الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

في علم النفس السياسي


في علم النفس السياسي




مفهوم الانتماء



لا إنسان خارج الانتماء، وما فكرة (اللامنتمي) أكثر من وهم، فكل امرئ منتم أكثر من انتماء واحد، قد يغلّب أحد انتماءاته على الأخرى، وقد يتعصب لانتماء يعده الأهم فيحكّمه بمواقفه وسلوكه وعلاقاته، وينسى الانتماءات الأخرى أو يضعف من تأثيرها في حياته.

وهذا التغليب، سواء أخذ شكل التعصب أم لم يأخذ، هو الذي يجعل الناس متنوعين في اصطفافاتهم وهو ذو صلة وثيقة بالصراعات الاجتماعية والسياسية، وخاصة حين يكون معبراً عن صراع حول المصالح الاقتصادية أو غلافاً له، فكثيراً ما نجد صراعاً شديداً أو عنيفاً، يبدو دينياً أو طائفياً أو عشائرياً أو قومياً، وهو في حقيقته صراع على مصالح معينة، غلّفها القادة بغلاف يثير نوازع التعصب لدى الناس ويدفعهم إلى تأييد هذا الزعيم أو هذه الشريحة أو معارضتها.

وعادة يكون الغلاف أحد الانتماءات المذكورة، لأنها بالأصل انتماءات موروثة، يقل فيها جانب الوعي ويكبر جانب الولاء، فحين تثور نوازع التعصب يكون الوعي الحقيقي هو لدى أولئك الزعماء الذين يعرفون مصالحهم ويعملون على تحقيقها بمختلف السبل، ولو كان في ذلك أذى للمجتمع. إنه وعي المصالح الذي يدفع إلى قتل الوعي لدى الناس كي يكونوا موالين دون تفكير سليم، وكي ينساقوا خلف زعمائهم، غافلين عن مصالحهم هم، التي هي مصالح الشعب والتي تتناقض مع مصالح هذه الفئة من المتنفذين أو تلك.

ثمة انتماء يتناساه المنتمون عادة، ولا تكترث له القوى المتصارعة غالباً، علماً بأنه قاعدة الانتماءات كلها، إنه الانتماء الإنساني، انتماء الواحد منا إلى هذا النوع المتميز صاحب العقل المتقد المبدع الفعال. ففي غمرات الصراع تتحرك القوى بدوافع لا تهم الإنسان بوصفه نوعاً، ولا تهتم بالفرد أو الفئة أو الشعب انطلاقاً من انتمائه الإنساني، بل بدوافع أخرى محدودة الأفق، تنحصر فيما يعدّه المتنفذون مصلحة لهم، أو للفئة التي يمثلونها أو يستخدمونها لتعزيز مواقعهم.

هكذا تضيع القاعدة الأساسية التي تنبثق منها كل الانتماءات، بل إن الانتماءات المتنوعة هي التي تقوم بتحطيم هذه القاعدة أو تحجيم دورها فينسى الإنسان إنسانيته، ويتغاضى عن مصالح النوع الواسع، بل قد يضحي بها من أجل مصلحة فئوية ضيقة.

وإذا تجاوزنا الانتماء القاعدي، الذي هو الانتماء إلى النوع الإنساني، فثمة ـ كما ذكرنا ـ نوعان من الانتماءات، بعضها موروث لا يد للمرء فيه، وبعضها يختاره بنفسه، عن وعي وإدراك، أو نتيجة ظروف تحيط به وتتحكم باختياره، لكنه، في كل الأحوال هو الذي يختار، وهو الذي يبدل اختياراته حسب قناعاته وظروفه.

أهم الانتماءات الموروثة، التي ينعدم دور الفرد في اختيارها، هي: الدين والطائفة والعشيرة والعائلة والقومية. هذه انتماءات تأتي مع الإنسان منذ ولادته، وتسجل له ويعد في إحصاءاتها قبل أن ينطق بكلمة واحدة، أي على الرغم من معرفته وإرادته.

وعندما يكبر الفرد يجد نفسه محكوماً بثلاثة من هذه الانتماءات، فهو منتم دينياً وطائفياً، ومنتم قومياً، ومنتم عائلياً أو عشائرياً. لكن الذي يحدد طبيعة تعامله مع هذه الانتماءات، ودرجة تحولها عنده من انتماء موروث إلى انتماء واع، ودرجة تحكمها بسلوكه، بدءاً من الانطلاق من أحدها، أو منها جميعاً، وصولاً إلى تجاوزها، هو الانتماءات الاختيارية اللاحقة التي هي: الانتماء السياسي أو الحزبي أو الفكري أو غير ذلك.

وحين يغلّب المرء انتماء من انتماءاته الموروثة، فإنه يهيئ نفسه للتعصب ولموقف إنكار الآخر وتفضيل نفسه عليه. وحين يغلّب انتماءه المختار، فإنه يهيئ نفسه لموقف أكثر عقلانية وتسامحاً. لماذا نقول هذا؟ وهل فيه نوع من الإطلاق؟ نقوله لأن الانتماءات المختارة قابلة للتبدل، ولا ثبات فيها إلا بإرادة صاحبها وقناعته. فتغيير الانتماء الحزبي أو الفكري أو السياسي هو أمر مشروع، وممكن، ولا عقاب له ـ في رأي المنتمين ـ لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يضع المرء في تعارض كبير مع بيئته الاجتماعية. أما الانتماءات الموروثة فهي غير قابلة للتبدل، وحين يحدث أن يغير أحد دينه أو طائفته يقع في موقع التعارض مع وسطه العائلي والاجتماعي، وقد يجد نفسه منبوذاً أو عرضة للهلاك.

الانتماءات الموروثة قد تشكل قيوداً على الإنسان إذا لم يكن على درجة كافية من الوعي لطبيعتها ودورها، أما الانتماءات المختارة فهي أقل تقييداً، لأنها قابلة للتبدل.

لذلك….. يمكننا القول إن المجتمع يكون أكثر قابلية للنهوض إذا كان دور الانتماءات المختارة في حياته السياسية والثقافية والاجتماعية أكبر من دور الانتماءات الموروثة. انطلاقاً من أن الحوار بين التيارات القائمة على انتماءات اختيارية هو أسهل وأجدى منه بين التيارات القائمة على انتماءات موروثة.

وعلى هذا فإن السعي إلى تعزيز النشاط الاجتماعي والسياسي والفكري المرتكز على الانتماءات المختارة، هو طريق النهوض السليم للمجتمع، وهذا لا يتحقق إلا بالتوازي مع تعميق فكرة المواطنة ومفهوم المواطن في الحياة السياسية. وواضح أن فكرة المواطنة تقوم على تجاوز الانتماءات الموروثة في تقويم الناس وتحديد العلاقة فيما بينهم، ولعل الإطار الملائم للوصول إلى ذلك هو العلمانية التي لا تلغي، ولا تستطيع أن تلغي، أياً من الانتماءات الموروثة، ولا تضيق بها، ولكنها تلغي، أو تضعف إلى حد كبير، تأثيرها في الحياة السياسية وإدارة الحكم وتحديد حقوق الناس.

إن الحراك السياسي القائم على حياة حزبية وثقافية وفكرية ديمقراطية، هو الذي ينهض بالمجتمع. وحين يضعف الحراك السياسي تنمو الانتماءات الموروثة ويزداد تأثيرها، كما نجد في مجتمعاتنا العربية.

ولكن حذار من التعصب أيضاًَ، فقد ينساق المنتمي إلى تيار حزبي أو فكري وراء نزعة التعصب، لأن أثر الانتماءات الموروثة وسماتها العقلية والسلوكية ما يزال قائماً في نفسه وهو يظن أنه تجاوزه.





إلى هنااااا............



د/عطا أحمد شقفة – أستاذ علم النفس السياسي






السبت، 3 أكتوبر 2009

العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين وآثاره النفسية

العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين وآثاره النفسية

تعتبر مشكلة العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقون في كل أنحاء العالم عامة والمهددة بالحروب بصورة خاصة، مثل السودان، من المشكلات المسكوت عنها بسبب العادات والتقاليد، مما يشكل عائقا في الحصول على المعلومات حولها بالصورة التي تساعد على التعرف على حجم المشكلة.
وقد أدى هذا الأمر إلـى ضبابية في الرؤية لدى المعنيين و المسؤلين والمجتمع وجعل معالجتـها بالوسائل القانونية و الاجتماعية الحاسمة و توفير الدعم النفسي والمعنوي والقانوني للمراهقات والمراهقين مسألة صعبة.
تعريف العنف الجنسي:
يعرف بعض علماء النفس والاجتماع، العنف بصورة عامة على أنه "سمة من سمات الطبيعة الإنسانية. ويظهر العنف عندما يكف العقل عن القدرة على الإقناع أو الاقتناع، فيلجأ الإنسان لتأكيد الذات عبر العنف والقهر". ويعرف العنف أيضا على أنه "ضغط جسمي أو معنوي فردي أو جماعي يؤدي إلى السيطرة على الآخر وتدميره". ومن ثم يمكن القول إن العنف الجنسي هو «استخدام القوة أو الإكراه في ممارسة أي نوع من أنواع الجنس مع المراهقات والمراهقين أو أي شخص آخر. وعادة ما يؤدي العنف الجنسي إلى تدمير المراهق أو المراهقة نفسيا وبدنيا ومعنويا".
العنف الجنسي الأسري:
تتعرض المراهقات والمراهقون إلى صور عديدة من العنف الجنسي الأسري، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية ومستقبلهم‏ الاجتماعي والعلمي والعملي.‏ وتعتبر صور العنف ضد الأبناء في سن المراهقة كثيرة، ومنها على سبيل المثال الاعتداء الجنسي على الإناث من قبل أحد الأفراد من العائلة والاغتصاب من قبل أشخاص آخرين‏ والختان والزواج المبكر والتحرش الجنسي والعنف اللفظي ذو الإيحاءات الجنسية الذي يتعرض له المراهقات والمراهقون على حد سواء. وتعد ظاهرة تعرض المرهقات والمراهقين لهذه الأنواع من العنف الجنسي البدني واللفظي والنفسي متفشية في المنازل والمدارس والمؤسسات والمجتمع المحلي.
أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين:
يمكن تقسيم أنواع العنف الجنسي الممارس ضد المراهقات والمراهقين من الناحية القانونية إلى نوعين:
• العنف الجنسي القانوني
العنف الجنسي الذي يمارس ضد المراهقات والمراهقين وغيرهم برضي مجتمعي تام وعلنا وتحت حماية القانون مثل الختان والزواج المبكر والإكراه على الزواج... وقد أثبتت الأبحاث أن هذا النوع من العنف الجنسي له آثار مدمرة على نفسية المراهق (أو المراهقة) ومستقبله ، نجده ورغم ذلك ما يزال منتشرا في أنحاء عديدة من العالم ويجد دعما من جهات ومؤسسات اجتماعية وأسرية ورسمية.
• العنف الجنسي غير القانوني
العنف الجنسي المحرم شرعا وقانونيا واجتماعيا مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف اللفظي ذو الإيحاءات الجنسية... وتقع هذه الممارسات بعيدا عن أعين الأسرة والمجتمع ,ويكون المراهقات والمراهقين أكثر ضحاياها.
آثار العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين :
يكون العنف الجنسي أكثر تأثيرا على الأفراد إناثا وذكورا إذا ما تعرضوا له في سن الطفولة أو المراهقة. وغالبا ما يخلف الاعتداء الجنسي على المراهقات والمراهقين سواء تم داخل الأسرة أو خارجها آثار نفسية وبدنية واجتماعية حادة يصعب في أكثر الأحيان علاجها، مما يؤدي إلى إنتاج شخصية غير سوية أخلاقيا واجتماعيا ونفسيا. وتتمثل الآثار الناتجة عن العنف الجنسي بمختلف أنواعه في :
- الاضطرابات النفسية.
- تعطيل قدرات المراهق(ة) وطاقاته(ا) الإبداعية.
- فقد القدرة على الانخراط في أنشطة المجتمع بصورة طبيعية .
- التعاسة في الحياة الزوجية.
- "العنوسة"، إذ تخشي الفتاة من الزواج خوفا من افتضاح أمرها.
- فقد القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع.
- عدم الشعور بالرضا عن النفس والإحساس الدائم بالذنب .
- الشعور الدائم بالامتهان.
- عدم القدرة على التعامل مع التوترات والضغوط النفسية والاجتماعية .
- الاكتئــــاب الحاد أو المرضي.
- الحمل غير المرغوب فيه.
- ‏ ضعف القدرة على التركيز.
- الإدمان على المخدرات والخمر.
- الانخراط في شبكات الدعارة.
- ممارسة العنف الجنسي ضد الآخرين كنوع من الانتقام.
- التشرد...... فبعض المراهقات والمراهقين يتركون منزل الأسرة عند تعرضهم للعنف
الجنسي فيتحولوا إلى مشردين.
- النبذ الاجتماعي، فالمراهق الذي يتعرض للعنف الجنسي يصبح منبوذا اجتماعيا هو وأسرته، وخاصة المراهقات في حالة إنجابهن لأطفال غير شرعيين.
- التخنث فمعظم المراهقات والمراهقين الذين يتعرضون إلى نوع من أنواع العنف الجنسي يصبحون مخنثين .
- السجن، إذ تتم إحالة المراهقات والمراهقين إلى الإصلاحيات إذا تم القبض عليهم في حالات عنف جنسي ،وقد يكون مصيرهم السجن إذا اكتملت سنهم القانونية خاصة إذا تورطوا في جرائم قتل من مارسوا ضدهم العنف الجنسي .
- الانخراط في الجريمة المنظمة والعصابات.
- الميل إلى العزلة بصورة مرضية.
- الانقطاع عن الدراسة .
- الحقد على المجتمع.
- الإصابة بالأمراض الجنسية المعدية .
- البرود الجنسي.
- -العجز الجنسي .
أسباب ظهور العنف الجنسي:
يؤدي عدد من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية إلى تفشي ظاهرة العنف الجنسي في المجتمع بصورة عامة وفي صفوف المراهقات والمراهقين أو ضدهم بصفة خاصة. وتختلف هذه الأسباب من مجتمع إلى آخر بحكم اختلاف النظام الاجتماعية والسياسية والقانونية والدينية والثقافة الجنسية السائدة، إلا أن قواسم مشتركة بين كل المجتمعات يمكن أن تؤدي إلى ممارسة العنف ضد المراهقات. ومن بين هذه الأسباب :
الفقر الشديد أو "المدقع". البطالة... الحروب.... الدكتاتوريات السياسية والتسلط الأسري... الكبت بكل أنواعه (الجنسي والاجتماعي والسياسي والديني).... تحريم الخوض في المسائل الجنسية في إطار الأسرة وضمن المناهج الدراسية وفي وسائل الإعلام.... الفراغ بجميع أنواعه في صفوف الشباب والمراهقين.... الإدمان.... تفشي الأمية و الجهل .... تركيز الإعلام (تلفزيون– سينما- فيديو) على مشاهد العنف بكل أنواعه.... عدم اهتمام الدولة و الأسرة بسن المراهقة وتوفير البيئة الصالحة للمراهقات
والمراهقين لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بأمان.... التمييز النوعي في التربية .
خطورة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين:
تترتب عن العنف الجنسي مخاطر متعددة يتأذى منها المراهقون، وخاصة الإناث منهم، بحكم أنهن يتحملن نتائج "الاغتصاب" والتحرش الجنسي أكثر من الذكور. وقد يؤدي ما تتعرض له المراهقة من عنف جنسي بحياتها نتيجة :
. الوفاة لعدم تحملها جسديا أو نفسيا العنف الجنسي الممارس ضدها.
. محاولة التخلص من الجنين في حالة حدوث حمل غير مرغوب فيه .
. الولادة غير شرعية وفي فضاءات غير صحبة.
. الإجهاض الذي يتم عادة بصورة سرية ودون أدوات طبية.
. قتلها من قبل ذويها عند اكتشاف حملها غير الشرعي فيما يعرف بجرائم الشرف .
. الانتحار خوفا من العار,,,, حيث تربي المراهقات في جميع إنحاء العالم عامة و العربي والإسلامي خاصة بأنهن "حارسات شرف الأسرة" .
. القتل من قبل المغتصب إذا ما حاولت مقاومته أو صده .
. الإصابة بمرض الاكتئاب القاتل .
. الانخراط في الإدمان القاتل.
. الإصابة بالأمراض الجنسية المميتة مثل الإيدز .
. النزيف الحاد أثناء الولادة أو أثناء إجراء عملية الختان.
. الإصابة بمرض الناسور القاتل.
خطورة العنف الجنسي على المجتمع :
تتعدى الآثار السلبية لممارسة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين، لتنعكس على المجتمع بأسره. ومن بين هذه المخاطر :
- أطفال غير الشرعيين يصبحون عالة على المجتمع ويعانون مستقبلا من وضعية قانونية واجتماعية غير مقبولة.
- ظاهرة التشرد ... انتشار الأمراض النفسية .... تفشي الجريمة ( سرقة، دعارة، قتل...) ... انتشار الإدمان .... تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" ... البطالة ... الانحراف بكل أشكاله .... الجنوح .... تفشي ظاهرة الانتحار .
كيفية معالجة مشكلة العنف الجنسي ضد المراهقين:
يمكن القضاء على تفشي ظاهرة العنف الجنسي عامة وضد المراهقين والمراهقات بصورة خاصة عن طريق إجراء البحوث الميدانية والنفسية والاجتماعية الدقيقة حول الظاهرة ومدى انتشارها وأسبابها وانعكاساتها، ومن ثمة البحث في الحلول الممكنة والبرامج والخطط اللازم وضعها للتصدي لها.
ويمكن بناء على ما تمت الإشارة له من أسباب ومظاهر وآثار العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة استخلاص بعض الحلول والمتمثلة في :
1. إجراء البحوث النفسية والاجتماعية بصورة منتظمة.
2. إجراء تحقيقات ميدانية صلب المدارس والجامعات لدراسة مدى انتشار ظاهرة العنف الجنسي .
3. إدراج برامج للثقافة الجنسية في المناهج التعليمية لمحو الأمية الجنسية لدى المراهقات والمراهقين.
4. التوعية الإعلامية للأسرة وللمراهقات والمراهقين والشباب .
5. تناول الموضوعات المتعلقة بالعنف الجنسي ضمن برامج إعلامية في مختلف وسائل
6. الإعلام .
7. تقوية الروابط الأسرية بصورة تؤدي إلى المصارحة بين المراهق وأهله في حالة تعرضه لأي نوع من أنواع العنف الجنسي سوي كان داخل الأسرة أو خارجها.
فتح مراكز لمعالجة المراهقات والمراهقين المعنفين جنسيا جسديا ونفسيا وتشجيعهم .
8. تحديد أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين ووضع العقوبات الرادعة لها.
9. تصميم برامج ثقافية وسياسية واجتماعية لفائدة المراهقات والمراهقين يستغلونها في أوقات فراغهم......

إلى هنا …………..

د. عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

الخميس، 1 أكتوبر 2009

الشـخصيـة القلقة (الو سواسية )

الشـخصيـة القلقة (الو سواسية )




يختلف هذا النوع من الشخصيات في طبعه عن غيره من الناس بأنه مغرم بالتنظيم والترتيب ، يعشق الدقة ويتضايق أيما تضايق حينما يختلف ترتيب الأشياء أو عندما تجرى الأمور على غير عادتها.
هو حساس إلى درجة كبيرة من أمور لا يتحسس منها الناس في العادة. ويهتم كثيراً بشكل مقلق بتفاصيل الأمور ودقائقها ويحرص جداً على إتباع روتين النظام مما قد يؤثر سلباً في تطبيق روح ذلك النظام. كما لا تسمح له نفسه بالتخلص من الأوراق غير المهمة كالفواتير القديمة فتجده يقوم بترتيبها وفهرستها وحفظها لربما احتاج إليها بعد حين !!
هو مثالي لدرجة ربما أعاق إكمال أي مشروع يبدأه بسبب تلك المثالية المقيدة لروح العمل من حيث تريد له النقاء والرقي كما تظن.
يشعر أن الأمور يجب أن تقف لأنها تسير بلا ضوابط وعلى غير هدى فالانضباط في حس تلك الشخصية هو التطبيق الأعمى للقواعد وأنظمة ذلك المشروع.
هذا النوع من الشخصيات تتجه للعمل والإنتاجية دون اعتبار لحاجة الإنسان للمتعة والراحة. كما لا يهتم هؤلاء لظروفهم وحاجاتهم الحياتية فإتباع القواعد والثوابت والأنظمة هو الهدف المنشود ولاشيء سواه.
كما تجدهم أيضاً لا يعتدّون لصداقاتهم ولا لذويهم إن اختلفت حاجات أولئك مع روتينهم المعتاد فلا استعداد للتنازل أو تقديم المرونة التي تتطلبها ظروف الحياة.
ضمائرهم حية لدرجة مقلقة تجعلك تشعر أن ذلك ليس تقوى أو أمانة بمقدار ما هو طبع جبلي نظراً لما يصاحب ذلك الضمير من قلق وانزعاج.
مشغول بشكل مبالغ فيه بالمبادئ والقيم والأخلاقيات والمثاليات وقد يخاصم الناس إن رأى منهم مجرد خطأ يسير لا يستدعي عادة ذلك الانفعال وتلك الخصومة. ومن أجل أن يبرر ذلك الانفعال تجده يبالغ في الاستشهاد بالنصوص الشرعية والآثار والأشعار لكنه استشهاد حرفي لا يعتبر متغيرات الزمان والمكان والأحداث والأشخاص من حوله.
يتردد كثيراً في توزيع المهمات على من حوله ما لم يتيقن أنهم سيؤدونها تماماً بكل دقة، ويظل يتابعهم بشكل مزعج ربما يمنعهم من مواصلة إنجازها. كما أنه عنيد في رأيه ولا يقبل رأي الآخر نظراً لانعدام المرونة في ذاته.
في الغالب حريص على حفظ المال أكثر مما يجب، ويسعى إلى ادخاره بشكل مبالغ فيه تحسباً لأي طوارئ مستقبلية.
تجده مزعجاُ بسماته تلك لمن هم تحت مسئوليته من أبنائه وموظفيه إلا أنه ممتع لمديره نظراً لدرجة الدقة والانضباط والتقيد بالأنظمة لديه.
كما أن فيهم الطابع الرسمي في التعامل حتى مع معارفهم وذويهم وترى ذلك أيضاً في مشاعرهم وأحاسيسهم حيث لا دفء في المشاعر. وتنقصهم التلقائية، ويغلب عليهم طابع الجدية وعلى حواراتهم التفصيل الممل.
هذا الصنف من الناس يتحملون ساعات العمل الطويلة شرط أن لا تكثر فيها المقاطعات أو أمور مستجدة على روتينهم المعتاد. كما يتصفون بمحدودية المهارات في التواصل مع الآخرين ، ويصرون على وجوب توافق الآخرين مع طباعهم وحاجاتهم النفسية، فهم يقلقون أيما قلق عند حدوث أي أمر ربما يؤثر على حياتهم أو برنامجهم اليومي.
علاوة على ذلك فإن لديهم الاستعداد لإسعاد من يرونهم أقوى منهم في طباعهم ويتعاملون مع رغبات أولئك وكأنها واجبات وأوامر. كما أن فيهم الخوف من الوقوع في الخطأ وهذا ما يفسر طبع التردد لديهم وضعف القدرة على اتخاذ القرار.
أما حياتهم الزوجية والمهنية فمستقرة إلا أنها غير مسترخية بشكل عام، كما أن صداقاتهم محدودة.
مدى الانتشار:

ليس ذلك معلوماً على وجه الدقة إلا أنه لدى الرجال أكثر من النساء، وينتشر هذا الاضطراب أكثر لدى أقارب من يعانون من ذات الاضطراب وممن نشئوا في بيئات فيها المبالغة في التربية على الانضباط وانعدام التعبير عن الرأي وعدم المرونة أو التسامح في التعامل مع الخطأ.
مسار ومآل المرض:

ليس من السهل تحديد ذلك . وقد تحدث لدى أولئك الأشخاص بعض الوساوس القهرية من وقت لآخر ، كما قد ينتابهم نوبات من الاكتئاب.
كما قد ينقلب بعض المراهقين ممن يتسمون بسمات هذه الشخصية إلى أشخاص منفتحين مرنين وذوي مشاعر دافئة.


العـــــــــــلاج:

يكون الفرد من أولئك عادة مستبصراً بعيوب شخصيته وينشد الخلاص من تلك السمات.
ورغم إمكانية التحسن في هذه السمات إلا أن رحلة العلاج طويلة والتي تشمل العلاج الجماعي والفردي والسلوكي ومهارات التكيف مع الضغوط.
إضافة لذلك فهناك عقاقير دوائية يمكن استخدامها إلا أن تأثيرها في نظري مؤقت إن لما يصاحبها برامج علاج نفسية.

د. عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

أغــرب ثـلاث أشيــاء تحـدث لنا ولا نعرف ما السبب ....

أغــرب ثـلاث أشيــاء تحـدث لنا ولا نعرف ما السبب ....




لماذا تسبب بعض الأصوات القشعريرة ..؟

مثل صوت الأظافر على الزجاج:
لا يوجد سبب واضح لهذه الظاهرة الغريبة .. وقد يشعر بعض القراء بالقشعريرة فعلا عند
تذكر هذا الصوت لحظة قراءة هذه السطور ..و يعتقد العلماء أن سبب هذه القشعريرة التي تحصل عند البعض هو أن هذا الصوت يمثل تحذيرا لغريزة أساسية قديمة ( كان يمتلكها الإنسان الأول ) لخطر ما قادم لهذا السبب تتكون هذه القشعريرة .. !!
وهناك رأى أخر يقول إن الصوت ينتقل عبر أوتار عصبيه وتختلف الأوتار من شخص إلى أخر من حيث الاستجابة للصوت فبعضها يكون مشدود ..سميك..أو العكس فإذا انتقل الصوت عبر وتر مشدود يكون اهتزازه حاد إلى درجه الإزعاج وهو ما يشعر به البعض من قشعريرة
والبعض الأخر..... ينتقل الصوت بصورة عاديه بلا إزعاج...

لماذا يحمر وجهك خجلا ؟

يحدث ذلك نتيجة لحالة الارتباك التي تحدث للمرء مما يؤدى إلى اتساع العضلات المحيطة
بالأوعية الدموية في الوجه والعروق الرقيقة فيندفع الدم إليها بشدة ويظهر اثر ذلك على الوجه الذي يحمر ويتوهج نتيجة للطاقة الناتجة في عملية الاندفاع للدم هذه لذلك لا يستطيع المرء إخفاء هذا مهما حاول.

ما هو التثاؤب ؟و لماذا عندما يتثاءب الشخص يتثاءب الذي بجانبه ؟...

التثاؤب هو انعكاس تنفسي معين، هدفه زيادة جريان الدم الواصل إلى المخ وتوسيع
بعض الشعيرات الدموية، وفتح بعض الحويصلات الهوائية المسدودة في الرئتين، وعامة هو يؤدي إلى حالة نشاط مؤقتة.. بالتالي يحدث دائماً مع الأشخاص المنهكين .. أما عن سريانه بالعدوى فهي ظاهرة إشعاع سايكوفيزيائي شهيرة .. إن الحماس والخوف والتوتر والضحك كلها عواطف تنتقل بالإشعاع السايكوفيزيائي، يكفي أن يتوتر الجالسون معك حتى تتوتر.. شاهد معهم
رواية مضحكة لا تروق لك كثيراً.. بمجرد أن يضحكوا تضحك أنت ولا تدري السبب .....

د. عطا أحمد شقفة غزة - فلسطين

كـيـف تـقـرأ وجوه الآخـريــن ؟

كـيـف تـقـرأ وجوه الآخـريــن ؟


برع العرب منذ القدم في مهن كثيرة وأمور عديدة وعلوم ومعارف كانوا السابقين أليها عن غيرهم من الأمم ،و لعل من أهمها هو علم الفراسة ، يقال في أيام العرب تفرست في وجه الرجل فعرفت من أين هو ومن أين قدم ، وهكذا اعتبر من ضمن العلوم الشائعة آنذاك وقد عرف علم الفراسة تعريفاً بسيطاً يعتبره ألهام فالفراسة تعتبر فكره تقفز فجأة للوعي ممن شهد لهم بالذكاء والمعرفة الطويلة بل واشتهرت أسر عربية ببراعتها في الفراسة وتقصي الأثر .
كيف تقرأ وجوه الآخرين؟؟..
تختلف الوجوه باختلاف البيئة والمنطقة فسكان المدن يختلفون عن سكان الصحراء ، والوجه الشرقي يختلف عن الوجه الأوربي والآسيوي ، ومن هنا كان الارتباط الحديث بين الفراسة علم النفس ولم يعد علماً يختص به العرب واليونانيون بل أصبح مستقلاً بذاته فجاءت جهود العلماء العرب والأجانب في رسم استنتاجات واجتهادات عن أشكال الوجوه وانعكاسها على أصحابها فكانت على النحو التالي:
الوجه المربع أو الحديدي:عرض الفك يوازي عرض الوجنتين:
يتمتع صاحب هذا الوجه بشخصية قوية وهو قيادي في عمله ، لديه الإصرار في الوصول إلي غاياته وهو محب للنظام سريع الانفعال يجمع بين الشدة واللين بنفس الوقت ، محبوباً ويملك عدة صداقات ، إنسان حديدي وصلب في قراراته ، يقنع الآخرين بوجهة نظره لأنه يملك القوة والحجة والإقناع .
الوجه الرفيع : أصحاب هذا الوجه يتميزون بنحف الوجه ، والخدان غائران والعينان حادتان صاحبه ذو حس مرهف ، مثالي يسعى لتميز والاستقلالية ويشعر بالإحباط إذا عاكسته الأمور مع ذلك يهمه أن يكون لامعاً ، بعض العلماء أطلقوا عليه لقب ( الوجه الملكي) ، وأصحاب هذا الوجه غالباً من الملوك والمسئولين ، وجه قيادي مع إصرار وصرامة ورغبة في تمام لكل شيء .. ومع ذلك لا يستسلم للفشل الذي يكون من ثقته الزائدة بنفسه .
الوجه البيضاوي :

عريض الوسط والخدين وضيق الذقن بالنسبة للجبهة، يتميز هذا الوجه بالجمال ويعكس السحر والفتنه ..صاحبه جاد وصلب ويواجه الفشل ،شديد الجاذبية وحساس وشاعري ومتسامح ، ويميل للرومانسية ، أصدقائه معدودون ، وللأسف بسبب طيبته وثقته الزائدة بالآخرين علاقاته مصيرها الفشل، لا يتمتع بشعبية كبيرة ويفضل العزلة بعالمه الخاص ، والعلماء يسمون أصحاب هذا الوجه بأنهم .. صانعوا أنفسهم.
الوجه المثلث أو الجبلي:
يعتبر صاحبه ذو تميز بطلة وجهه ودقة ملامحه ، وصاحب هذا الوجه عقلاني ذو ذهن حاد ومتفائل وناقد جيد ، يحاسب نفسه على الأخطاء بكثرة ' وهو ذو حماسة للعمل .
الوجه المستدير أو القمري :
كثيراً ما نسمع عن تشبيهات لطيفة لأصحاب الوجوه المكتنزة كقولنا " وجهك كالقمر" لاستدارته وجماله ، والحقيقة أن معظم أصحاب هذا الوجه يميلون للسمنة ، يعانون من مشاكل كثيرة ولديهم القدرة على التأقلم السريع مع ظروف الحياة ومواقفها الجديدة والمستجدة . صاحب هذا الوجه ينجح في الأعمال التي تحتاج إلى أقناع كالتجارة ، إلا انه يشعر بالملل بسرعة وعقلانية واضحة في الأمور ، أحياناً يندم على أخطائه ويسترضي أصحابها وهذه الأخطاء السبب الرئيسي لها في أغلب الأحيان عصبيته الشديدة . والآن ما عليكم سوا التطلع في وجوه الآخرين واكتشف شخصياتهم .

د. عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

البرود الجنسي "رؤية نفسية"

البرود الجنسي "رؤية نفسية"

يعتبرُ مفهوم البرود الجنسي مفهومًا جديدًا إلى حد ما في المجتمعات العربية ، وبالرغم من ذلك فإن استخدام هذا المفهوم يشوبه الكثيرُ من الاختلاط ، فما بينَ آراء الرجال والنساء من أفراد المجتمع البالغين على اختلاف أعمارهم ، وما بينَ ساحات الحوار العربية على شبكة الإنترنت ، يتضحُ للباحثِ أن المفهوم إما أن يكونَ غير محددٍ بصورةٍ دقيقةٍ من قبل المتكلمين عنه ، أو أنهُ في الأصل مفهومٌ غير محدد المعالم أو يمكنُ استخدامهُ للتعبير عن العديد من الحالات.
فقد كان البرود الجنسي في الإناث يطلقُ على أيِّ واحدةٍ من الحالات التالية:
أولا: امرأة لا تشعرُ أصلاً بالرغبة في الجنس Sexual Desire :
أو لا تتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ Sexual Fantasies مُحَبَّبةٌ مثيرة ، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه نقص أو فقدان الرغبة الجنسية ، أو ربما من اضطراب النفور الجنسي في الحالات المتطرفة الشدة ، والذي يعني نفورًا واشمئزازًا من كل ما يتعلقُ بالجنس.
ثانيا: امرأةٌ تشعرُ بالرغبة في الجنس:
وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة ، لكنها تفشلُ في الاستجابة لزوجها عند اللقاء الجنسي لسببٍ أو لآخر، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه فشل استجابة الأعضاء الجنسية ، فلا تنزلق قناةُ المَهْبِلِ على سبيل المثال... مما يجعلُ الجماع صعبًا.
ثالثا: امرأةٌ تشعرُ بالرغبة في الجنس:
وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة وتستجيبُ أعضاؤها لزوجها وتتجاوبُ معهُ لكنها تفشلُ في الوصول إلى الإرجاز (رعشة الجماع( Orgasm بالرغم من الأداء الجيد للزوج ، وربما أحست بأن زوجها يتركها في منتصف الطريق ، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه انعدام الإرجاز، أو خللُ الأداء الجنسي في الإرجاز.
رابعا: امرأةٌ تشعرُ بالرغبة في الجنس:
وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة وتستجيبُ أعضاؤها لزوجها وتتجاوبُ وتصل إلى الإرجاز أيضًا لكنها لا تحسُّ للإرجاز طعمًا....
ومعنى ذلك هو أن مصطلح البرود الجنسي Sexual Frigidity يمكنُ أن يطلقَ على امرأةٍ تعاني من اضطرابٍ في أي مرحلةٍ من مراحل دورة الاستجابة الجنسية التي تبدأُ بالشهوةِ، ثم الفعل الجنسي أو الاستجابة لفعل الزوج وتنتهي بالإرجاز، ولذلك السبب لا نجدُ البرود الجنسي مقبولاً كاسمٍ من أسماء الاضطرابات النفسية الجنسية حيثُ تستخدمُ مصطلحاتٌ أكثرُ دقةً في وصف الاضطراب ،وتبينُ في أي مرحلةٍ من مراحل دورة الاستجابة الجنسية يكونُ ذلك الاضطراب.
وقبل أن ندخل في محاولة مناقشة المفهوم لابد أن نقرَّ حقيقةً علميةً يتغافلُ عنها الكثيرون من المتحدثين في هذا الموضوع ، وهيَ أننا عندما نتحدثُ عن مشاعر الأنثى الجنسية لا نتحدثُ عن شيءٍ تفهمهُ كل أنثى بنفس المعنى الذي تفهمه به الأخرى... وذلك لأن تقارير النساء عن شعورهنَّ بالإرجاز وهو أكثرُ المشاعر التي كان يظنُّ أنها متطابقة قد بينَ بما لا يدعُ مجالاً للشك تباينًا شاسعًا ما بينَ شعور واحدةٍ وأخرى، بل ما بينَ شعور نفس الأنثى ما بينَ إرجازٍ وإرجاز، فبعضُ الإرجازات يكونُ ضعيفًا وبعضها قوي وبعضها يكونُ طويلاً وبعضها قصير، وأحيانًا يجيء الإرجاز منفردًا إن حدثَ، بينما تتحدثُ بعض النساء عن ما يشبهُ سلسلةً متتابعةً من الإرجازات التي تحدثُ أحيانًا.
إذن فنحنُ نتحدثُ عن ظاهرةٍ لا نمطيةٍ البتة ، ولا يجوز للمتحدثِ أن يعتبرَ أنهُ يتكلمُ عن مفهومٍ تعرفهُ كل النساء.
والإرجاز في الأنثى يختلفُ عن الإرجاز في الرجل في نقطةٍ مهمةٍ جدا ،وهيَ كونهُ غير مصحوبٍ دائما بالقذف إلى فتحة المبال الخارجية ، وهو بالتالي ليسَ شرطًا للعملية الجنسية الناجحة إذا اعتبرنا أنها تعني كل ما يجعل التلقيح ممكنا من الناحية البيولوجية ، فليسَ لإرجاز المرأة دور محوريٌّ في ذلك ، وبطريقةٍ أوضح فإن امرأةً قد تتزوج وتنجبُ عدةَ مراتٍ دونَ أن يحدثَ لها الإرجاز ولو مرةً واحدةً، بينما يستحيل حدوثُ الإخصاب إذا لم يحدثُ إرجازُ الرجل في كل مرةٍ لينتجَ الحمل.
كما أن علينا أن ننتبه جيدًا إلى أن المفهوم في الأصل هو مفهوم مستورد أي أن مشكلةَ البرود الجنسي هيَ مشكلةٌ برزت في المجتمعات الغربية واستوردناها ، وأنا هنا لا أقولُ أنهُ غيرُ موجودٍ في مجتمعاتنا ، فالحقيقة أنهُ موجود بالتأكيد، لكن البحثَ عن أسبابه يجبُ أن ينبعَ من نقاط أخرى غير التي يلجأ إليها الباحثون تقليديا عند بحثهم في مجتمعاتنا.
فيرجعون الأمر إلى التربية الدينية الصارمة، بينما الحقيقةُ غير ذلك لعدة أسبابٍ أهمها:
السبب الأول:
أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أقرَّ بوضوحٍ كونَ العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأةِ موضوعًا للمتعة، حتى وإن لم يُقْصَدْ بها غير المتعة ،ولم يفرق الإسلام في حظ الذكر أو الأنثى من المتعة ، ومعنى ذلك أن الأسباب التي يجبُ البحثُ عنها بعيدةٌ بالتأكيد عن شريعة الإسلام.
ومن يقرأُ طوق الحمامة "لابن حزم الأندلسي" سيعرفُ جيدًا كيفَ كان للمرأة المسلمةِ أن تعبرَ عن مشاعرها الجنسية بحريةٍ ليست أبدًا أقل من حرية الرجل.
السبب الثاني:
فهوَ أن الدراسات والإحصاءات التي بين أيدينا عن معدلات عدم الرضا عن النشاط الجنسي في الإناث كلها أصلاً دراساتٌ أجريت في الغرب على نساءٍ غربيات حيثُ المجتمع المتفتح جنسيا مقارنة بمجتمعاتنا، فليست لدينا حتى الآن دراساتٌ أوإحصاءاتٌ تتعلقُ بالموضوع،
وإذا نظرنا إلى جزءٍ بسيطٍ من النقاش الشرعي المتعلق بموضوعٍ هو من أكثر المواضيع اتهامًا عندنا بمسئوليته عن البرود الجنسي في الإناث وهو موضوع الختان Circumcision فسنجدُ ما يلي:
يقول عبد الحليم أبو شقة رحمه الله وهذا ما أورده في موسوعته تحرير المرأة في عصر الرسالة تحت عنوان: " أوهام باطلة تحاصر الاستمتاع الطيب وتطارده"
( من هذه الأوهام وجوب ختان البنات دعما للتعفف الأخرق وتضييقا لفرص الاستمتاع ، على كل من الرجل والمرأة ، ساد القول بوجوب ختان البنات في بعض بلاد المسلمين قرونا طويلة وكأن ختان البنات فريضة من فرائض الإسلام ، وإغفاله يعتبر نقيصة ومعرة للفتاة ، كما يعتبر فعله مكرمة لها ، وهذا كله وهم ، وتأكيدا لهذا الوهم شاع الحديث الضعيف الآتي: عن شداد بن أوس قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء"
والحقيقة في أمر ختان البنات أنه كان عادة من عادات العرب في الجاهلية ، ولما جاء الإسلام وضع لها من الشروط ما يخفف أثرها على الرجل والمرأة معا ويحفظ حق كل منهما في الاستمتاع ، فقد روت أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: "لا تنهكي- أي لاتبالغي- فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه أبو داود، وفي رواية للطبراني فقال لها: اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج ، وقال الحافظ بن حجر: قال الشافعية: لا يجب في حق النساء ، وهو الذي أورده صاحب المغنى عن أحمد ، وذهب أكثر العلماء إلى أنه ليس بواجب ، على أن الحديث: أنه سنة للرجال ومكرمة للنساء ، لا يثبت لأنه من رواية حجاج بن أرطأة ولا يحتج به ، وقال الشيخ سيد سابق في فقه السنة: أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة لم يصح منها شي..والله ورسوله أعلم...
د/عطا أحمد شقفة –غزة - فلسطين

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

الطلاق يحدث آثار سلبية على الصحة والنفسية

الطلاق يحدث آثار سلبية على الصحة والنفسية


أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الطلاق والترمل قد يحدثان أثراً سلبياً، مباشراً وطويل المدى، على الصحة الجسدية والنفسية، وإن إعادة الزواج قد لا تجدي في تخفيف هذا الأثر المدمر.

