السلوكيات الخاطئة ؟ نعم للأسف ؟؟؟؟؟ فإن الأسرة إذا لمست تغير في سلوك الطفل وانعزال أو حزن فإنها تحاول إرضائه بالهدايا وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه بل وإيهامه أحيانا بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات مثل " أنت ما شاء الله عليك بطل وشجاع ولا فيك إلا العافية " وإذا ذكر الطفل مثلا عبارات مثل " أنا ما أحب ولد عمي ، أو حدد فلان بعينه " توبخه الأسرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص محدد في وقت يتزامن مع تغير سلوكه إلى الانعزال؟ ، أحيانا يرفض الطفل الذهاب إلى مكان الحدث مثلا وتخطئ الأسرة حينما ترغمه إلى الذهاب ، والكارثة أن الطفل أحيانا يحكي وتحاول الأسرة أن تمنعه بتهدئته ومنعه من الذهاب لمكان الحدث دون أن تمنحه الإحساس بالأمان أو تخفف من شعوره بالذنب .
إن نصيحتي أوجهها بالفعل لكل مسئول عن طفل ,, إلى كل أم وكل أب .. إلى الأسرة بألا نهمل رعاية الطفل النفسية . علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ومراقبة بداية تغير سلوكه والتفتيش عن السبب من خلال استرجاع الأماكن التي يذهب إليها بمفرده ، وعلى الأسرة أن تمنح الطفل الأمان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايات المجرمين الذين يعتدون على الأطفال ، وتخبره أنه كطفل لا يعتبر مسئولا , أحيانا يغضب الطفل ولا يستجيب لمحاولات الأم لحثه على التعبير ولكن محاولاتنا التي تشبه انتزاع الشوكة من حلقه سوف تريحه مستقبلا ..
أيضا علينا ألا نثق بالآخر مهما كان ، فالجاني ليس بالضرورة مريض نفسي .فمن خلال بعض الإحصاءات الغربية والعربية فان الاعتداء الأكبر على الطفل يتم داخل الأسرة...
أود أن أسالك عن الفارق في الآثار بين تحرش الأقرباء والغرباء ...؟ تحرش المحارم أكثر تحطيما للإنسان من تحرش الغرباء ، وهو الذي يؤدي إلى سقوط قيم الإنسان حيث يشعر الطفل أن أكثر شخص ينتظر منه الحماية والأمان هو الذي يعتدي عليه ..
قالت إحدى الحالات " فتاة عمرها 25 عاما ": أتذكر أن أخي كان يمنعني أن أقف عند باب الشارع كان عمري حينها 7 سنوات ، ثم يعتدي علي .. لم أكن لأفهم ما الذي يحدث ؟
من هنا أستطيع التعليق على خطورة تحرش الأقارب . فالحياة هنا تسقط في اللامعنى ، وبالنسبة للفتاة تصبح فيما بعد مستهترة جدا فهي تخاف الرجال جدا ، لكن تبعا لأحاسيسها الجنسية المطفئة تلجأ إلى العلاقات المتعددة مع الرجال وهذا نوع من التكوين الضدي .. سلوكها موجه بصورة مباشرة أو معممة لا يتكون لديها رادع ، فالشعور الديني والأخلاقي يكاد يكون معدوم ولا يوجد لديها فهم للحياة ...

• كيفية التعامل مع الاعتداءات الجنسية :
أ‌- توصيات للأهالي و المربين:
ذكرت إحدى الدراسات توصيات هامة لاحتواء الطفل الذي يعاني وهي :
1- التصرف بحذر و الحفاظ على هدوء الأعصاب و عدم إلقاء التهديدات للطفل، فالطفل بحاجة إلى الأمان و الهدوء و الدعم.
2- عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه.
3- عدم إلقاء المسؤولية على الطفل.
4- استعمال لغة الطفل و عدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.
5- الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان ، فإذا لم يستطيع الأهل العمل مع ابنهم الضحية عليهم أن يطلبوا منه إشراك أحد من الخارج..(مرشد نفسي) مثلا.
6- تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث).
7- تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة.

