الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

الصداع الجنسي

الصداع الجنسي

لا تندهش عندما تجد رجلاً في كامل رجولته وصحته يتهرب من ممارسة الحب مع زوجته ،
لا تندهش أيضاً عندما تعلم أنه لا يشكو من أي أسباب نفسية تمنعه من ذلك ، لأنه يعاني ما هو أشبع ، ألا وهو الصداع الجنسي الإحصائيات الحديثة كشفت النقاب عن هذه المعاناة في صفوف الرجال ،مما يؤثر حتماً على استقرار الأسره ،إذ يتحول استمتاع العلاقة الزوجية إلى ألم لا يطاق.
أوجاع وتشنجات بعض الأطباء يؤكدون أن الصداع الجنسي لا يكون صداعاً جدياً ،
فقد تكون ممارسة الجنس نفسها هي تسبب أوجاعا في الرأس والرقبة اللذان يعززان الاتصال الجنسي ويسببان التشنج.
من جانبه يفيد الدكتور جمال الكتبي استشاري المخ والأعصاب ، بأن الصداع الجنسي "Post Coital Headache" هو مرض حديث العهد نسبياً، ويحدث عادةً على شكل نبضات صداع عميقة يشعر بها الشخص في قاع الجمجمة والعنق،
وتزيد شدّتها باضطراب مع التوغل في مراحل العلاقة الحميمة ،
حتى تصل إلى أوجها عند بلوغ الذروة وبعد الإشباع.
ويقول الكتبي لمجلة " سيدتي" : "قد يصاب المريض بهذا الصداع بصورة مفاجئة، أثناء مرحلة الذروة في العلاقة الحميمة، وذلك بدون مقدّمات تنذر بحدوثه ما يحوّل شعور الرضا إلى ألم والسعادة إلى تعاسة الفئة المصابة قد يستمر هذا الصداع من 15 إلى 20 دقيقة، وتدوم آثاره الخفيفة من ساعة إلى ساعتين.
هذا ما يؤكده الدكتور جمال الكتبي ، موضحاً أن الصداع الجنسي يصيب الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن نسبة انتشاره في صفوف الرجال تتجاوز النساء بحوالي 80?% .
الدراسات الإحصائية تفيد ، حسب صحيفة "الشرق الأوسط" ، بأن غالبية المُعانين من الصداع الجنسي هم الرجال المتوسطو العمر والضعيفو البنية الجسدية لجهة الوزن الطبيعي للجسم.
كذلك ترتفع نسبة المعاناة منه لدى مرضى الارتفاع المتوسط لضغط الدم.
في حالة إصابة النساء بهذا النوع من الصداع ، ولدى النساء ترتفع الإصابات بالصداع الجنسي لعوامل الانقباضات غير المتوازنة في عضلات الجسم
وللحالة النفسية ولدى مَن تجاوزن سن الأربعين من العمر،
أو مَن يبلغن هزة الجماع، أو مَن بدأن برنامجاً للرياضة البدنية،
أو المُصابات بصداع الشقيقة النصفي أو بصداع الشد tension headache.
كما أن المصادر الطبية تشير إلى أن الستة أسابيع ما بعد الولادة فترة ترتفع فيها احتمالات الإصابة بالصداع حال ممارسة المرأة للعملية الجنسية.
وكان الدكتور ستيفان إيفرز من جامعة مونستر الألمانية قد عرف الصداع الجنسي بأنه نوبات من الصداع نابضة والتي يرتبط ظهورها بطقوس ممارسة الجنس وتحول متعة الرجل أو المرأة إلى كابوس مزعج وكان د. ستيفان قد ذكر أمام المهتمين في مؤتمر الألم الدولي الذي عقد في برلين منذ فترة أن الصداع الجنسي ينتشر بين الرجال أكثر من النساء بنسبة 3 إلي 4 مرات.
وكانت دراسة حديثة أجريت تحت إشراف د.ستيفان قد أكدت أن نسبة الإصابة بالصداع الجنسي يزاداد باطراد بين الرجال خلال ال 20 عاماً الماضية ،
وقد أكد د. ستيفان الخبير الألماني إن الصداع الجنسي قد يطيح بعدد من الزيجات الناجحة
لأنه يحول الحياة الجنسية للزوجين إلى جحيم، وكشفت الدراسة أيضاً بحسب صحيفة " الشرق الأوسط، "
عن علاقة وثيقة بين الصداع الجنسي والصداع النصفي ( الشقيقة )،
الأمر الذي قد يتيح فيما بعد فرصة علاج الصداع الجنسي ببنفس أدوية الشقيقة
أنواع مختلفةالأطباء يقسمون أنواع الصداع الجنسي ثلاثة أنواع حسب مراحل العملية الجنسية :
النوع الأول، هو النوع المبكر للصداع الجنسي Early coital cephalgia.
وهو نوع يحصل في مراحل مبكرة من بدء الرغبة والمداعبة،
وغالباً ما يكون نوعاً متوسط القوة من الصداع، وتزول نوبته في الغالب أيضاً سريعاً.
النوع الثاني، مرتبط بمرحل الهزة الجنسية حال القذف Orgasmic coital cephalgia.
وهو نوع من النوبات الحادة والمفاجئة والشديدة، وقد تستمر إلى حوالي 20 دقيقة.
النوع الثالث، ما يحصل في مراحل زمنية تالية لممارسة عملية جنسية انتهت بهزة الجماع Late coital cephalgia.
وهو نوع قد يستمر بضع ساعات أو أيام بقوة متوسطة الشدة.
في الوقت نفسه ، يوجد تقسيم طبي آخر لحالات الصداع الجنسي مكون من ثلاثة أنواع للصداع.
وهي أنواع من الصداع الذي يبدأ في كلا جانبي الرأس، ويُمكن منع حصوله أو تخفيف حدته بوقف الاستمرار في ممارسة العملية الجنسية قبل بلوغ مرحلة هزة الجماع.
النوع الأول، هو النوع البطيء والممل من الألم في الرأس والرقبة،
الذي تزيد حدته كلما زادت الإثارة والتفاعل مع مجريات العملية الجنسية.
النوع الثاني، هو النوع سريع الانفجار، الذي يبدأ بالظهور بشكل مفاجئ وحاد وشديد الألم عند حصول هزة الجماع.
النوع الثالث، هو النوع المرتبط باختلاف وضعية الجسم، ويحصل بعد هزة الجماع.
العلاج للتخلص من الألم القوي الذي يحدثه الصداع الجنسي ، ينصح بعض الأطباء بتناول المسكنات قبل الدخول في العملية الجنسية ، ولكن الدكتور جمال الكتبي استشاري المخ والأعصاب يؤكد أن أولى خطوات العلاج تبدأ بالامتناع تماماً عن ممارسة العلاقة الزوجية، وذلك لمدة تتراوح من10 إلى 15 يوماً كحدّ أقصى.
بعد ذلك يأتي دور تغيير أوضاع ممارسة العلاقة الحميمة بشكل يقلّل من الإجهاد المبذول فيها
، ثم خفض الوزن، وممارسة الرياضة بانتظام.
ولتنظيم ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية دوراً هاماً في العلاج ، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض العقاقير التي تستخدم عادةً في علاج الصداع (الأسبيرين Aspirin أو البروفان Profen)، وذلك قبل ممارسة العلاقة الحميمة مباشرة. وإذا ما فشل هذا العلاج، يمكن اللجوء إلى «البروبانول» Propanol أو «الإندوميثانين» Indomethacin، وذلك بعد استشارة الطبيب الإختصاصي.
وفي النهاية يقول الدكتور الكتبي : يمكن إتباع بعض الوسائل الأخرى لمعالجة «الصداع الجنسي»، كالتوقف عن التوتر والجموح قبل بلوغ الذروة،
وإتباع خطوات بطيئة مع إرخاء عضلات العنق والفك أثناء المعاشرة الزوجية.

د. عطا أحمد شقفة – علم النفس

الجمعة، 18 يونيو 2010

سيكولوجية الحلم

سيكولوجية الحلم

الحلم سلوك وكل سلوك له دافع ويرمي الحلم إلى تخفيض التوترات التي تهدد النائم بالإيقاظ . أي أن الحلم يهدف إلى إتاحات الفرص لإشباع شهوات احلامية‏ غير واقعية للدوافع الملحة والتي يمكن أن توقظ النائم ، وهي دوافع ملحة وقد تكون قديمة ، ومن الممكن أن تكون شعورية ، فالحلم حارس للنوم من الدوافع التي تعكر صفوة النوم‏ وعندما تكون الدوافع شعورية أي أنها لا تتعارض مع الأنا والمعايير , تلبيها الأحلام بشفافية تامة فالطالب الذي تخرج وينتظر عملاً يرى في حلمه وقد تولى عملاِ وظيفياً مناسباً يرضي طموحه . وهذا النمط من الأحلام يسمى بالأحلام الطفولية قد تشمل الصغار والكبار على حد سواء , وتحدث بتأثير الحالة « الفسيولوجية » مثال حالات الجوع والعطش والتبول فينتج الحلم هذه الرغبة في استمرارية النوم الهادئ وتأتي الصور واضحة وجلية . ولكن الأمر يختلف بالدوافع المكبوتة والتي تعارض المعايير الأخلاقية والاجتماعية كالدوافع الجنسية ومشاعر الكراهية والعدوانية فتأتي الأحلام بصور تنكرية ورمزية .‏ فمن يشعر بمضايقات من والده ولوم وكراهية تأتي صورة الأب رمزية كأن يظهر بصورة بجسدها الحلم ' بعراك مع شرطي' فالشرطي والأب رمزان للسلطة ، وهناك نوع آخر للأحلام تكون عناصر الصورة من الواقع ولكنها مركبة تركيباً يخالف الواقع كأن ترى حصاناً برأس رجل وهذا ما يعرف « بالطغاث » وتعبيراً عن اضطراب وقلق أو حالة ارتباكية يعيشها المرء ، ومن الأحلام ما يبلغ حد الإرهاق والألم وهو ما يعرف « بالكوابيس » إذ يكون شعور المرء واضحاً جلياً ولكنه يفقد الإرادة .‏ كأن يرى النائم وحشاً ضارياً يهاجمه وهو لا يستطيع الحراك ولا حتى الصراخ ،،، وينصح أطباء النفس بمن يعاني من تكرار الكوابيس مراجعة الطبيب النفسي لعلاجه . تتسم الأحلام بالتكثيف بمعنى أن المحتوى الظاهري في الحلم هو اختزال للمعنى الكامن في شخصية الحالم ، وهذا يعني التحتيم بأكثر من سبب فكل عنصر يرجع إلى عدة أفكار كامنة كأن يكون التقيؤ في الحلم تقززاً من شيء ما .‏ بينما قد يعني عند بعض الزوجات الرغبة في الحمل . ويأتي الحلم كالإخراج المسرحي أي يعبر عن الفكر التصوري المجرد بصور مرئية تماماً كما يحدث لدى مشاهدة فيلم صامت نتابع فيه الصور البصرية ، ونادراً ما تتداخل الأصوات والحوار وبقدر ما يكون الحالم قريباً من اليقظة بقدر ما تتضح صور الحلم ليصبح كقصة .‏ وتحتاج الأحلام إلى جهد لتفسيرها وكان « فرويد » يقوم بتقطيع الحلم إلى أجزاء وذلك يتطلب من الحالم مستدعيات أحلامه وأفكاره عن كل جزء من الأجزاء على حدة .‏ وبذلك يصل من العناصر الظاهرة في الحلم إلى المحتوى الكامن وراء كل عنصر من العناصر، أما في الحلم المعاصر يقتصر التفسير على مستدعيات الأفكار بالنسبة إلى بعض عناصر الحلم لان الرمزية العامة عادة ما تكفي لفهم غالبية الأجزاء ، ويمثل تفسير الأحلام جانباً هاماً في العلاج النفسي ، وغالباً ما يحاول المعالج الإمساك بدلالة الحلم من سياق العملية العلاجية .‏ والمعالج في تفسير الحلم يرجع إلى الشخصية في حاضرها وماضيها . بقي أن نقول أن الأحلام تكمن في كونها تعبيراً عن رغبات أو مخاوف مكبوتة تأتي بصور جسدها الخيال الذي يقوم بمهمة تتمثل في حراسة النوم‏ ....إلى هنا ......

