الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

في علم النفس السياسي


في علم النفس السياسي




مفهوم الانتماء



لا إنسان خارج الانتماء، وما فكرة (اللامنتمي) أكثر من وهم، فكل امرئ منتم أكثر من انتماء واحد، قد يغلّب أحد انتماءاته على الأخرى، وقد يتعصب لانتماء يعده الأهم فيحكّمه بمواقفه وسلوكه وعلاقاته، وينسى الانتماءات الأخرى أو يضعف من تأثيرها في حياته.

وهذا التغليب، سواء أخذ شكل التعصب أم لم يأخذ، هو الذي يجعل الناس متنوعين في اصطفافاتهم وهو ذو صلة وثيقة بالصراعات الاجتماعية والسياسية، وخاصة حين يكون معبراً عن صراع حول المصالح الاقتصادية أو غلافاً له، فكثيراً ما نجد صراعاً شديداً أو عنيفاً، يبدو دينياً أو طائفياً أو عشائرياً أو قومياً، وهو في حقيقته صراع على مصالح معينة، غلّفها القادة بغلاف يثير نوازع التعصب لدى الناس ويدفعهم إلى تأييد هذا الزعيم أو هذه الشريحة أو معارضتها.

وعادة يكون الغلاف أحد الانتماءات المذكورة، لأنها بالأصل انتماءات موروثة، يقل فيها جانب الوعي ويكبر جانب الولاء، فحين تثور نوازع التعصب يكون الوعي الحقيقي هو لدى أولئك الزعماء الذين يعرفون مصالحهم ويعملون على تحقيقها بمختلف السبل، ولو كان في ذلك أذى للمجتمع. إنه وعي المصالح الذي يدفع إلى قتل الوعي لدى الناس كي يكونوا موالين دون تفكير سليم، وكي ينساقوا خلف زعمائهم، غافلين عن مصالحهم هم، التي هي مصالح الشعب والتي تتناقض مع مصالح هذه الفئة من المتنفذين أو تلك.

ثمة انتماء يتناساه المنتمون عادة، ولا تكترث له القوى المتصارعة غالباً، علماً بأنه قاعدة الانتماءات كلها، إنه الانتماء الإنساني، انتماء الواحد منا إلى هذا النوع المتميز صاحب العقل المتقد المبدع الفعال. ففي غمرات الصراع تتحرك القوى بدوافع لا تهم الإنسان بوصفه نوعاً، ولا تهتم بالفرد أو الفئة أو الشعب انطلاقاً من انتمائه الإنساني، بل بدوافع أخرى محدودة الأفق، تنحصر فيما يعدّه المتنفذون مصلحة لهم، أو للفئة التي يمثلونها أو يستخدمونها لتعزيز مواقعهم.

هكذا تضيع القاعدة الأساسية التي تنبثق منها كل الانتماءات، بل إن الانتماءات المتنوعة هي التي تقوم بتحطيم هذه القاعدة أو تحجيم دورها فينسى الإنسان إنسانيته، ويتغاضى عن مصالح النوع الواسع، بل قد يضحي بها من أجل مصلحة فئوية ضيقة.

وإذا تجاوزنا الانتماء القاعدي، الذي هو الانتماء إلى النوع الإنساني، فثمة ـ كما ذكرنا ـ نوعان من الانتماءات، بعضها موروث لا يد للمرء فيه، وبعضها يختاره بنفسه، عن وعي وإدراك، أو نتيجة ظروف تحيط به وتتحكم باختياره، لكنه، في كل الأحوال هو الذي يختار، وهو الذي يبدل اختياراته حسب قناعاته وظروفه.

أهم الانتماءات الموروثة، التي ينعدم دور الفرد في اختيارها، هي: الدين والطائفة والعشيرة والعائلة والقومية. هذه انتماءات تأتي مع الإنسان منذ ولادته، وتسجل له ويعد في إحصاءاتها قبل أن ينطق بكلمة واحدة، أي على الرغم من معرفته وإرادته.

وعندما يكبر الفرد يجد نفسه محكوماً بثلاثة من هذه الانتماءات، فهو منتم دينياً وطائفياً، ومنتم قومياً، ومنتم عائلياً أو عشائرياً. لكن الذي يحدد طبيعة تعامله مع هذه الانتماءات، ودرجة تحولها عنده من انتماء موروث إلى انتماء واع، ودرجة تحكمها بسلوكه، بدءاً من الانطلاق من أحدها، أو منها جميعاً، وصولاً إلى تجاوزها، هو الانتماءات الاختيارية اللاحقة التي هي: الانتماء السياسي أو الحزبي أو الفكري أو غير ذلك.

وحين يغلّب المرء انتماء من انتماءاته الموروثة، فإنه يهيئ نفسه للتعصب ولموقف إنكار الآخر وتفضيل نفسه عليه. وحين يغلّب انتماءه المختار، فإنه يهيئ نفسه لموقف أكثر عقلانية وتسامحاً. لماذا نقول هذا؟ وهل فيه نوع من الإطلاق؟ نقوله لأن الانتماءات المختارة قابلة للتبدل، ولا ثبات فيها إلا بإرادة صاحبها وقناعته. فتغيير الانتماء الحزبي أو الفكري أو السياسي هو أمر مشروع، وممكن، ولا عقاب له ـ في رأي المنتمين ـ لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يضع المرء في تعارض كبير مع بيئته الاجتماعية. أما الانتماءات الموروثة فهي غير قابلة للتبدل، وحين يحدث أن يغير أحد دينه أو طائفته يقع في موقع التعارض مع وسطه العائلي والاجتماعي، وقد يجد نفسه منبوذاً أو عرضة للهلاك.