ب‌- مسئوليتنا تجاه القضية :
في قضية بحجم مسئوليتنا تجاه الطفولة حولنا نحتاج خطة وقائية وعلاجية للموضوع لعلني أوجزها في النقاط التالية:
1-إيجاد الوعي الأسري بالتربية الجنسية ومساعدة المؤسسات التعليمية الاجتماعية وتبنيها لهذا الجانب منذ سنوات الطفل الأولى في الروضة على أن تكون الأسس مستمدة من الإسلام.
2- على الإعلام مسئولة كبرى في توعية أفراد المجتمع وعدم تداول الجانب المثير في الموضوع ، بل التركيز على توعية الأسر واستنهاض المسئولين بعلاج المشكلة.
3- توفير القوانين التي تحمي الأخصائيين العاملين في مجال الإرشاد مع حالات ضحايا الاعتداء.
4-وجوب تكاتف المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية وتطوير مهارات العاملين فيها لتقديم التوجيه والإرشاد المناسب للطفل الضحية وأسرته. 5- ضرورة تحمل الجهات المسئولة كالشرطة والهيئات الرسمية والوزارات المسئولة عن الطفولة ، والشئون الاجتماعية مسئولية هذه القضية في السعي لاتخاذ القرارات وسن القوانين المناسبة للحد من تعنيف الطفل داخل وخارج آسرته.

انتبهوا أيها الآباء....أيتها الأمهات .. أبناءكم أمانه في أعناقكم ..... اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ......

إلى هنا .. وانتظرونا ...
د.عطا أحمد شقفة - غزة - فلسطين

التحرش الجنسي بالطفل داخل الأسرة وتداعياته النفسية

التحرش الجنسي بالطفل داخل الأسرة وتداعياته النفسية
(الجزء الأول)