د/عطا أحمد شقفة – علم النفس

الأربعاء، 16 يونيو 2010

الشخصية النرجسية وكيف تتعامل معها

الشخصية النرجسية وكيف تتعامل معها


النرجسية (Narcissism) نسبة إلى نارسيس (Narcisse) الفتى اليوناني الذي ورد ذكره في الأساطير اليونانية. كان فتى رائع الجمال ، نظر إلى صورته ذات مرة في ماء البحيرة ، فرأى جماله وشغله عن العالم فعكف على الصورة يتأملها . وأطلق اسمه بعد ذلك على كل من يركز اهتمامه على ذاته أو يجعل نفسه بقيمها ومشاعرها مركز العالم.
والنرجسية أو حب الذات تعني تضخم مفهوم الذات عند الشخص والإفراط بالاعتزاز بها ، فيعجب بنفسه وبقدراته وصفاته و ... و... الخ. النرجسي يتميز دائما بغياب الاهتمام بالعالم الخارجي يظن نفسه يعلم كل شيء، أن ما لديه من مخزون علمي وثقافي هو سقف الكون و نهايته، وبذلك تتحول (الأنا) من حالتها الطبيعية إلى حالتها المرضية المتضخمة إلى (تابوت) مؤطر لا يشعر بها صاحبها أنها كذلك.‏
يكون حب الشخص في بداية الطفولة مركز على الأم وعندما يكبر قليلا تتوزع دائرة ذلك الحب على الآخرين الأب والإخوة ، وهكذا ويبدأ الطفل يتعرف على نفسه وعلى هويته وعلى ذاته عن طريق المرآة يلتفتً إلى الأم، إلى الآخر، لينتزع منها اعترافاً بأن هذه الصورة المنعكسة من المرآة هي صورته هو. فالطفل يرى نفسه دائماً بأعين الآخرين.وقد تبالغ الأم أو الأب في المديح والثناء على الطفل لجماله أو بتفوقه وإبداعه في مجال معين ويظل يتأمل في المرآة مفتوناًً بصورته فتتضخم ذات الطفل ويشعر بحب كبير لذاته ويعجب ويفتخر بها ويرى انه أفضل من الآخرين يعتقد الكمال في كل تصرفاته فينتابه الغرور والكبر على الآخرين واحتقارهم ، وقد يسبب ذلك للطفل مشكلات كثيرة تنعكس بآثارها سلبا على الشخص نفسه وعلى المجتمع ويقول الدكتور محمد الصغير استشاري الطب النفسي حول هذا الموضوع إن الإعجاب نوعان :
إعجاب بالنفس واغترار بها وإعجاب بالغير وهي منتشرة بين شبابنا وترى من يعجب بنفسه يميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويسعى لتضخيم نفسه أمام الآخرين ويتطلع للفت أنظارهم بأي إنجاز يقوم به ويتفنن في استعراض أعماله وأحواله ويكثر الحديث حول ذلك (بمناسبة وبدون مناسبة) ويهتم بالشكليات والمظاهر وينسب لنفسه حسنات الآخرين وإنجازاتهم ويحسدهم عليها ويغار بدرجة كبيرة من كل من حوله ولا يريد لأحد أن يبرز بجواره وليس مستعد للبذل والعطاء للآخرين ، علاقاته انتهازية استغلالية تبرز فيها المصلحة الشخصية ولا يهمه فقد صديق أو خسارة موقف ...المهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولا عبرة بمشاعر الآخرين و أحاسيسهم.
هؤلاء الأشخاص يعتبرون في الطب النفسي مرضى (لديهم اضطراب في الشخصية) وهم رغم الإنجاز الذي يحققونه في الغالب (في المناصب والألقاب والجاه والثروة) إلا إنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات ، وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك. مثل هؤلاء ينقصهم الاستبصار بحالهم فهم لا يدركون مدى أنانيتهم وعجبهم.....
ولذا فعلاج هؤلاء صعب جداً، لا دواء يمكن أن يعالج هذه العلة ، ولن تصنع المختبرات دواء يداوي العجب والكبر . وفي الغالب لا ينفع التوجيه والإرشاد والنصح إن لم يكن في ذات النرجسي شيئا من الاستبصار بعلته ومقدار من التدين يمكن معه أن يستبصر به بخطورة العجب والخيلاء والكبر والرياء، ويذكر بما جاء في ذلك من الوعيد الشديد في نصوص الكتاب والسنة . وتبقى الوقاية أهم وسيلة للحد من النرجسية بالتربية السليمة المتوازنة التي تجمع الثواب على الصواب مع العقاب على الخطأ بأسلوب حكيم ومتابعة أسريه واعية تفسح المجال للموهوب لإخراج موهبته وترعاه بالعقل والتوجيه وتجنبه انتقام الذات ...

د/ عطا أحمد شقفة – علم النفس

الاثنين، 24 مايو 2010

التبول الللا إرادى لدى الأطفال

موضوع البحث : التبول اللاإرادي عند الأطفال

مقدمــة :
من المشاكل العائلية مشكلة ( التبول اللاإرادي ) وإنما اعتبرته مشكلة عائلية ، لأنها حالة تؤثر سلبا على الطفل وعلى والديه ، بل قد تصيب الوالدين بنوع من الشعور بالإحباط والأسف الشديد ، ومن جهة فهي تصيب الطفل بنوع من الخجل أمام إخوانه مما يجعله مثار للسخرية والتندر بين إخوته ومن حوله . كما تسبب له شعور بالنقص وفقدان الشعور بالأمن الذي يؤدي إلى فشل دراسي والشعور بالذلة والخجل، والميل إلى الانزواء والنوبات العصبية وغير ذلك، وتؤدي هذه المشكلة بالطفل إلى العناد والتخريب والميل إلى الانتقام في محاولة للثأر من نفسه وتعويض النقص الحاصل في شخصيته وكثرة النقد وسرعة الغضب مما يسبب النوم المضطرب للطفل وكذلك الأحلام المزعجة وتدهور الحالة العصبية والنفسية.
من هنا كانت هذه مشكلة عائلية ( نفسية ) .. وأن التأخر في علاجها يشكل خطرا على نفسية الأسرة مكونة من الوالدين وأطفالهما .

• التعريف بالمشكلة:
التبول اللاإرادي من أكثر الاضطرابات شيوعاً في مرحلة الطفولة، وهو عبارة عن الانسياب التلقائي للبول ليلا أو نهارا ، أو ليلا ونهارا معاً لدى طفل تجاوز عمره الأربع سنوات ، أي السن التي يتوقع فيها أن يتحكم الطفل بمثانته.
ويمكن أن يكون التبول أوليا Primary ، بحيث يظهر في عدم قدرة الطفل منذ ولادته وحتى سن متأخرة على ضبط عملية التبول. أو يكون التبول ثانوياً Secondary ، بحيث يعود الطفل إلى التبول ثانية بعد أن يكون قد تحكم بمثانته لفترة لا تقل عن سنة. وفى بعض الأحيان يترافق التبول اللاإرادي بالتبرز اللاإرادي أيضا.
• أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال:
هناك عوامل نفسية واجتماعية وتربوية وفيزيولوجية مرتبطة بهذه المشكلة لدى الأطفال وهى كالتالي :
1. العوامل النفسية والاجتماعية والتربوية :
 الإهمال في تدريب الطفل على استخدام المرحاض لكي تتكون لديه عادة التحكم في البول.
 التدريب المبكر على عملية التحكم مما يسبب قلقا لدى الطفل.
 استخدام القسوة والضرب من قبل الوالدين.
 التفكك الأسرى مثل الطلاق والانفصال وتعدد الزوجات وازدحام المنزل وكثرة الشجار أمام الطفل.
 مرض الطفل ودخوله إلى المستشفى للعلاج.
 بداية دخول الطفل للمدرسة والانفصال عن الأم.
 الانتقال أو الهجرة من بلد لآخر أو من مدينة لأخرى.
 الغيرة بسبب ولادة طفل جديد في الأسرة.
 نقص الحب والحرمان العاطفي من جانب الأم.
2. العوامل الفيزيولوجية :
وتتمثل العوامل الفيزيولوجية في وجود أسباب تتعلق بالنوم العميق لدى الطفل، وعادة ما ترتبط العوامل الاجتماعية والتربوية والنفسية بالعوامل الفيزيولوجية في أسباب التبول اللاإرادي عند الطفل.
• كيف نتغلب على التبول اللاإرادي عند الطفل :
إن معاناة الطفل من هذه المشكلة تنعكس على حالته النفسية، فيصاب بالاكتئاب والإحراج بين زملاؤه ، ويشعر بالنقص والدونية ، ويلجأ إلى الانزواء والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية ، وقد يكون عرضة لسخرية
أخوته وزملاؤه فيثور بعصبية وقد يلجأ للعنف ، ومما يزيد من حالته توبيخ الأم له وتوجيه العقاب البدني مما يزيد ذلك من استمراره في التبول.
برنامج إرشادي ونصائح للأم لمساعدة الطفل في التخلص من المشكلة :
• توفير الأجواء الهادئة فى المنزل لإبعاد التوتر عن الطفل.
• توجيه الأخوة بعدم السخرية والاستهزاء من مشكلة الطفل.
• ضرورة مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الجهاز البولي عند الطفل.
• ضرورة الالتزام بالهدوء والتحلي بالصبر على مواجهة هذه المشكلة، وإشعار الطفل بالثقة في النفس وترديد عبارات الثناء والتشجيع بأنه قادر على التغلب على هذه المشكلة.
• مساعدة الطفل على النوم ساعات كافية بالليل ، وأن ينام بالنهار ساعة واحدة فقط ، لأن ذلك يساعد في التغلب على مشكلة عمق النوم.
• من الضروري أن يكون غذاء الطفل صحياً وخالي من التوابل الحارة أو من الموالح والسكريات.
• تشجيع الطفل على الذهاب لدورة المياه قبل النوم.
• تشجيعه على عدم تناول المشروبات الغازية والسوائل قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
• توفير أغطية وملابس داخلية بقرب الطفل وتشجيعه على القيام بتبديلها بمفرده في حالة التبول حتى يشعر بمسئوليته تجاه هذه المشكلة.
• إيقاظ الطفل بعد ساعة ونصف تقريبا من نومه لقضاء حاجته ، وتكرار ذلك بعد ثلاث ساعات من نومه.
• استخدام أساليب التشجيع اللفظي مثل " أنت اليوم ممتاز لأنك لم تبلل فراشك".
• نطلب من الطفل ونساعده في إعداد جدول أسبوعي يسجل فيه الأيام الجافة ، وذلك بمكافأة رمزية ( ملصق نجمة أو وجه باسم/ أو .. ) وكتابة ملاحظات أمام الأيام المبللة.
مثال لجدول تسجيل الليالي الجافة
اليوم الليالي الجافة الليالي المبللة ملاحظات المدعمات
السبت ممتاز مقلمة
الأحد غسل ملابسه الداخلية كتاب قصة
لاثنين ممتاز لعبة صغيرة
الثلاثاء رتب أغطية السرير علبة ألوان
الأربعاء غسل ملابسه الداخلية غذاء بمطعم
الخميس ممتاز كراسة تلوين
الجمعة ممتاز حضور حفل أو زيارة ملاهي

تقدم المكافآت المادية والمعنوية والمدعمات فقط بعد نجاح أسبوع متواصل على الأقل. وننصح الأم إذا وجدت نفسها بحاجة إلى مساعدة في علاج هذا الأمر فلا تترددي في مراجعة أخصائي نفسي والعيادة النفسية للأطفال.


إعداد/ د. عطا أحمد شقفة - علم النفس

Ata2030@hotmail.com
Ata2030@yahoo.com

الاثنين، 26 أبريل 2010

انواع الأمراض النفسية

أنواع الأمراض النفسية

البارانويا
كانت البارانويا في الماضي تعني الهذيان المزمن. ذلك أن مصطلح البارانويا مشتق من كلمة إغريقية. بيد أن هذا المصطلح، قد اتسع معناه فيما بعد ليشمل ما ينتاب المريض من أوهام تلاحقه.
ففي هذا المرض يسقط المريض مشكلاته على غيره من الناس، ويرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه. يقابل ذلك أن المريض يرى نفسه تارة أخرى في حالة من المرح والانشراح، والإحساس بالرضي عن الذات، وبالاعتقاد بالتفوق والشعور المفرط بالنشاط، ولكنه مع ذلك يدرك أنه تحت كابوس من التوهمات.
الزملة البارانوية
إن بنية الزملة البارانوية تنطوي في الغالب على:
أ ـ أوهام من ضروب شتى منها:
1 ـ اضطهاد الأذى.
2 ـ أوهام مرجعية.
3 ـ أوهام المؤثرات القسرية الخارجية.
4 ـ أوهام شبقية.
ب ـ أوهام إهتلاسية، وغالباً تشوبها الهلوسات الكاذبة. والمتغيرات البارانوية المتمثلة في التناذرات هذه تتجمع في أصناف منها مثلاً:
1 ـ التناذر الخالص وقوامه في الأساس أوهام منظمة.
2 ـ تناذر البارانويا الإهتلاسية.
3 ـ خبل البارانويا الاكتئابية، ويتخذ أشكالاً شتى منها مثلاً: اكتئاب قلقي أو اكتئاب القلق، أوهام المخاطر والمجازفات، أوهام الأتمتة الذاتية النفسية ... الخ.
البارافرينيا
إن الأعراض الأساسية لهذا التعقيد المرضي هي:
1 ـ حالة هوسية مصحوبة بأحاسيس من النشوة والانشراح.
2 ـ أوهام مصدرها الفنتازيا التخيلية ذات المحتويات المتعددة في مشاربها.
3 ـ هلوسات، وهلوسات كاذبة.
وهناك من يذهب إلى أن البارافرينيا هي شكل من الأشكال البارانوية المنبثقة من الفصام. ويمثل هذا المرض أيضاً نوعاً من أنواع الأوهام الخيالية الحشوية.
التخشب
والتخشب يتأتى أساساً من عدة أسباب منها:
1 ـ الشيزوفرينيا (الفصام).
2 ـ الذهانات التسممية.
3 ـ التهاب المخ.
4 ـ في حالات الإرجاع المختلفة، أو الحالات الردية كما يعبر عنها.
التناذرات الهيبفرينية
تغلب على المريض هيجانات غير متوقعة، فتراه مثلاً يقفز من فراشه أو من مكانه بشكل لا تسبقه مقدمات، يقفز على نحو مخيف، وتراه لأتفه الأسباب يهجم على من حوله من الناس، يمزق ملابسه، يبصق بشكل مقزز، كما تراه يتلوى وكأن به أذى في جسمه أحاط به، وتشاهده وقد قطّب وجهه وبدل ملامحه، وقبض كفيه... إلخ.
زملة توهم المرض
يلاحظ على المريض أنه يعتقد اعتقاداً راسخاً بأنه مصاب بمرض لا سيما جسمي. فيعتقد أن جسمه كله مسكون بالأمراض. لذلك فهو قلق على صحته إلى حد الهوس. وكل أفكاره وجميع مشاعره تتخللها هواجس بشأن صحته، وبشأن حياته. ولهذا يبدو المريض ساهماً واجماً، والسبب هو أن فكره مشغول بالأفكار الغامرة، لكنها أفكار ليست بمنتجة.
أعراض التدهور النفسي
ومن أبرز المظاهر التي تتخذها عوامل تدهور الشخصية:
1 ـ فقدان السمات الأساسية التي تتميز بها كل شخصية.
2 ـ هبوط في دوافع المرء للإندماج في المحيط الاجتماعي.
3 ـ صعوبة في التوافق النفسي، وتبلغ هذه الصعوبة، حد الاضطراب.
4 ـ إتلاف يصيب الجانب الفكري، ويدهور الذاكرة، وينتهي الإتلاف هذا بالخبل العقلي.
زملة الخبل
هناك عدة ملاحظات يمكن ملاحظتها في حالة زملة الخبل، من ذلك مثلاً: ضعف عقلي تام يصيب بالعطب كلاً من الانتباه، والكلام، والذاكرة، كما يعطب جميع ملكات التحليل، والتعميم، والحكم العقلي الناقد. والعطب ينشأ في الغالب عن خلل يصيب لحاء المخ.