الانتماءات الموروثة قد تشكل قيوداً على الإنسان إذا لم يكن على درجة كافية من الوعي لطبيعتها ودورها، أما الانتماءات المختارة فهي أقل تقييداً، لأنها قابلة للتبدل.

لذلك….. يمكننا القول إن المجتمع يكون أكثر قابلية للنهوض إذا كان دور الانتماءات المختارة في حياته السياسية والثقافية والاجتماعية أكبر من دور الانتماءات الموروثة. انطلاقاً من أن الحوار بين التيارات القائمة على انتماءات اختيارية هو أسهل وأجدى منه بين التيارات القائمة على انتماءات موروثة.

وعلى هذا فإن السعي إلى تعزيز النشاط الاجتماعي والسياسي والفكري المرتكز على الانتماءات المختارة، هو طريق النهوض السليم للمجتمع، وهذا لا يتحقق إلا بالتوازي مع تعميق فكرة المواطنة ومفهوم المواطن في الحياة السياسية. وواضح أن فكرة المواطنة تقوم على تجاوز الانتماءات الموروثة في تقويم الناس وتحديد العلاقة فيما بينهم، ولعل الإطار الملائم للوصول إلى ذلك هو العلمانية التي لا تلغي، ولا تستطيع أن تلغي، أياً من الانتماءات الموروثة، ولا تضيق بها، ولكنها تلغي، أو تضعف إلى حد كبير، تأثيرها في الحياة السياسية وإدارة الحكم وتحديد حقوق الناس.

إن الحراك السياسي القائم على حياة حزبية وثقافية وفكرية ديمقراطية، هو الذي ينهض بالمجتمع. وحين يضعف الحراك السياسي تنمو الانتماءات الموروثة ويزداد تأثيرها، كما نجد في مجتمعاتنا العربية.

ولكن حذار من التعصب أيضاًَ، فقد ينساق المنتمي إلى تيار حزبي أو فكري وراء نزعة التعصب، لأن أثر الانتماءات الموروثة وسماتها العقلية والسلوكية ما يزال قائماً في نفسه وهو يظن أنه تجاوزه.





إلى هنااااا............