ورد في اتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق الطفل ضمن المادة 19:( تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني عليه ، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته).
وقد أكدت احد الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم . وقد تبين أن هناك 77% من هؤلاء المعتدين (آباء) للأطفال الضحايا، و11% من أقاربهم . وان أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفين للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة.
ونشر في كتاب (الطفل العربي والمستقبل) للدكتور عماد زكي أن "مائة مليون طفل عربي يشكلون 45% من مجموع العرب وأعلى نسب الأطفال في العالم وتقول الإحصاءات أن أطفالنا هؤلاء يشكلون أعلى نسبة من نسب الأطفال مقارنة بأي شعب آخر" ومع ذلك فنحن نعاني من افتقاد بعض الأسر للوعي بحماية الطفل داخلها قبل أن تحميه من الخطر في الخارج .
من هنا، من النقطة التي تؤكد أن تعنيف الطفل ظاهرة عالمية وانه يكثر داخل الأسرة وان مصدر ألامان بالنسبة إلى الطفل هو سبب إيذائه رأيت أن ندخل إلى أعماق هذه المنطقة الشائكة ...نتطرق إلى مفهوم القضية نظريا ثم ندخل إلى أعماق الأسر المتهرئة والتي يؤذى فيها الطفل وتحديدا لا يحترم جسد ه نتيجة إهمال الأسرة أو دون قصد .
إننا حين نفتح ملفا بهذه الدرجة من الحساسية فنحن نستنهض الوعي لدى الأسر المهملة عن جهل أو انحراف في الفطرة ونحيي الأسر التي استطاعت أن تتبع أساليب التنشئة الإسلامية لحماية الأطفال خارجها وداخلها بوعي ومسئولية تجاه الأطفال الذين هم أمانة في أعناقنا .
• تعريف الاستغلال الجنسي لجسد الطفل : " هو اتصال جنسي بين طفل بالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة عليه " ( لوجسي، 1991؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس، 1995). هذا الاستغلال يعرف على انه دخول بالغين وأولاد غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلاقة الخاصة جدا وماهيتها ، كما أنهم لا يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلاقة والهدف هو إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدي ، وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للتابو المجتمعي حول وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى أو ( قتل الروح ) حسب المفاهيم النفسية ، وذلك لأن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل ، ويعرف سفاح القربى حسب القانون على انه " ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة" ( لوجسي،1991 ) ويقصد بهذا النوع من الاستغلال :- - كشف الأعضاء التناسلية. - إزالة الملابس والثياب عن الطفل. - ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة . - التلصص على طفل. - تعريضه لصور فاضحة ، أو أفلام. - أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة . -اغتصاب. ( مكلوبتس؛ لفشيتس، 1995).
• كيفية الانتهاك : المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل و له علاقة ثقة و قرب للضحية ، و قد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحية. ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب، و هو استخدام الرشوة، و الملاطفة، تقديم الهدايا...الخ أو الترهيب أو التهديد: و هو التخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء. و ذلك عن طريق: الضرب، التهديد بالتوقف عن حب الطفل أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها، التخلي عن الطفل بأنه السبب لأنه هو يريد ذلك. هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع و عدم الكشف عنه. ونادرا ما يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها الأمر الذي يثير شكوكا حول ذلك.
• لماذا تستغل البراءة ؟:.... يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر حدوث العنف نحو الطفل، وإنما هي عدة عوامل متشابكة تتفاعل في سياق اجتماعي وثقافي محدد .
ويمكن إجمال هذه الأسباب ضمن تصنفين للأستاذة لميس ناصر :
أ- العوامل الديمغرافية وهي: ((العوامل الاجتماعية /العوامل السياسية / العوامل النفسية/ العوامل الاقتصادية /العوامل القانونية وأهمها "عدم كفاية القوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية على المرأة والطفل"/ . قصور التعامل لدى الجهات الأمنية مع مشكلات العنف /عدم وضوح بعض المفاهيم قانونياً "الإساءة الجنسية … وغيرها"/وسائل الإعلام التي تكرس مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية ، والكومبيوتر ، والألعاب الإلكترونية مما يؤدي إلى انتشار حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة، فالجرعات الإعلامية الزائدة من العنف تبطل الحساسية تجاهه .
ب- عوامل الخطورة : وتتضح في الآتي : عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء : ويكون المسيء في الغالب شخصاً قد أسيء إليه جسدياً ، عاطفياً ، أو جنسياً ، أو يكون قد عاني من الإهمال وهو طفل .
عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه / إليها : بعض صفات الأطفال الجسدية والعاطفية قد تقلل من حصانتهم للإساءة، اعتماداً على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى الوالدين ( الإعاقة ، المرض المزمن ، الانعزالي الخ .. )
عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة : بعض العائلات لها صفات محدده تزيد من احتمالية الإساءة فيها (النزاعات الزوجية، الضغوطات المالية والوظيفية ، الانعزال ) .
عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط : تنتشر الإساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها ، وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر .
• ( مفهوم العقاب الجسدي ، القيم ) ولابد أن نذكر أن وجود عوامل الخطورة المذكورة آنفاً لا يعني بالضرورة أن تؤدي إلى العنف والإساءة ، وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها مع بعضها البعض.
• الآثار الجسدية و السلوكية و النفسية لانتهاك جسد الطفل:- أورد هنا بعض مما استطعت تجميعه عبر مواقع الانترنت من معلومات حول بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر الأسرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة أو أزمة أيا كان نوعها :
أ- الدلائل الجسدية (تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية). صعوبة في المشي أو الجلوس. أمراض و أوجاع في الأعضاء التناسلية. إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى البول. أوجاع بالرأس أو الحوض.
ب- الدلائل السلوكية الانطواء و الانعزال. الانشغال الدائم بأحلام اليقظة و عدم النوم و كثرة الكوابيس و الأحلام المزعجة. تدني المستوى الأكاديمي، و عدم المشاركة في النشاطات المدرسية و الرياضية. التسرب أو الهروب من المدرسة. تورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناء صفه. عدم الثقة بالنفس و الآخرين و العدوانية. تشويه الأعضاء التناسلية و تعذيب النفس. الرعب و القلق الدائم. وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية، استفزازية للآخرين.
ج- الدلائل النفسية : تذكر د. نادية عوض أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئًا فشيئًا إلى الشذوذ الجنسي - كما يقول العلماء- من ضمنها تعرض الطفل لاعتداء جنسي. ففي بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996 ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة..
• اهتمام دولي وإحصاءات علمية : بدأ الاهتمام بالطفل في مطلع العشرينات من القرن الماضي ، بظهور أول إعلان لحقوق الطفل في العام 1923 . وقد التزم قادة الدول الذين حضروا مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل عـام 1990 والـذي تمت المـوافقة خلاله على " اتفاقية حقوق الطفل " ، على الاسترشاد بمبدأ " الأطفال أولا " الذي ينص على ايلاء احتياجات الأطفال الأساسية الأولوية العليا عند تخصيص الموارد، في السراء والضراء ، وعلى جميع المستويات الوطنية والدولية وكذلك على مستوى الأسرة نفسها . وبالرغم من أن مجلس جامعة الدول العربية قد اتخذ على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس2001م قراراً بتبني " الإطار العربي لحقوق الطفل ". وفي كتاب حقوق الطفل أورد المؤلف غسان خليل الإسهامات الدولية لمنع استغلال الطفل جسديا ومن ضمنها المؤتمر الذي استضافته السويد ونظمته منظمة الأمم المتحدة و" اكبات" و" مجموعة المنظمات غير الحكومية من اجل اتفاقية حقوق الطفل ". وأنتج المؤتمر إعلان هام يقضي بأهمية التحرك لوضع حد للاستغلال والإساءة الجنسية التي يتعرض لها الأطفال على أن يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني والإقليمي والدولي . بالرغم من كل التحركات الدولية للاهتمام بحقوق الطفل إلا أن 29 دولة فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملات توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلال الأطفال جنسياً. هذا بالنسبة لحماية الطفل من الخطر الخارجي ..
• فماذا عن الخطر داخل الأسرة !! إن البحث عن الدمار داخل الأسرة صعب إذ لا نستطيع أن نحدد بدقة عدد الأطفال الذين تعرضوا في العالم العربي إلى تحرش جنسي داخل أسرهم لتكتم الأطراف المعنية ، فقط نورد هنا بعض الأمثلة لدول عربية أعلنت عن الإحصاءات :
• في الأردن : تبين سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة ، شملت 174 حالة إساءة جنسية على الأطفال كانت مصنفة حسب ما يلي : ( 48 حالة إساءة جنسية ، كان المعتدي فيها من داخل العائلة ، و79 حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروف للضحية - قريب أو جار أو غيره، و47 حالة كان الاعتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب ) .
• في لبنان : أظهرت دراسة صادرة عن جريدة لوريان لوجور أن المغتصب رجل في جميع الحالات ، ويبلغ من العمر 7-13عام ، وان الضحية شملت 18 فتاه و10 صبيان تتراوح أعمارهم بين سنة ونصف - 17 سنة . وأشار المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم ، على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين . ( د . برنار جرباقة ، 2000 )