الدراسة التي أعدتها مديرة "مركز الشيخوخة بمركز أبحاث الآراء القومي في جامعة شيكاغو" أخصائية علم الاجتماع ليندا ويت، بيّنت أن المطلقين عرضة وبنسبة 20 في المائة، للإصابة بأمراض مزمنة، كأمراض القلب والسكري والسرطان، عن الأشخاص المتزوجين.

ولم يقتصر التأثير عند الإصابة بالأمراض، بل القدرة على الحركة أيضاً، حيث وجد المطلقون صعوبة في الحركة - مثل تسلق الدرج أو المشي لمسافات قصيرة - وبنسبة فاقت 23 في المائة أولئك المتزوجين.
وتأتي الدراسة كتأكيد لأبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل و"حافظة نقود" المرأة، بالإشارة إلى أن "أبغض الحلال" قد يؤدي لانتكاسات صحية، من الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.


أ.عطا أحمد شقفة- أستاذ علم النفس – غزة - فلسطين

الثلاثينيات... سر سعادة المرأة

الثلاثينيات... سر سعادة المرأة








"السعــــادة"....... يختلف معناها من شخص لآخر، وتختلف كذلك الطرق التي تؤدي إليها، فالسعادة كاللؤلؤة في أعماق البحار تحتاج إلى غواص ماهر يتقن صنعة الغوص والاكتشاف.. يظل الرجل والمرأة يبحثان عن هذه "اللؤلؤة" طيلة عمرهما -قصدا أم لم يقصدا- ولا يصلان إلى موطنها إلا عند وصولهما إلى مرحلة عمرية معينة قد يتفقان فيها أو يختلفان.

هذا ما ذهبت إليه دراسة أمريكية حديثة لتحديد أهم مراحل الإنسان إحساسا بالسعادة، ففي دراسة فريدة من نوعها استمرت 45 عاما قام علماء النفس الأمريكيون بإجراء 3 دراسات على رجال ونساء في 3 ولايات أمريكية تراوحت أعمارهم بين 28: 70 عاما، حيث خضع المشاركون في هذه السنوات إلى استجوابات سنوية تدور حول السعادة. (سر الاستقرار) حيث توصلت الدراسات في النهاية إلى أن الرغبة في الاستمتاع بالحياة من الأهداف التي لا تغيب عن بال أي إنسان سواء كان رجلا أم أنثى، فمع تقدم العمر يزداد الإقبال على الحياة وترتفع الروح المعنوية. ولاحظ العلماء أن نسبة سعادة المرأة وإقبالها على الحياة تزداد بعد بلوغها مرحلة الثلاثينيات من العمر حيث تتحسن حالتها النفسية مقارنة بالرجل، ثم يحدث العكس بعد سن الأربعين؛ فتقل فرص الشعور بالسعادة النسبية لحواء حيث تدخل مرحلة "سن اليأس" التي تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، بينما يبدو الرجل في هذه المرحلة من العمر أكثر سعادة، وعندما يصل كل من المرأة والرجل إلى مرحلة الخمسينيات فإنهما يتساويان في درجة حبهما للحياة وإحساسهما بالبهجة والسعادة.

يعلق على هذه الدراسة الأستاذ الدكتور "فكري عبد العزيز" استشاري الطب النفسي والأعصاب، عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية- حيث يعطي لنا تعريفا للسعادة فيقول: السعادة هي الشعور بالأمان الصحي النفسي والرضا عن الذات الإنسانية والاستقرار الفكري والوجداني. وعن فترة الثلاثينيات التي تحدثت عنها الدراسة بأنها فترة تزيد فيها سعادة المرأة قال: هذه المرحلة تعتبر سن الاستقرار في عملية الارتباط وإنجاب الأبناء، ومن ثم فقد أصبحت حياة المرأة مرتبطة باستكمال رسالتها من خلال إسعاد الزوج وتنمية قدرة الأسرة، وهذا يعكس أن المرأة قادرة على الإنتاج والعطاء والعمل بما يُسعد إمكانياتها وقدراتها مما يزيد من شعور الأمان والاستقرار لديها. ويضيف: ليست السعادة في هذه المرحلة من العمر مرتبطة بزيادة ماديات أو ممتلكات؛ فلم تعد المادة أو المركز هما الدافع في هذه المرحلة، إنما هو الاستقرار الأسري الذي يُصاحبه أيضا نضوج انفعالي لدى المرأة؛ فهي في منتصف العمر تقريبا مما يعني أنها حددت هويتها وأحلامها وعرفت المجتمع من حولها مما يعطيها إحساسا بالسعادة. كذلك فمرحلة الثلاثينيات هذه تسبق مرحلة سن اليأس التي يصاحبها آلام نفسية وبيولوجية وجسمية، فالمرأة تشعر في هذه المرحلة ( الأربعينيات ) أن وضعها الإنساني قد انتهى من ناحية الحياة، فهي غير قادرة الآن على الحمل والإنجاب مما يُصيب المرأة بنوع من القلق والآلام والاكتئاب، وهذا يفسر تراجع السعادة لدى المرأة في هذه الفترة وزيادتها لدى الرجل.

صمام أمان...... ويشير الدكتور "فكري عبد العزيز" إلى أن المرأة التي مرت بفترة من السعادة والإحساس بالأمان النفسي والاستقرار وانتظام الدوافع في فترة الثلاثينيات سوف يساعدها ذلك على المرور بأمان من المرحلة التالية وهي فترة الأربعينيات دون حدوث اضطرابات أو دون تعرضها للإحباط والاكتئاب وشعورها بأن الحياة قد توقفت من حولها.

وينصح الدكتور "فكري" المرأة في سن الأربعين بأن تحاول أن تزيد من استقرار الأسرة وأن تزيد من قدرتها الاجتماعية إلى جانب الترويح النفسي وتنمية قدراتها، وعلى المرأة كذلك أن تشارك في المسئولية الأسرية وتستشعر نجاحها في تربية أطفالها وبناء أسرتها؛ فهذا كله سوف يؤدي إلى سعادتها، أما الخطأ الذي نحذر منه فهو سلوك المرأة الخاطئ بأن تتقوقع على نفسها في هذه المرحلة.

أما عن فترة الخمسينيات التي أشارت إليها الدراسة بأن الشعور بالسعادة يتساوى فيها بين الرجل والمرأة فيقول الدكتور "فكري": هذه المرحلة يشعر الطرفان أنهما قد حققا أهدافهما في الحياة من خلال استقرار الأبناء وبناء الأسرة؛ وهو ما يؤدي إلى الشعور بالأمان. ويضيف بأن الاختيار الموفق لشريك الحياة أو شريكة الحياة منذ البداية إلى جانب الوعي الديني والالتزام الخلقي كل ذلك يساعد على نمو العلاقات الأسرية؛ ما يؤدي في النهاية إلى الشعور بالسعادة.

اهتمامات المرأة .......أما الأستاذة الدكتورة "سامية خضر" أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس فترى أن مرحلة الثلاثينيات هي سن النضج لدى المرأة، فقد أنهت دراستها واستقرت في عملها وحياتها الزوجية، فهي الآن أصبحت مسئولة عن الآخرين وليس العكس؛ ما يعطيها إحساسا بالحرية فهي بذلك أكثر مرونة، كما أن هذه السن نضجت فيها المرأة فكريا؛ فقد فهمت أشياء كثيرة في المجتمع كانت مشوهة فيما مضى بالنسبة لها.. كل هذه العوامل تؤدي في النهاية إلى شعور المرأة بالسعادة. وتختلف الدكتورة "سامية" مع ما ذهبت إليه الدراسة الأمريكية من تراجع نسبة السعادة لدى المرأة في فترة الأربعينيات التي تصل فيها المرأة إلى سن اليأس فتقول: نحن الآن في القرن 21 ومعه تغيرت أجندة اهتمامات المرأة عن الماضي، ففي الماضي وعلى سبيل المثال كانت هناك أقاويل عن سن اليأس وما يحدث للمرأة فيه من تغييرات نفسية واجتماعية وصحية... إلخ، أما الآن فقد تغير هذا الكلام وأصبح شيئا منتهيا، وهذا يعود لعدة أسباب مثل انشغال المرأة بأشياء أخرى فرضتها عليها ظروف الحياة، إلى جانب تطور الأدوية وزيادة الرعاية الصحية والرعاية الرياضية، والحديث عن هذه السن في وسائل الإعلام المختلفة بشكل علني أدى إلى تواري القلق عند المرأة ، ولم تصبح هذه السن تسبب إحباطا لديها أو تشغل تفكيرها، فمتوسط سن المرأة اليابانية 82 عاما فليس من المعقول أن تظل المرأة هناك 30 عاما في حالة يأس .... فالشعور بالسعادة لا يتراجع بالقدر الكبير في هذه المرحلة كما قالت الدراسة.

وعن فترة الخمسينيات قالت: في هذه المرحلة تكون الحدود بين المرأة والرجل مختفية فلم تعد موجودة كما كانت في المراحل العمرية السابقة، سواء كان ذلك في المنصب أو الفكر أو الشخصية؛ فالمرأة تتساوى مع الرجل في ذلك لذا تتساوى درجة الشعور بالسعادة في هذه الفترة لديهما. وتشير الدكتورة سامية إلى بعض المعايير الاجتماعية التي تتحكم في نسبة الإحساس بالسعادة لدى المرأة فتقول: يتوقف ذلك على مدى شعور المرأة بالحرية وهل تخضع إلى نوع من المراقبة أم لا، ومدى إمكانياتها في اتخاذ القرارات من عدمه.... إلخ. وتضيف: هناك عامل مهم يجب أن نشير إليه حيث تختلف درجة الإحساس بالسعادة من مجتمع لآخر ومن طبقة اجتماعية إلى أخرى ومن مستوى تعليمي إلى آخر، فمثلا العادات والتقاليد في المجتمعات النامية تعمل على إحكام السيطرة على المرأة، أما في الغرب فتتمتع المرأة بالحرية وتستطيع أن تعبر عنها بأشكال متعددة، وهذا ينعكس على درجة الإقبال على الحياة، فالآلية مختلفة تماما بين الشرق والغرب.





د. عطا أحمد شقفة - أستاذ علم النفس – غزة - فلسطين

هل تعلم ماذا يفعل لك القران عند موتك ؟؟؟

هل تعلم ماذا يفعل لك القران عند موتك ؟؟؟


عن بريده رضي الله عنه قال : سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول :
) َإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ . فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ . فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الهوا جر وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا . فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا )

فلندعو الله أن يُنعم علينا بإحسانه من هذا الخير. آمين آمين آمين .
يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) , فيما معناه , يأتي القرآن يوم القيامة شفيعاً لأصحابه لا يعادل شفاعتهُ أمام الله نبي أو ملاك .


أثبتت دراسة علمية


أن قراءة القرآن كل يوم تنشط جهاز المناعة وكذلك ملامسة الجبهة للأرض في وضع السجود يساعد على ضخ كمية أكبر من الدماء إلى المخ وتنشيطه .

الاعجاز في ركعتي ليلة الزواج ..

الاعجاز في ركعتي ليلة الزواج ..


بعد انتهاء حفل الزفاف ذهب العروسان وهما في قمة السعادة إلى الفندق لقضاء ليلة الزفاف هناك، وبمجرد دخول العروس وعريسها إلى الغرفة تبدلت ملامح العروس وظهر عليها الضيق الشديد وهي ما زالت مرتدية لفستان الزفاف وأخذت تجلب التحف والمجسمات الجمالية التي ملأت الغرفة لتلقي بها على رأس عريسها الذي وقف مذهولا من الموقف .


ومع محاولة العريس تهدئة زوجته التي أصابها هياج تام دون فائدة أخذها إلى أقرب مستشفى ليفحصها طبيب نفسي.
وبمجرد أن رأى الطبيب العروس ذهل من منظرها وهي في فستان الزفاف وبكامل زينتها وتعاني من هياج شديد، وأكد العريس للطبيب أنه لم يفعل أي شيء مع عروسه بل لم يحدثها من الأساس.
وبعد أن هدأ الطبيب العروس بدأ بفحصها ليكتشف أنها كانت تعاني من زيادة في الشحنات الكهربائية في منطقة المخ أدت إلى شعورها أن الجدران تطبق عليها مما دفعها لمحاولة القيام بأي شيء كي تزيد مساحة الغرفة وذلك بالتخلص من المجسمات الجمالية الموجودة فيها.
وأوضح الطبيب للزوج أن هذه الحالة ناتجة عن دخول العروس تجربة جديدة عليها وهي تجربة الزواج التي أدت إلى تصرفها بهذا الشكل.
وحين قراءتي لمحتوى الإقتباس
عن هيجان العروس ليلة زفافها بسبب الشحنات
وتذكرت بالمقابل سنة شبه ماتت واندثرت
وهي أن يصلي الزوج والزوج ليلة زفافهما
ركتعين حين دخولهما غرفتهما
وحين ربطت الأمور مع بعضها
اتضحت لدي معجزة من معجزات النبي الكريم
( صلى الله عليه وسلم )
وهو أن الشحنات الزائدة تذهب بمجرد السجود
وهذا علاج رباني أوحى الله به على رسولنا الحبيب
صلى الله عليه وسلم
وبذلك نصح الرسول صلى الله عليه وسلمكل زوجين بتأدية الركعتين لما لهما من فضل كبير
وتجلت الحكمة العظيمة من استحباب أداء هاتين الركعتين
اللتان تخففان بفضل الله من التوتر وتبعث الطمأنينة في القلوب
وتريح الجسد وتزيد الهمة وتضاف إليهما البركة
فسبحان الله العلي الكبير المدبر الأمر علام الغيوب

ستة مفاتيح لقلب حواء

ستة مفاتيح لقلب حواء
لقلب المرأة ستة مفاتيح . . يمكنك من خلالها الاستحواذ على مشاعرها و الوصول إلى حالة سلام دائمة معها :
‏‏ الإصغـــاء:
هو أهم مجاملة يمكن أن تعطيها للمرأة‏..فبالإصغاء تعطيها الإحساس بأنك مهتم بها وبأدق تفاصيل حياتها‏,‏ فهي تحب سرد تفاصيل المواقف التي تواجهها وانفعالاتها بها‏,‏ ومن خلال جلوسك معها وإصغائك الجيد لها‏,‏ يتولد إحساس عميق من التفاهم والتقارب‏ ومن جانبها بالامتنان لك‏.‏
‏‏ التأييــــد:
يحلو للمرأة أن تشعر بان الرجل وراءها دائما‏,‏ يساندها ويؤازرها‏,‏ ويحميها من أي موقف قد تتعرض له, من وجهة نظرها فيعطيها ذلك الإحساس قوة وصلابة في مواجهة الأمور‏.‏
‏‏ الإعجــــاب‏‏:
تعشق المرأة أن تشعر بأن الرجل معجب بها‏,‏ بأسلوب تفكيرها مثلا‏ بأناقتها‏,‏ بطريقة تصفيف شعرها‏,‏ بذوقها في انتقاء العطور التي تضعها‏,‏ بشخصيتها بخفة الظل التي تتمتع بها‏,‏ بشجاعتها‏,‏ بمستواها العلمي أو الثقافي‏..‏ فهي دائما تنتظر من الرجل كلمة إعجاب وهمسة إطراء‏.‏
‏‏ الإهتمـــام‏‏:
اظهر اهتمامك بها دائما‏,‏ حاول أن تنفي المقولة التي تؤكد أن الرجل لا يهتم‏ حاول بقدر استطاعتك أن تظهر اهتماما كبيرا بزوجتك وكأنها محور حياتك ، فذلك يسعدها كثيرا ويعطيها إحساسا أكبر بالثقة في نفسها ،وذلك الاهتمام قد يتسع ليشمل الأشياء التي تهتم بها، فتوجد بذلك اهتمامات مشتركة تقرب مسافة التفاهم بينكما‏..‏وهذا بالقطع يحقق لها التوازن النفسي في حياتها‏.‏
‏‏ ادفــع بها للأمـام‏:
كن دائما وراءها‏,‏ لتشجعها علي أن تكون هي الشخصية التي تحلم هي أن تكونها‏ بشرط أن تبقي أنت في الظل‏ ، حاول أن تمتزج بها علي المستوي العاطفي والعقلي والثقافي‏ وأظهر لها دائما ودا وتعاطفا واحتواء‏..‏

فالمرأة مهما تكن قوية الشخصية‏,‏ فهي تسعد بأن تجد الرجل يحتويها‏,‏ ويحميها‏.‏
‏‏ افـــخر بــها:‏
اجعلها تشعر دائما‏ بأنك فخور بها‏,‏ أعلن ذلك بين الحين والآخر‏.‏خاصة أمام المقربين ,‏ فذلك يشعرها بفرحة غامرة ويعمق إحساسها بذاتها‏.‏
وأخـــيرا . . من أجل أن تقوم بكل ذلك هناك شرط واحد فقط عند استخدامك مفاتيح المرأة‏ هو....... أن تقوم بذلك بمنتهي الطبيعية والنية الصادقة‏ حتى لا يظهر تقربك هذا بأنه تمثيل أو نفاق.......

إشرب الماء على معدة خالية

إشرب الماء على معدة خالية

أصبح من المعتاد اليوم في اليابان شرب الماء مباشرة بعد الاستيقاظ صباحا. وفوق ذلك فقد أثبتت الاختبارات العلمية قيمتها. وننشر أدناه وصفة استخدام الماء لقرائنا الأعزاء. وقد اكتشفت جمعية طبية يابانية نجاح العلاج بالماء لأمراض مزمنة وخطيرة، وكذلك للأمراض المتوسطة كعلاج ناجح 100% للأمراض التالية:

الصداع ، آلام الجسم ، أمراض القلب ، التهاب المفاصل ، ضربات القلب السريعة ، الصرع ، السمنة أو البدانة المفرطة ، التهاب القصبات ، الربو ، السل ، التهاب السحايا (السحائي) ، أمراض الكلية والجهاز البولي ، التقيؤ ، التهاب المعدة ، الإسهال ، الخوازيق (البواسير) ، مرض السكري ، الإمساك ، جميع أمراض العيون ، الرحم ، السرطان ، أمراض الأذن والأنف والحنجرة.
أسلوب المعالجة:

1- فور استيقاظك في الصباح وقبل تفريش أسنانك ، إشرب 4 أقداح من الماء (سعة 160 مللتر(.

2- فرش أسنانك ونظف فمك ولكن لا تأكل أو تشرب أي شيء قبل مرور 45 دقيقة.