د/عطا أحمد شقفة – أستاذ علم النفس السياسي






السبت، 3 أكتوبر 2009

العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين وآثاره النفسية

العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين وآثاره النفسية

تعتبر مشكلة العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقون في كل أنحاء العالم عامة والمهددة بالحروب بصورة خاصة، مثل السودان، من المشكلات المسكوت عنها بسبب العادات والتقاليد، مما يشكل عائقا في الحصول على المعلومات حولها بالصورة التي تساعد على التعرف على حجم المشكلة.
وقد أدى هذا الأمر إلـى ضبابية في الرؤية لدى المعنيين و المسؤلين والمجتمع وجعل معالجتـها بالوسائل القانونية و الاجتماعية الحاسمة و توفير الدعم النفسي والمعنوي والقانوني للمراهقات والمراهقين مسألة صعبة.
تعريف العنف الجنسي:
يعرف بعض علماء النفس والاجتماع، العنف بصورة عامة على أنه "سمة من سمات الطبيعة الإنسانية. ويظهر العنف عندما يكف العقل عن القدرة على الإقناع أو الاقتناع، فيلجأ الإنسان لتأكيد الذات عبر العنف والقهر". ويعرف العنف أيضا على أنه "ضغط جسمي أو معنوي فردي أو جماعي يؤدي إلى السيطرة على الآخر وتدميره". ومن ثم يمكن القول إن العنف الجنسي هو «استخدام القوة أو الإكراه في ممارسة أي نوع من أنواع الجنس مع المراهقات والمراهقين أو أي شخص آخر. وعادة ما يؤدي العنف الجنسي إلى تدمير المراهق أو المراهقة نفسيا وبدنيا ومعنويا".
العنف الجنسي الأسري:
تتعرض المراهقات والمراهقون إلى صور عديدة من العنف الجنسي الأسري، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية ومستقبلهم‏ الاجتماعي والعلمي والعملي.‏ وتعتبر صور العنف ضد الأبناء في سن المراهقة كثيرة، ومنها على سبيل المثال الاعتداء الجنسي على الإناث من قبل أحد الأفراد من العائلة والاغتصاب من قبل أشخاص آخرين‏ والختان والزواج المبكر والتحرش الجنسي والعنف اللفظي ذو الإيحاءات الجنسية الذي يتعرض له المراهقات والمراهقون على حد سواء. وتعد ظاهرة تعرض المرهقات والمراهقين لهذه الأنواع من العنف الجنسي البدني واللفظي والنفسي متفشية في المنازل والمدارس والمؤسسات والمجتمع المحلي.
أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين:
يمكن تقسيم أنواع العنف الجنسي الممارس ضد المراهقات والمراهقين من الناحية القانونية إلى نوعين:
• العنف الجنسي القانوني
العنف الجنسي الذي يمارس ضد المراهقات والمراهقين وغيرهم برضي مجتمعي تام وعلنا وتحت حماية القانون مثل الختان والزواج المبكر والإكراه على الزواج... وقد أثبتت الأبحاث أن هذا النوع من العنف الجنسي له آثار مدمرة على نفسية المراهق (أو المراهقة) ومستقبله ، نجده ورغم ذلك ما يزال منتشرا في أنحاء عديدة من العالم ويجد دعما من جهات ومؤسسات اجتماعية وأسرية ورسمية.
• العنف الجنسي غير القانوني
العنف الجنسي المحرم شرعا وقانونيا واجتماعيا مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف اللفظي ذو الإيحاءات الجنسية... وتقع هذه الممارسات بعيدا عن أعين الأسرة والمجتمع ,ويكون المراهقات والمراهقين أكثر ضحاياها.
آثار العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين :
يكون العنف الجنسي أكثر تأثيرا على الأفراد إناثا وذكورا إذا ما تعرضوا له في سن الطفولة أو المراهقة. وغالبا ما يخلف الاعتداء الجنسي على المراهقات والمراهقين سواء تم داخل الأسرة أو خارجها آثار نفسية وبدنية واجتماعية حادة يصعب في أكثر الأحيان علاجها، مما يؤدي إلى إنتاج شخصية غير سوية أخلاقيا واجتماعيا ونفسيا. وتتمثل الآثار الناتجة عن العنف الجنسي بمختلف أنواعه في :
- الاضطرابات النفسية.
- تعطيل قدرات المراهق(ة) وطاقاته(ا) الإبداعية.
- فقد القدرة على الانخراط في أنشطة المجتمع بصورة طبيعية .
- التعاسة في الحياة الزوجية.
- "العنوسة"، إذ تخشي الفتاة من الزواج خوفا من افتضاح أمرها.
- فقد القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع.
- عدم الشعور بالرضا عن النفس والإحساس الدائم بالذنب .
- الشعور الدائم بالامتهان.
- عدم القدرة على التعامل مع التوترات والضغوط النفسية والاجتماعية .
- الاكتئــــاب الحاد أو المرضي.
- الحمل غير المرغوب فيه.
- ‏ ضعف القدرة على التركيز.
- الإدمان على المخدرات والخمر.
- الانخراط في شبكات الدعارة.
- ممارسة العنف الجنسي ضد الآخرين كنوع من الانتقام.
- التشرد...... فبعض المراهقات والمراهقين يتركون منزل الأسرة عند تعرضهم للعنف
الجنسي فيتحولوا إلى مشردين.
- النبذ الاجتماعي، فالمراهق الذي يتعرض للعنف الجنسي يصبح منبوذا اجتماعيا هو وأسرته، وخاصة المراهقات في حالة إنجابهن لأطفال غير شرعيين.
- التخنث فمعظم المراهقات والمراهقين الذين يتعرضون إلى نوع من أنواع العنف الجنسي يصبحون مخنثين .