• في مصر: تشير أول دراسة عن حوادث الأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدا لرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إلى أن ‏ حوادث الاعتداء الجنسي علي الأطفال تمثل ‏18%‏ من إجمالي الحوادث المختلفة للطفل. وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح أن النسبة هي 35% له صلة قرابة بالطفل و 65% ليست له صلة بالطفل‏.
• ‏في سراييفو: ذكر عبد الباقي خليفة أن هناك دراسة أعدت مؤخرا في كرواتيا، أثبتت أن واحدة من كل أربع فتيات تعرضت للاغتصاب على يد أقربائها. وان كل واحد من ستة شباب يتعرض للاغتصاب. وان %90 من الإناث والذكور يمارسون الجنس دون سن الثامنة عشرة ثلثهم مع الأقارب و40% مع الجنس الواحد. ويقول الأطباء الذين يعالجون حالات دون سن العاشرة، أن بعض الأطفال لا يمكن أن يعودوا للحياة الطبيعية، وانه حصل لبعضهم تلوثات عقلية بسبب الاغتصاب وبعضهم في حالات نفسية يصعب شفاؤها.
• رأي الإسلام وحكمته في الوعي الجنسي :
لقد تميز الإسلام بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة .. إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علم الصحابة والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط كل ما يتعلق بالأمور الخاصة جدا لأن الجنس جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص- بين الخطاب الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص-((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع)).
وقد أشار الأخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله : ((يحدد محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل.... أما الجزء الأخير من الحديث وهو "فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ، حيث نجد أن الأطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الاستطلاع عن النواحي الجنسية والفسيولوجية ، كما وأن الانتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته الأمر الذي يساعده على إدراك الاختلاف بين الأشياء وإدراك الشبه أيضاً بينها. نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم تفسيراً بسيطاً للأمور، وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من النمو. إن هذه الفترة هي فترة ميل إلى الأمور الجنسية والتعرف عليها والعبث بها وهذا جعله الله تعالى ليكون تمهيداً لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية الزواج.).
ويقول د. حامد زهران أستاذ الصحة النفسية : بان علينا كمربين أن نعرف أن الأطفال يصلهم معلومات من زملائهم في المدرسة والشارع.. وقد يقرؤون كتبا بها أفكار مشوهة، وقد يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في الإنترنت، وهناك أيضا القنوات الفضائية .
علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي. إن أقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية الدينية، لأن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم السلوك الجنسي تماما من الناحية الدينية قبل أي شيء آخر، ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين.. وحدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي والحلال والحرام فيه.. ومن هنا سنجد أن الإطار الذي نتحدث عنه سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله..
• الوعي بأهمية الثقافة الجنسية :
إن الجنس وقضاياه في العالم العربي منطقة شائكة لا يشجع الآباء أبنائهم على معرفة ماهيتها ..وهذا لا يقيهم شوك الجهل بل على العكس إن جهل الطفل باحترام جسده وبثنا له الرعب من منعه من التحدث في أمور الجنس يعرضه لمخاطر كثيرة أخطرها سكوته في حال انتهاك حرمة جسده. تقول الأستاذة منى يونس : (لا بد من رفع الالتباس لدى الأكثرية من أولياء الأمور بين "الإعلام الجنسي" الذي هو إكساب الفتى/ البنت معلومات معينة عن موضوع الجنس، و"التربية الجنسية" التي هي أشمل ؛ إذ إنها تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الطفل من هذا الموضوع في المستقبل).
إن أهم ما لأجله لابد أن نؤسس ثقافة جنسية مستندة على القيم الإسلامية لأطفالنا الحاجات الجنسية للطفولة الوسطى(6-9) والتي يذكر د. زيدان عبد الباقي أنها مرحلة كمون جنسي (latency period) ومع نهايتها وبداية الطفولة المتأخرة (9-12) ينفق الطفل كثيرا من وقته في استطلاع الجسم ووظائفه ومعرفة الفروق بين الجنسين وقد يميل بعض الأطفال إلى القيام ببعض التجارب الجنسية واللعب الجنسي مع بعضهم البعض ولكن الخطر أن قلة من كبار السن " الشاذين جنسيا " قد يستغلون الأطفال في إشباع دوافعهم الجنسية الأمر الذي يحدث في الطفل جرحين جسدي ونفسي...
من هنا كان تحذيرنا ومطالبتنا بالحفاظ على الأبناء الصغار، ذلك أن الأطفال في هذه السن لا يدركون خطورة النواحي الجنسية ، حيث لا تزال الطاقة الجنسية كامنة لديهم واهتمامهم موجه إلى نفس الجنس. إن الرغبة في اللعب الجنسي تزداد وقد تتحول إلى عادة سرية أو لمجرد تقليد لطفل أو لصبي يمارس تلك العادة أمام الآخرين قد يحدث التجريب الجنسي فلا يمارس بالمعنى المعروف ولكنه مجرد عرض الأطفال لأعضائهم التناسلية وترتيبا على ذلك يحتاج الطفل من أبويه أن ينظرا إلى النواحي الجنسية نظرة موضوعية أي عادية باعتبار الجنس جزء من الحياة الاجتماعية وليس في مناقشته خطيئة أو إثم .