زملة البلادة
من أعراض البلادة اضطراب ينتاب الشعور، فيصاب هذا بالخمول. فيكون شأن عرض البلادة هذا شأن كل من:
1 ـ الهذيان.
2 ـ النقص العقلي.
3 ـ حالات التيه.
وعلى هذا فإن الشعور هو أسهل منطقة يصيبها التأثير، لأن الشعور دائماً يلامس الواقع الموضوعي. ولأن الشعور هو أرقى محطات العقل البشري. ولأن الشعور أوثق اتصالاً بالنفس. وكل ما هنالك من أنماط في التغيرات التي تطرأ في الشعور ترتبط ارتباطاً وطيداً بما قد يحصل من انهيار أو عطب يصيب عمليات المخ. ولهذا فإن تآكل الشعور وتدهوره إنما يعكس رد فعل المخ بشكل عام ولما يصيبه من أذى أو تلف. لذلك فإن أحد مظاهر تدهور الشعور الرئيسية هي البلادة.
النقص العقلي
هناك نمط آخر من أنماط تدهور الشعور، ذلك هو النقص العقلي. وهذا المرض ينشأ نتيجة أسباب عدوى. فهو حالة من أمراض العدوى. إنه مرض يتمثل فيه الارتباط، والتشويش، وفيه يفهم المريض ما يعج به محيطه، وما تحفل به بيئته من تفصيلات كثيرة. بيد أنه يعجز عن تنظيم تلك التفصيلات في وحدة يسودها الواقع. يضاف إلى ذلك، فقدان أي إحساس بـ (الأنا) فهذه الأنا تصبح فاقدة لمعناها. يغلب على المريض الارتباك، وتظهر عليه ملامح الحيرة، ويلاحظ عليه أنه يرمق ما حوله بنظرات مخيفة، وتراه يحدق بوجوه الناس بارتياب، وعندما يلمح الأشياء من حوله بتلفظها بصوت مسموع وكأنه يعبر بذلك عن قابلية عاجزة مصدرها عقل قاصر عن التركيب. وبعكس زملة الهذاء، فإنَّ النقص العقلي في هذه الحالة يمكن أن يستمر لمدة أسابيع، وربما يدوم أشهراً عدة.
حالات التوهان
إن وضع الشخص الذي يكون في حالة توهان، هو أشبه بوضع الشخص الذي يسير وهو نائم: الشخص في حالة سرنمة. فالشخص النائم يأتي أعمالاً غريبة وسخيفة، إذ ينهض فيمشي على غير هدى، يتحسس الجدران بأصابعه ويديه، ويلقي بنفسه على مقعد في البيت، ويخرج أحياناً إلى الشوارع وهو لا يدري بما يقوم به، ولا يعي ماذا يفعل. كذلك هي حالة الشخص المريض المصاب بحالة التوهان. فهو يسير في نومه، ويقوم بأعمال بشكل آلي، لا توقظه ولا تنبهه حتى أعلى الأصوات.
وكذلك هي حالة الشخص المريض المصاب بحالة التوهان. فهو يسير في نومه. ويقوم بأعمال بشكل آلي، لا توقظه ولا تنبهه حتى أعلى الأصوات. وكذلك هي حالة الشخص المريض بالتوهان، فإنه يسير بشكل طبيعي، ولكن انتباهه مشدود إلى أشياء محددة وقليلة وضيقة، فلا يعير أدنى انتباه إلى ما يحيط به. فما من استجابة تصدر عنه، أو تبدر منه، إلى أي شخص يناديه. أنه يسير وكأنه في بيت من زجاج يعزله عما حوله، ولكن دونما انتباه لما يرى، ويراه غيره من الناس، ولكن وجودهم لا تأثير له فيما هو فيه من حالة توهان.
ذهانات الخرف المبكر والمتأخر
إن كرابلين يعد أول من وصف ذهانات الحزن المبكر.
وأراد به أن يشمل تلك الفئة من الناس الذين هم في الفترة الحرجة من نموهم من حيث الأعمار الواقعة فيما بين (45 ـ 55)من العمر وقد ذهب كثير من المختصين بالطب النفسي، إلى أن يقوم مصطلح الإكلينيكي لمصطلح ذهان الحزن المبكر إنما هو مصطلح عام وموسع، إذ هو يشتمل على:
1 ـ أمراض منفصلة عن الذهان فقط.
2 ـ الفصام المتأخر.
3 ـ الفصام الانتكاسي.
4 ـ الذهان الاكتئابي ـ الهوسي.
5 ـ الاستجابات الهستيرية الردية.
6 ـ أنواع أخرى ومن ضروب مختلفة مثل تصلب الشرايين الدماغية.
وذهانات الخرف المتأخر تحصل عادة في عمر متأخر كثيراً، وقد تطرأ فتصيب الأشخاص ممن هم فيما بين
(70 ـ 80) من العمر، وليس بالضرورة أن يصيب المرض كل شخص من المتقدمين في الأعمار. وقد يحصل المرض في أعمار أبكر. وأسباب المرض تنشأ بفعل مؤثرات بيئية خارجية، وأكثر ما تكون الأسباب ناجمة عن عدوى أو تسمم، ولكن يجب ألاّ تستبعد كذلك العوامل النفسية في إحداث المرض.
الصرع
إن الصرع مرض مزمن ينتاب المخ فيؤدي إلى تشنجات تختلف حدة وشدة، ويؤدي إلى اختلاجات تصيب الحواس، ويؤدي إلى اضطرابات نفسية، واضطرابات عقلية.
والصرع مرض يغلب انتشاره بين الناس وينقسم إلى مجموعتين رئيسيتين هما:
1 ـ الصرع الحقيقي وكان يدعى من قبل الصرع الأساسي.
2 ـ الصرع العرضي.
والصرع العرضي ينجم عنه عادة نوع واحد فقط من أعراض الصرع الرئيسي ألا وهو لزمة تشنجية مصحوبة بأعراض موضعية. واللزمة في هذا النوع من الصرع هي أحد أعراض الخلل والعطب الرخّي الكدمي الذي يصيب المخ، وقد يتمثل بورم، أو ينجم عن سفلس، أو ينشأ عن تسمم، وفي هذا النوع من الصرع تكون حالات الشذوذ النفسي، أقل ظهوراً مما هي عليه عادة في حالة الصرع الحقيقي، حيث تكون اللزمات في هذه الحالة أقل تردداً وأدنى تكرراً، فهي لا تحصل إلا مرة في كل شهرين أو في كل ستة أشهر، وإن التدهور العقلي يكون قليلاً جداً.
ويترتب على هذه اللزمة الصرعية نوعان من التشنجات العامة، هما:
1 ـ النوبة الصرعية الكبرى.
2 ـ النوبة الصرعية الصغرى.
الاضطرابات النفسية المصاحبة للأمراض الحشوية الجسمية
1 ـ تصلب شرايين المخ: إن تصلب الشرايين من الأمراض الشائعة والمزمنة. فهو يؤثر بشكل رئيسي على الشرايين. لذلك نجد أن الجدران الداخلية للأوعية الحشوية الناقلة للدم تثخن وتتصلب لوجود أنسجة حشوية داخلية متشابكة، ومما يساعد على ذلك أيضاً وجود البروتين بشكل مكثف فيتراكم في بلازما الدم.
ويترتب على تصلب الشرايين متاعب مرضية منها على سبيل المثال الوهن العصبي الناجم عن التصلب ومن علامات أعراضه الشائعة :
1 ـ التعب المستمر.
2 ـ التهيج وسرعة الغضب.
3 ـ البكاء وشدة الميل إليه.
4 ـ قلة النوم وملازمة الأرق.
5 ـ كثرة الصراعات.
6 ـ الدوار.
7 ـ كثرة الطنين في الأذن.
يلاحظ على بعض المرضى تغيير في ملامح سلوكهم، ويطرأ تغيير على معالم شخصياتهم فبينما كان الواحد منهم مثلاً يزهو بقوة فتوته وشدة عضلاته، إذا به بعد المرض ليستسلم للهون ويحس بالهوان. يضاف إلى ذلك عدم الاستقرار الانفعالي. ونجد الواحد منهم يتعرض إلى مواقف غريبة، فتراه مثلاً تغرورق عيناه بالدموع من غير داع جاد يدعوه إلى تلك الحالة.
وتضاعف هذه الاضطرابات بكثرة الشكوى المتلاحقة من هجمة النسيان المتزايد، وبخاصة لأسماء الناس، وأسماء الأقرباء، بل وأسماء أفراد الأسرة، ونسيان التواريخ، ونسيان الأرقام.
وأبرز علامات الوهن العصبي المصاحب لتصلب الشرايين هي تدهور القدرة على أداء العمل العقلي والجسمي، ولكن دون ظهور دلائل تشير، بعد إلى وجود نقص ملحوظ في الطاقة العقلية نفسها، لكن المريض يبقى محافظاً على ذكائه، ويستمر قادراً على أداء أعماله بمسؤولية عالية، علماً بأنه يشكو من تعب دائم وانحطاط في قواه البدنية. وتتعرض حالته الصحية إلى تقلبات شتى خلال اليوم الواحد، فهو مثلاً عند منتصف النهار يبدو عليه النحول والإعياء، فيحتاج إلى الخلود إلى الراحة، وبعد ذلك يتيقظ ويصبح بحالة طيبة تقريباً بحلول المساء.
2 ـ الاضطرابات النفسية المصحوبة بفرط التوتر: إن الاضطرابات النفسية المصحوبة بفرط التوتر يمكن أن تتضمن مراحل مختلفة منها مثلاً:
أ ـ المرحلة الوظيفية وفيها يعاني المريض عادة من عدة أعراض منها:
1 ـ دوار.
2 ـ صداع مستمر.
3 ـ تطاير شرر يمر أمام العين.
4 ـ سرعة التعب.
5 ـ سرعة التهيج وسرعة الغضب
6 ـ الاكتئاب.
7 ـ الأرق.
ب ـ مرحلة تخثر الدم والتصلب في الشرايين المخية:
يرتفع ضغط الدم ويبقى تقريباً مستمراً، إذ إن الضغط قد يتأرجح بين ارتفاع، وانخفاض، ويصحب ذلك تغيرات عضوية أخرى منها:
1 ـ تقلص في عضلات القلب.
2 ـ تقلص وصغر في حجم الكليتين.
3 ـ تقلص في الخلايا الموردة للدم إلى الدماغ.
ج ـ المرحلة النهائية:
في هذه المرحلة تكون الزيادة في الضغط خفيفة ويكاد يكون ضغط الدم مستتراً أما العلاج الوقائي لمثل هذه الحالات فيتلخص في:
1 ـ التحسين في العوامل البيئية وتلطيفها.
2 ـ إن الأشخاص الذين يعانون من فرط التوتر ينصحون بالابتعاد عن كل ضروب الإجهاد.
3 ـ الابتعاد عن أي نوع من أنواع الإثارة.
4 ـ المواظبة على التمارين الجسدية.
5 ـ مراعاة الشروط الصحية الخاصة بالغذاء المتوازن.
6 ـ الاحتراز عن الإمساك المعوي.
7 ـ الابتعاد عن التدخين وعن تعاطي المشروبات الضارة بالصحة.
8 ـ استشارة الطبيب عند الإحساس بأعراض المرض.
سفلس الجهاز العصبي المركزي
1 ـ سفلس الدماغ والذهانات الناجمة عن مراحله المبكرة:
إن الوهن السفلسي أو الوهن العصبي ينشأ ويتطور عادة بصورة سريعة بعد الإصابة بمرض السفلس مباشرة.
ولا يكون المؤثر الرئيسي في هذه الحالة على الصحة مرض السفلس وحده، بل تضاف إليه مضاعفات نفسية، فيكون المرض على الإنسان مزدوجاً. وتتمثل أعراض ذلك عادة في الحالات التالية:
أ ـ اضطرابات في النوم.
ب ـ الاستسلام للغضب لأبسط الأسباب وسرعة التهيج.
ج ـ تدهور في قوة الذاكرة.
د ـ الصداع المستمر.
هـ ـ الإحساس بالتوعك الدائم.
و ـ الشعور السريع بالتعب لأقل إجهاد.
2 ـ الحبل السفلسي والشلل الكاذب السفلسي:
من الأعراض التي تدل على ذلك المرض صداع دائم يصحبه انخفاض في النشاط الحيوي عند المريض، ويضاف إلى ذلك اضطراب سلوكي، وتدهور متزايد في الذاكرة.
ويضاف إلى ذلك تفكك في قدرة العقل على التركيب والربط المنطقي بين الأشياء وعدم القدرة على التعامل مع أبسط الأرقام.
وفي مثل هذه الحالات من الذهانات السفلسية، تنشأ هناك عند المريض ضروب شتى من الأعراض الصوتية الخاصة بالنطق والكلام، منها:
أ ـ حصول العجز عن رد المعاني إلى أصولها.
ب ـ حصول الحبسة الكلامية.
3 ـ الهلاس السفلسي وحالة البارنويا:
إن سفلس الدماغ يصحبه في بعض الأحيان هلاس، ويتسم في الغالب:
أ ـ بالهلوسات.
ب ـ بحالات برانويا.
ج ـ بأفكار وهمية .
د ـ بإحساسات بالاضطهاد.
إن مرض الهلاس يكون نموه عند المريض ببطء حتى يستفحل أمره. وتتسم بداياته بعد ظهور ما ينم على وجوده في شخصية المصاب به، وإن كان يبدأ أحياناً يتشكك أحياناً بوجود أصوات تناديه، وأصوات تنعته بالشتم والسباب ويظن في بعض الأحيان ظنّاً راسخاً بأن أناس الجيرة وزملاءه في العمل يكيدون له.
وفي النهاية تتطور حالته إلى الأسوأ، فتتفاقم عند المريض الأوهام، وتزداد الاضطرابات الذهانية.
4 ـ الشلل العام المتزايد:
إن الشلل العام المتزايد الذي ينجم عن السفلس، مرض عقلي مزمن وحاد، يرتبط ارتباطاً مباشراً بعملية تدمير مباشرة أيضاً ووثيقة الصلة بتكون الدماغ.
وخلال مرحلة تفاقم الشلل العام تظهر على المريض أعراض شتى منها:
أ ـ حصول صداعات دائمة.
ب ـ حصول تدهور ظاهر في الذاكرة.
ج ـ حصول البرود الانفعالي والعاطفي إزاء كل شيء في البيئة.
د ـ ظهور علامات الخبل.
هـ ـ استمرارية الاكتئاب.
و ـ عدم الاكتراث للأمور الأخلاقية العامة.
ز ـ حصول هوس العظمة.
ح ـ حصول ضعف عام في الطاقة الجسمية والنفسية.
ط ـ فقدان القدرة العقلية على التعامل مع أبسط الأرقام الحسابية.
الاضطرابات النفسجسمية
إن أي مرض جسمي يصيب عضواً من أعضاء الجسد أو أي نظام في الجسم كله، إلاّ ويتداعى سائر الجهاز العصبي المركزي فيستجيب لذلك المرض الذي حلّ بجزء معين من الكيان العضوي للإنسان، وذلك استجابة للعملية المرضية الطارئة أو المزمنة.
1 ـ اضطرابات نفسية مصحوبة بأمراض عضوية:
يحصل هناك اضطرابات نفسية ـ عصبية، ملازمة لأمراض عضوية وهمية، ولأمراض قلبية، ولأمراض تصيب الكليتين.
ففي حالات أمراض القرحة، مثلاً، تظهر على المريض أعراض الوهن النفسي وتصاحبه أعراض نفسية أخرى.
وفي حالات خمور الكبد نتيجة للإصابة المرضية، تشتد معه الأزمات النفسية الحادة إلى حد تفاقم الهذيان إلى حد الخطورة.
ولا يقتصر الأمر على هذا القدر من الاضطرابات، بل إنه في كثير من الأمراض التي تنتاب الكليتين التي يطلق عليها الأمراض أو الالتهابات الكلوية نجد المريض يشكو من أعراض وعاهات شتى منها على سبيل المثال:
1 ـ الصداعات المزمنة.
2 ـ الدوار.
3 ـ الإحساس بالتوعك المحض.
4 ـ اضطرابات انفعالية لا تطاق.
وفي حالات تسمم الدم ـ عند احتباس الفضلات في داخل خلايا الجسم ـ تظهر هناك عند المريض:
1 ـ اضطرابات في حركات الجسد.
2 ـ هلوسات بصرية واضحة.
3 ـ هذيان شديد.
وثمة أمراض أخرى نفسية ـ جسمية، أو جسمية ـ نفسية، مما يبرهن على مدى التماسك بين الصحتين النفسية ـ الجسمية، والجسمية ـ النفسية. مثال على ذلك الغدة الدرقية، فإن زيادة إفرازاتها أكثر من الحد الطبيعي لها، يؤدي إلى تسمم الجسم واختلال وظائفه وفضلاً عن ذلك، فإن تسمم الغدد الدرقية يمكن أن يترتب عليه:
1 ـ هذيانات.
2 ـ أحاسيس اضطهادية.
3 ـ هلوسات.
4 ـ هيجانات هوسية.
وهذه كلها تصاحبها حالات وأعراض واضطرابات نفسية متزايدة.
الاضطرابات النفسية الناجمة عن الأمراض الإشعاعية
إن ما ينجم عن الإشعاعات، ومخاطرها على الإنسان، وما يتعرض له من جرائها من اضطرابات جسمية وعصبية، ونفسية، يتوقف على مقدار الإشعاع وكميته ومدة التعرض له، كما يتوقف الأمر على الحالة الصحية والبنية الجسمية التي يكون عليها المصاب قبل تعرضه للإصابة بالإشعاع.
وقد أظهرت الدراسات العديدة التي أجريت على أناس تعرضوا لإشعاعات ضارة، أن هناك أنواعاً من الأمراض النفسية تنجم عن تلك الإشعاعات فمن هذه الأمراض مثلاً:
1 ـ ظهور حالات الوهن النفسي والعصبي.
2 ـ ظهور حالات الهذيان.
3 ـ بروز حالات من الذهول.
4 ـ تأثر الجهاز العصبي المركزي بشكل عام.
5 ـ حالات من الاكتئاب تبقى ملازمة للأفراد الذين تعرضوا لتلك الإشعاعات.
الاكتئاب
إن من الطبيعي أن يشعر الإنسان بشيء من الأسى والحزن عندما يواجه مشكلة في حياته، كوفاة قريب أو سفر أحد عزيز بينما الاكتئاب مرض نفسي يختلف عن هذا الحزن الطبيعي.
حيث نجد المريض بفقد الرغبة والمتعة بكل شيء من طعام وهوايات حتى يصل لمرحلة لا يريد فيها حتى مجرد الكلام. ويشعر بفقدان الطاقة وضعف القدرة على الانتباه والتركيز، فلا يعود مثلاً يذكر ما يدور من حوله من أحداث من يوم لآخر.
ومن مظاهر الاكتئاب الشديد الشعور بفقدان القيمة الذاتية، والشعور بالذنب دون سبب، أو لمجرد أسباب واهية صغيرة. وقد يشعر المريض الشديد الاكتئاب بأنه هو سبب مرضه.
ويضطرب النوم عند المكتئب بحيث قد يصعب عليه النوم وإذا نام استيقظ مبكراً جداً دون أن يستطيع متابعة نومه.
ويشعر المكتئب بالتشاؤم واليأس وفقدان الأمل. ويتشاءم من نفسه والآخرين والحياة بشكل عام.
يتسم هذا المرض بعدة مظاهر تبدو على المريض منها:
1 ـ حالة من القنوط.
2 ـ العبوس الذي يتملكه.
3 ـ التعاسة التي تبدو ظاهرة عليه.
4 ـ قلق حاد.
5 ـ هبوط في المعنويات النفسية.
6 ـ فقدان الشخصية.
7 ـ تفكك الشخصية.
8 ـ عدم القدرة على تحديد ما يريده المريض.
9 ـ صعوبة في التفكير.
10 ـ كساد في القوى الحيوية والحركية.
11 ـ هبوط في النشاط الوظيفي.