- السجن، إذ تتم إحالة المراهقات والمراهقين إلى الإصلاحيات إذا تم القبض عليهم في حالات عنف جنسي ،وقد يكون مصيرهم السجن إذا اكتملت سنهم القانونية خاصة إذا تورطوا في جرائم قتل من مارسوا ضدهم العنف الجنسي .
- الانخراط في الجريمة المنظمة والعصابات.
- الميل إلى العزلة بصورة مرضية.
- الانقطاع عن الدراسة .
- الحقد على المجتمع.
- الإصابة بالأمراض الجنسية المعدية .
- البرود الجنسي.
- -العجز الجنسي .
أسباب ظهور العنف الجنسي:
يؤدي عدد من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية إلى تفشي ظاهرة العنف الجنسي في المجتمع بصورة عامة وفي صفوف المراهقات والمراهقين أو ضدهم بصفة خاصة. وتختلف هذه الأسباب من مجتمع إلى آخر بحكم اختلاف النظام الاجتماعية والسياسية والقانونية والدينية والثقافة الجنسية السائدة، إلا أن قواسم مشتركة بين كل المجتمعات يمكن أن تؤدي إلى ممارسة العنف ضد المراهقات. ومن بين هذه الأسباب :
الفقر الشديد أو "المدقع". البطالة... الحروب.... الدكتاتوريات السياسية والتسلط الأسري... الكبت بكل أنواعه (الجنسي والاجتماعي والسياسي والديني).... تحريم الخوض في المسائل الجنسية في إطار الأسرة وضمن المناهج الدراسية وفي وسائل الإعلام.... الفراغ بجميع أنواعه في صفوف الشباب والمراهقين.... الإدمان.... تفشي الأمية و الجهل .... تركيز الإعلام (تلفزيون– سينما- فيديو) على مشاهد العنف بكل أنواعه.... عدم اهتمام الدولة و الأسرة بسن المراهقة وتوفير البيئة الصالحة للمراهقات
والمراهقين لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بأمان.... التمييز النوعي في التربية .
خطورة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين:
تترتب عن العنف الجنسي مخاطر متعددة يتأذى منها المراهقون، وخاصة الإناث منهم، بحكم أنهن يتحملن نتائج "الاغتصاب" والتحرش الجنسي أكثر من الذكور. وقد يؤدي ما تتعرض له المراهقة من عنف جنسي بحياتها نتيجة :
. الوفاة لعدم تحملها جسديا أو نفسيا العنف الجنسي الممارس ضدها.
. محاولة التخلص من الجنين في حالة حدوث حمل غير مرغوب فيه .
. الولادة غير شرعية وفي فضاءات غير صحبة.
. الإجهاض الذي يتم عادة بصورة سرية ودون أدوات طبية.
. قتلها من قبل ذويها عند اكتشاف حملها غير الشرعي فيما يعرف بجرائم الشرف .
. الانتحار خوفا من العار,,,, حيث تربي المراهقات في جميع إنحاء العالم عامة و العربي والإسلامي خاصة بأنهن "حارسات شرف الأسرة" .
. القتل من قبل المغتصب إذا ما حاولت مقاومته أو صده .
. الإصابة بمرض الاكتئاب القاتل .
. الانخراط في الإدمان القاتل.
. الإصابة بالأمراض الجنسية المميتة مثل الإيدز .
. النزيف الحاد أثناء الولادة أو أثناء إجراء عملية الختان.
. الإصابة بمرض الناسور القاتل.
خطورة العنف الجنسي على المجتمع :
تتعدى الآثار السلبية لممارسة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين، لتنعكس على المجتمع بأسره. ومن بين هذه المخاطر :
- أطفال غير الشرعيين يصبحون عالة على المجتمع ويعانون مستقبلا من وضعية قانونية واجتماعية غير مقبولة.
- ظاهرة التشرد ... انتشار الأمراض النفسية .... تفشي الجريمة ( سرقة، دعارة، قتل...) ... انتشار الإدمان .... تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" ... البطالة ... الانحراف بكل أشكاله .... الجنوح .... تفشي ظاهرة الانتحار .
كيفية معالجة مشكلة العنف الجنسي ضد المراهقين:
يمكن القضاء على تفشي ظاهرة العنف الجنسي عامة وضد المراهقين والمراهقات بصورة خاصة عن طريق إجراء البحوث الميدانية والنفسية والاجتماعية الدقيقة حول الظاهرة ومدى انتشارها وأسبابها وانعكاساتها، ومن ثمة البحث في الحلول الممكنة والبرامج والخطط اللازم وضعها للتصدي لها.
ويمكن بناء على ما تمت الإشارة له من أسباب ومظاهر وآثار العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة استخلاص بعض الحلول والمتمثلة في :
1. إجراء البحوث النفسية والاجتماعية بصورة منتظمة.
2. إجراء تحقيقات ميدانية صلب المدارس والجامعات لدراسة مدى انتشار ظاهرة العنف الجنسي .
3. إدراج برامج للثقافة الجنسية في المناهج التعليمية لمحو الأمية الجنسية لدى المراهقات والمراهقين.
4. التوعية الإعلامية للأسرة وللمراهقات والمراهقين والشباب .
5. تناول الموضوعات المتعلقة بالعنف الجنسي ضمن برامج إعلامية في مختلف وسائل
6. الإعلام .
7. تقوية الروابط الأسرية بصورة تؤدي إلى المصارحة بين المراهق وأهله في حالة تعرضه لأي نوع من أنواع العنف الجنسي سوي كان داخل الأسرة أو خارجها.
فتح مراكز لمعالجة المراهقات والمراهقين المعنفين جنسيا جسديا ونفسيا وتشجيعهم .
8. تحديد أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين ووضع العقوبات الرادعة لها.
9. تصميم برامج ثقافية وسياسية واجتماعية لفائدة المراهقات والمراهقين يستغلونها في أوقات فراغهم......