3- بعد مرور ال_45 دقيقة بإمكانك أن تأكل وتشرب كالمعتاد.

4- بعد 15 دقيقة من الإفطار ، وكذلك الغداء ، والعشاء ( لا تأكل أو تشرب أي شيء لمدة ساعتين.(

5- بالنسبة لكبار السن أو المرضى والذين لا يستطيعون شرب 4 أقداح من الماء في البداية يمكنهم شرب القليل من الماء وتدريجيا يزيدون الكمية إلى أن تصل إلى 4 أقداح كل يوم.

6- إن أسلوب العلاج المبين أعلاه يشفي أمراض أولئك الذين يعانون منها بإذن الله أما الناس الاعتياديين فسيتمتعون بحياة صحية سليمة وجيدة إن شاء الله .



وتبين القائمة أدناه عدد الأيام اللازمة للعلاج المطلوب للتداوي أو السيطرة على الأمراض أو تقليل أثرها:

-1. ضغط الدم العالي 30 يوما

-2. أمراض المعدة والحموضة 10 أيام

-3. مرض السكري 30 يوما

4. -الإمساك 10 أيام

-5. السرطان 180 يوما

-6. السل 90 يوما

-7. المرضى المصابين بالتهاب المفاصل يجب أن يتبعوا العلاج أعلاه فقط لمدة 3 أيام في الأسبوع الأول ، ثم يومياً من الأسبوع الثاني فصاعداً.


إن أسلوب العلاج أعلاه لا يشكل أي أضرار جانبية.....

الغيرة تسبب آلا لام المفاصل عند النساء

الغيرة تسبب آلا لام المفاصل عند النساء




الدراسات توضح أن الغيرة تسبب الضغط النفسي الذي يؤدي لارتفاع ضغط الدم، وآلام حادة في منطقة الرقبة والظهر.

حذرت دراسة علمية جديدة، أجريت في جامعة شيكاغو الأمريكية، من أن عدم الاستقرار النفسي، ومشاعر الغيرة التي تتملك المرأة، تزيد خطر أصابتها بآلام الظهر والمفاصل. وأوضح الباحثون أن هذه المشاعر السلبية تزيد درجات التوتر والقلق، التي تشجع بدورها الشعور بالألم الجسدي والعضوي، حيث يسبب الضغط النفسي المتولد من الإفرازات الهرمونية ارتفاع ضغط الدم المؤقت، وآلام حادة في منطقة الرقبة والظهر، التي تعد من أكثر المناطق تعرضا للتقلص العضلي، والاضطرابات العصبية.

من ناحية أخرى، يؤكد علماء النفس أن الغيرة هي إحدى متطلبات الحب، طالما احتفظ بها الطرفان ضمن حدودها الطبيعية، فالقليل منها يذكي الحب، ويحفظ للعلاقة زهوها وجمالها، وهي دليل شباب العاطفة، إذا ما ظلت في حدود اللهفة والاشتياق والرغبة في ملازمة الحبيب أطول وقت ممكن، لكنها تتحول إلى نوع مرضي إذا ما تطورت إلى حدود الشك والقلق، وحاول الشخص مراقبة الطرف الآخر، ورصد تصرفاته، وتحليلها في ضوء الرغبة في السيطرة عليه وإخضاعه.

ويرى الأطباء أن الدافع الأول للغيرة المرضية، يكمن في عدم الثقة بالنفس، والخوف من تغير الطرف الآخر، وانتهاء الحب، والشعور بالوحدة،، مشيرين إلى أن الحوار بين الطرفين يمثل الأسلوب الأمثل للتخلص من الغضب، مع ضرورة مخاطبة القلب، عن طريق العقل، بدلا من اللقاءات التنافسية الحادة.
وكان بعض العلماء قد اكتشفوا أن الأشخاص، الذين لا تتطابق أحجام آذانهم أو أقدامهم، يكونون أكثر شعورا بالغيرة في الحب، من الذين يتمتعون بتناظر في الأعضاء المزدوجة، وأن الذين يتناظر الجانبان الأيسر والأيمن من وجوههم وأجسامهم، يعتبرون أكثر جاذبية للمحبين.
ولفت الخبراء في مجلة "نيوساينتيست" العلمية، إلى أن الغيرة هي أحد استراتيجيات الاحتفاظ بالحبيب، لذلك فإن الشخص الأكثر تعبيرا عن الغزل، يكون على الأرجح الأكثر غيرة.

كيف تفسرين صرخات طفلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم



كيف تفسرين صرخات طفلك؟

لكل سبب صرخة مميزة
كيف تفسرين صرخات طفلك المختلفة؟ هذا سؤال تهم إجابته كل أم..
ويوضح الخبراء والمختصون كيف تستطيعين من خلال شدة صرخة طفلك ودرجة نغمتها والوقت الذي تستغرقه، أن تحددي المشكلة التي يعانيها الطفل والتي قد تكون:
الألم:
صرخة مفاجئة طويلة ذات درجة نغمة عالية، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا. وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها.
الجوع:
نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت.
الملل:
أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة.
التوتر:
أنين متضجر بشبه أنين الملل، فكما أن الشخص الكبير إذا كان في ضيق فإنه يحب أن ينفس عن نفسه فكذلك الطفل الصغير الذي يشعر أن التضجر يعطيه شعوراً أكبر بالراحة . المغص:
أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل، وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه. وهناك نوع معين من المغص يصيب حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة، حيث يبدأ معهم في وقت مبكر، ربما قبل أن يكملوا أسبوعين من عمرهم، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر.


قائمة مساعدة لبكاء الطفل :
* عليك اختبار حفاضات الطفل وهل تحتاج إلي تغيير .
* تأكدي من أن الطفل ليس جائعاً أو عطشاً .
* تأكدي من أن الطفل ليس في جو بارد أو دافئ أكثر مما يجب .
* تأكدي من أن الطفل ليس مريضاً .
* عليك معالجة المغص أو مشاكل التسنين .
* يمكنك أرجحة طفلك في مقعد أو سرير هزاز .
* تنشيط الطفل برفق بين ذراعيك أو في سرير الطفل .
* جربي إعطاءه دمية .
* تحدثي مع طفلك .
* احملي طفلك في حاملة الأطفال .
* تحدثي مع الأخصائية الصحية أو الطبيب أو جهات مساعدة ا لوالدين .
* اخرجي مع طفلك لنزهة على الأقدام أو بالسيارة .
* دعي الطفل في حجرة أخرى لبعض الوقت .
* اتركي الطفل مع شخص آخر لبعض الوقت لتأخذي بعض الراحة .
* تقبلي فكرة أن بعض الأطفال يبكون مهما فعلت .
* تذكري أن هذه المرحلة ستمضي سريعاً .

د/عطا أحمد شقفة – أستاذ علم نفس

اكبر عشر عادات تدمر المخ

اكبر عشر عادات تدمر المخ



تعالووووو شوفوا معنى اكبر عشر عادات تدمر المخ والكثير لايهتم بها ....
1- عدم تناول وجبة الافطااار
الناس الذين لا يتناولون وجبة الافطاار سوف ينخفض معدل سكر الدم لديهم . هذا يقود إلى عدم وصول غذاء كافي لخلايا المخ مما يؤدي إلى انحلالها ...
2- الإ فراط في تناول الأكل:
الأكل الزائد يسبب تصلب شرايين الدماغ, مما يؤدي إلى نقص في القوة الذهنيه .
3-التدخين:
يسبب التدخين انكماش خلايا المخ وربما يودي إلى مرض الزهايمر ...
4-كثرة تناول السكريااات.
كثرة تناول السكريات يعوق امتصاص الدماغ للبروتينات والغذاء ,مما يسبب سوء تغذية الدماغ وربما يتعارض مع نمو المخ ..
5- تلوث الهواء:
الدماغ هو اكبر مستهلك للأكسجين في أجسامنا .استنشاق هواء ملوث يقلل دعم الدماغ با الأ كسجين مما يقلل كفاءة الدماغ ..
6- الأرق ( قلة النوم :(
النوم يساعد الدماغ على الراحة . كثرة الأرق تزيد سرعة موت خلايا الدماغ ..
7- تغطية الرأس أثناء النوم:
النوم مع تغطية الرأس يزيد تركيز ثاني أكسيد الكربون ويقلل تركيز الأ كسجين مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الدماغ ..
8- القيام بأعمال أثناء المرض:
العمل الشاق أ و الدراسة أثناء المرض تقلل من فاعلية الدماغ كما أنها تؤدي إلى تأثيرات سلبية عليه ..
9- قلة تحفيز الدماغ على التفكير:
التفكير هو أفضل طريقة لتمرين الدماغ .قلة تحفيز الدماغ على التفكير تؤدى إلى تقلصأ و تلف خلايا الدماغ ..
10- ندرة الحديث مع الآخرين.
الحوار الفكري مع الآخرين يساعد على ترقية فعالية الدماغ ..

مع تحيات د/ عطا أحمد شقفة -أستاذ علم النفس

قضم الأظافر مشكلة نفسية سلوكية ، إليك سبل العلاج

قضم الأظافر مشكلة نفسية سلوكية ، إليك سبل العلاج



قد نجد البعض لديهم عادة سيئة وهي (قضم الأظافر) وهي حالة قابلة للعلاج وهي من المشاكل النفسية السلوكية والتي يعاني منها البعض، ويكمن السبب وراء هذه المعاناة في الصراع الداخلي والضغوط النفسية والتي تترجم إلى سلوك قضم الأظافر والتي قد يؤدي إلى اختفاء الظافر وما يصاحبه من تشويه وألم .
ويقف وراء هذا الصراع خبرات سابقة سيئة تعرض لها الفرد وإما سلوك مكتسب ومتعلم بمعنى عادة سلوكية قد لا تعكس أي صراع.
والعلاج يكمن في أمرين :
1- اكتشاف الصراع والضغط النفسي ومسبباتهما والعمل على حل تلك الصراعات عن طريق العلاج النفسي باستخدام العلاج النفسي المعرفي لتغيير بنية التفكير تجاه أحداث الحياة والتعامل معها والعلاج النفسي المبني على حل المشكلات ،والصراعات بين الفرد ونفسه من جهة ،والآخرين من جهة أخرى.

2- تعليم الفرد عادة سلوكية صحية عن طريق العلاج السلوكي وتعديل السلوك عن طريق إكساب من يعاني المشكلة سلوكيات صحية مرغوبة ،كما أن تدريبات الاسترخاء... من الوسائل المعينة للتخلص من حالة الشدة المؤدية للصراع والضغط النفسي.
وينصح الدكتور سعيد وهاس بضرورة معرفة مصدر الصراع الذي يعاني منه الفرد والذي أدى إلى ظهور المشكلة والعمل على حلها ومعرفة إن كان هذا السلوك مكتسبا كما يجب الاستعانة بالمختصين في المجال النفسي.
لكم منى أعظم احترام وتقدير

الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" من النواحي النفسية

الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" من النواحي النفسية

مقدمــــة :

مما لاشك فيه أن الأمور الجنسية في مجتمعاتنا تحاط بالسرية والكتمان ، ويجري الحديث عنها بلغة غامضة وتعبيرات غير مباشرة .. كما أنها ترتبط بالجهل والخرافة ونقص المعلومات، .. وهذا جزء من تخلف الوعي الصحي العام ،وتخلف الوعي الجنسي بشكل خاص.
وتعتبر المعلومات الطبية الجنسية الصحيحة ضروري كي يعرف الإنسان نفسه ذكراً كان أم أنثى .. والأعضاء الجنسية جزء من تكوين الجسم الإنساني وهي تشبه باقي أعضائه في وظائفها الطبيعية وفي أمراضها المتنوعة.
والمعلومات الطبية والعلمية الصحيحة تساهم في معرفة الإنسان لنفسه ومكوناتها ورغباتها ،وبالتالي يسهل ذلك فهمها والسيطرة عليها والعمل على ضبطها ، ولاسيما في ظروف تربوية وأخلاقية ودينية مناسبة. وكثيراً ما تواجه القضايا الجنسية في مختلف المناسبات العامة والاجتماعية والعلمية وحتى الطبية .. بستار ثقيل من الصمت أو الإحراج أو الجهل أو التجاهل .. أو بمزيج من ذلك جميعاً.
ومما لاشك فيه أن درجة من الحرج والقلق قد تكون مصاحبة لعملية التثقيف الجنسي الصحي وهذا طبيعي ومقبول نظراً لحساسية الموضوع ودقته واحتمال سوء فهمه من الآخرين ، ولكن يستدعي ذلك مواجهة الموضوع بنضج ومسؤولية وثقافة علمية صحيحة دون الهروب منه أو إغفاله .. وأيضاً يستدعي البحث عن اللغة المناسبة والمعلومة المناسبة والمكان المناسب والظرف المناسب دون إفراط أو تفريط . كل ذلك يمكن أن ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية والجنسية وعلى التخفيف من مشكلات كثيرة يساهم فيها الجهل والمعلومات الجنسية الخاطئة. وتبين الدراسات الخاصة بالاضطرابات الجنسية نفسية المنشأ أن علاج هذه الاضطرابات يعتمد في جزء كبير منه على التثقيف الجنسي وإعطاء معلومات طبية وعلمية حول الوظائف الجنسية الطبيعية للإنسان ، وأيضاً على تعديل أفكار المريض عن مفهوم الأداء الجنسي وعن عدد من الأساطير الشائعة المرتبطة بالجنس وذلك بشكل جلسات علاجية تثقيفية حيث تساهم هذه المعلومات بتخفيف القلق الجنسي والشعور بعدم الاطمئنان أثناء العمل الجنسي.
تعريــــف :
تعرف العادة السرية أو "الإثارة الجنسية الذاتية" من الناحية الطبية على أنها " إثارة ذاتية للجسم من خلال مداعبة المناطق الحساسة جنسياً ولاسيما الأعضاء الجنسية ، مما يؤدي إلى ازدياد الإثارة تدريجياً ثم الوصول إلى قمة النشوة أو الرعشة الجنسية ، ويصاحب ذلك عادة خيالات ذاتية جنسية متنوعة ثم متعة جسدية ولذة " . وتتم الإثارة الذاتية عادة من خلال الاحتكاك باليد أو بالسرير أو بالوسادة وغير ذلك.
ويمكن لها أن تبدأ منذ سن مبكرة أثناء الطفولة ، ويمكن للطفل أن يكتشفها صدفة من خلال مداعبة الأعضاء الجنسية ،حيث تترافق هذه المداعبات مع مشاعر لذيذة، مما يؤدي إلى تكرارها .. وهي تزداد عادة في فترة المراهقة بسبب النضج الجنسي الطبيعي وازدياد مستوى الهرمونات الجنسية بشكل واضح .
وأما الاحتلام الليلي أو الأحلام الجنسية أثناء النوم فهي نوع من الحلم الجنسي الذي يترافق مع النشوة الجنسية ،ويصحو الإنسان وهو يتذكر شيئاً من هذا الحلم الجنسي أو لا يتذكره . وتعتبر الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" من النواحي الطبية وفي مختلف الدراسات الجنسية والنفسية ظاهرة طبيعية وليست مرضاً .. وكذلك الاحتلام الليلي . وهي ظاهرة اعتيادية واسعة الانتشار في جميع المجتمعات . وهي تدل على ازدياد الإثارة الجنسية الفيزيولوجية والتي تحتاج للتفريغ ، ويتم ذلك عادة بشكل شخصي وذاتي وسري ، وهي أقل ضرراً من النواحي الاجتماعية والأخلاقية من السلوكيات الجنسية الأخرى .
وهناك كثير من الأوهام المرتبطة بالعادة السرية في أذهان العامة وفي أذهان الشباب والشابات في سن المراهقة وما بعدها ..ومنها أنها تؤدي إلى ضعف النظر والعمى والعقم والجنون وغير ذلك .. وبعضهم يعتبرها مرضاً نفسياً يحتاج إلى العلاج ويطلب استشارة الأطباء للتوقف عنها نهائياً....

وبعض المتعلمين والمربين لايتورع عن إسداء النصائح والإرشادات المتنوعة للتخلص من هذا الداء .. دون علم أو دراسة طبية وهم يتناقلون أفكاراً وآراءً متوارثة خاطئة لايوافق عليها العلم والطب ولا يمكن تطبيقها عملياً ..وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً.