الهوس
إن الهوس عبارة عن حالة معاكسة لما عليه الاكتئاب، فبدل الحزن تكون الفرحة والبهجة والانشراح.
ولكن هذه الحالة هي أكثر من سرور طبيعي وانشراح عفوي. فالهوس من الأمراض العاطفية المزاجية.
من العلامات الأولى لهذا المرض، أن يصبح المصاب مفرط الحركة والنشاط والانفعالية والتهيج.
فقد كان يتحدث في الماضي بأسلوب معين فإذا به يتحدث بسرعة أكبر من أسلوبه الاعتيادي متفاخراً بإنجازاته وخططه ومشاريعه المستقبلية.
ورغم أنه من المعتاد أن يكون لطيفاً يشوق الناس لصحبته، إلاّ أنه قد يكون سريع إضطراب المزاج، وقد يصل لدرجة الغضب أو العدوانية، وخصوصاً إذا تمت مقاطعته أو مخالفته في رغباته أو منعه من تحقيقها.
ونجد أن المريض قد أهمل مظهره الذاتي، فلا عناية بنفسه ولا طعام ولا نوم، وقد يصل لحالة شديدة من الانهماك والتعب. والتي قد تنتهي بالإغماء والتعب الشديد.
ويفقد المهووس السيطرة على كبح جماحه، ولذلك يبدو وكأنه غير منضبط أخلاقياً، وتذهب عنه الحشمة والحياء، فيستعمل الكلمات البذيئة، وقد تكون لأحاديثه مدلولات جنسية.
وقد يتدخل في قضايا من لا يعرف من الناس، فيسألهم أسئلة خاصة تتعلق بهم، وكأنه من المقربين إليهم.
وقد يلقي الفكاهات والنكت ويحاول أن يضحك الناس.
وأحياناً قد يتحرش بالآخرين بشكل فاضح وقليل الحياء، أو قد يكشف عورته بشكل غير لائق. كل هذه التصرفات الاجتماعية لا تنسجم عادة مع سلوكه وشخصيته السابقين للمرض.
القلق النفسي
إن القلق الطبيعي هو الذي نشعر به عندما نتعرض لأزمة خارجية شديدة، كفقد الوظيفة أو العمل، أو مرض أحد الأولاد والصعوبات الزوجية. وقد يسمى هذا القلق الطبيعي انشغال البال أو الهم الذي يصيب الإنسان في ظروف صعبة وشديدة.
ويتجلى القلق من خلال نوعين من الأعراض، جسدية ونفسية. وتحدث هذه الأعراض معاً وبوقت واحد، وإن كان بعض الناس قد ينتبه إلى نوع واحد من هذه الأعراض الجسدية أو النفسية دون النوع الآخر.
والأعراض النفسية للقلق تتمثل في ما يشعر به الإنسان من الخوف والتوتر والاضطراب والانزعاج وعدم الاستقرار النفسي.
وتتمثل الأعراض الجسدية للقلق بالتوتر العضلي والرجفة أو الارتعاش وربما الآلام والشعور بعدم الراحة الجسدية.
توهم المرض (المُراق)
ويتمثل المراق بالتوهم بوجود مرض ما، على الرغم من عدم وجود هذا المرض حقيقة. ومهما قام الطبيب بالفحوصات والتحليلات وصور الأشعة، ومهما أكّد للشخص بأنه ليس مصاباً بمرض ما فإن هذا الشخص يبقى يشعر ويتوهم بأنه مريض في عضو من أعضاء جسمه. ويشعر هذا المريض أن لديه أعراض مرض ما رغم تأكيد الطبيب المتكرر بعكس هذا.
وقد يشعر هذا الإنسان ببعض الاطمئنان لسلامته وصحته لمدة قصيرة، ولكن سرعان ما يعاوده الشك، وتعود إليه مخاوفه بأنه مريض.
وقد تصل قناعة المريض بمرضه لحد يفضل المصاب فيها الانتحار، على أن يكون ضحية هذا المرض المتوهم الخطير الذي لا وجود له.
وفي بعض الحالات الشديدة من المراق قد يصل الأمر إلى صورة من حالات الذهان الشديد، كما هو الحال في مرض الفصام. وفي هذه الحالة تكون شكوى المريض وقناعته بوجود المرض لها طابع غريب، فمثلاً يشعر المريض أن أمعاءه مقلوبة، أو أن قلبه قد انتقل من مكانه إلى مكان آخر داخل جسده، أو غير ذلك مما يتوهمه.
وقد يكون المراق للإنسان الذي لديه انشغال بال واهتمام زائد بصحته الجسدية، فهو يقضي كل تفكيره ووقته وربما أمواله للعناية بجسده وصحته العامة، والخطر أن يصل الأمر إلى حد يفقد معه اهتماماته الأخرى بالحياة، ولا يعود يشغل باله إلا بصحته.
ـ إن حالات المراق تتمثل في أشخاص يعتقدون بوجود المرض، بينما لا وجود في الحقيقة لهذا المرض.
ومن البديهي أن يقال أن هؤلاء لا بد وأنهم يحتاجون إلى إجراء الفحوصات والتحليلات المطلوبة للتأكد من عدم وجود هذا المرض، ولكن في نفس الوقت، يجب أن لا تجري هذه الفحوصات والتحليلات على مدى الحياة، ولا بد أن يوضع حد لهذه التحريات.
وهنا تظهر خبرة الطبيب في معرفة متى يفحص المريض ومتى لا يفعل ذلك كي لا يتم ازدياد الوهم مع الاختبارات المتكررة.
الرهاب النفسي
هو عبارة عن حالة شديدة من الذعر أو الخوف يعتري الإنسان بحيث لا يستطيع السيطرة عليه، ولا يستطيع الآخرون التخفيف من حدته عن طريق تطمين المصاب بأن الأمر غير مخيف بالشكل الذي يبدو عليه أو يتصوره.
وتكون ردة الفعل عادة من هذه الرهبة الشديدة تجاه أمر ما، غير متكافئة أو منسجمة مع ما يحدثه هذا الأمر من الخوف أو الرهبة. وتراه يتجنب هذا الأمر المخيف مهما كان الثمن.
فنجده يؤثر في مجرى حياة الإنسان ونشاطه اليومي. فالخوف والرهاب من القطط مثلاً يدفع صاحبه لتجنب الأماكن العامة، وكذلك تجنب الزيارات الاجتماعية.
ويمكن أن يتعدى الخوف إلى غيره من الأشياء ذات الشبه أو العلاقة بهذا الشيء الأول.
فالمصاب بالرهاب من الطيور، قد يمتد عنده الرهاب ليشمل الخوف من كل شيء له ريش كريش الطير. فمجرد الريشة الصغيرة قد تذكر المصاب بالطيور.
الوسواس القهري
يتمثل الوسواس في ورود أفكار وخواطر على ذهن الإنسان رغماً عنه، مع علمه بأن تلك الأفكار سخيفة وليست منطقية إلا أنها تستمر في غزو ذهنه، مما يسبب الانزعاج الشديد.
وهناك نوعان رئيسيان لمرض الوسواس القهري:
ويتمثل النوع الأول في الأفكار الو سواسية، حيث تتكرر هذه الأفكار على ذهن المصاب، وهو لا يقدر على دفعها. فهي أفكار تقهره، فهي تحشد نفسها في ذهنه رغماً عنه.
ويتمثل النوع الثاني بشعور المريض برغبة ملحة للقيام ببعض الأعمال السخيفة أحياناً وغير المنطقية، أو يشعر بالدافع الشديد ليكرر عادات معينة.
الهستيريا
إن مرض الهستيريا من الأمراض النادرة الحدوث، وخاصة في المراحل المتقدمة في العمر. وهي تصيب النساء أكثر من الرجال.
وأعراضها تظهر بعدد من الطرق والأشكال. فمن أشكالها ما يسمى عادة بالهستيريا التحولية، وهي عبارة عن فقدان إحدى الوظائف الحركية أو الحسية للجسم، حيث يظهر على المريض شلل بعض الأطراف كالذراع أو الساق، أو يشكو من بعض الآلام أو الرجفان أو الارتعاش أو غيرها من الأعراض، ولكن دون وجود مرض عضوي جسدي يفسِّر هذه الأعراض.
ومن أشكالها أيضاً ما يسمى بحالات المفارقة، وهي زوال إحدى الوظائف النفسية أو أكثر.
كفقدان الذاكرة الكامل، حيث يبقى المريض في كامل وعيه وإدراكه ولكنه يقول: إنه لا يستطيع أن يتذكر شيئاً عن حياته الخاصة وماضيه، وحتى هويته الذاتية من اسم وعمر وعنوان السكن، ورغم الفحص السريري فإننا لا نجد أي مظهر من مظاهر الأمراض الجسدية، والتي يمكن أن تفسر ما حدث. وفقدان الذاكرة بهذا الشكل يختلف عن مجرد ضعف الذاكرة.