إلى هنا …………..

د. عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

الخميس، 1 أكتوبر 2009

الشـخصيـة القلقة (الو سواسية )

الشـخصيـة القلقة (الو سواسية )




يختلف هذا النوع من الشخصيات في طبعه عن غيره من الناس بأنه مغرم بالتنظيم والترتيب ، يعشق الدقة ويتضايق أيما تضايق حينما يختلف ترتيب الأشياء أو عندما تجرى الأمور على غير عادتها.
هو حساس إلى درجة كبيرة من أمور لا يتحسس منها الناس في العادة. ويهتم كثيراً بشكل مقلق بتفاصيل الأمور ودقائقها ويحرص جداً على إتباع روتين النظام مما قد يؤثر سلباً في تطبيق روح ذلك النظام. كما لا تسمح له نفسه بالتخلص من الأوراق غير المهمة كالفواتير القديمة فتجده يقوم بترتيبها وفهرستها وحفظها لربما احتاج إليها بعد حين !!
هو مثالي لدرجة ربما أعاق إكمال أي مشروع يبدأه بسبب تلك المثالية المقيدة لروح العمل من حيث تريد له النقاء والرقي كما تظن.
يشعر أن الأمور يجب أن تقف لأنها تسير بلا ضوابط وعلى غير هدى فالانضباط في حس تلك الشخصية هو التطبيق الأعمى للقواعد وأنظمة ذلك المشروع.
هذا النوع من الشخصيات تتجه للعمل والإنتاجية دون اعتبار لحاجة الإنسان للمتعة والراحة. كما لا يهتم هؤلاء لظروفهم وحاجاتهم الحياتية فإتباع القواعد والثوابت والأنظمة هو الهدف المنشود ولاشيء سواه.
كما تجدهم أيضاً لا يعتدّون لصداقاتهم ولا لذويهم إن اختلفت حاجات أولئك مع روتينهم المعتاد فلا استعداد للتنازل أو تقديم المرونة التي تتطلبها ظروف الحياة.
ضمائرهم حية لدرجة مقلقة تجعلك تشعر أن ذلك ليس تقوى أو أمانة بمقدار ما هو طبع جبلي نظراً لما يصاحب ذلك الضمير من قلق وانزعاج.
مشغول بشكل مبالغ فيه بالمبادئ والقيم والأخلاقيات والمثاليات وقد يخاصم الناس إن رأى منهم مجرد خطأ يسير لا يستدعي عادة ذلك الانفعال وتلك الخصومة. ومن أجل أن يبرر ذلك الانفعال تجده يبالغ في الاستشهاد بالنصوص الشرعية والآثار والأشعار لكنه استشهاد حرفي لا يعتبر متغيرات الزمان والمكان والأحداث والأشخاص من حوله.
يتردد كثيراً في توزيع المهمات على من حوله ما لم يتيقن أنهم سيؤدونها تماماً بكل دقة، ويظل يتابعهم بشكل مزعج ربما يمنعهم من مواصلة إنجازها. كما أنه عنيد في رأيه ولا يقبل رأي الآخر نظراً لانعدام المرونة في ذاته.
في الغالب حريص على حفظ المال أكثر مما يجب، ويسعى إلى ادخاره بشكل مبالغ فيه تحسباً لأي طوارئ مستقبلية.
تجده مزعجاُ بسماته تلك لمن هم تحت مسئوليته من أبنائه وموظفيه إلا أنه ممتع لمديره نظراً لدرجة الدقة والانضباط والتقيد بالأنظمة لديه.
كما أن فيهم الطابع الرسمي في التعامل حتى مع معارفهم وذويهم وترى ذلك أيضاً في مشاعرهم وأحاسيسهم حيث لا دفء في المشاعر. وتنقصهم التلقائية، ويغلب عليهم طابع الجدية وعلى حواراتهم التفصيل الممل.
هذا الصنف من الناس يتحملون ساعات العمل الطويلة شرط أن لا تكثر فيها المقاطعات أو أمور مستجدة على روتينهم المعتاد. كما يتصفون بمحدودية المهارات في التواصل مع الآخرين ، ويصرون على وجوب توافق الآخرين مع طباعهم وحاجاتهم النفسية، فهم يقلقون أيما قلق عند حدوث أي أمر ربما يؤثر على حياتهم أو برنامجهم اليومي.
علاوة على ذلك فإن لديهم الاستعداد لإسعاد من يرونهم أقوى منهم في طباعهم ويتعاملون مع رغبات أولئك وكأنها واجبات وأوامر. كما أن فيهم الخوف من الوقوع في الخطأ وهذا ما يفسر طبع التردد لديهم وضعف القدرة على اتخاذ القرار.
أما حياتهم الزوجية والمهنية فمستقرة إلا أنها غير مسترخية بشكل عام، كما أن صداقاتهم محدودة.
مدى الانتشار:

ليس ذلك معلوماً على وجه الدقة إلا أنه لدى الرجال أكثر من النساء، وينتشر هذا الاضطراب أكثر لدى أقارب من يعانون من ذات الاضطراب وممن نشئوا في بيئات فيها المبالغة في التربية على الانضباط وانعدام التعبير عن الرأي وعدم المرونة أو التسامح في التعامل مع الخطأ.
مسار ومآل المرض:

ليس من السهل تحديد ذلك . وقد تحدث لدى أولئك الأشخاص بعض الوساوس القهرية من وقت لآخر ، كما قد ينتابهم نوبات من الاكتئاب.
كما قد ينقلب بعض المراهقين ممن يتسمون بسمات هذه الشخصية إلى أشخاص منفتحين مرنين وذوي مشاعر دافئة.


العـــــــــــلاج:

يكون الفرد من أولئك عادة مستبصراً بعيوب شخصيته وينشد الخلاص من تلك السمات.
ورغم إمكانية التحسن في هذه السمات إلا أن رحلة العلاج طويلة والتي تشمل العلاج الجماعي والفردي والسلوكي ومهارات التكيف مع الضغوط.
إضافة لذلك فهناك عقاقير دوائية يمكن استخدامها إلا أن تأثيرها في نظري مؤقت إن لما يصاحبها برامج علاج نفسية.

د. عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

أغــرب ثـلاث أشيــاء تحـدث لنا ولا نعرف ما السبب ....

أغــرب ثـلاث أشيــاء تحـدث لنا ولا نعرف ما السبب ....




لماذا تسبب بعض الأصوات القشعريرة ..؟

مثل صوت الأظافر على الزجاج:
لا يوجد سبب واضح لهذه الظاهرة الغريبة .. وقد يشعر بعض القراء بالقشعريرة فعلا عند
تذكر هذا الصوت لحظة قراءة هذه السطور ..و يعتقد العلماء أن سبب هذه القشعريرة التي تحصل عند البعض هو أن هذا الصوت يمثل تحذيرا لغريزة أساسية قديمة ( كان يمتلكها الإنسان الأول ) لخطر ما قادم لهذا السبب تتكون هذه القشعريرة .. !!
وهناك رأى أخر يقول إن الصوت ينتقل عبر أوتار عصبيه وتختلف الأوتار من شخص إلى أخر من حيث الاستجابة للصوت فبعضها يكون مشدود ..سميك..أو العكس فإذا انتقل الصوت عبر وتر مشدود يكون اهتزازه حاد إلى درجه الإزعاج وهو ما يشعر به البعض من قشعريرة
والبعض الأخر..... ينتقل الصوت بصورة عاديه بلا إزعاج...