• نموذج للتجربة العلاجية العربية:
الحقيقة أن دول العالم العربي تهتم بقضايا الطفولة ولكن فيما يتعلق تحديدا بانتهاك حرمة جسد الطفل داخل الأسرة "موضوعنا" فان الجهود حثيثة فضلا عن أن بعض الدول لا تعترف بوجوده كظاهرة تستحق العلاج على أنني وعبر بحث متواصل وجدت ان تجربة الأردن جديرة بالطرح كتجربة واعية وفاعلة . ففي عمان أنشأت وزارة الداخلية الأردنية إدارة حماية الأسرة، وأوكلت إليها مسئولية مواجهة جرائم الاعتداء في العاصمة عمان كخطوة أولي قابلة للتعميم‏، قوبلت بالمعارضة الشديدة من البعض ، ثم أثبتت نجاحها من خلال النتائج التي حققتها في عام‏1998‏ وهو العام الذي أنشئت فيه الإدارة وصلت إليهم‏295‏ حالة تحرش جنسي ضد الأطفال‏.‏ مثلت حالات زنا المحارم نسبة غير متواضعة منها‏.‏ وفي العام التالي‏,‏ وبعد أن اتسع نشاط الإدارة واتسعت معرفة الناس بها‏,‏ عالجت الإدارة‏ ،أما في عام‏2000‏ فقد عملت الإدارة علي معالجة‏631‏ حالة جاءت إليها بإرادة الأطراف وفي عمان أيضا في العام ذاته افتتح "دار الأمان" وهو أول مركز متخصص في الوطن العربي في مجال حماية الأطفال من مختلف صور الانتهاكات. وهو متخصص أساسا في إعادة التأهيل ومعاملة ضحايا الانتهاكات.. الأطفال وأسرهم. و يستقبل المركز كل انتهاكات الأطفال سواء كانت جنسية أو بدنية أو بسبب الإهمال. "
• العنف تجاه الطفل في السعودية :
لم يسبق أن طرح موضوع إيذاء حرمة جسد الطفل من داخل الأسرة للنقاش ..اعتاد البعض أن يتحدث عن الإساءة إلى الطفل أو إيذائه بالضرب أو الإهمال ، ثم تدرج المشكلة الأخطر وهي الاعتداء الجنسي سواء من داخل الأسرة أو خارجها ضمن الحديث. وقد ورد في الآونة الأخيرة اهتمام مكثف بالطفل السعودي بشكل عام صاحب انضمام المملكة إلى احد معاهدات الخاصة بحقوق الطفل ، خاصة وان بيانات التركيب العمري للسكان السعوديين تشير إلى أن نسبة الأطفال في السعودية ممن يبلغ عمرهم 14 عاماً أو أقل تصل إلى 49.23 في المائة من إجمالي عدد السكان السعوديين حسب آخر تعداد ولكن المشكلة تكمن في سرية حالات إيذاء حرمة الجسد داخل الأسرة حيث لا يتحدث الطفل أو تتكتم الأسرة خوفا من المعتدى القريب أو من الفضيحة ، وفي كل الحالات يدفع الطفل الثمن.
إننا ونحن نتحدث عن هذه الحالات نؤكد وجودها في المجتمعات الإنسانية بشكل عام الغربية منها والعربية .لكننا نثق أن المجتمعات الإسلامية هي الأقدر على إحداث التوازن في النفس البشرية من خلال الارتكاز على القيم الإسلامية ومعالجة الأفراد الشواذ المتسببين فيها .
واقع الحال من وجهة نظر المسئولين : صرح مصدر مسئول بقسم الخدمة الاجتماعية بوزارة العمل والشئون الاجتماعية إلى جريدة الشرق الأوسط أن تصريحات وزير العمل لدى انضمام السعودية إلى إحدى المعاهدات الخاصة بحقوق الأطفال ، لم تكن إيجابية إذ نفى وجود حالات إيذاء للأطفال في السعودية ، وأكد أن كل ما لدينا هو بعض الأطفال في الشوارع وحاول أن يضع مسألة إيذاء الأطفال على أنها عمل الأطفال ولكن هذه قضية استغلال وهي مختلفة عن الإساءة وعلى ذات الصعيد طالب هذا المسئول في مجال الخدمة الاجتماعية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برعاية من تعرضوا للإيذاء وإيداعهم في مؤسسات الدولة التي ترعى الأيتام ، لأن الطفل المعتدى عليه يعود بعد مغادرته المستشفى وعلاجه إلى أسرته التي قامت بإيذائه ليؤذوه بشكل أكبر ، وذلك لأنهم يعتبرون الأطفال من ممتلكاتهم. من جهة أخرى أكد عوض الردادي وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لـجريدة "الشرق الأوسط" انه يوجد قوة إلزامية لسحب الطفل الذي تعرض للإيذاء من أهله وذلك عن طريق الحاكم الإداري "الإمارة". وأكد أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تتدخل لدى تعرض الطفل للخطر وتودعه في إحدى دور الرعاية الاجتماعية حتى يتم إيجاد أقارب يقومون برعايته. وبشأن المطالبات والاقتراحات التي وجهتها العديد من الجهات لإنشاء لجنة وطنية لحقوق الأطفال ، أكد الردادي أن الحالات الموجودة لم تصل إلى مرحلة الظاهرة وما زالت مجرد حالات فردية ، ولكن هل ما يصلنا هو كل شيء ، وإذا كان الأمر يستحق فنحن أول من يؤيد. هذا ما كان من أمر المسئولين في وزارة العمل والشئون الاجتماعية إذ تضاربت الآراء بين تهوين الوزير لمشكلة إيذاء الطفل بشكل عام داخل الأسرة ، ونفي وكيل الوزارة لاعتبارها ظاهرة وبين تأكيد مسئول في الوزارة لم يصرح باسمه ولم يحدد طبيعة الإيذاء حول وجود حالات تستحق إيجاد حلول للأطفال الضحايا .

إلى هناااااااا .......وللحديث بقية ....

في الجزء الثاني إنشاء الله ......سنقدم عرضا لوقائع حقيقية ....
( قصص من الواقع ،ومدى تأثيرها على سيكولوجية الضحية )

د.عطا أحمد شقفة - غزة - فلسطين
علم نفس




التسميات



فى الختاااااااااااام

أرجــــــــو أن تكونوا قضيتم وقتا ممتعا فى موقعنا
ومن لديه
أى اضافات ، فاليتفضل بالاشتراك أو التعليق

رافقتــــكم الســـــلامه
،،،،،،،