اضطرابات الشخصية
لقد عرفت منظمة الصحة العالمية الاضطرابات الشخصية بالتالي:
«اضطراب الشخصية، هو نمط من السلوك المتأصل السيئ التكيف، والذي ينتبه إليه عادة في مرحلة المراهقة أو قبلها. ويستمر هذا السلوك في معظم فترة حياة الرشد، وإن كان في الغالب أن يصبح أقل ظهوراً في مرحلة وسط العمر، أو السن المتقدمة. وتكون الشخصية غير طبيعية، إما في انسجام وتوازن مكوناتها الأساسية، أو في شدة بعض هذه المكونات، أو في اضطراب كامل عناصر الشخصية، ويعاني بسبب هذا الاضطراب، إما صاحب هذه الشخصية، أو الذين من حوله، ولذلك تكون هناك آثار سلبية لهذه الشخصية المضطربة على الفرد، أو على المجتمع من حولها».
1 ـ الشخصية الزورية الشكية: صاحب هذه الشخصية يعتبر نفسه مركز الأحداث من حوله، ويعتبر نفسه شديد الحساسية للآخرين، ويشك كثيراً في أعمالهم ونواياهم، حتى الأعمال العادية اليومية البريئة التي يقوم بها الناس نجده يفسرها على أن المقصود منها الإساءة إليه واحتقاره.
2 ـ الشخصية غير المستقرة: صاحب هذه الشخصية يتعرض إلى صعوبات في التكيف مع الحياة الأسرية، والحياة الزوجية والمدرسة والعمل، ونجده في حال انتقال من عمل لآخر فلا يستقر على حال.
3 ـ الشخصية الشديدة الحساسية: صاحب هذه الشخصية يميل إلى الشعور بالألم لأتفه الأسباب، حيث يتولد لديه شعور وكأنه قد طعن من قبل الآخرين بالرغم من أن عمل الآخرين لا يوجد ما يشير فيه إلى أنه قد أسيئت معاملته ومع ذلك فهو يطيل التفكير والتأمل في الحوادث المؤلمة التي مرت به ويصعب عليه تجاوز هذه الحالة النفسية والخروج منها.
4 ـ الشخصية القلقة: صاحب هذه الشخصية في قلق دائم ومستمر حتى ولأتفه الأسباب. فباله مشغول ويقلق للأمور، وحتى قبل وقوعها وبوقت طويل، وكأنه لا يرى في الأيام المقبلة إلا المشاكل والصعوبات.
5 ـ الشخصية الو سواسية: صاحب هذه الشخصية تتفاوت خصاله الو سواسية بين الشعور بضرورة الدقة المتفانية الزائدة، وانشغال الضمير الزائد، وبين الاهتمام المفرط في الدقائق الصغيرة للأمور. وهذه الشخصية تحب الروتين المألوف في الأعمال، وتكره الأمور المستجدة حيث يصعب عليها التكيف معها حيث ترفض هذه الشخصية كل جديد. يكون الشخص الموسوس منظماً ومرتباً حيث يصعب عليه أن يتحمل شيئاً ليس في مكانه الصحيح وقد يكون ناجحاً في أعماله, إنه دقيق ومثابر، إلاّ أنه يفتقد الليونة في عاداته اليومية.
6 ـ الشخصية الشديدة الخجل:
إن صاحب هذه الشخصية ضعيف الثقة بنفسه، وينقصه الحزم في الأمور، وهو يدرك ما يشعر به من غضب أو انزعاج إلا أنه يجد صعوبة في التعبير الكلامي عن هذه المشاعر، وحتى لأقرب الناس إليه أو للطبيب.
7 ـ الشخصية الهستريائية: إن صاحب هذه الشخصية بحاجة دائماً لجذب انتباه الآخرين من حوله. وهو يعرض الأمور بشكل انفعالي مبالغ فيه، وكأنه يمثل على خشبة المسرح، وهو يريد أن يكون دوماً محط تسليط الأضواء، وهو يتلاعب بالناس والظروف من حوله من أجل الحصول على انتباه الآخرين وعطفهم.
8 ـ الشخصية العاطفية والمتقلبة المزاج: إن صاحب هذه الشخصية يتصف بأنه منطلق، ومتفائل وقليل التحفظ، وهو متمكن من التعبير عن نفسه، وقادر على إقامة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين بسهولة.
إلا أن هذه الشخصية تتقلب بشكل دوري بين الاكتئاب الخفيف من جهة، والابتهاج والسرور من جهة أخرى.
9 ـ الشخصية الفصامية: إن صاحب هذه الشخصية يميل إلى الخجل الشديد، ولديه صعوبات في إقامة العلاقات الاجتماعية أو الحفاظ عليها، وهو متحفظ عادة. وهو يفضل الانعزال بنفسه، وخاصة في وقت الصعوبات والأزمات. وفي الغالب يكون أخرقاً وتعوزه الرشاقة وحسن التصرف وهو يتجنب المنافسة مع الآخرين.
10 ـ الشخصية الانفجارية: إن صاحب هذه الشخصية يُشخَّص بأنه عدواني ولا اجتماعي. ويتميز بضعف السيطرة على انفعالاته وعواطفه وبعدم الاستقرار العاطفي إضافة إلى أنه يفقد السيطرة على نفسه، فتنتابه نوبات الغضب الشديد والعدوانية للأشخاص أو الممتلكات أو الأثاث.
الفصام النفسي
إن صاحب الفصام يشعر بأن بعض الأفكار قد حشرت في ذهنه من قبل قوة خارجية، بشرية أو غيرها.
أو أن بعض أفكاره قد سحبت وأخذت من رأسه من قبل هذه الجهة الخارجية. وقد يشعر بأن الآخرين يستطيعون أن يعرفوا ماذا يدور في ذهنه.
وقد يصل إلى حد يسمع فيه أفكاره، وكأنها تصدر من آخرين قبل أن يفكر هو فيها أو تخطر في باله. بالإضافة إلى أنه قد يسمع بعض الأصوات تحوي مضموناً ناقداً للمريض مهدداً له.
وفي بعض الحالات يصاحب هذه الإهلاسات السمعية أهلاسات بصرية، حيث يرى المريض أشكالاً وهمية خيالية لا وجود لها.
وتكون عند المريض متاعات وأفكار خاطئة يتمسك بها رغم الجدل والنقاش فلا يتخلى عنها.
ويسبب الفصام صعوبات كثيرة للذين يعيشون مع المريض من أهل وأصدقاء.
القهم والنهام العصابي
إن هذه الأمراض تصيب عادة المراهقات من الفتيات والشباب الصغار. والنسبة الكبرى للفتيات حيث إن المصابات بهذا المرض من الفتيات نسبتهم أكثر من 90%. وقد تختلف هذه النسبة من مجتمع إلى آخر.
والغالب في بداية هذا المرض من خلال المظاهر المعتادة عند الفتيات الاهتمام بالحمية لإنقاص الوزن، لأن الفتاة تعتقد أنها زائدة الوزن وبعد مدة تبدأ المريضة تفقد السيطرة على سلوكها، فتأخذ الحمية طابعاً مرضياً غير سليم.
وتسيطر على المريضة أفكار الطعام، والتغذية والحمية والجوع، وهذا يؤدي إلى ضعف التركيز.
وتظهر عليهن مظاهر سلوكية غريبة كإخفاء الطعام، ورغم عدم تناول المريضة للطعام إلا أنها تستمتع جداً بطهي الطعام وإعداد الموائد للآخرين. وتصاب المريضة عادة باضطراب وتشوه في مخيلتها عن نفسها، فهي تحمل في ذهنها صورة عن نفسها بأنها مفرطة السمنة، حتى عندما يكون واضحاً جداً أنها هزيلة ناقصة الوزن.
مع تحيات- د/ عطا أحمد شقفة –علم النفس .

الأربعاء، 3 مارس 2010

تقبل اللأخر

بسم الله الرحمن الرحيم

تقبل اللأخر





" لا تغضب عندما لا تستطيع أن تغير الآخرين كما تريدهم أن يكونوا ،،،،، لأنك في الواقع تجد صعوبة في أن تغير نفسك كما تريد أن تكون ……. "



الآخر أو الآخرون ......هي فكرة أساسية للفلسفة الأوروبية الحديثة، ومضادة لمعنى فلسفة الذات. وتشير أو تحاول الإشارة إلى كل ما هو غير المحور المقصود. والمصطلح غالبا ما يعني أيضا كل ما هو غير النفس المستقلة، بمعنى كل ما هو غير نفسي أنا، يُعد من "الآخرين"، وكل فرد فيهم يطلق عليه مصطلح "الآخر". و"الآخر" هنا تعني أيضا أنه كل ما هو مختلف عن الأصل.

والأخر هنا إما شخصا أو مجتمعا أو ثقافة، أو حزبا أو تنظيما أو فكرا أو منهجا ......الخ....

وسيتم التركيز هنا على الإنسان مقابل الإنسان ....