لماذا يحمر وجهك خجلا ؟

يحدث ذلك نتيجة لحالة الارتباك التي تحدث للمرء مما يؤدى إلى اتساع العضلات المحيطة
بالأوعية الدموية في الوجه والعروق الرقيقة فيندفع الدم إليها بشدة ويظهر اثر ذلك على الوجه الذي يحمر ويتوهج نتيجة للطاقة الناتجة في عملية الاندفاع للدم هذه لذلك لا يستطيع المرء إخفاء هذا مهما حاول.

ما هو التثاؤب ؟و لماذا عندما يتثاءب الشخص يتثاءب الذي بجانبه ؟...

التثاؤب هو انعكاس تنفسي معين، هدفه زيادة جريان الدم الواصل إلى المخ وتوسيع
بعض الشعيرات الدموية، وفتح بعض الحويصلات الهوائية المسدودة في الرئتين، وعامة هو يؤدي إلى حالة نشاط مؤقتة.. بالتالي يحدث دائماً مع الأشخاص المنهكين .. أما عن سريانه بالعدوى فهي ظاهرة إشعاع سايكوفيزيائي شهيرة .. إن الحماس والخوف والتوتر والضحك كلها عواطف تنتقل بالإشعاع السايكوفيزيائي، يكفي أن يتوتر الجالسون معك حتى تتوتر.. شاهد معهم
رواية مضحكة لا تروق لك كثيراً.. بمجرد أن يضحكوا تضحك أنت ولا تدري السبب .....

د. عطا أحمد شقفة غزة - فلسطين

كـيـف تـقـرأ وجوه الآخـريــن ؟

كـيـف تـقـرأ وجوه الآخـريــن ؟


برع العرب منذ القدم في مهن كثيرة وأمور عديدة وعلوم ومعارف كانوا السابقين أليها عن غيرهم من الأمم ،و لعل من أهمها هو علم الفراسة ، يقال في أيام العرب تفرست في وجه الرجل فعرفت من أين هو ومن أين قدم ، وهكذا اعتبر من ضمن العلوم الشائعة آنذاك وقد عرف علم الفراسة تعريفاً بسيطاً يعتبره ألهام فالفراسة تعتبر فكره تقفز فجأة للوعي ممن شهد لهم بالذكاء والمعرفة الطويلة بل واشتهرت أسر عربية ببراعتها في الفراسة وتقصي الأثر .
كيف تقرأ وجوه الآخرين؟؟..
تختلف الوجوه باختلاف البيئة والمنطقة فسكان المدن يختلفون عن سكان الصحراء ، والوجه الشرقي يختلف عن الوجه الأوربي والآسيوي ، ومن هنا كان الارتباط الحديث بين الفراسة علم النفس ولم يعد علماً يختص به العرب واليونانيون بل أصبح مستقلاً بذاته فجاءت جهود العلماء العرب والأجانب في رسم استنتاجات واجتهادات عن أشكال الوجوه وانعكاسها على أصحابها فكانت على النحو التالي:
الوجه المربع أو الحديدي:عرض الفك يوازي عرض الوجنتين:
يتمتع صاحب هذا الوجه بشخصية قوية وهو قيادي في عمله ، لديه الإصرار في الوصول إلي غاياته وهو محب للنظام سريع الانفعال يجمع بين الشدة واللين بنفس الوقت ، محبوباً ويملك عدة صداقات ، إنسان حديدي وصلب في قراراته ، يقنع الآخرين بوجهة نظره لأنه يملك القوة والحجة والإقناع .
الوجه الرفيع : أصحاب هذا الوجه يتميزون بنحف الوجه ، والخدان غائران والعينان حادتان صاحبه ذو حس مرهف ، مثالي يسعى لتميز والاستقلالية ويشعر بالإحباط إذا عاكسته الأمور مع ذلك يهمه أن يكون لامعاً ، بعض العلماء أطلقوا عليه لقب ( الوجه الملكي) ، وأصحاب هذا الوجه غالباً من الملوك والمسئولين ، وجه قيادي مع إصرار وصرامة ورغبة في تمام لكل شيء .. ومع ذلك لا يستسلم للفشل الذي يكون من ثقته الزائدة بنفسه .
الوجه البيضاوي :

عريض الوسط والخدين وضيق الذقن بالنسبة للجبهة، يتميز هذا الوجه بالجمال ويعكس السحر والفتنه ..صاحبه جاد وصلب ويواجه الفشل ،شديد الجاذبية وحساس وشاعري ومتسامح ، ويميل للرومانسية ، أصدقائه معدودون ، وللأسف بسبب طيبته وثقته الزائدة بالآخرين علاقاته مصيرها الفشل، لا يتمتع بشعبية كبيرة ويفضل العزلة بعالمه الخاص ، والعلماء يسمون أصحاب هذا الوجه بأنهم .. صانعوا أنفسهم.
الوجه المثلث أو الجبلي:
يعتبر صاحبه ذو تميز بطلة وجهه ودقة ملامحه ، وصاحب هذا الوجه عقلاني ذو ذهن حاد ومتفائل وناقد جيد ، يحاسب نفسه على الأخطاء بكثرة ' وهو ذو حماسة للعمل .
الوجه المستدير أو القمري :
كثيراً ما نسمع عن تشبيهات لطيفة لأصحاب الوجوه المكتنزة كقولنا " وجهك كالقمر" لاستدارته وجماله ، والحقيقة أن معظم أصحاب هذا الوجه يميلون للسمنة ، يعانون من مشاكل كثيرة ولديهم القدرة على التأقلم السريع مع ظروف الحياة ومواقفها الجديدة والمستجدة . صاحب هذا الوجه ينجح في الأعمال التي تحتاج إلى أقناع كالتجارة ، إلا انه يشعر بالملل بسرعة وعقلانية واضحة في الأمور ، أحياناً يندم على أخطائه ويسترضي أصحابها وهذه الأخطاء السبب الرئيسي لها في أغلب الأحيان عصبيته الشديدة . والآن ما عليكم سوا التطلع في وجوه الآخرين واكتشف شخصياتهم .