وبالنسبة للمشكلات المرتبطة بالإثارة الجنسية الذاتية فهي متنوعة.. وأكثرها شيوعاً :
اعتبارها مرضاً يجب التخلص منه وأنها خطيئة أخلاقية كبيرة تعادل الزنا .. مما يجعل الشاب أو الشابة عرضة لصراعات نفسية وقلق مستمر ، وبعضهم يعتبر نفسه مريضاً أو غير أخلاقي، وأنه خرج عن إطار القيم المقبولة وهو يؤنب نفسه يومياً ويوبخها بأبشع اللعنات ويصفها بأبشع الصفات .. مما ينعكس على ثقته بنفسه وتقديره لذاته ويهيئه فيما بعد لحالات اكتئابية أو خجل ، وفي الجانب الآخر يمكن لذلك أن يساهم في اتخاذه لسلوكيات جنسية منحرفة وغير مقبولة اجتماعياً أو أخلاقياً في المستقبل. وبعضهم يتأثر ببعض الأفكار الشائعة الخاطئة عن أضرار العادة السرية مثل أنها تؤدي إلى النسيان ونقص التركيز وضعف الجسم والهزال مما يجعله متوتراً وقلقاً ويجعل ثقته بنفسه وقدراته ضعيفة وسلبية ويزيد في مشاعر النقص التي يحملها عن نفسه مما يؤثر على أدائه الدراسي أو العملي أو الاجتماعي. كما يسعى بعضهم الآخر إلى التوقف عن ممارسة العادة السرية لفترات تطول أو تقصر وبعد أن يقع فيها مرة إضافية تنهار ثقته بنفسه وتتثبت أفكاره الخاطئة عن نفسه وأنه ضعيف وغير قادر على ضبط شهواته . ومنهم من يحاول الابتعاد عن الأمور الجنسية وعن أية خيالات ترتبط بها ويتخذ قرارات متسرعة سلبية حول مستقبله الجنسي وحول زواجه. وعندما يعرف الشاب أو الفتاة أن مايجري له أو لها هو سلوك طبيعي وليس مرضياً ، فإن ذلك يساعده على تعديل نظرته عن نفسه ويجعله يقبل نفسه ولا يحملها ما لاطاقة لها به .. كما أن ذلك يوفر له طاقات نفسية وعقلية جديدة كان يستهلكها في صراعه مع ذاته دون جدوى.
الإكثار من العادة السرية وممارستها عدة مرات في اليوم الواحد .. ويدل ذلك عادة على التوتر والقلق وعلى درجة من الإحباط وتعكر المزاج . حيث تقوم اللذة الجنسية هنا بدور علاج لهذه الحالات المزاجية السلبية من خلال اللذة المؤقتة .
ومن المفهوم أن اللذة الجنسية يمكن لها أن تعدل المزاج وتحسنه ، وهذا معروف في كل المجتمعات حيث تزيد الممارسات الجنسية بين الأزواج في أوقات الشدة والضغوط والأزمات الاجتماعية والمهنية والحياتية المتنوعة .. ولكنها في حالات الشباب والمراهقين يمكن لها أن تؤدي إلى نقص المهارات في التعامل مع الحالات المزاجية السلبية ، وإلى نقص في تطوير القدرات الذاتية والاجتماعية وإلى الانكفاء على النفس والعزلة .. ومن المطلوب هنا تنمية المهارات المختلفة ، وزيادة القدرات الاجتماعية، وأيضاً التعرف على كيفية التعامل مع حالات الإحباط والتوتر والتخفيف منها بعدة وسائل ناجحة وناضجة وإيجابية وليس فقط عن طريق الإثارة الجنسية الذاتية.
وفي عدد من الحالات الاكتئابية أو القلق العام والتي تصيب الشباب وتترافق مع الإكثار من العادة السرية ، نجد إنها تحتاج للعلاج الطبي النفسي والدوائي والذي يهدف إلى السيطرة على القلق أو الاكتئاب أو التخفيف من أعراضهما.
الخيالات الجنسية المنحرفة والتي يمكن لها أن ترافق العادة السرية مثل :الخيالات الجنسية المثلية، والخيالات الجنسية المرتبطة بالأطفال، والخيالات الجنسية المرتبطة بالمحارم من الأهل، والخيالات السادية أو المازوخية ،أو التعلق بأشياء ورموز غير جنسية أو غير جسدية مثل: التعلق بالأقدام أو الألبسة الداخلية وغير ذلك .. وفي هذه الحالات لابد من التوضيح أن الخيالات الجنسية عموماً يمكن لها أن تكون غريبة وعجيبة ومتنوعة بشكل كبير ،ولا يسهل التحكم بهذه الخيالات وبظهورها .. ولكنها تبقى خيالات ذاتية وشخصية وسرية في العالم الشخصي للفرد ، ويبقى المهم والأساسي هو ضبط الخيال وعدم ممارستها في الواقع العملي . وعادة يمكن لكل هذه الخيالات أن تكون عابرة ومؤقتة ولا تتكرر كثيراً . ولا يعني حدوثها أن الشاب مثلاً: قد أصبح منحرفاً أو مريضاً .. بل تعني أن مثل هذه الخيالات يمكن أن تحدث وأنها عابرة ، ولابد من تنمية الخيالات الطبيعية الاعتيادية بدلاً عنها ، والابتعاد عن كل ما يثير مثل هذه الخيالات المنحرفة كي لا تتثبت .وفي بعض الحالات يمكن أن تتثبت مثل هذه الخيالات المنحرفة مما يطرح ضرورة العلاج النفسي الجنسي مبكراً.
الأوهام والأساطير المرتبطة بالأداء الجنسي العام والتي تترافق مع ممارسة الإثارة الجنسية الذاتية "العادة السرية" .. مثل أهمية الجاذبية الجنسية وجمال الوجه والجسم ، أهمية حجم القضيب عند الذكر ، درجة الانتصاب وشدته ، عدد مرات الوصول للذة الجنسية في اللقاء الواحد ، أهمية الوصول إلى اللذة الجنسية بنفس الوقت بين الزوجين ، وغير ذلك .. وتساهم هذه الأوهام في نشوء الاضطرابات الجنسية المتنوعة مثل: ضعف الانتصاب وعدم الثقة بالنفس من النواحي الجنسية ، ضعف الرغبة الجنسية عند الجنسين ، المخاوف الجنسية المتعددة وقلق الأداء الجنسي ، الانحرافات الجنسية ، وغير ذلك ..
وهي تساهم أيضاً في نشوء اضطرابات نفسية متعددة مثل القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي وغيره .. إضافة لمساهمتها في نشوء اضطرابات الشخصية واضطرابات التكيف الاجتماعي والنفسي . ولابد من تعديل هذه الأوهام والأفكار الخاطئة الشائعة من خلال الثقافة الجنسية الصحية السليمة.. ويكون ذلك من خلال الاطلاع والتعلم أو من خلال استشارة الاختصاصيين في الطب الجنسي أو النفسي .
وأخـــيراً ........ لابد من الإشارة إلى أن بعض" الشخصيات المنحرفة أو الجانحة" يمكن لها أن تمارس العادة السرية وبشكل علني أو بإشراك أشخاص آخرين معاً ، وهذا بالطبع سلوك منحرف يحتاج للعقاب والضبط . كما أن بعض "حالات الفصام العقلي المبكرة" يمكن لها أن تترافق مع الإكثار من العادة السرية بسبب اضطراب في التفكير أو غرابته أو العزلة الاجتماعية ، وعندها تكون العادة السرية مرافقة لظهور اضطراب العقل ولا تكون سبباً له كما هو شائع .. وربما يفسر ذلك الفكرة الخاطئة بأن" العادة السرية تؤدي إلى الجنون ". وفي "حالات التخلف العقلي" بمختلف درجاته تكثر ممارسة الإثارة الجنسية الذاتية بشكل متكرر أو بشكل فاضح دون الانتباه إلى وجود الآخرين ، مما يستوجب التوجيه والتدريب والضبط المتناسب مع هذه الحالات...
خاتمــــة:

أصبحت المكتبة العربية في الوقت الحالي غنية بمؤلفات جادة تثقيفية في القضايا الجنسية ، وكثير من المؤلفين هم من الأطباء الاختصاصيين .. كما تحتوي المجلات الطبية المتنوعة على موضوعات تثقيفية جنسية مفيدة وكذلك القنوات الفضائية من خلال برامج جادة أو حوارية أو تعليمية وكذلك مواقع الانترنت الجادة.
ولكن بشكل عملي .. نجد أن المصادر الشائعة للثقافة الجنسية تعتمد بشكل واضح على الأفلام والصور الإباحية أو نصف الإباحية ، من خلال أفلام السينما والفيديو والأقراص المدمجة وبعض مواقع الانترنت ، وغيرها من القصص والمجلات الخليعة التي تهدف أساساً إلى الإثارة والربح والميوعة .. وهي تنمي الخيالات المتطرفة والشاذة أو غير الأخلاقية وهي ممنوعة بنسب متفاوتة في معظم المجتمعات ولكنها تبقى مصدراً خطراً للثقافة الجنسية .
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الجهل والتخويف يمكن أن يؤدي إلى مشكلات متنوعة جنسية واجتماعية وأخلاقية ، كما يؤدي إلى البحث عن مصادر للمعلومات قد تكون خاطئة وسيئة ومنحرفة .
ومما لاشك فيه أن العلم نور، وأن المعرفة تخفف من القلق وتساعد على الضبط وفهم الطفل أو المراهق لنفسه وأعضائه ، ويمكن أن تجنبه أمراضاَ ومشكلات كثيرة .
ولابد للمجتمع من تحسين ثقافته الجنسية الطبية وترسيخها ومواجهة الموضوعات الحرجة تربوياً واجتماعياً وإعلامياً دون أن نغمض أعيننا عما يجري حولنا أو في بيوتنا ، مما يضمن حياة أفضل للجميع ..ومن ذلك ضرورة طرح موضوعات الثقافة الجنسية الصحية المتنوعة وإغنائها،وموضوعات الملل الجنسي بين الأزواج وكيفية التعامل معه، وموضوعات الإيذاء الجنسي ومشكلاته إعلامياً وتربوياً ،وغير ذلك من الموضوعات .
ولابد من الحديث عن هذه الأمور دون إخفائها والتستر عليها ، مما يساهم في رفع مستوى الوعي العام الأسري والتربوي والنفسي في المجتمع الكبير ، وأيضاً عند الأطفال والمراهقين والشباب أنفسهم .. وضمن إطار منطقي وعملي يسعى إلى الوقاية والعلاج ، ويسعى إلى الحد من المشكلات الجنسية والنفسية المتعددة دون مبالغة أو إهمال .
إلى هنـــا ............

د/ عطا أحمد شقفة غزة - فلسطين

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

كيف تجعل معنوياتك مرتفعة دوماً؟

كيف تجعل معنوياتك مرتفعة دوماً؟



نقدم لكم في هذا المقال بعض النصائح التي تجعل معنوياتك عالية وتجعلك تشعر بالثقة والسعادة.. هذه السعادة التي تجعلك أكثر عطاء وقدرة على إسعاد الآخرين:

- حاول اكتشاف مقدراتك، تأكد من مقدراتك العقلية والجسدية على فعل كل ما هو مطلوب منك في العمل، حاول معرفة رأي زملائك والذين من حولك عما تؤديه من أعمال، يجب أن تسأل أقرب الأقربين إليك لأنه سوف يقول لك الحقيقة حتماً ولن يخفي عنك أي سلبيات في عملك، أو في شخصيتك. وعبر آراء أعز الأصدقاء يمكنك استيضاح الطريق ليكون سالكاً في المستقبل.

- ضع قائمة تضم أعز الأصدقاء لزيارتهم بمنازلهم، فإن لقاء الأصدقاء في النادي أو في العمل لا يوطد العلاقة بما في الكفاية، ويا حبذا لو شملت الزيارة عائلتك، إن توطيد العلاقات لا يتم في الأماكن العامة، إنها تعتبر مكاناً للترفيه وتقديم بعض العلاقات الجانبية، ولكن العلاقات الوطيدة يجب أن تتم بتبادل الزيارات المنزلية بحيث تزيد فرص التقارب وازدهار العلاقات الحميدة والودودة.

- حاول إظهار كل مكامن القوى الكامنة في نفسك، وإبعاد شبح الضعف الذي يحاول أن يهمن على روحك، حاول حصر جميع الأعمال الموجبة التي قمت بأدائها وتنفيذها، كل العلاقات الجديدة التي اكتسبتها وهل استطعت الوصول لقلوب الأصدقاء الجدد؟






- تحاشى المقارنة السالبة: الإنسان بطبعه يحاول المقارنة بينه وبين الآخرين، وهو بطبعه يحاول تكبير حجم المقارنة أو تصغيرها سواء أكانت سالبة أم موجبة، ولكن الشخص الذي يتمتع بشخصية قوية يحاول أن يكون متفرداً في خصاله وأعماله، يجب ألا يركن للمقارنة بينه وبين أصدقائه أو زملائه، وأن يؤمن بأن لكل إنسان طريقاً وقدراً يجب أن يسلكه، وأن يحاول هو قدر جهده سلوك ذلك الطريق المختط بكل قناعة ومعنويات مرتفعة دوماً.

- توقف عن نقد ذاتك وما بداخلك: بعض الناس يسقطون كل الأخطاء الحادثة على أنفسهم ويظلوا يذكرونها لكل شخص يقابلهم، يندمون على ما حدث ويعذبون ذاتهم، يجب الابتعاد عن تعذيب الضمير ووخز النفس.

- عدم لوم النفس عما حدث سابقاً: دع الماضي وعش حاضرك، فالماضي قد ولى ومضى ولن يعود أبداً، افعل ما يمليه عليك ضميرك من خير وبعدها لا تلتفت للماضي، ابذل أقصى مجهود حتى لا تتسبب في إيذاء أحد أو حتى مضايقته، فإذا تأكدت من مسارك الخير فلا تلق بالاً إلى ما سوف يحدث بعدها فإنك عملت الخير ولا شيء سوى الخير.

- وإن لم يدرك ذلك الشخص أنك كنت تنوي عمل الخير إلا مؤخراً، فإنه حتماً سوف يرجع إليك أكثر حباً ومودة، اجعل ضميرك صافياً تجاه الغير، حتماً سوف ترتاح نفسك وتريح كل من حولك، اجعل ضميرك صافياً كاللبن، وبعدها لا تلتفت وراءك قط.

- تأكد أن كل معاناة واجهتها في حياتك سوف تكون زاداً لك في حياتك المستقبلية، (إن النار الملتهبة تعيد صياغة الحديد الصلب ولكنها لن تغير من مكوناته)، وهكذا هي المعاناة في الحياة، فإنها تعمل على صياغة الشخصية لتصبح أقوى وأنضر لمقابلة كل ما يواجهها من مصاعب ومشكلات.

- حاول جهد طاقتك المحافظة علي هدوئك في الأوقات الصعبة والحرجة، لا تخف ولا تضطرب، فالحياة ليست مادة فقط وإنما هي مجموعة من الصفات الكريمة وأنت تمتلك معظمها فما الذي يخيفك؟ أنت تمتلك حب الله وحب الوطن وحب العالم أجمع، إذن أنت تمتلك كل الدنيا.


- حب نفسك أكثر وأكثر، وحب الآخرين، أي كل من حولك.... سواء بالعمل... أم بمكان السكن... وبكل المدينة التي تسكنها، ليمتد ذلك الحب لكل الوطن. يجب تغليف ذواتنا بغلاف الحب وذلك عبر معرفة أحوال كل من حولنا، نبادلهم الشعور ونقف معهم في السراء والضراء، حينما يدرك أي فرد أنك معه في سرائه وضرائه فإنه سوف يخبرك بمكنون قلبه ولن يرتاح قلبه إلا أن تعرف ذلك الأمر، اعرف قربك من الآخرين حينما يكنون لك بمكنونات قلوبهم. إن الإنسان القوي قوي بكثرة أصدقائه، قوي بحبهم له، ولا يشعر الإنسان بتلك العاطفة إلا عندما يصيبه مكروه، فإن الأصدقاء يقفون معه يشاركونه تلك العاطفة.

- حاول المحافظة على مرحك ومزاجك الضاحك: حاول أن تحافظ على مزاجك الضاحك حتى في أصعب المواقف، لا تزهق ولا تتضجر، فإن المشاعر القاسية على النفس تصيب الإنسان بالأمراض الخطيرة، لذا أكثر من زيارة الأصدقاء الذين يحبون المرح والضحك، زر المسارح الكوميدية الهادفة، اقرأ الكتب الكوميدية والساخرة، إن الضحك والمرح حسب قول العلماء يفيد صحة الجسد وأنه يعمل على تقوية جهاز المناعة، كما أن الحزن الدائم يحطم جهاز المناعة ويكون سبباً للكثير من الأمراض الخطيرة.

* صديقي القارئ، اجعل الحب عنواناً لوجهك، ابتسم في وجه كل إنسان يقابلك، امنح الحب لأي شخص تربطك به رابطة أياً كان نوعها، وأن كل إنسان بلا شك سوف يشعر بهذه المشاعر التي تحملها.






إن مشاعر الحب لا تتطلب بذل المال وإنما فقط تحتاج للعاطفة، أي أنها لن تكلفك غالياً، وتأكد بعدها أنك سوف تعيش سعيداً، فالعاطفة هي الكنز الذي يغذي روحك بالحب والجمال ويصفيها من كل الشوائب التي تعكر صفوها سواء من الناحية المادية أم المعنوية.

ترجمة: يوسف وهباني
إعداد/أ. عطا أحمد شقفة غزة- فلسطين

الشخصية المغناطيسية

الشخصية المغناطيسية



الشخصية المغناطيسية هي شخصية ذات سمات خاصة جداً، فالإنسان الذي يتمتع بسمات هذه الشخصية فبمجرد تواجده في مكان ما أو تواصله مع من حوله تجد الجميع ينجذب إليه بشدة حتى الذين قد يختلفون معه في الرأي أو في المنهج، فهو يمتلك قوة التأثير المباشر في الأشخاص والأحداث.
تلك القوة نتجت عن عدة سمات تتحلى بها تلك الشخصية،

أولاً: الابتسامة التي لا تفارق وجهه، والابتسامة لها مفعول السحر في قلوب الآخرين، لأنها تذيب المسافات في لحظات معدودة، وتبعث في قلب الآخر شعوراً بالطمأنينة وراحة النفس.

ثانياً: المظهر المؤثر، فالمظهر هو الذي يخلق انطباعاً ايجابياً أو سلبياً وفي جميع الحالات يدوم هذا الانطباع ويؤثر بشكل مباشر في مدى انفتاح الآخرين وتقبلهم لتلك الشخصية، والمظهر هنا لا يعني فخامة الملبس بقدر ما يعني ملاءمته وتناسقه مع السمات الشخصية للإنسان.

ثالثاً: الاهتمام بالآخرين، فعندما تبدي اهتماماً بالآخرين فكأنك تحصل على تصريح مباشر باختراق عقولهم وقلوبهم، وهناك دراسات تقول إن معظم مشكلات الناس مع بعضهم البعض تتعلق برغبة الناس في الشعور بأنهم ذوي أهمية وتقدير لدى من يتعاملون معهم.

رابعاً: إتقان فن الاتصال مع الآخرين، فالآخر يريد منك دائماً أن تعطيه فرصة للحديث وأن تتحدث إليه بما يفهمه ويدركه، والكثير أيضاً من المشكلات التي تحدث بين الناس تحدث نتيجة افتقاد القدرة على الاتصال الفعال.

خامساً: التواضع، وبالفعل كما يقول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام (من تواضع لله رفعه) فبالتواضع يحصل الإنسان على محبة الآخرين ويرفعونه إلى عنان السماء.

سادساً: إضافة قيمة للآخرين، فكل من يتعامل مع الشخصية المغناطيسية يشعر بأنه يستفيد ويحصل على قيمة حقيقية تثري تجاربه وخبراته وتساعده في إدارة شؤون حياته.

فالشخصية المغناطيسية على المستوى الإنساني هي شخصية مميزة ومؤثرة ، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أنماطاً شخصية أخرى غير مؤثرة ولكنها قد تكون محبوبة أو على أقل تقدير مقبولة، أما في عالم الأعمال، فالمشكلة الحقيقة الآن أنه لا يوجد بديل.... فإما أن تتحلى المؤسسة أو الشركة بسمات الشخصية المغناطيسية ....ومن ثم تسعد دائماً بتعلّق عملائها بها ....وإما أن تكتفي بمشاهدة عملائها وهم ينجذبون بشدة نحو مؤسسات تمتلك سمات هذه الشخصية.

د/عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

سيكولوجيه الشخصية

سيكولوجيه الشخصية
(تحليل الشخصية بالرسم)




هنا أضع بعض النقاط التي تشرح تحليل الشخصية من الرسم ويسمى التحليل الرمزي الشخبطات والأشكال العفوية ..... الرسم المكرر يدل على شخصيتك......
ملاحظة : في الرسم دافعين :
شيء محروم منه...أو شيء تكرهه
الرسم من قبل الكبير = شخصية
الرسم من قبل الصغير = مفهوم
}هذا الجزء قُدِّم في دورة الجرافولوجي المستوى الأول ......تقديم الأستاذ عبدا لرحمن القريشي والدكتور عبد الله السبيعي{

رسم الورود و الأزهار.......
اجتماعي وودود،حساس يحب الدفء، متفتح وشخصية ناعمة وإذا كان ذلك في الرجل فلا يلغي رجولته.
رسم الحيوانات والأسماك والطيور......
يحب مساعدة الآخرين والدفاع عنهم وحمايتهم ويحب الحيوانات ،غالبا يكون حساس ومعبر ويحب الهدوء وراحة البال ، إحساسه بتواجده في الحياة قليل.
رسم القلوب......
عاطفي أو عاشق عادة لديه قدرة على استمالة قلوب الآخرين يحب المؤانسة ولطيف إذا كان القلب فارغ ، يميل للطف المصطنع وإذا كان ملون كل ما كان غامق أكثر دل على أن فيه عطفه تجاه شخص ليست مثلما يرغب « عاطفة غير مشبعة".
رسمه قلب على الشاطئ....
غالباً ، قلبه مجروح ، فقد حبيب ، أو تعرض لجروح ،أما إذا كان على تراب فقط بدون ماء فليس في قلبه شيء.


أنواع الفواكه والطعام...
يحب الأكل ،أو قد يكون قام برجيم فهو حارم نفسه منها...
وسائل النقل المختلفة....
يحب السفر ، والعطلات ،واجتماعي ، متفتح ومرح ، لديه روح المغامرة ويحب الحياة..
الخطوط المتقاطعة والمتشابكة...
مكبوت ، يحس بالاختناق وكأنه مسجون ولديه رغبة للحرية ، يشعر بأن أعماله مقيدة.
كتب متراكمة بعضها فوق بعض....
مجهد ، متعب أنهكه العمل ، قد ينهار بسهولة ومثابر، ليس له علاقة جيدة مع الآخرين لذلك هو انطوائي.
الأسلحة...... كالمسدسات والمدافع والسيوف ...
يحب المنافسة ، يسعى لإثبات الرجولة ويحب الجنس عادة.
السلم أو عتبات الدرج.....
طموح ، يحب التقدم للأمام ومتفائل ومنشد للكمال..
الأشكال الهندسية......
تفكيره منظم ، ولديه مهارات ومخطط جيد ولديه وضوح فيما يفكر فيه وكفاءته عالية
) لا ينفع للتنفيذ ، ولكنه مخطط ومنظم جيد.. (
الأشكال القضيبية.....
لديه غريزة جنسية قوية ويحب الجنس عادة أو أي حاجة لغرض الذكورة،متلهف وجريء..
أشكال متنوعة كالنجوم والأجرام السماوية....
متفائل وطموح ومنشد للكمال ، لديه تدقيق بالتفاصيل ، يصلح محقق ، ويرغب في إثبات نفسه إذا تكرر رسم الشمس أكثر فلها دلالات من ضمنها ، كأنه يشير على نفسه بأنه كل شيء وبدون وجوده ينقصهم الشيء الكثير.
الأشــــكال....رسم الألعاب الذهنية المخططة ) )x-oوالشطرنج)..
تنافسي ، يلعب من أجل الفوز ، كتابته سريعة ،يشبك عادة بين الحروف،ذو حماس قوي أو عصبيه زائدة طاقته عالية جدا ،إذا لم يكسب في السباق، يصبح عصبيا بشكل غريب لديه القدرة على المواصلة.