فكرة الآخر

التفسير الشخصي لمعنى "الآخر" هو من صلب تعريف وتكوين الذات أو النفس حسب (فلسفة النفس) حيث تحدد الفرو قات النسبية بين النفس والكيان "الآخر". وقد استخدم علم الاجتماع هذا المفهوم لفهم المنهجية التي تستثني المجتمعات بعض فئاتها على أنها من "الآخرين" الذين يتصفون بصفات دونية لا تمكنهم من الاختلاط معهم. وعلى سبيل المثال، ورد في كتاب إدوارد سعيد "الاستشراق" تفسيرات تبين كيف مارست المجتمعات الغربية خصوصا إنجلترا وفرنسا هذا المفهوم بهدف السيطرة على "الآخرين" في الشرق.

كما أن مفهوم "الآخر" عنصر أساسي في فهم وتشكيل الهوية، حيث يقوم الناس بتشكيل أدوارهم وقيمهم ومنهج حياتهم قياسا ومقارنة بالآخرين كجزء من منهجية التفاعل البيني التي لا تحمل بالضرورة معان سلبية.

إن الثقافة (هي معرفة شيء من كل شيء) حين أمعن النظر في هذا التعريف أجده يعني الثقافة بمعناها الكامل ، حيث أن المثقف لابد له أن يتعرف ويعرف كل شيء ولو بالفهم البسيط أو القليل اليسير مما يقع تحت متناول يده... ألا أنني حين أعيد النظر في واقعنا أجد بأننا وهذه حقيقة كثيرا ما واجهتها وأتعبتني نفتقر إلى ثقافة نحن أحوج إليها من غيرها من الثقافات ألا وهي ثقافة تقبل الأخر بكل ما هو عليه من مبادئ وأفكار وقيم ومعتقدات وأهداف إن كان لا يضرنا.... بذلك أرى بأن الشعوب تستطيع أن تنهض بنفسها وتشق طريقها نحو الأفضل حيث أن جل ما نحتاج إليه هي أن نتعامل مع الآخرين على نحو أنساني رحب..... أي التعامل برابطة العقل البشري أي أن لكل إنسان همومه ومشاكله وأفراحه وخصوصياته،،،، بعيدا عنها أتعامل معه فقط كإنسان له آرائه ووجهات نظره التي تقبل الصحة والبطلان أنهل منها مايفيدني واتفق مع مبادئ وأهمل مالا يتفق معها.... وأحترمه كإنسان.... أشترك معه بالعقل الذي وهبنا إياه الله سبحانه وتعالى وكذلك بالمشاعر والوجدان والضمير وأن كان على تفاوت ....

لذلك نحن نحتاج إلى التعامل بإنسانية اكبر,,,, وذلك باحترام للآخر وتقبله واحترام أرائه ووجهات نظره ولنا الحرية في قبولها أو رفضها دون المساس بشخص الإنسان ورفضه ....أنما اقبله وأحبه وأتعامل معه كإنسان حين اختلف معه في الآراء ...من هنااااااا..... أتمنى ومن صميم قلبي أن نحب بعضنا البعض وان نتجرد من كل نزعة عنصرية تزمتيه مذهبيه طائفية,,,, وان نتعامل على النحو الإنساني بتقبل احدنا للأخر واحترامنا المتبادل...

قبل الخوض في موضوعنا الرئيس ألا وهو تقبل الأخر يجب أن نتعرف على الشخصية الانسانيه وهى الشخصية التي يتسم بها الآخر ، فلنلقى نظرة ربما نجد الأخر يحمل إحداها، أو قد نكون نحن نتصف بها....

تعريف الشخصية وأنواعها

ما هي الشخصية؟

هي سلوك متأصل في نفس الفرد مستمد من موروثة الجيني والتربوي يتميز به كل فرد عن من سواه .بمعنى أن هناك استعداد جيني لدى الفرد لانتهاج سلوك معين في الحياة يتزاوج مع أسلوب التربية في فترة الطفولة والمراهقة فينتج الفرد بسماته المختلفة (مثلاً حساس، شكاك، عنيف، نرجسي، متردد). ولا يقتصر التأثير غير الجيني على أسلوب تربية الوالدين وإنما تتأثر شخصية الفرد بأفكار المجتمع المحيط به وحديثًا بأفكار العالم الواسع الكبير.

من الإنسان السوي (الشخصية السوية) ؟ لا يوجد تعريف ووصف محدد في كتب علم النفس والطب النفسي للإنسان السوي. وإنما وردت صفات النفوس غير السوية فمن لا يتصف بها بشكل جلي فهو أقرب إلى السواء. وتزداد درجة السواء لدى ذلك الإنسان كلما كانت تلك السمات غير السوية أقل ظهورًا عنده.

وهناك تعريف إحصائي للشخصية السوية وهو: «أن الشخصية السوية هي ما يتفق المجتمع عليها أنها الصورة المرضي عنها سلوكًا وفكرًا ومشاعرًا "..

ما هو اضطراب الشخصية (الشخصية غير السوية) ؟

هي نمط من السلوك والخبرات الشخصية لدى الفرد تختلف وتشذ عن ما يتوقع من مثله في مجتمعه. ويتمثل ذلك في:

• غرابة طريقة تفكيره في ذاته والناس والأحداث من حوله أي في طريقة تقويم الأحداث والمواقف.

• عدم اتزان مشاعره وانفعالاته (المشاعر ليست متناسقة مع الحدث إما زيادة أو نقصانًا(.

• اضطراب القدرة في ضبط الذات وفهم حاجاته وواجباته مقابل حاجات الآخرين.

• اضطراب تعامله مع مَنْ حوله نظرًا لانطلاقه في ذلك من سمات شخصيته (مثال: الشك الشديد، التشاؤم الشديد، الحساسية المفرطة(.

ويتمثل اضطراب الشخصية في تدهور إنتاجية الفرد الوظيفية أو الزوجية أو الاجتماعية أو الدراسية. وتزداد درجة التدهور تلك كلما كانت الشخصية مضطربة بدرجة أكبر.

أنواع الشخصيات غير السوية

حسب التعريف الطبي النفسي؛ فإن أنواع الشخصيات غير السوية هي كما يلي: (الشخصية

الفصامية ، الشخصية شبه الفصامية ، الشخصية الحدية ، الشخصية الهستيرية ، الشخصية

النرجسية ،الشخصية السيكوباتية. الشخصية الاكتئابية ، الشخصية التجنبية ، الشخصية ،الاعتمادية، الشخصية الو سواسية،الشخصية العدوانية ،الشخصية السادية ، الشخصية المازوخية).وغيرها من الشخصيات الأقل أهمية. الجدير ذكره أن هذه الشخصيات المضطربة توجد كل واحدة منها لدى 1- 3% من البشر أما سماتها دون حد الاضطراب فهي موجودة عند الكثيرين بدرجات مختلفة كما قد توجد سمات أكثر من شخصية لدى فرد واحد. سنتناولها هنا بشيء من التفصيل :

الشخصية الفصامية:

تتسم هذه الشخصية بالانطوائية والعزلة والانفصال عن الواقع وعدم الرغبة في العلاقات الحميمة، والميل إلى الأنشطة والهوايات الفردية ولا يتأثر عادة بنقد الآخرين كما يتصف ببرودة المشاعر والانفعالات.

ونظرًا لسمة العزلة الأساسية في هذه الشخصية لذا فإن أصحابها لهم أساليبهم التفكيرية الخاصة؛ لأنهم يستمدون أفكارهم مما يقرؤه ومما تملي عليهم آراؤهم أكثر من تواصلهم مع الآخرين لأن البنية النفسية لديهم لا ترغب بالخُلطة بل تستمتع بالوحدة.

الشخصية شبه الفصامية:

تتسم بغرابة الأطوار واضطراب إدراك الواقع وعدم سلوك نمط محدد في حياته بل هو الإنسان الذي لا يتنبأ بما قد يفعل أو كيف يفكر في أي مستجد.أفكاره خيالية بعيدة عن الواقع كما أن سلوكياته تشذ عن مثل من يحيا مثل ظروفه. هذا الفرد في العادة واضح الاضطراب للآخرين إلا أنه قد يتلَّبس فكرة معينة ويكافح من أجلها مهما كانت غريبة.

الشخصية الشكاكة (المرتابة(

تتسم هذه الشخصية بالشك دون وجود ما يدعم ذلك الشك سوى الظنون التي لا تعتمد على حقيقة. هذا الفرد يكون مشغول البال باحتمال عدم استمرار ولاء رفاقه وذويه له وما مستوى الثقة التي يجب أن يعطيها لهم ويرى أن الآخرين لا يرون حقيقة ما يحاك له، كما أنه يتجنب العلاقة الحميمة لاعتقاده أن ما يقوله لغيره قد يستخدمه ضده إضافة إلى أنه لا ينسى أخطاء الآخرين ولا يغفرها لهم ويسعى إلى قراءة المعاني الخفية للحوادث بدرجة تثير التوتر فيمن يتعامل معهم من الناس ويربط الأحداث يبعضها بشك شديد، فهو دائم البحث عن ما يريح شكوكه.

الشخصية الحدية:

نفسه ذات بعد واحد، ففيه التطرف الشديد في التفكير والمفاهيم حيث المثالية الشديدة ثم الخروج من القيم ثم العودة ثانية إلى المثاليات. هو متطرف في علاقاته مع التقلب خلال ساعات أو أيام بين الحب المفرط والبغض المفرط لذات الآخر. عنده اضطراب في تصور الذات كما أنه فجائي في تصرفاته ويتسم بعدم الاستقرار في المشاعر والانفعالات التي تسبق عادة أفكاره. يشعر بفراغ الذات وعدم وضوح الهدف وعنده ضعف في القدرة على ضبط نوبات الغضب.



الشخصية النرجسية:

شعور غير عادي بالعظمة وحب وأهمية الذات وأنه شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس. ينتظر من الآخرين احترامًا من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو استغلالي، ابتزازي، وصولي يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية، وهو غيور، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية.

الشخصية الهستيرية:

تكثر بين النساء بشكل خاص. يشعر الفرد منهم بعدم الارتياح حينما لا يكون محط نظر وتركيز الآخرين لذا تجدهم يعتمدون على مظاهرهم في شد انتباه الآخرين (نظرًا لنقص الجوهر( ويسعون لنيل الإعجاب دون تقديم أي أمر ذي عمق أو فائدة، مشاعرهم سطحية وعندهم قابلية شديدة للإيحاء.

الشخصية الو سواسية:

تتصف هذه الشخصية بالانشغال المفرط بدقائق الأمور، وعدم القدرة على التعامل مع روح النظام، وإنما التصلب في التعامل تقيدًا بحرفية الأنظمة لا معانيها.

وهذه الشخصية تُبالغ في المثالية، والإسراف في العمل بلا استرخاء، وعدم القدرة على الاعتماد على الآخرين في إنجاز الأعمال، وانعدام المرونة والعناد في ذاته، كما تتسم عادةً بالبخل والضمير الحي جدًا لدرجة المرض ويبالغ في حفظ الأشياء غير المهمة.



الشخصية الاعتمادية:

يتصف الفرد بصعوبة إنجازه لقراراته وأعماله اليومية دون الرجوع المتكرر الممل للآخرين واستشارتهم. كما أنه لا يعارض الآخرين لخوفه من أنه قد يفقد عونهم ومساعدتهم؛ لذا فإنه قد يقوم ببعض الأعمال أو السفر لمسافات طويلة كي يحصل على دعم الآخرين. من الصعب على مثل هذا الفرد البدء في مشروع بسبب نقص الثقة لا نقص الطاقة. لا يرتاح للوحدة ولذا فإنه يسرع في بناء علاقة حميمة أخرى (كمصدر للعناية به) عندما تنتهي علاقته الحميمة الحالية. عنده خوف مستمر مقلق من أن يترك ليتخذ القرار بنفسه.

الشخصية التجنبية:

يتجنب الفرد الذي يتصف بها تلك المهام الوظيفية التي تتطلب تواصلاً مع الآخرين؛لذا تجده لا يختلط مع الآخرين إن لم يتأكد بأنه سيكون محط قبولهم. هناك خوف مستمر من النقد في المحافل واللقاءات الاجتماعية وشعور بعدم الكفاءة ولذا تجده يميل إلى السكوت مع الآخرين. إنه الشعور العام بالنقص.



الشخصية الاكتئابية:

ترفض أي عمل أو نشاط بسبب كآبتها. تنظر بسوداوية إلى مختلف جوانب الحياة. إنها أعراض الاكتئاب حينما تتمثل في شخصية فرد طول حياته.

الشخصية المازوخية:

هي تلك الشخصية التي تجد الراحة وتستمتع حينما يتعدى عليها الغير بالأذى الجسدي والمعنوي، لذا تسعى أن تكون في مواطن أذى الآخرين لها.

أنواع الشخصية

1. الشخصية الطبيعية : وهي التي يجمع صاحبها في نفسه معدلا ًً متوازناًً من الصفات الانسانيه التي يقبلها المجتمع.

2. الشخصية الانطوائية : وهي التي تميل إلى تحاشي الاتصال بالمجتمع .

3. الشخصية الانسحابية : وهي التي تنسحب من المشاركة في المواقف الاجتماعية .

4. الشخصية الكئيبة : يميل صاحبها إلى العزلة والتشاؤم ولا يجد في حاضر الحياة متعة .

5. الشخصية المتقلبة : وصاحبها متقلب المزاج في الشعور والعاطفة لا يستقر على صورة ثابتة.

6. الشخصية القلقة : صاحبها يشعر بعدم ارتياح ويتوقع الخطر من مصدر غير واضح .