د. عطا أحمد شقفة – غزة - فلسطين

البرود الجنسي "رؤية نفسية"

البرود الجنسي "رؤية نفسية"

يعتبرُ مفهوم البرود الجنسي مفهومًا جديدًا إلى حد ما في المجتمعات العربية ، وبالرغم من ذلك فإن استخدام هذا المفهوم يشوبه الكثيرُ من الاختلاط ، فما بينَ آراء الرجال والنساء من أفراد المجتمع البالغين على اختلاف أعمارهم ، وما بينَ ساحات الحوار العربية على شبكة الإنترنت ، يتضحُ للباحثِ أن المفهوم إما أن يكونَ غير محددٍ بصورةٍ دقيقةٍ من قبل المتكلمين عنه ، أو أنهُ في الأصل مفهومٌ غير محدد المعالم أو يمكنُ استخدامهُ للتعبير عن العديد من الحالات.
فقد كان البرود الجنسي في الإناث يطلقُ على أيِّ واحدةٍ من الحالات التالية:
أولا: امرأة لا تشعرُ أصلاً بالرغبة في الجنس Sexual Desire :
أو لا تتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ Sexual Fantasies مُحَبَّبةٌ مثيرة ، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه نقص أو فقدان الرغبة الجنسية ، أو ربما من اضطراب النفور الجنسي في الحالات المتطرفة الشدة ، والذي يعني نفورًا واشمئزازًا من كل ما يتعلقُ بالجنس.
ثانيا: امرأةٌ تشعرُ بالرغبة في الجنس:
وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة ، لكنها تفشلُ في الاستجابة لزوجها عند اللقاء الجنسي لسببٍ أو لآخر، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه فشل استجابة الأعضاء الجنسية ، فلا تنزلق قناةُ المَهْبِلِ على سبيل المثال... مما يجعلُ الجماع صعبًا.
ثالثا: امرأةٌ تشعرُ بالرغبة في الجنس:
وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة وتستجيبُ أعضاؤها لزوجها وتتجاوبُ معهُ لكنها تفشلُ في الوصول إلى الإرجاز (رعشة الجماع( Orgasm بالرغم من الأداء الجيد للزوج ، وربما أحست بأن زوجها يتركها في منتصف الطريق ، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه انعدام الإرجاز، أو خللُ الأداء الجنسي في الإرجاز.
رابعا: امرأةٌ تشعرُ بالرغبة في الجنس:
وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة وتستجيبُ أعضاؤها لزوجها وتتجاوبُ وتصل إلى الإرجاز أيضًا لكنها لا تحسُّ للإرجاز طعمًا....
ومعنى ذلك هو أن مصطلح البرود الجنسي Sexual Frigidity يمكنُ أن يطلقَ على امرأةٍ تعاني من اضطرابٍ في أي مرحلةٍ من مراحل دورة الاستجابة الجنسية التي تبدأُ بالشهوةِ، ثم الفعل الجنسي أو الاستجابة لفعل الزوج وتنتهي بالإرجاز، ولذلك السبب لا نجدُ البرود الجنسي مقبولاً كاسمٍ من أسماء الاضطرابات النفسية الجنسية حيثُ تستخدمُ مصطلحاتٌ أكثرُ دقةً في وصف الاضطراب ،وتبينُ في أي مرحلةٍ من مراحل دورة الاستجابة الجنسية يكونُ ذلك الاضطراب.
وقبل أن ندخل في محاولة مناقشة المفهوم لابد أن نقرَّ حقيقةً علميةً يتغافلُ عنها الكثيرون من المتحدثين في هذا الموضوع ، وهيَ أننا عندما نتحدثُ عن مشاعر الأنثى الجنسية لا نتحدثُ عن شيءٍ تفهمهُ كل أنثى بنفس المعنى الذي تفهمه به الأخرى... وذلك لأن تقارير النساء عن شعورهنَّ بالإرجاز وهو أكثرُ المشاعر التي كان يظنُّ أنها متطابقة قد بينَ بما لا يدعُ مجالاً للشك تباينًا شاسعًا ما بينَ شعور واحدةٍ وأخرى، بل ما بينَ شعور نفس الأنثى ما بينَ إرجازٍ وإرجاز، فبعضُ الإرجازات يكونُ ضعيفًا وبعضها قوي وبعضها يكونُ طويلاً وبعضها قصير، وأحيانًا يجيء الإرجاز منفردًا إن حدثَ، بينما تتحدثُ بعض النساء عن ما يشبهُ سلسلةً متتابعةً من الإرجازات التي تحدثُ أحيانًا.
إذن فنحنُ نتحدثُ عن ظاهرةٍ لا نمطيةٍ البتة ، ولا يجوز للمتحدثِ أن يعتبرَ أنهُ يتكلمُ عن مفهومٍ تعرفهُ كل النساء.