الأشكال المجردة....
متوتر ، لديه صعوبة واضطرابات في التركيز غالبا ما يكون عصبيا ، لديه فراغ في حياته لا يحسن استغلاله .وكلما كثرت الزوايا في هذه الأشكال المجردة دل على عصبيته.
رسم الوجوه الجميلة....
يحب الناس ، يرى إيجابيات الناس ولا يلتفت عادة للسلبيات وهو شخص حساس وحسن الطبع ومتفائل لديه القدرة على جذب انتباه الآخرين، ويحب الصداقة ويتمتع بالنشاطات والأحداث الاجتماعية ومهتم بالآخرين ( يهتم بشؤون الآخرين (.
رسم وجوه بأفواه مفتوحة....
كثير الكلام ، يحب سماع صوته ،عجول، سريع الكلام ، لا يكرر الكلام ، متسرع في الحكم على الناس والأحداث .
الوجوه القبيحة.....
مريب ، يكره الناس ، لا يأتمنهم ولا يحب القانون والنظام ويفتقر للثقة بالنفس و لا يحب العمل الجماعي ، سيء الطبع يبدو غالبا مهانا ومحروما وعنده نظرة سلبية لأكثر الأشياء ، يبحث دائما عن السلبيات ، يميل لتحريف الحقيقة كنتيجة لوجهة نظره المظلمة للأشياء.
السلالم والأسهم...
طموح ، لديه دافع قوي لإثبات نفسه عجول يهدف للوصول إلى الهدف الأقرب عادة كل ما كان السلم قصير يصل لأهدافه بسرعة وإذا كان السلم طويل ، نظرته بعيدة لا يدرك ذلك من حوله .عن ملجأ أو بيت ، يشعر بعدم الأمان مؤقتا ، قلق، يحب المال.
البيوت......
يبحث عن الاستقرار ويرغب في تكوين عائلة ، أحيانا يبحث عن ملجأ أو بيت ،يشعر بعدم الأمان مؤقتا ، قلق ، يحب المال .
إذا كانت الرسمة من طفل أقل من 12 سنة : دليل على أنه يعيش في بيت مضطرب .
البحر يعني الخير......
الشجرة والخضرة.... الرغبة في الراحة...
ظرف رسالة..... ينتظر خبر + يكره كشف الأسرار ، كتوم بدرجة كبيرة.
الضوء.....
إذا كان من اليمين للشمال أو من الأعلى للأسفل دليل على أنه يبحث عن معلومة جديدة ،أما إذا كان من الأسفل للأعلى فكأنه يقول للجميع أنه نوّر المكان .
الشخابيط الكثيرة......لدرجة التغميق في الورق ،كبت زائد ، وانعدام الثقة بالنفس .
رسم العين......
دليل على أنه يحب المناظر الطبيعية وقد يدل أحيانا على أنه يسترق البصر.
رسم الشجر..... بفروع كثيرة مع وجود الورق دليل على الكرم وإذا ،رسم الثمر دليل زيادة الكرم ، أما إذا كانت الشجرة بلا أوراق ولا ثمر فمعناه خيبة أمل .
المدفئة بها دخان.....
دليل الدفء ، فالنار غالبا يتجمع حولها لطلب الدفء فقد يكون المعنى..... أنه يشعر بارتياح أو يتمنى أن يعيش في بيت فيه اجتماع.


أ. عطا أحمد شقفة / غزة - فلسطين

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

المرض الممتع

المرض الممتع
البالببلومانيا



وهو مصطلح نفسي يشير إلى (حالة متطرفة من حب الكتب وجمعها)، والإشارات الأولى لهذا المرض تبدأ بالشعور بالبهجة والسرور عند مشاهدة أي كتاب سرعان ما تنقلب إلى رغبة جامحة في مطالعته واقتنائه .. أما المرحلة المتقدمة فتتميز بالرغبة في تجميع أكبر قدر من الكتب لمجرد التجميع على افتراض قراءتها "ذات يوم" .. وقد يبلغ حب الكتب حد استخدام جلود الموتى لتجليدها كما كان يفعل بنيامين بتلر (أحد حكام مدينة نيو أوريلنز السابقين) أو تحميلها على ثلاثين جملاً ومرافقتها في كل مكان كما كان يفعل الصاحب بن عباد (الذي بالكاد تخلص من هذه العادة حين استعاض في أسفاره بكتاب الأغاني للأصفهاني) .. وفي الواقع يمكن تشبيه هؤلاء الجهابذة بجامعي التحف والأثريات النادرة. فهم مثل خبراء الآثار يتعرفون فورا على الكتب الفريدة من رائحتها وملمسها والمادة التي جلدت بها .

يمكن تعريف الببلوماني الأصيل من خلال الأعراض التالية :

- الببلوماني إن احترق منزله أول ما يفكر فيه إنقاذه كتبه الخاصة.

- قمة السعادة للببلوماني حضور أحد معارض الكتب أو حتى السماع بإقامتها في مدينة أخرى .


- الببلوماني إنسان يرتدي بالضرورة نظارة طبية ويصاب بصداع مزمن لعدم قدرته على ترك الكتاب الجيد في الوقت المناسب.


- الببلوماني المخلص لا يملك الكثير في البنك لأنه لا يستطيع كف يده عن أي كتاب جديد.


- ونتيجة لعقدة الذنب هذه يحاول إقناع نفسه دائما بأنه عند الضرورة سيبيع الفائض منها .. ولكنه في الحقيقة لا يقبل حتى إعارتها.


- وأخيراً الببلوماني الحقيقي لا يتذكر تاريخ زواجه أو في أي مرحلة يدرس ابنه، ولكنه يتذكر متى اشترى كتاباً يملكه.


ومع كل هذا أؤكد لكم بأن الببلومانيا مرض لذيذ وكفيل بتوسيع المدارك والاطلاع على كل جديد (ناهيك عن فائدتها في تحرير مقال يومي) .. ومن المهم هنا التفريق بين الببلوماني الأصيل ومن يشتري الكتب بغرض الدراسة أو نيل ترقية مشروطة .. فالأخير تنقطع علاقته بالكتب - وقد يسارع للتخلص منها - بمجرد انتهاء حاجته إليها. أما الببلوماني المخلص فعلاقته بالكتب لا تنقطع إلا بدخوله القبر )وهو ما يمكن التعجيل به بإحراق مكتبته.

ورغم أنني لن أصل يوما لمرحلة العبقرية أو الإبداع إلا أن التاريخ يثبت أن مامن عبقري أو مبدع سلم من هذا الداء - بدءاً بالشاعر اليوناني يوريبيديز في القرن الخامس قبل الميلاد وحتى المبدع الروسي باسترناك في هذا العصر.

فبالنسبة لهؤلاء العباقرة كانت الببلومانيا عادة لاغني عنها حتى يتراكم الفهم وتترابط الحقائق ويصل الدماغ لمرحلة "لابد للمكبوت من فيضان.

- هل تعرفون أكثر ما يغيظني في هذا الموضوع !؟ .. أنني لم أقابل حتى الآن أمين مكتبة مصاباً بهذا المرض - فيا حبذا لو اقتصرت هذه الوظيفة على الببلومانيين وحدهم............

كذلك لا يصيب إلا أمناء المكتبات ومن شابههم ، وأرجو من أمناء المكتبات بأن لا يغضبوا عليّ، لأني أفشيت سراً لا ينبغي لأحدٍ أن يعلمه غيرهم.

على أية حال، فإن هذا المرض، كما أعتقد هو من الصعب تشخيصه، إذ إن المصابين به، لا يشعرون بقلقٍ إزاءه أبداً، فهم دائماً مسرورون مبتهجون، لا سيما عندما يحصل أحدهم على كتابٍ نادر، إذ سوف يصبح الواحد منهم في حالة هستيرية عارمة، وذلك فقط بمجرد أن اقتنى الكتاب. إن المصابين بالببلومانيا، يتميزون عن غيرهم بحبهم الشديد للكتب، فهم يعشقون شكلها، ورائحتها، وصوت صفحاتها، كما إنهم مبالغون بخوفهم الشديد عليها، فهم يخشون عليها من الماء، ومن النار، ومن عبث الأطفال.

إن هذه الميزات، كما نلاحظ، ليست علامات على الإصابة بالمرض إطلاقاً، بل هي وبكل صدق، تعتبر صفات إيجابية، يتميزون بها هؤلاء الببلومانيون عن غيرهم. لكن، إذا سألتم عن العلامات الحقيقية للمرض، فهي كما أشار إليها عالم المكتبات محمد أمين البنهاوي، إلى أن المصابين بالببلومانيا حريصون على تجليد كتبهم بجلود غير مألوفة كجلد الفيل والثعبان والحوت، بل لقد بلغ بأحدهم الهوس، بحيث جعل غلاف كتابه ملفوفاً بجلد إنسان، وهذه تعتبر
حالات شاذة جداً!.

ومن الحالات الشاذة أيضاً هي أن الببلومانيين قد يأكلون الكتب، وهذه حقيقة، فلقد قيل إن أحد المصابين بهذا المرض، أقام لأصدقائه وليمة عشاء، قدم خلالها حساءً لذيذاً ممزوجاً بأوراق مغلية من ديوان أحد الشعراء! والأغرب من ذلك كله هو أن بعض المصابين بهذا المرض، قد يستطيعون معرفة المالك الأول للكتاب إذا كان الكتاب مختلفاً فيه!. لا، بل إن باستطاعة الواحد منهم أن يتعرف على عمر الكتاب من خلال صوت الورقات، بل ومن خلال لمسها أيضاً، بل باستطاعتهم تمييز ذلك من خلال نظرة سريعة في الكتاب.

ولعل من أشهر المصابين بهذا المرض من علمائنا الأوائل هو (ابن الملقن)الذي أصيب بالجنون عندما افتقد كتبه، وأما أشهر المصابين به من العصر الحديث، فهو الشاعر العالمي (بوريس باسترناك).

أخيراً، فإني أعتقد بأن هذا المرض لن يستشري إلا في وسط مجتمع أصبحت القراءة فيه عنصراً من عناصر الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها, ولهذا فإن الوطن العربي هو من أقل المجتمعات إصابةً بهذا المرض، نظراً لتدني عدد القراء فيه.


أ. عطا أحمد شقفة غزة - فلسطين

الخوف من الموت

الخوف من الموت



يتعرض بعض الأفراد إلى حالات من الخوف المرضي الشديد من الموت وما يتعلق به كرؤية الميت أو الدم أو الدفن وما إلى ذلك مما يجعل هذا النوع من الخوف المصاب أن يتحاشى رؤية أي مصدر يتعلق بذلك ويتجنب المشاركة في تشييع الجنازة أو الدفن ، كما يخشى من قراءة المواضيع التي تتعلق بالموت أو سماعها أو التحدث بتا وان تعرض لذلك مجبرا فإنه يشعر بالاختناق وضيق التنفس لأنها توحي له بالآلام النفسية المختلفة لذلك .


هناك من يخاف موته هو نفسه وآخر يخاف موت من يحبهم وآخر يخاف الموت للناس أجمعين ونهاية العالم بسبب الكوارث الطبيعية ... الخ من أنواع الخوف .

أسباب الإصابة بالخوف :

الأسباب لهذا النوع من الخوف مختلفة ومتعددة منها ما يأتي :

1 ـ سماع الفرد أو القراءة عن حوادث الموت إن كان ذلك في مرحلة الطفولة أو المراحل الأخرى .

2 ـ الشعور بالذنب لاقتراف سلوك معين أو تخيله بأنه سلك سوكا معينا ونتيجة لذلك يقع تحت تعذيب الضمير القاسي .

3 ـ التعرض لآلام الفراق الذي يحدث بين المحبين أو أفراد العائلة .

4 ـ التعرض إلى مواقف غامضة عن الموت وأسبابه ويحدث هذا مع الأطفال الصغار الذين يجهلون حقيقة الموت .

5 ـ الإصابة بحالات الكآبة الشديدة التي كثيرا ما تؤثر على معنويات المصاب .

6 ـ التعرض إلى الكوارث الطبيعية المختلفة كالحروب والهزات الأرضية والفيضانات وما إلى ذلك .


أعراض مرض الخوف من الموت :

هناك أعراض كثيرة ومختلفة ومتعددة وتختلف باختلاف المصابين منها ما يأتي :

1 ـ الإصابة بضيق التنفس .

2 ـ كثرة البكاء .

3 ـ سيطرة التشاؤم والنظرة القاتمة للحياة .

4 ـ الإصابة بالكآبة الشديدة .

5 ـ الإصابة بالأرق وتعذر النوم .

6 ـ سيطرة الانفعالات السلبية ومنها البكاء .

7 ـ الانطواء .

8 ـ الهروب من المواقف التي تتعلق بالموت مهما كانت قرابة المصاب للميت .

9 ـ الإصابة بالصداع أو الآلام الجسدية المختلفة .

10 ـ كثرة الشكوى من الأمراض المختلفة التي لا وجود لها واقعيا .

11 ـ التحدث عن الموت والحوادث التي تسبب الموت .

العـــــــلاج :

1 ـ معرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى استفحال ذلك الخوف .

2 ـ توضيح الأمر المتعلق بنوعية ذلك الخوف وتخفيفه عن المصاب وبيان بان الموت حتمي لا مفر منه وان اختلف الناس إنما يختلفون في الوقت والزمان الذي يحين اجله .

3 ـ إقناع المريض بان خوفه من الموت لا يمنع وقوع الموت لأنه أمر حتمي على الجميع ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) صدق الله العظيم .

4 ـ تشجيع المصاب بمرض الخوف على قبول تلك الحقيقة وذلك باعطاءه أمثلة عديدة من واقع الحياة وان الأنبياء والأوصياء والأغنياء والفقراء جميعهم معرضون للموت بالرغم من مناصبهم ومواقعهم بين المجتمع .

5 ـ ممارسة تمارين الاسترخاء كلما طرأت فكرة الخوف من الموت .

6 ـ إشغال المريض بما يلهيه عن التفكير بالموت .

7 ـ ممارسة الرياضة البدنية التي تحمي المريض من التفكير بالموت .

8 ـ القراءة عن الموت وحالات الموت الطبيعية التي تساعد على تقبل حادثة الموت .

9 ـ زرع الثقة بالنفس والاعتماد عليها .

10 ـ جعل الطفل ينام في غرفته الخاصة كي يتعود على الاهتمام والعناية بنفسه دون اللجوء إلى والديه بالصغيرة والكبيرة .

11 ـ تشجيع المصاب على تقبل حقيقة الموت ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) صدق الله العظيم.

12 ـ السيطرة على القلق الذي يتعلق بالموت بالطرق المتاحة للمصاب والتي تتناسب مع صحته وطبيعة حياته .

13 ـ زرع التفاؤل في نفس المصاب والابتعاد عن التشاؤم الذي يعقد الأمر .

14 ـ التخلص والابتعاد عما يثير الحزن والكآبة قدر الإمكان .

15 ـ التخلص من التفكير بالموت .

16 ـ الابتعاد عن المكتئبين والذين يتحدثون عن الموت .

17 ـ تجنب مشاهدة الأفلام أو البرامج أو الأخبار التي تتناول الحديث عن الموت .

18 ـ تجنب الجلوس على انفراد .

19 ـ الاستعانة بالآيات القرآنية التي تؤدي إلى الراحة النفسية والاطمئنان للخائف و ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) صدق الله العظيم .

د/ عطا أحمد شقفة – أستاذ علم النفس
ata2030@hotmail.com

العلاج بالألوان

العلاج بالألوان


اللونان الأحمر والأصفر من الألوان المنشطة، والأخضر والبنفسجي من الألوان المهدئة ……..العلاج بالألوان.. تقنية جديدة لتخفيف الألم والاكتئاب.......
علماء بريطانيون يرون أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة لتحسين أداءه الذهني والجسدي.
يفضل معظمنا لونا معينا على لون آخر، ولم يخطر ببال أحد منا السبب في ذلك. ولكن العلماء البريطانيين لم يفتهم هذا الأمر عندما اكتشفوا أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة دون سواها لتحسين أداءه الذهني والجسدي، وأنه يتوجه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته.
ويقول هؤلاء إن بالإمكان استخدام هذا المفهوم عن الألوان لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض التي تتراوح من الكآبة وفرط النشاط إلى التوحد والسرطان، ولهذا برز الكثير من أخصائيي العلاج بالألوان في بريطانيا دون غيرها من دول العالم.
ولكن ما هو العلاج بالألوان؟

تتمثل النظرية وراء هذا العلاج في أن كل لون في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف. ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددا ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة ولكن عندما يصاب بالمرض فان هذا التردد يصبح غير متوازن. بينما تقول النظرية الأخرى أن الأجزاء المختلفة من الجسم والحالات المرضية المتعددة والأوضاع العاطفية المختلفة تستجيب بصورة أفضل للألوان المختلفة، وعندما يكون الجسم عديم التوازن فانه يبحث بشكل طبيعي عن الألوان التي يحتاجها.
وأشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز الأزرق والنيلي والبنفسجي. ويُعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءا وراحة. فالبنفسجي مثلا يعتقد أنه يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي فيما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين، ويعتبر الأزرق جيدا للمشكلات التنفسي.