7. الشخصية الإلزامية : يتصف صاحبها بالدقة والالتزام والنظام وهو في حالة تحفز دائم يحسب نفسه كثيرا ًً.

8. . الشخصية التسلطية : تتسم بالعناد في الرأي . الاهتمام بالتفاصيل لديه قدر من التسلط الفكري والعمل الإلزامي .

9. الشخصية الشكاكة : تسعى إلى التحري وعدم تقبل أفكار الآخرين والتشكيك في كل ما يدور حوله .

10. الشخصية الانفعالية : سريعة التأثر والانفعال الظاهري مما يؤدي إلى زيادة الحركة أو العنف الكلامي أو الفعلي .

11. الشخصية العاطفية : تتعامل مع الحياة بالعاطفة أكثر من العقل .....صاحبها شديد الحساسية مرهف الحس ....

إننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا السابقة فقط ..

لا كما يجب أن نراه .. نحن لا نرى الحقيقة إلاّ من خلال تجاربنا نحن !!



حين نختلف مع شخص ما في الرأي ، يتمسّك كلٌّ منا برأيه الذي كوَّنته خبراته و تجاربه السابقة .

حاول أن ترى الصورة الحقيقية .. ليس كل ما تراه هو بالضرورة صحيح…! لأنَّ ما تراه هو ما تمَّت برمجة عقلك عليه … أعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك..

اقبل النقاش و أعد النظر في أفكار من يختلفون معك…

إنهم – فقط – لم تكن لهم تجاربك السابقة التي تؤهلهم كي يفكروا مثلما تفكر …

تقبل فكرة أنهم ربما يكونون على شيء من الصواب؟

حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين ولا تتمسك برأيك دائماً لمجرَّد أنَّه رأيك..

أعد النظر في برمجتك السابقة ولا تفترض دائما أنَّ كل ما تراه صوابا ...



الفيل و العُـميان

هل سمعت هذه القصة من قبل؟

يُحكى أن ثلاثةً من العُميان دخلوا في غرفة بها فيل..

وطـُـلِـبَ منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه ….

بدأوا في تحسُّس الفيل وخرج كلٌّ منهم ليبدأ في الوصف:

قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض!

قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما!

و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة!

وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار ..

وتمسّك كلٌّ منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتِّهم كلٌّ منهم الآخر بأنّه كاذب ومُدَّعٍ!

بالتأكيد أنّك لاحظت أنَّ الأول أمسك بأرجل الفيل والثاني بخرطومه ، والثالث بذيله ..

كلٌّ منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة ..

لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين؟



من منهم على خطأ؟

في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب؟

بالتأكيد لا .. أليس كذلك؟

من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه ..

فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!!

قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر!



إن لم تكن معنا فأنت ضدنا!

لأنهم لا يستوعبون فكرة أنَّ رأينا صحيحا لمجرد أنه رأينا!

لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس

لأن كل منهم يرى ما لا تراه ..

رأيهم قد يكون صحيحا أو قد يكون مفيداً لك....





مما تقدم يمكننا اختيار الأسلوب المناسب للتعامل مع الشخصيات التي تتصف بأحد الصفات السابقة ، حيث نستطيع أن نقرأ أفكار الأخر ونستطيع إيجاد مفاتيح للتعامل معه ..





مع تحيات د/ عطا أحمد على شقفة

ata2030@hotmail.com

السبت، 6 فبراير 2010

الخلافات الزوجية والعين والحسد والسحر من منظور علم النفس

الخلافات الزوجية والعين والحسد والسحر من منظور علم النفس




من الملاحظات الواقعية والعيادية في مجتمعاتنا أن هناك " إفراطاً" في تطبيق مفاهيم العين والحسد والسحر وتأثيراتها في الحياة الزوجية وأيضاً في مختلف النواحي الطبية والنفسية والأحداث اليومية الاعتيادية . ويؤدي ذلك إلى فهم خاطئ لأسباب المشكلات المتنوعة وبالتالي ازدياد تعقيد المشكلات وتطورها وعدم السير في طريق الحل الصحيح.

والمشكلات الزوجية متنوعة ومنتشرة ولها أسبابها .. ومنها العين والحسد والسحر ولكن الإفراط و الإسراع في " تشخيص" العين والحسد يشكل ظاهرة منتشرة تحتاج للمزيد من الدراسة والبحث.

وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى اعتبار المشكلات الزوجية بسبب العين والحسد والسحر... ومنها :



1- "الجهل العام والابتعاد عن الفهم الواقعي والعملي للمشكلة الزوجية " بسبب نقص المعلومات والثقافة عن العلاقات الزوجية والإنسانية . والحقيقة أن البحث العلمي في العلاقات الزوجية ومشكلات الزواج والتفاهم يعتبر حديثاً نسبياً مقارنة مع العلوم الأخرى ... وهناك اهتمام علمي كبير في هذا الميدان الذي يتطور باستمرار ويضيف لفهمنا للمرأة والرجل والعلاقة بينهما ويعطينا فوائد نظرية وعلاجية هامة .

2-" الأساليب الدفاعية النفسية عند الرجل أو المرأة أو كليهما" ويتلخص ذلك بوجود القلق الشديد الناتج عن التعامل مع الطرف الآخر والمشكلات الزوجية ويتعود أحد الطرفين أو كليهما أن يتخفف من هذا القلق بشكل لا شعوري بأن ينسب لجهات خارجية عن الذات مسؤولية المشكلات الزوجية وهذا يسمى " الإسقاط " . وفي تكوين الشخصية الاعتمادية أو النرجسية " الأنانية " وأيضاً الشخصية الزورية " الشكاكة " أنها يمكن أن تتعود على استعمال مثل هذا الدفاع النفسي بشكل غير متناسب مع الأسباب الحقيقية وراء المشكلات الزوجية . وهذه الأسباب الدفاعية يتخفف الإنسان بها من مشاعر القلق ومشاعر الذنب وأيضاً المشاعر العدوانية الغاضبة بأن يحولها إلى جهة أخرى خارجية .

ومن المفيد هنا التأكيد على أن الشخصية الناضجة تواجه المشكلات المتنوعة بصراحة وواقعية ويمكنها تحمل درجات أكبر من القلق والتوتر .. وهي تستطيع مراجعة نفسها ويمكنها أن تتحمل المسؤولية والخطأ وأن تقوم بإصلاحه . أما الشخصية الأقل نضجاً وتوازناً والأكثر عقداً واضطراباً فهي ضعيفة لا تتحمل اللوم والذنب والخطأ وتهرب من المسؤولية وتتملص من تبعاتها .. كما أنها تقنع نفسها بالكمال الزائف وتتألم كثيراً من كل ما يذكرها بضعفها ونقصها وقصورها.



3- " اختلاق الأعذار والتهرب الإرادي من المسؤولية " .. ويعني ذلك اختلاق الأعذار وتبرير التقصير والأخطاء التي يقوم بها أحد الزوجين بأن يرمي المشكلة إلى العين والسحر والحسد. وهو يعرف أن ذلك سوف يخلصه من المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية وأنه "لا يد له " في الأسباب . ولا سيما أنه يعرف أن مثل هذه التبريرات مقبولة في المجتمع وواسعة الانتشار . وهذا ما يقوم به بعض ضعاف النفوس من خلال كذبهم وافترائهم وادعاءاتهم الباطلة.

وتتعارض هذه العقلية مع " التفكير السببي العلمي ومبدأ "إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة " "وأعقلها وتوكل " . حيث يجب التعرف على الأسباب والمسببات والقوانين التي وضعها الله في الأرض وفي خلقه ومن ثم العمل بمقتضاها .. ولا يمكن القفز مسافات هائلة دون توفر الوسائل الموصلة .

وأخيراً لابد من التأكيد على أن الانحراف عن الخلق القويم وارتكاب المعاصي المتنوعة يهيئ للمشكلات الزوجية والجنسية ولا بد من مراجعة النفس وأخطائها وسلوكياتها باستمرار والالتزام بالعبادات والذكر والمحصنات التي تجعل الإنسان قوياً في مواجهة العين والسحر والحسد، وتساهم في تحسين وإصلاح العلاقة الزوجية بإذن الله . كما لابد من دراسة المشكلات الزوجية بالتفصيل ومعرفة أسبابها الحقيقية والمحتملة والسير في طريق التغيير والتعديل والإصلاح والاستفادة من الطرق العلاجية النفسية والتي تساعد على التخفيف من حدة المشكلات الزوجية وتعديل أساليب التفاهم الزوجي والسير في طريق علاج المشكلات وحلها باستمرار.





د/عطا أحمد شقفه _علم النفس _غزة



التربية الاجتماعية والتطرف

التربية الاجتماعية والتطرف


(رؤية نفسية)

في هذه الأسطر سنعرض ً بشكل أساسي للجوانب السلبية لهذا اللون من التربية التي تتصف بما يلي:

1. عدم التربية على الاستقلالية، وإنما تفعيل روح التبعية، وهذا وإن بدا للناظر أنها تضبط روح التمرد لدى المتلقي، إلا أنها حقيقة لا تحقق الحاجة النفسية لدى الفرد إلى الاستقلال عن غيره التي هي جزء من النمو النفسي السوي لنفس المراهق، والتي إن لم يتم إشباعها بدرجة كافية فسيجتهد المراهق بذاته في البحث عن وسائل الإشباع، منطلقاً من تصوره الشخصي للصواب والخطأ، أو مما يرده من مصادر أخرى قد تكون غير آمنة.

ومن المعلوم أن من تم تربيته على الإتباع دون الإدراك الواعي فإنه أيضاً عرضة لاستباق الغير إليه، وتربيته على إتباعه، مثلما فعل قادة التطرف مع الناشئة من الشباب، خصوصاً إذا وفروا له ما يحتاجه من احترام أو شهوات، على عكس التربية على المسؤولية التي تنتج لنا أفراداً قادرين على الإدراك وإتباع الصواب وتجنب الخطأ، مما يراه نابعاً من ذاته من فكر آمن.

2. التربية على التفكير الحدي (أي إما معي أو ضدي،إما صديقي أو عدوي)، وهو أحد آثار التفكير القبلي. وتكمن خطورة هذا النوع من التفكير عند التعامل مع الآخر بأنه شر محض أو خير محض، وبالتالي يكون سهل الانقياد من قبل الآخرين من خلال كشف خطأ في الشخصية المراد إسقاطها، أو تلميع ميزة في الشخصية المراد إبرازها لدى المتلقي، فيسقط هذا، ويقدس ذاك. ولكي لا يشعر ذلك الفرد بالازدواج النفسي فقد يرفض المراجعة لأفكاره، أو ينطلق من روح الشك في التعامل مع الآخر.

3. تفعيل ثقافة الخوف مما يؤدي إلى نشوء ثقافة الصمت فلا يتم التعبير عن الرأي، ولذا يخسر المربي من حيث يظن أنه قد نجح في أن المتلقي لا يشتكي من شي، رغم أن الذي منع المتلقي حقيقة من التعبير هو خوفه الذي أظهره بشكل مقبول من خلال الصمت الذي هو أحد علامات القبول والرضا في الحس الاجتماعي ( إنه الالتزام الخائف)، هذا اللون من التربية يؤدي إلى ظهور السلوك الانتهازي والنفاق، ولذلك كلما ازداد رفعة اجتماعية كلما ازداد خوفه ونفاقه، مما يؤدي إلى عيش الجميع في وهم أن الأمور على خير ما يرام، ولكن الواقع غير ذلك.

4. بث ثقافة ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ) في نفوس النشء مما قلل روح الإبداع في نفوسهم، وفعل روح المحافظة على ما هو موجود والخوف عليه. ولقد أدى هذا بدوره إلى عدائية الجديد، وعدم مراجعة القديم، بل والمحافظة عليه صالحه وطالحة، بل وأحياناً وصف الجديد بالبدعية والمجدد بسوء النية دون نظرة فاحصة تحليلية قد تصل إن وظفت إيجابياً إلى التوافق الكامل أو الجزئي أو الرفض على بينة.

5. ولعل خوف البعض من الحوار حول جواز وجود يوم وطني للدولة يعكس لنا شيئاً من هذا الفكر. ورغم علمي بفتوى العلماء بحرمة الاحتفال بعيد غير عيد الفطر وعيد الأضحى، ومنها الاحتفال باليوم الوطني، إلا أنني لا أرى غضاضة من جعل هذا اليوم يوم مراجعة لماضي هذا الوطن واستشراق للمستقبل.

6. تقديم المفهوم الاختزالي للدين من حيث التربية على السلوك أكثر من الفكر والمشاعر، ونسي الناس أن الدين ما وقر في القلب وصدقه العمل. ولذا تجد عدم التركيز على القيم والمبادئ في بعض الأحيان كما يجب، وإنما تقديم الوصف السلوكي لأوامر الدين، وجعله طقوساً خالية من القيم والمعاني.

7. عدم تفعيل الموضوعية في علاقة الفرد بالآخر، وإنما الشخصانية هي التي تحكم فكر المتحاورين في أكثر الأحوال. بل أصبحت العلاقة الشخصية تؤثر في القرار الإداري أكثر من الأنظمة التي تعاني من عدم الوضوح ومن إمكانية التحايل عليها. بل إن تلك الأنظمة قد تشربت فكر الشك بالآخر، ولذا جاء كثير منها معيقاً لحركة التقدم في المجتمع، حيث التضييق أكثر من التيسير، وإذا حدث التيسير فهو من شخص المسئول لا من طبيعة النظام.