والإرجاز في الأنثى يختلفُ عن الإرجاز في الرجل في نقطةٍ مهمةٍ جدا ،وهيَ كونهُ غير مصحوبٍ دائما بالقذف إلى فتحة المبال الخارجية ، وهو بالتالي ليسَ شرطًا للعملية الجنسية الناجحة إذا اعتبرنا أنها تعني كل ما يجعل التلقيح ممكنا من الناحية البيولوجية ، فليسَ لإرجاز المرأة دور محوريٌّ في ذلك ، وبطريقةٍ أوضح فإن امرأةً قد تتزوج وتنجبُ عدةَ مراتٍ دونَ أن يحدثَ لها الإرجاز ولو مرةً واحدةً، بينما يستحيل حدوثُ الإخصاب إذا لم يحدثُ إرجازُ الرجل في كل مرةٍ لينتجَ الحمل.
كما أن علينا أن ننتبه جيدًا إلى أن المفهوم في الأصل هو مفهوم مستورد أي أن مشكلةَ البرود الجنسي هيَ مشكلةٌ برزت في المجتمعات الغربية واستوردناها ، وأنا هنا لا أقولُ أنهُ غيرُ موجودٍ في مجتمعاتنا ، فالحقيقة أنهُ موجود بالتأكيد، لكن البحثَ عن أسبابه يجبُ أن ينبعَ من نقاط أخرى غير التي يلجأ إليها الباحثون تقليديا عند بحثهم في مجتمعاتنا.
فيرجعون الأمر إلى التربية الدينية الصارمة، بينما الحقيقةُ غير ذلك لعدة أسبابٍ أهمها:
السبب الأول:
أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أقرَّ بوضوحٍ كونَ العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأةِ موضوعًا للمتعة، حتى وإن لم يُقْصَدْ بها غير المتعة ،ولم يفرق الإسلام في حظ الذكر أو الأنثى من المتعة ، ومعنى ذلك أن الأسباب التي يجبُ البحثُ عنها بعيدةٌ بالتأكيد عن شريعة الإسلام.
ومن يقرأُ طوق الحمامة "لابن حزم الأندلسي" سيعرفُ جيدًا كيفَ كان للمرأة المسلمةِ أن تعبرَ عن مشاعرها الجنسية بحريةٍ ليست أبدًا أقل من حرية الرجل.
السبب الثاني:
فهوَ أن الدراسات والإحصاءات التي بين أيدينا عن معدلات عدم الرضا عن النشاط الجنسي في الإناث كلها أصلاً دراساتٌ أجريت في الغرب على نساءٍ غربيات حيثُ المجتمع المتفتح جنسيا مقارنة بمجتمعاتنا، فليست لدينا حتى الآن دراساتٌ أوإحصاءاتٌ تتعلقُ بالموضوع،
وإذا نظرنا إلى جزءٍ بسيطٍ من النقاش الشرعي المتعلق بموضوعٍ هو من أكثر المواضيع اتهامًا عندنا بمسئوليته عن البرود الجنسي في الإناث وهو موضوع الختان Circumcision فسنجدُ ما يلي:
يقول عبد الحليم أبو شقة رحمه الله وهذا ما أورده في موسوعته تحرير المرأة في عصر الرسالة تحت عنوان: " أوهام باطلة تحاصر الاستمتاع الطيب وتطارده"
( من هذه الأوهام وجوب ختان البنات دعما للتعفف الأخرق وتضييقا لفرص الاستمتاع ، على كل من الرجل والمرأة ، ساد القول بوجوب ختان البنات في بعض بلاد المسلمين قرونا طويلة وكأن ختان البنات فريضة من فرائض الإسلام ، وإغفاله يعتبر نقيصة ومعرة للفتاة ، كما يعتبر فعله مكرمة لها ، وهذا كله وهم ، وتأكيدا لهذا الوهم شاع الحديث الضعيف الآتي: عن شداد بن أوس قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء"
والحقيقة في أمر ختان البنات أنه كان عادة من عادات العرب في الجاهلية ، ولما جاء الإسلام وضع لها من الشروط ما يخفف أثرها على الرجل والمرأة معا ويحفظ حق كل منهما في الاستمتاع ، فقد روت أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: "لا تنهكي- أي لاتبالغي- فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه أبو داود، وفي رواية للطبراني فقال لها: اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج ، وقال الحافظ بن حجر: قال الشافعية: لا يجب في حق النساء ، وهو الذي أورده صاحب المغنى عن أحمد ، وذهب أكثر العلماء إلى أنه ليس بواجب ، على أن الحديث: أنه سنة للرجال ومكرمة للنساء ، لا يثبت لأنه من رواية حجاج بن أرطأة ولا يحتج به ، وقال الشيخ سيد سابق في فقه السنة: أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة لم يصح منها شي..والله ورسوله أعلم...
د/عطا أحمد شقفة –غزة - فلسطين




التسميات



فى الختاااااااااااام

أرجــــــــو أن تكونوا قضيتم وقتا ممتعا فى موقعنا
ومن لديه
أى اضافات ، فاليتفضل بالاشتراك أو التعليق

رافقتــــكم الســـــلامه
،،،،،،،