د/ عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

سيكولوجية اللون

سيكولوجية اللون



إن اللون قديم قدم الإنسان وله مدلول عام عند الشعوب ومدلول خاص عند الأفراد . فالشعوب اتخذت الألوان رمزا عاطفيا أو سياسيا لكيانها , مثل ( علم الدولة ) فكل علم يحمل رمزا أو رموزا, وهذا الرمز له دلالات نفسية . وقد تتنوع دلالات الرموز , فقد تكون دينية أو سياسية أو عرقية أو اجتماعية ....الخ . فالأمويون مثلا كان شعارهم اللون الأبيض وهذا اللون له دلالة نفسية لديهم , والعباسيون كان شعارهم اللون الأسود , وكذلك العلويين كان شعارهم اللون الأخضر .... وهكذا .
كما أن الدول ترمز لنفسها رموزا تستعمل في ساحات الحرب وعند القادة والجنود . والقبائل تكون لنفسها شعارات ملونة تتميز بها عن الغير حين إعلان الحرب على غيرها . ويمكن للفرد البدائي أن يزين نفسه بالألوان وذلك تقربا للعبادة والصلاة , وكثيرا ما نجد في العبادات الهندية والبوذية تعتمد على رموز الألوان التي يلبسها الكهنة حتى الآن , كما نشاهدها بين رجال الدين في مختلف الديانات .
إن مظهر الألوان له دور عاطفي واضح عند الأطفال يختلف عنه عند الشباب , فالطفل يفرح بالألوان الأساسية أيام العيد كالأزرق و الأحمر و الأصفر وذلك للزينة والبهجة وتضمين حاجة غير اعتيادية في نفس الطفل . بينما عند الشباب تأخذ رموزا أخرى , مثل الأحمر رمز الحب , والبنفسجي المزرق رمز الأمل , والأصفر رمز المجد والبهجة والرخاء ..الخ . أما عند الكهول والشيوخ فالأمر مختلف وخير دليل على خفوت العاطفة هو اهتمامهم بالألبسة المكونة ألوانها من الدرجات الضوئية الثلاثية ( الرمادية البيضاء والسوداء ومشتقاتها ) .
ولكي لا نبتعد كثيرا عن الموضوع الأساسي , فإن علماء النفس خير من درس سيكولوجية الألوان وتأثيراتها على الإنسان , فقد أكدوا أن إدراك اللون يشكل جانبا من سلوك الإنسان , وان هذا السلوك يتحدد بثلاثة أبعاد هي : البيئة أو العالم الخارجي , والعالم الفسيولوجي الداخلي , والعالم السيكولوجي الداخلي , والذي يتضمن متغيرات كثيرة من بينها الانفعالات . وان اللون غالبا ما يرتبط بالإحساس بالسعادة أو نقيضها . ويفضل معظم الناس بعض الألوان أكثر من غيرها, ويبدو إن هذا التفضيل يأخذ ترتيبا ثابتا عند الأوربيين حسب النسق الآتي: الأزرق ، الأحمر، الأخضر، الأرجواني ،البرتقالي ثم الأصفر. أما الألوان المتداخلة فعادة ما تكون أقل تأثيرا من الألوان الأساسية ( النقية ) . وهناك بالطبع اختلافات واضحة, حيث يفضل بعض الناس الألوان البراقة في حين يفضل آخرون الألوان الهادئة ويفضل غيرهم الألوان الداكنة . وهناك ألوان معينة ربما تثير استجابات انفعالية خاصة , فالأحمر يرتبط بالإثارة أو الغضب , والأزرق يرتبط بالفرح الهادئ , والأسود يرتبط بالحزن والاكتئاب . وهكذا .........
كما أن الألوان ربما تشكل رمزا لمشاعر معينة أو أمزجة خاصة أو علاقات محدودة في حياة الفرد , وربما تمثل أيضا استجابات أو ردود فعل مختلفة أو متباينة أو مجالات من الصراع النفسي . وبسبب وجود الكثير من الغموض في تفسيرات استعمال اللون , فأن علماء النفس ينصحوا بعدم ترك العنان لتذوقنا الشخصي عند اختيار الألوان . فمثلا الألوان التي نراها في بيوتنا هي التي تبين لنا مدى تأثرنا بالألوان , وتنم في الوقت نفسه عن الكثير من ميولنا وطباعنا وعاداتنا في الحياة .
فاللون الأخضر يعتبر من أنسب الألوان لغرف النوم , لأنه يؤدي إلى الاسترخاء الذهني والعضلي وبالأخص ( الأخضر الزيتوني ) الذي يوصف بأنه قادر على غسل متاعب يوم كامل خلال دقائق قليلة , كما أنه من الألوان الملائمة لواجهات المحال التجارية , إذ يجعلها من الأماكن التي يدخلها الزبائن بطريقة تلقائية . وقد تم استخدام اللون الأخضر في طلاء أحد الجسور في مدينة لندن وهو جسر ( بلارك فراير ) مما أدى إلى انخفاض نسبة حوادث الانتحار فوق هذا الجسر نحو الثلث , حيث أعاد اللون الأخضر شيئا من السرور إلى النفوس اليائسة .
أما اللون الأحمر فبالرغم من أنه لون مشرق يبعث على البهجة , إلا انه ينصح بالابتعاد عنه في غرف النوم , لأنه يؤدي إلى التنبه العصبي والذي يؤدي بدوره إلى حالات الأرق وعدم الاسترخاء , وهو يصلح فقط لتزيين غرف الدراسة والعاب التسلية .وتشير الدراسات العلمية والنفسية إلى أنه تم استخدامه في شفاء الاضطرابات العقلية , فقد قرأت في أحدى الصحف المصرية أن أحد رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية نزلت به خسارة فادحة كادت تؤدي به إلى الإفلاس فأثرت في أعصابه واضطربت قواه العقلية , فأدخل على أثرها مستشفى الأمراض العصبية . وفي المستشفى رفض تناول الطعام أياما فأدخله الطبيب غرفة جدرانها حمراء وكل ما فيها من أثاث يصطبغ باللون الأحمر , وما هي إلا أربع وعشرون ساعة حتى عادت إلى المصاب شهيته فطلب طعاما وراح يلتهمه بشراهة. وهكذا عاد إلى سابق عهده بعد أن تخلص مما أصيب به من الذهول والغم اللذين كانا يؤديان به إلى الجنون .
أما اللون الأزرق فهو من أفتر الألوان وأقلها ايجابية , ويستخدم عادة للتخفيف من حالات التهيج والتأثر التي تصيب بعض النفوس , فهو مهدئ ويفضله المصاب بداء الأعصاب . كما أنه يخفض من ضغط الدم ويهدئ التنفس ويدعو إلى السلام والتأمل الباطني . ويفضل استعماله لتأمين السكينة إلا أنه لا يمنع أن يكون للون الأزرق تأثير سلبي على ذوي الأمزجة السوداوية الذين تغلب عليهم الكآبة , فعلى هؤلاء أن يتخلصوا من كل ما هو أزرق ويحيطوا أنفسهم بكل ما هو أحمر .
واللون الأزرق يعتبر من الألوان الباردة , وعند طلاء مكان معين بهذا اللون فأنه يوحي للشخص أن المكان بارد . ففي أحدى المؤسسات التجارية طليت جدران قاعة تعرض فيها البضائع التجارية باللون الأزرق بعد أن كان أبيض فكثرت احتجاجات الزبائن من أن القاعة المذكورة باردة إلى درجة مزعجة مما أدهش مهندس المؤسسة الخاص الذي يعلم جيدا أن حرارة القاعة هي إياها لم تتبدل عما كانت عليه منذ شهر, وطليت الجدران نفسها بلون آخر وهو اللون البرتقالي , كما طليت المقاعد بهذا اللون الجديد فعادت الاحتجاجات ولكن الشكوى كانت هذه المرة من حرارة جو القاعة بالرغم من أن درجة الحرارة الأصلية لم تتبدل , ولما غيروا لون المقاعد البرتقالي أعتدل جو الغرفة وزالت الشكاوى .
والملاحظ أن ازدياد المبيعات ناتج من استخدام بعض الألوان ذات التأثير السيكولوجي من دون سائر الألوان في الإعلانات , فقد دلت الإحصاءات المتعددة على أن الأحمر على اختلاف أنواعه والبرتقالي والأخضر هي خير الألوان للإعلان والدعاية . أما اللون الأزرق والبنفسجي فأنهما لايصلحان للدعاية والإعلان بأي شكل من الأشكال . أما اللون الأصفر فهو لون أرضي وعملي وربما من أفرح الألوان ويستعمل لمعالجة مرض (النورستينيا) أي الوهن العصبي , ويصلح للاستعمال في غرفة معتمة , إلا انه لا يمكن استعماله في الطائرات , لأنه يسبب الغثيان والتقيؤ لذلك تم استبعاده في الطائرات .
أما اللون البرتقالي فهو لون دافئ ومثير ويساعد على الشهية ويسهل عملية الهضم , ويعجل بشكل خفيف نبضات القلب . ويعتبر من الألوان المناسبة للمطاعم العامة والمطابخ وحجرات الطعام , كما أنه يناسب غرف الجلوس المعرضة بشكل سئ للشمس , ويصلح استعماله على أرضية الغرفة وعلى الجدران بعد أن يمتزج باللون الرمادي , وبعد أن يتم تفتيحه بشكل ملحوظ . وعند مدخل البيت يصبح لونه جذابا وباعثا للرضا والسرور.
وأخيرا اللون الأسود فأن علماء النفس ينصحوا بعدم استخدامه في ديكور المنزل حتى وأن
كان في نطاق ضيق , لأنه لون يبعث على الانقباض واليأس .
إن الحرص على استخدام ألوان ودرجات مختلفة داخل المنازل , يعد من الأمور الهامة التي تريح العين وتجنب الفرد الإحساس بالملل , مع مراعاة أن الألوان الفاتحة تزيد من أحساس الشخص بأتساع المكان , بينما الألوان الغامقة توحي بضيق المكان . كذلك يستطيع اللون توليد أحساس بالوزن الثقيل أو الخفيف , فقد لوحظ بأن صناديق ذات مقاييس متشابهة وذات وزن مماثل تبدو أقل وزنا للعمال الذين يحملونها عندما تكون ملونة باللون الفاتح . على العموم , فأن الألوان كالعقاقير يجب أن تؤخذ بمقادير معينة وإلا كانت عواقبها وخيمة , وعلى هذا ينبغي لأرباب المنازل أن يعرفوا كيف يوزعون الألوان في حجراتهم لئلا يسيئوا إلى نفوسهم من حيث لا يدرون . كما يجب اهتمام كل أم بألوان جدران غرفة أطفالها وألوان ملابسهم بنفس قدر اهتمامها بطعامهم ونظافتهم , لما للألوان التي تعتاد عليها عين الصغير من تأثير كبير على ملامح شخصيته فيما بعد .

دكتور علم النفس / عطا أحمد شقفة
فلسطين - غزة

سيكولوجية العنف ...... والعلاج

..... سيكولوجية العنف ...... والعلاج


العنـــف ....... ذلك السلوك المقترن باستخدام القوة الفيزيائية وهو ذلك الفيروس الحامل للقسوة والمانع للمودة. لم يكن العنف في يوم من الأيام ولن يكون فطرياً بل كان دوماً قدراً أحمقاً مكتسباً في النفس البشرية. فلم يكن الإنسان عنيفاً يوم ولدته أمه بل أن عنف الطبيعة وعسر الحياة والتربية وعنف الآباء هو الذي يغرز العنف في خلايا الدماغ حتى حملته صبغاته الوراثية فكاد أن يكون موروثاً.

وليس لنا في الحقيقة إلا التمييز والتفريق بين عنف الطبيعة في زلازلها وبراكينها وزمهريرها، والعنف إلا لهي في سلاسله وسعيره وصقره، والعنف الحكومي بإرهابه وهراواته ورصاصه... وعنف الإنسان للحيوان بتعذيبه وسلخ جلده وقتله وعنف الإنسان لأخيه الإنسان الذي يشمل ضمناً عنف الأب ضد أبناءه وعنف الرجل ضد المرأة وعنف الرجل ضد الرجل وعنف الإنسان لنفسه وما يهمنا في هذه الدراسة هو عنف الإنسان لأخيه الإنسان وعنف الإنسان لنفسه وهو الموضوع الذي قل ما يستعرض في التحليلات النفسية نظراً لبعده الواقعي وليس النظري عن مفهوم الجريمة والمفهوم القانوني وسنحاول في هذه المقالة دراسة مساراته وسبر أغواره. ونظراً لاتساع جوانب العنف وأسبابه وأبعاده أخذ علماء الاجتماع في تقسيم الموضوع وتصنيفه إلى العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي... الخ. وكلها تدخل في مضمار العنف الاجتماعي وعلى أساس نوعي آخر يتم تصنيف العنف إلى ثلاثة أنواع هي العنف النفسي والعنف اللفظي والعنف الجسمي. عنف الإنسان لأخيه الإنسان ما يزال قيد التحقيق والدراسة وسيبقى ويظل موجوداً ما دام التعقل والجنون موجودين وسيظل مرهوناً بالصراع المتواجد بين العقل والجنون. ولن يكتب لهذا العنف أن يهدأ في النفس الإنسانية إلا إذا أمكن التلاعب هندسياً بجينات الإنسان وصبغاتها الوراثية..... ولكن يمكن انحساره كماً وكيفاً إلى درجاته الدنيا.
عنف الإنسان لنفسه هو الآخر لم ينته بعد من تجارب العلماء والمحققين وهو في حقيقته بعيد عن الصفة العدوانية ضد الغير أو لنقل ضمور الغريزة العدوانية ضد الغير في هذا النوع من العنف. وعلى أية حال فإننا نجد أن العنف في وجه من وجوهه معصية لله ولرسوله وعدم الالتزام بأوامره ونواهيه وسننه وهو وسيلة لإرضاء الشيطان وسخط الرحمن وفي أسلوبه جريمة يعاقب عليها المجتمع والقانون. وللعنف مناظير أخرى فالعنف برأي الدكتور مصطفى حجازي هو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة مع الواقع ومع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي وحين تترسخ القناعة لديه بالفشل في إقناعهم بالاعتراف بكيانه وقيمته. كما يشير الدكتور حسنين توفيق إبراهيم في كتابه ظاهرة العنف السياسي في النظم العربية إن العنف هو ظاهرة مركبة لها جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وهو ظاهرة عامة تعرفها كل المجتمعات البشرية بدرجات متفاوتة. أما ساندا بول روكنغ فيقول: بأن العنف هو الاستخدام غير الشرعي للقوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين ... وقد يقترن العنف بالقوة أو الإكراه أو القسر أو التكليف والتقييد وهو سلوك نقيض للرفق وقد يقال عنه بأنه صورة من صور القوة المبذولة على نحو غير قانوني بهدف إخضاع طرف لإرادة طرف آخر أو هو الاستعمال غير القانوني لوسائل وأساليب القسر المادي أو البدني ابتغاء تحقيق أهداف شخصية أو جماعية.
والذي يبدو في هذه التعريفات أنها توازي بين العنف ومخالفة القانون فقط في الوقت الذي قد لا نعطي القانون اغلب جوانب العنف في نفس الوقت الذي نجد أنها لا تعبر بصورة حقيقية عن مفهوم العنف أساساً إذ أننا نستطيع التساؤل عندئذ بأن تطبيق القانون بالإكراه والقوة والمصلحة الدولية يعتبر مخالفاً للقانون أم لا؟ ولربما يربط البعض بين العنف والعدوانية التي يعتبرها البعض أحد الأجزاء المكونة للغريزة الجنسية .... والعنف هو أحد أوجه الروح السادية الكابتة في الفرد وانعكاس من انعكاسات الأنا والأنانية لديه حتى وإن كان في حالة الدفاع كما أشار (دينستن) إلى أن العنف السياسي هو استخدام وسائل القوة والقهر أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص والممتلكات وذلك من اجل تحقيق أهداف غير قانونية أو مرفوضة اجتماعياً.
أما تعريف العنف برأي (ايسنارد) فهو كغيره من أشكال السلوك وهو نتاج مأزق علائقي بحيث يصيب التدمير ذات الشخص في نفس الوقت الذي ينصب فيه على الآخر لإبادته فتشكل العدوانية طريقة معينة للدخول في علاقة مع الآخر، ويعرفه عدد من علماء السلوك بأنه نمط من أنماط السلوك الذي ينبع عن حالة إحباط مصحوب بعلامات التوتر ويحتوي على نية سيئة لإلحاق ضرر مادي ومعنوي بكائن حي أو بديل عن كائن حي. ومن التعاريف السابقة للعنف والتي اتصفت ببعض الجوانب الخاصة كالقانون والسياسية والاقتصاد..... نستطيع التعميم بالقول بأن العنف قد يوجه من الشخص لنفسه وليس بالضرورة من الشخص لطرف آخر كما أن العنف قد يكون مصاحباً بقوة خفية غير ظاهرة المعالم كالكهرباء والسم وبهذا نذهب إلى أكثر وأعمق مما ذهبت إليه بعض تلك المصاديق التعريفية كما يحلو للبعض تسميتها بعنف المصلحة الذي يخدم مصلحة الشخص العنيف بخلاف العنف الشخصي الناتج عن عقوبة الذات وتأنيب الضمير.
سيكولوجية العنف ....
العنف صورة من صور القصور الذهني حيال موقف، والعنف وجه آخر من أوجه النقص التقني في الأسلوب والإبداع في حل ومواجهة معضلة وقد يصل العنف لمراحل الانهيار العقلي والجنون كما قد يكون وسيلة من وسائل العقوبة والتأديب أو صورة من صور تأنيب الضمير على جرم أو خطيئة مرتكبة ولن يتعدى في كل أحواله القصور الذهني والفكري لدى الإنسان وهو في حالة من حالاته اضطراب في إفرازات الغدد الهرمونية في جسم الفرد وعدم تناسب أو انتظام في التوزيع الهرموني داخل الجسم الذي قد ينتج أحيانا عن سوء في التغذية أو سوء اختيار نوعيتها. وأياً ما تكون العلة الفيزيولوجية أو البيئية فالعنف مرفوض حضارياً وأخلاقيا وسلوكياً واجتماعياً ولكن ما اقتنع مجتمع أو فرد بالعنف إلا وكانت له جذور. العنف دليل من دلائل النفس غير المطمئنة وصورة للخوف من الطرف الآخر مهما تعددت أشكال ذلك الخوف، وانعكاس للقلق وعدم الصبر والتوازن، ووجه من وجوه ضيق الصدر وقلة الحيلة وقد يلم العنف بصاحبه فتراه يضرب نفسه أو ينطح رأسه بالجدار أو يقطّع شعر رأسه ألماً وانتقاماً من فكرة أو وسوسة في الدماغ قد لا يكون لها أساس من الصحة والمنطق. وهو أي العنف في مثل هذه المراحل يكون مؤشراً لضعف الشخصية ونقصان في رباطة الجأش وتوازن السلوك. والعنف في وجه من وجوهه حلوى مسمومة للصغار والأطفال ومدرسة سلبية للشباب في سنين المراهقة وخداع لعقولهم في خط الحياة والمستقبل وتضليل لمسار الفكر الإنساني في عقولهم وتطبيع نفوسهم على القسوة الكامنة في العنف والتي قد تتحول في النفس إلى عنف من نوع آخر لا تحده حدود غير الحقد والكراهية مثل حالات القتل الجماعي والتمثيل الجسماني... الخ.
القسوة والفظاظة الكامنة في العنف قد تتحول من صفة الاكتساب إلى صفة الوراثة فالاغتصاب والقسوة الجنسية مثلاً لن يخلفا إلا كمداً ولن يزرعا إلا اضطراباً وحسرة في النفس المتلقية والجنين المولود ....وبذلك تخلق معادلة الكآبة وتستمر لا تنتهي بانتهاء الحياة بل تتوالد من جديد في أصلاب قادمة.
وهكذا خلف الأجداد العنف في أرحام نسائهم وأورثناه نحن في أولادنا وهلم جر... وإن كان كامناً في صبغة من أصباغ ملايين الحيوانات المنوية.
إن لتربية الأسرة وسلوكية الأبوين أثراً بالغاً على تحديد الشخصية العنيفة العدوانية إذ يتوخى الأطفال الذكور تقليد الأب والانجرار خلف سلوكياته والتطبع بها من دون مراعاة للقيم التي قد لا يعرفونها بعكس الإناث اللواتي يتوخين تقليد سلوكيات أمهاتهن من دون مراعاة للقيم التي قد لا يعرفنها أيضاً. وبديهي أن هذا الانجرار يصاحبه مباركة من الأبوين أو لنقل التغاضي عنهما ...أما المهاترات والضرب العائلي فينتقل بصورة لا إرادية وبالمحاكاة إلى الأطفال ليصبح سلوكية الأبناء بالروح العدوانية والتهجمية المصاحبة للعنف وعليه ينصح علماء الاجتماع بعدم استعراض أي من تلك الحالات أمام الأطفال ولتكن بمعزل عنهم.
وعلى الرغم من اختلاف تأثير الحرمان الأمومي وحتى الأبوي من طفل لآخر ومن مجتمع لآخر علاوة على التمييز والتفريق بين الأطفال يبعضهم البعض ، وعلى الرغم من أن الكثير من الأطفال المحرومين ينشئون بصورة سلوكية سوية بعدئذ إلا أن الحرمان الأمومي والأبوي بكافة جوانبه المادية والمعنوية يعتبر من أهم حوافز ومولدات العنف والسلوك غير الهادئ وذلك نظراً لما يتركه هذا الحرمان من آثار عميقة في المجالات الذهنية والاجتماعية والعضوية أحياناً وحتى على كيمياويات الإفرازات الهرمونية في جسم الفرد ـ وتتجلى آثار الحرمان الأمومي والأبوي كظاهرة منتشرة في دراسة بيرز واوبرز (1950) على عينة من 38 مراهقاً سبق وأن دخلوا مؤسسات الرعاية الاجتماعية بين الأسبوع الثالث والسنة الثالثة من عمرهم حيث لوحظت تلك النتائج بصورة جلية في أعمارهم بين السنة السادسة عشرة والثامنة عشرة حيث تعرض 21 شخصاً منهم إلى اضطرابات وطبيعة عدوانية وشراسة حادة بينما عانى أربعة فتيان من العينة ذاتها من التخلف العقلي وعاقد اثنان منهم العصاب ولم ينج إلا سبعة مراهقين حيث كان سلوكهم مقبولاً.
وتتجلى انعكاسات الحرمان الأمومي بصورة واضحة على التوأم وكذلك الأطفال المولودين بصورة متعاقبة وبفاصل زمني متقارب. وليس هذا فقط بل إن الصدمات النفسية المبكرة والإعداد غير السليم لوضع المراهقين والنشاط الجسمي وعدم القدرة على تحقيق الرغبات كل ذلك يزيد الانفعالية الناتجة عن عدم الانتظام في الإفرازات الهرمونية في خلايا الجسم والذي يؤدي بدوره إلى السلوكية العدوانية والعنف.
القهر الاجتماعي هو الآخر من أحد أهم مكونات العنف ليس للفرد فحسب بل في المجتمع أيضاً إذ أن مسألة الازدراء والسخرية والاستهزاء بالشخصية خصوصاً بين الأطفال والشباب أو حتى في الأسرة الواحدة كفيلة بأن تزيد الإفرازات الهرمونية العصبية والعدوانية في الجسم لتثير في الفرد روح العنف والحقد والكراهية واستخدام القوة للرد ورفع القهر الناتج عن الاستهزاء إذ تشير العديد من التقارير المدرسية بأن أكثر المشاكل العنيفة بين الطلاب كانت بسبب السخرية والاستهزاء وتسلط الكبار على الصغار كما تذكر تقارير من اليابان بأن هذا القهر الناتج عن الاستهزاء أدى إلى انتحار تسعة طلاب دون الرابعة عشرة من العمر في العام 1985م كان احدهم فتى هادئاً وديعاً. إن القهر الاجتماعي لا يتوقف عند السخرية والاستهزاء بل يتعدى ذلك ليأخذ أشكالاً أخرى متعددة فمن عدم المساواة الشخصية والنبذ الاجتماعي واغتصاب الحقوق واختلاف اللغة أو القهر اللغوي وعدم العدالة في بعض المواقف الإدارية والتربوية والقانونية كلها عناصر مولدة للعنف والعدوان الفردي والاجتماعي، فكثيراً ما نلاحظ أن القهر الإداري يدفع الموظف لركل الطاولة أو إغلاق الباب بعنف وقوة أو الانفجار بالسباب أحيانا كثيرة.
ولا ننسى أن نشير هنا إلى أن العنف هو صورة الأنا والأنانية في الفرد وأن العلاقة بينهما مضطردة فكلما زادت ألانا كان العنف هناك فالتهمة الشخصية كالتكفير والزندقة والتهجم وإهانة الشخصية كلها عوامل تذكي الأنا العدوانية عند الفرد وتزيد من حساسيتها. وعلى الرغم من كثرة البحوث التي تشير إلى سلبية تأثير وسائل الإعلام كافة واعتبارها أحد أهم وسائل انتشار العنف المكتسب لدى الأطفال والمراهقين شأنها بذلك شأن الأفلام الجنسية المثيرة للمراهقين إلا أن تلك الوسائل الإعلامية ومن يقف ورائها من الناشرين والمخططين ما زالت تتخذ من مادة العنف والجريمة، والقتل وحوادث الاعتداء والتفجيرات والاغتيالات وقتل الأطفال... الخ مادة دسمة لإخبارها وإعلامها حتى بلغت نسبة هذه الأحداث 75% من المادة الإخبارية في الوقت الذي تبلغ فيه المادة العلمية 25% في مجمل المادة الإخبارية .....وحبذا لو تتغير النسبة ويتغير أسلوب العرض الإخباري؟؟! حرصاً على الأجيال القادمة ولنسجل بذلك سبقاً صحفياً وإعلاميا وسيكولوجياً على الغرب .
إن الشيء الملفت للنظر والجدير بالإشارة هو أن التنشئة الاجتماعية وحتى الأسرية للفرد مبنية على تركيز رفع درجات الحقد والكراهية والانتقام ضد الأسرة المعارضة أو المجتمع المعارض في الطرف الآخر متناسين العوارض الجانبية لهذا التركيز حيث أن الحقد والكراهية والانتقام قد تتأصل في النفس أو المجتمع وتعود على بعضه بالوبال وبذلك ينطبق المثل القائل (على نفسها جنت براقش) ومتناسين بذلك أيضاً أن الكذب وعدم العدالة من أسرع الصفات السلبية التي تتأصل في النفس البشرية ومن أهم مقومات العنف.
يعتبر الاستفزاز في الكثير من الدراسات العالمية من أهم محفزات ومكونات العنف سواء كان ذلك للأطفال والشيوخ والحوامل وحتى الحيوانات إذ أن تأثيره غير العادي على تغيير إفرازات الغدد الجسمية للطرف الآخر كفيل بخلق الاضطراب النفسي والفكري المصاحب للعنف والعدوانية حيث تجد الكثير من أولئك الذين يدفعهم الاستفزاز للاعتداء وتحطيم الأثاث والسيارات وكل شيء أمامهم أو ركل الكرسي وتحطيم النوافذ وإغلاق الباب بقوة وغضب كرد فعل عنيف للإحباط وعدم الرضا والقهر أحيانا أخرى. وهاتان الخصلتان الاستفزاز والتنشئة الاجتماعية المنزلية (القَدْح) كانتا السبب لدى الكثير في رفع الروح العدوانية والعنف المدرسي فالتنشئة الاجتماعية المنزلية المبنية على الردع والذم والسباب.. الخ تخلق الروح العدوانية المكبوتة لدى الطفل بينما يساعد الاستفزاز على تأجيج تلك الروح العدوانية لدى الطفل وهو ما يؤدي إلى أكثر تلك الصراعات المدرسية قبل بداية الدوام وعند انتهاء الدوام وخروجهم إلى المنازل.
إذ تشير الدراسات التربوية المدرسية إلى أن نسبة 85% من تلك الصراعات الطلابية العدوانية ترجع إلى كل من الاستفزاز والسخرية والتربية أو التنشئة المنزلية إذ أن 75% من هؤلاء هم من ذوي العائلات ذات المشاكل الأسرية الغير سليمة.
عنف التربية لنستعرض هنا قليلاً من موارد العنف الناتج عن سوء التربية تاركين العنف الموروث مكبوتاً في حيامنه والذي كان في زمن ولى ومضى عنفاً مكتسباً بالتربية. وتكثر البدائل ولكن الاختيار لم يكن إلا اختياراً للعنف السيئ المصاحب للقصور الذهني والتقنية التربوية. كتلك المرأة التي كانت تضرب رأسها بالجدار لتعديل درجة النسيان والوسوسة في داخل نفسها عند كل خطأ ترتكبه في صلاتها وكأنها تعاقب نفسها أو ذلك الرأس على ذلك الخطأ تاركة كل البدائل الممكنة من التسبيح والبوصلة واستخدام جهاز التسجيل للصلاة بأكملها أو الائتمام بالآخرين لعلاج هذه المشكلة ......أيضا تلك المرأة التي كانت تشقق ثوبها وتلك التي كانت تقطع شعرها جزعاً وخوفاً ورعباً لدى كل مشكلة غير محتملة لديها ومهما كانت بسيطة وكأن ذلك السلوك يهدئ من روعها ويحل معضلتها وكم كان الرعب يصيب الأطفال عند مشاهدة تلك المناظر وكم يقيسون عندئذ بأن ضرب الرأس وتقطيع الشعر وتمزيق الثياب قد يكون حلاً للمعضلة. كما لن أنسى، ذلك الطفل الذي يسقط على الأرض ونظره متعلق بأمه ثم بدأ بالصراخ والعويل لا لسقوطه على الأرض بل لفزع أمه عليه وجزعها في نظرتها إليه وصراخها من هلعها عليه وكم كان موقف الأب جريئاً وتربوياً عندما طلب من الطفل أن ينهض وينظف ملابسه الجديدة من التراب الذي علق عليها جرّاء السقوط بدلاً من البكاء والعويل. ونتذكر ذلك الابن المرعوب جراء تأنيب وتعزيز والديه له على كل خطأ قد يرتكبه وإن كان عفوياً.
وتلك الحكومة التي كانت تعاقب أبناءها ومواطنيها لمجرد التفكير بأسلوب مغاير أو حتى موازٍ لمسارها والكل يعلم أن التفكير من العمليات اللاإرادية في دماغ الإنسان وتلك الحكومة التي اتبعت سياسة العنف وسيلة للحكم واستقرت على رعب المواطن وخوفه أدى إلى نشوء الأمراض والعقد النفسية لدى أجيال متعددة يتوارثونها جيلاً بعد جيل. وأتذكر ذلك الأب الذي يحتقر ويزدري زوجته أمام أولاده وكم يزرع في نفس الذكور منهم نفس الازدراء وذات السلوك ضد أمهم وأخواتهم الإناث اللواتي ينتابهن الخوف والإحباط والجزع والتسليم للأمر الواقع.
وكم نتذكر لنكتب عن عنف التربية في العالم العربي والإسلامي وكم ندرس لنبحث فالكل يعرف ويشكو التربية والعنف المصاحب لها وتأثيرها السلبي والكل لا يبالي ويبرر!!! ميكانيكية الردع والعلاج:
إن مرض العنف النفسي في حاجته إلى العلاج لا يختلف عن الأمراض الجسمية الأخرى، كما لا يختلف عن الأمراض النفسية المتعددة فقد سبق أن أوضحنا أنه مزيج جسمنفساني وذهني في آن واحد ،وليس من السهل زمنياً وتقنياً تحقيق النتائج المطلوبة ولكن بتطبيق الإرشادات الطبية والعلاجات الروحانية والدراسات العلمية الاجتماعية علاوة على التوعية الثقافية المتواصلة نستطيع الوصول إلى مرحلة لا نقول باندثار العنف فيها ، بل نقول بتضاؤله أو وقوفه عند حد لا يتصاعد بعده.
وبهذا يمكننا تلخيص تلك الميكانيكيات العلاجية بالنقاط التالية:
• الكلمة الطيبة الوادعة:
جاء في الحديث أن الكلمة الطيبة صدقة تدفع العنف والكراهية وتربي نفس الفرد على المودة وتساعده على حسن السلوك. وبإشاعة روح الكلمة الطيبة في المجتمع سوف لن يجد العنف مجالاً للنمو والترعرع.
• النظرات الهادئة الناعسة:
توحي النظرات الناعسة والهادئة للطرف الآخر بالطمأنينة وعدم الارتياب والخوف وعدم التشنج بعكس تلك النظرات القاسية المشككة والتي تثير الاستفزاز ولربما تؤدي النظرات الهادئة والناعسة إلى انتظام إفراز الهرمونات في الخلايا الجسمية المولدة للعنف ، وهذا يتضح من مراقبة بسيطة وتحليل لمواقف بعض الحيوانات إذ أنها تستطيع أن تقرأ أو تفهم روح العداء والعنف من عيون ونظرات الحيوان الآخر. فلحركة العيون في الإنسان اثر واضح في رد العنف والعدوان إذ نجد أنه كلما تناعست العيون أي قلت وخفت حدة نظراتها قل العنف والعنف المضاد في الإنسان ، وهو ما يظهر بوضوح وجلاء عند المرضى والكهول والشيوخ.
• الاعتدال الغذائي:
الامتناع عن تناول الأطعمة المثيرة للحساسية فمما لا شك فيه أنها تساعد على سوء الهضم وعدم انتظام أو قصور الإفرازات الهرمونية في الجسم الأمر الذي يؤدي بالفرد إلى التوتر والعصبية المصاحبة للعنف وحبذا لو يستشار الطبيب بذلك.


• الهوايات الفردية والترويح النفسي:
تساعد الهوايات الجسمية والنفسية على امتصاص عدم التوازن الهرموني في الجسم والمؤثر في السلوك الإنساني وتوجيهه باتجاه معاكس للعنف والعدوانية فهواية القراءة، وجمع الطوابع، والنقود، والموسيقى، والركض ولعب الكرة بأنواعها... إلى غيرها من الهوايات التي تركن لها النفوس من دون حصر وكذلك إطلاق الحرية في اختيار الهواية المناسبة للأطفال والشباب حسب أعمارهم كالسباحة وركوب الخيل والدراجات والسيارات... الخ تساعد على تحويل العنف إلى علاقات جسمية أو نفسية هادئة وديعة كما تصرف الذهن وخلاياه عن التفكير بالعنف لانشغالها وانغماسها بتلك الهوايات وتطويرها وإن دمجّ الفرد إحدى هذا الهوايات أو أكثرها كان من واجب علماء النفس والتربية ومتصدي الإصلاح في المجتمع خلق هوايات أخرى تتماشى وتوجهات ذلك المجتمع وعلاقته بالعنف. ولربما نستطيع التأكيد على أن من أهم الهوايات التي تقلل العنف أو تمنعه هي السباحة ومع الأسف نجد أن الكثير من البلدان الإسلامية ولأزمنة قريبة مثل ليبيا وإيران والسعودية واليمن لا تهتم بالسباحة بل تتركها للفرد والقدر وللاستثمار من دون إعطائها تلك الميزة التربوية على الرغم من توجيه وتوصية الإسلام بها فمع الأسف نجد أن اغلب المسابح أو كلها مسابح صيفية في الوقت الذي نلاحظ ندرتها في الشتاء وكأن العنف لديهم مرهون بفصل الصيف دون فصل الشتاء. كما تشير الإحصائيات الكثيرة إلى انعدام العنف أو تضاؤله عند أولئك الذين يمارسون هواية السباحة بشكل متواصل دون انقطاع حيث تقضي السباحة على التوتر الفكري والعصبي عند الإنسان وبصورة مباشرة. وحبذا لو يتم توسيع هذه الهوايات وإعطائها الطابع الإسلامي وتبينها من قبل المراجع والمسئولين عن تربية المجتمع وتوجيههم الصحيح بدلاً من العنف المصاحب لتأجيج العواطف واستفزازها.
إن هواية تربية الحيوانات والطيور المنزلية خصوصاً للأطفال والشباب تولّد فيهم روح العناية والرعاية وحب الطرف الآخر وتغيير السلوك العدائي إلى سلوك التعايش السلمي كما تنمي موهبة التعامل لدى الفرد والطفل مع من هم أقل واقصر منه تحمّل وتحليل بعض السلوك القاصر الصادر من مثل هذه الحيوانات وتعلم كيفية تربيتها وتدجينها ودراسة سلوكياتها وأخلاقياتها مما يصرف الفرد أو الطفل عن روح العداء والتذمر والكثير من السلبيات الناتجة عن ضيق الصدر.. ولعلنا نستطيع القول وبحزم بأن من واجب الآباء دفع أبنائهم لممارسة واعتناق إحدى الهوايات أو عدداً منها ولربما نذهب بعيداً ونطالب الآباء والمسئولين والمتصدين للتربية وعلم الاجتماع إلى وضع دراسات اجتماعية وخلق هوايات جديدة تتناسب مع ذات المجتمع وعواطفه وميوله من دون تقليد للآخرين ونختم هذه الفقرة بما روي عن الإمام علي… قوله (روّح النفس ساعة فإنها إن ملّتْ كلّتْ وإن كلّت عَميتْ).

• الاسترخاء: تفيد علميات الاسترخاء كثيراً في التقليل من حالات العنف المصاحب للغضب وعملية الاسترخاء تعني ترك العضو الجسمي كاليد أو الرجل من دون حركة لفترة زمنية وبصورة لا يتدفق فيها الدم إلى العضو الجسمي بكميات كبيرة وهو أشبه إلى التخدير منه إلى النوم.
• تقوى الله:
إن تقوى الله وهو الملاذ الأكبر في نهاية المطاف يمنع القسوة والغلظة وهو بالتالي يردع العنف رغم حق القصاص الفردي الذي قد يتضاءل أمام مفهوم العفو والإصلاح ومصداقية الفرد المؤمن.
• الصلوات والتوجه إلى الله:
تمثل الصلوات وسيلة من وسائل ردع العنف عند الشخص بينما يساعد التوجه إلى الله على توازن وانتظام الإفرازات الهرمونية الجسمية عند الفرد بإبعاده عن مكونات الإثارة والاستفزاز.
• الأجواء البيئية:
للبيئة تأثير كبير على تصعيد درجة العنف عند الفرد فالصحراء والطبيعة القاسية والنحيب والضجيج وعدم الاستقرار والهدوء وحتى التلوث البيئي لأي سبب من الأسباب يعتبر من إحدى المقومات الاستفزازية الباعثة والمسببة للعنف أو حتى تقبّله بصورة طبيعية إذ أن الانتظام الهرموني والسلوكي مرهون بالتأثرات والتغيرات البيئية المحيطة بالفرد وعليه ينصح العلماء باختبار البيئة الجوية والاجتماعية المناسبة لتقليل العنف المصاحب للتوتر في مثل هذه الحالات.
• رفع القهر الاجتماعي:
لاحظنا أن القهر الاجتماعي في الفقرة السابقة هو أحد مكونات العنف عند الفرد وبالتالي لابد من إتباع الوسائل التي تقلل من تأثيرات هذا القهر وينصح العلماء بأن المشاركات الاجتماعية والانضمام للجمعيات الإصلاحية ومساندتها مثل جمعيات حقوق الإنسان وجمعيات الرفق بالحيوان وجمعيات الدفاع عن حقوق المرأة وجمعيات الرعاية الصحية وجمعيات الإحسان الخيرية ونقابات العمال والفلاحين... الخ تعتبر من الوسائل المهمة في تقليل العنف المصاحب للقهر الاجتماعي.



• النضج السلوكي:
تكليف الشباب والصغار بمسؤوليات ومهام منزلية، أو إدارية يساعد كثيراً في النضج السلوكي لديهم عن غيرهم ممن لم يحضوا بهذه الخصوصية. إن معاملة الصغير بأسلوب كبير يساعد على نضجه السلوكي الأمر الذي يقلل من انفعاليته وعنفه.
• الحركات الكشفية:
إن مشاركة الشباب والأطفال بالحركات الكشفية أصبحت في الوقت الحالي ضرورة من ضروريات المعاملة الكفوءة مع الأحداث اليومية للحياة ، ويلاحظ أن مردودها النفسي يفيد كثيراً في التقليل من العنف لدى الأفراد حتى بعد تركهم تلك الحركات الكشفية.
• نظرية امتصاص العنف بالعنف:
يؤمن البعض بأن العنف ذاته قد يشكل رادعاً للعنف إذا تم استخدامه بصورة علمية ومدروسة مثل مباريات الملاكمة والمصارعة وكرة اليد هي من الألعاب والهوايات العنيفة التي وضعت وفق أسس أخلاقية واجتماعية تجارية وتربوية قادرة على تحويل العنف السلبي إلى عنف رياضي إيجابي يكتسب الاحترام. كما أن أفلام العنف أيضاً تشكل مثلاً آخراً على نظرية امتصاص العنف بالعنف والتخلص من المحاربين بالحرب... وهكذا تطغى التجارة حتى على عقول الأطفال والمراهقين الذين ليست لهم القدرة على استيعاب فكرة امتصاص العنف بالعنف المضاد. والحقيقة أن الأمثلة السابقة لا تقدم دليلاً على امتصاص أو تقليل العنف بالعنف بل يمكن تكليف الشخص بأعمال عضلية عنيفة مثل الركض ورفع الأثقال وتقطيع الشجر وتكسير الحجر.
• الحب والزواج:
الحب نقيض الكراهية وهي إحدى مقومات ومولدات العنف في النفس البشرية وفي مجتمعاتنا حيث ينظر للحب بمنظار سلبي ترتفع نزعات الحقد والكراهية والتطرف الناتج عن الكبت العاطفي المثير للعنف الجنسي والعدوانية وبإطالة فترة الخطوبة بين الجنسين يتعلم الطرفان خلاها تغليب سلوك الحب ومراعاة الطرف الآخر علاوة على ايجابيات أخرى نحصد في محصلتها انتفاء الكراهية والعنف بين الطرفين وفي كل المجتمع.

إلى هنا ........ وللحديث بقية


أ. عطا أحمد شقفة _ أستاذ علم النفس - غزة فلسطين




التسميات



فى الختاااااااااااام

أرجــــــــو أن تكونوا قضيتم وقتا ممتعا فى موقعنا
ومن لديه
أى اضافات ، فاليتفضل بالاشتراك أو التعليق

رافقتــــكم الســـــلامه
،،،،،،،