8. عدم التجديد في أساليب التربية، وافتراض الستاتيكية ( الجمود في مجتمع ديناميكي متغير) وعالم متسارع التغير والتطور.

9. تشير بعض الدراسات النفسانية أن الفرد يسلك ما يتوقعه غيره منه. ولذا فإن افتراض الشيطانية والمخادعة في نفس المتلقي التي ينتهجها البعض في تربية الأبناء أكثر من افتراض الخير والصدق تؤثر تأثيراً بالغاً في سلوك الناشئة.

10. تدريب الابن وتشجيعه على ممارسة ما يجب من مثله أن يمارسه في تعريف المجتمع أكثر من ممارسة ما يحب ويريد من المباحات. والإشكال في هذا يكمن في نشوء فكر القولبة ( النمطية ) أي وجود قالب واحد هو المرجعية في التصوبة والتخطئة في أمور يفترض فيها تعدد الميول والتوجهات، مما يؤدي بدوره إلى إضعاف القدرة على تأمل الصواب والخطأ، وإنما افتراض المثالية في شيء ما والاحتكام إليه. إن هذا اللون من التربية النفسية يعني إهمال نمو فردية الإنسان، مما قد يدفع المجتمع إلى السير ضمن تقاليد تجعل الفرد صورة كربونية من الآخر.

11. عدم الانطلاق في التربية من المفاهيم الصحيحة وإنما من الانطباعات والظنون وتغليف ذلك بما يناسب المتلقي لكي ينال القبول مع الأيام باعتياد الناس عليه.

12. استخدام المنهج التوفيقي غير المقنع عادة والحلول المؤقتة لأزمات ومشكلات طويلة المدى.

13. تركيز الرقابة الأسرية على سلوك النشء أكثر من بناء الفكر وتقييم الشخصية والبنية النفسية لديهم .

14. عدم تفعيل روح الاعتذار كما ينبغي ، وعدم قبول احتمال حدوث الخطأ من الناشئ بالدرجة الكافية.

15. أصبح المتلقي ـ ربما بسبب الطفرة التنموية المتسارعة جداً ـ أكثر تأهيلاً نفسياً وحضارياً من الموجه مما سبب شيئاً من صراع الأجيال، لكنه لم يظهر على السطح جلياً بسبب درجة الضبط الأخلاقي الديني كبر الوالدين مثلاً. ولذا كان لزاماً بث روح الوعي التربوي لدى جيل الآباء، وإدراك أن زمان الأبناء غير زمانهم، ولذا فيجب تربية الشباب على غير الطريقة التي تربوا عليها

16. . وجود العلاقة السلطوية لا التفاعلية المفتوحة بين الموجه والمتلقي، بين المدرس والطالب، وكذلك بين الأب والابن. هذا النوع من العلاقة يحد من درجة التواصل، ويقتل روح الحوار، ولذا ربما بحث المتلقي عن حل لتساؤلاته عند من يستمع له، وهو ما حدث تماماً لشباب التكفير الذين اتجهوا إلى بعض علماء الشريعة العرب المميزين ابتداءاً لكنهم كانوا في الغالب يقابلون بالطرد أو رفض الحوار لأنهم في نظرهم صبيان أغرار والتي هي في نظري امتداد لهذا النوع من العلاقة الاجتماعية ( البنية الأبوية السلطوية) مما حدا بأولئك الشباب إلى البحث عن رموز دينية خارجية لم تعرف بالعلم الشرعي الواسع، أو رموز داخلية أقل علماً لكنها أوسع صدرا،ً تقبلتهم، وكسبت ثقتهم، واستطاعت أن تبذر في صدورهم حقيقة الولاء لهم.

إن ما نريده هو الأسرة المفتوحة ذات العلاقة التفاعلية التي تتصف بما يلي :

• السلطة فيها ليست سلطة بمقدار ما هي قيادة وتوجيه.

• فيها يتربى الأفراد على احترام الذات والتفكير الإيجابي، بمعنى أنه يفعل الخير لأنه جيد له، ويترك الشر لأنه يهينه ويضعه في موقف المساءلة.

• داخل هذا النوع من الأسر تتوزع الأدوار، فالأب له دور، والأم كذلك، والابن والبنت، فتتفاعل هذه الأدوار فيما بينها بشكل تعاوني فيه الخير للجميع.

• فيها علاقة الحب واحترام الآخر.

فانتبهوا أيها الآباء.. إن الأخطار تحيط بأبنائنا.. فأحذروهااااا … قبل فوات الأوان......



د/ عطا أحمد شقفة – أستاذ علم النفس _ غزة







كيف نحمي أطفالنا من المشاكل النفسية ?

كيف نحمي أطفالنا من المشاكل النفسية ?






الطفل كائن رقيق سهل التشكيل وسهل التأثر بما يدور حوله ومن هنا تكون مسئوليتنا نحن الآباء والأمهات كبيرة في تنشئة الطفل وتوجيهه .. إما إلى الطريق الصحيح فينشأ شابا على نهج سليم بعيدا عن الاضطرابات والمشاكل النفسية .. وإما أن ينشأ مليئاً بالعقد النفسية التي تؤدي به إما إلى الجنوح أو المرض النفسي...

نستعرض في هذا القسم الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل النفسية للطفل والتي علينا أن نضعها دائما في الاعتبار ونتجنبها قدر الإمكان حتى ننعم بأطفال يتمتعون بصحة نفسية جيدة أسباب مصدرها الأب والأم......

• المعاملة القاسية للطفل والعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ.. يؤدي إلى توقف نمو ثقته بنفسه ويملأه الخوف والتردد والخجل في أي شيء يفكر في القيام به، ويصبح عرضة للمعاناة النفسية...

• الخلافات العائلية التي تجبر الطفل على أن يأخذ جانبا إما في صف الأم أو الأب مما يدخله في صراع نفسي....

• التدليل والاهتمام بالطفل الجديد ... فمجيء وليد جديد يعتبر صدمة قوية قد ينهار بسببها كثير من الأطفال .. والطفل يتضايق إلى حد الحزن حين يرى طفلا آخر قد حظي بما كان يحظى به ويمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه، وكل هذا بسبب تدليل الوالدين للطفل الجديد أمامه وعدم الاهتمام به كما كان من قبل...

• الصراع بين الأب والأم للسيطرة على الطفل والفوز برضاه فيجد الطفل منهما توجيهات وأوامر متناقضة، مما يضع الطفل في حيرة شديدة وعجز عن الاختيار يعرضه لمعاناة نفسية كبيرة ويؤهله للأمراض النفسية فيما بعد..

• إحساس الطفل بالكراهية بين الأب والأم سواء كانت معلنة أو خفية...

• عدم وجود حوار بين الأب والأم وأفراد الأسرة..

• عدم وجود تخطيط وتعاون بين الأب والأم لتنمية شخصية الطفل و تنمية قدرته العقلية...

• التقتير الشديد على الطفل وحرمانه من الأشياء التي يحبها رغم إمكانات الأسرة التي تسمح بحياة ميسورة....

• الإغداق الزائد وتلبية كل طلبات الطفل والمصروف الكبير الذي يعطى له بما لا يتلاءم مع عمره وما يصاحب ذلك من تدليل زائد يفقد الأب والأم بعد ذلك السيطرة والقدرة على توجيه الطفل وتربيته...

• إدمان احد الوالدين للمخدرات (غالبا الأب)...

• انغماس احد الوالدين في ملذاته مضحيا بكرامة أسرته ومسببا المعاناة الشديدة لأطفاله (غالبا الأب) أسباب مصدرها الأم...

• تعرض الأم لبعض أنواع الحمى أثناء الحمل أو تناولها عقاقير تضر بالجنين أثناء الثلاثة أشهر الأولى من الحمل أو ممارستها لعادة التدخين السيئة مما يؤثر على قدرات الجنين العقلية...

• الأم غير السعيدة أثناء فترة الحمل...

• الطفل الذي يربو بعيدا عن أمه وخاصة في السنوات الأولى من عمره...

• الأم المسيطرة التي تلغي تماما شخصية الأب في البيت، مما يجعل رمز الأب عند الطفل يهتز..

• إهمال تربية الطفل وتركه للشغالة أو المربية..

• انشغال الأم الزائد باهتماماتها الشخصية وكثرة الخروج من البيت وترك الطفل..

• تخويف الطفل من أشياء وهمية كالعفاريت والحيوانات المخيفة من خلال الحكايات التي تحكى له والتي تترك أثرا سيئا على نفسيته أسباب مصدرها الأب...

• الأب الذي يمحو تماما شخصية الأم و يلغي دورها و أهميتها....

• تتأثر نفسية الطفل كثيرا حينما يرى أباه وهو يشتم أمه و يضربها أمامه..

• عندما يكتشف الطفل أن أباه يكذب أو أن أباه رجل غير شريف عندها يفقد احترامه لأبيه ويبدأ في المعاناة التي قد لا تظهر إلا عندما يكبر...

• انشغال الأب الزائد بعمله وعدم تخصيص وقت كاف للجلوس مع الطفل والاهتمام به...

• هجرة الأب خارج الوطن مما يجعل الطفل يفتقده كمثل أعلى وكمعلم ومرب وقدوة أسباب مصدرها الطفل نفسه...

• تواضع قدرات الطفل الذكائيه مقارنة بزملائه في الفصل , مما يجعله يشعر بالنقص والخجل و خاصة إذا تعرض إلى ضغط زائد من مدرسته...

• وجود عاهة عند الطفل تعرضه لسخرية بقية الأطفال, كشلل الأطفال أو ضعف السمع أو ضعف أو تشويه في جسده...



في الختام .....يمكن أن نقول أن أولادنا أمانه في أعناقنا فلنحافظ عليها قبل فوات الأوان في زمن كثرت فيه الفتن ، وما سببته لنا سلبيات التكنولوجية والعولمة ، فلنراقب أطفالنا ،، اللهم أنى بلغت اللهم فأشهد ....





د/ عطا أحمد شقفة – أستاذ علم النفس - غزة



المناخ السياسي والاضطراب النفسي

المناخ السياسي والاضطراب النفسي








تتفق معظم الدراسات النفسية في كثير من الدول الأجنبية والعربية أن المجتمع الذي يعاني أفراده من التوتر والصراع السياسي والاجتماعي ، وعدم التكامل بين أجهزته الحكومية ومؤسساته، وغياب سيادة القانون والنظام.....وكذا عدم الاستقرار الاقتصادي من حيث : فرص العمل ...والبطالة... وغلاء المعيشة... والإثراء غير المشروع... وكذلك التفاوت والفوارق الاجتماعية... وغياب مبدأ هام في حياة المجتمع التعايش والعدالة الاجتماعية، كل ذلك هي من العوامل المساعدة لخلق مجتمع يسوده التوتر والإحباط والفوضى والأمراض النفسية والعقلية والانحرافات السلوكية مثل : الرشوة ...والوساطة ...والإدمان على المخدرات والكحول ،وتعاطي المهدئات ،والانحلال الأخلاقي....



وكما تتفق معظم مدارس علم النفس والطب النفسي بأن العوامل الأساسية للأمراض النفسية العقلية هي :

• عوامل وراثية.

• عوامل بيوكيميائية.

• عوامل البيئة والوسط الاجتماعي.

وبصدد وضع هذه المحاولة المتواضعة في تأثير العامل السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعلاقته بانتشار الأمراض النفسية والعقلية في المجتمع المدني.





د/ عطا أحمد شقفة – غزة



السبت، 16 يناير 2010

احذر الثلاث دقائق الأولى من الاستيقاظ!!

احذر الثلاث دقائق الأولى من الاستيقاظ!!






تعتبر الدقائق الثلاث التالية لاستيقاظ الإنسان في الصباح هي الأكثر خطورة في اليوم كله، إذ يحذر من النهوض فورا من الفراش بعد أن يدق جرس المنبه حيث يؤدى ذلك لحدوث اضطرابات عصبية وإدراكية وقد يصل الأمر إلى حدوث جلطة بشرايين المخ أو القلب كنتيجة للاستيقاظ المفاجئ على صوت التليفون أو المنبه.



حيث يفسر أخصائيون ذلك بأن النوم يمر بأربع مراحل معروفة تبدأ بمرحلة النوم الخفيف وتنتهي بمرحلة النوم العميق ولكل مرحله تأثيرها على الجسم ويختلف تأثير عملية الاستيقاظ المفاجئ باختلاف مرحلة النوم التي يستيقظ فيها الإنسان حيث نجد أنه عند مرحلة النوم العميق تكون ضربات القلب منتظمة وعضلات الجسم في حالة ارتخاء وإذا استيقظ الإنسان من نومه العميق قد يؤثر ذلك على ضربات قلبه مما يؤدى إلى سرعة التنفس نتيجة لسرعة ضربات القلب فإذا كان الشخص مريضا بالاكتئاب أو بأي مرض عصبي فان استيقاظه المفاجئ قد يوثر على جهازه العصبي بشكل سلبي ، كما يمكن أن يؤثر على القدرات الإدراكية وعلى الذاكرة فيما يعرف بالذاكرة القصيرة إلى جانب حدوث ارق واضطرابات في النوم واضطرابات عصبية وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى حدوث نوبات صرعيه بخاصة إذا كان جهازه العصبي لديه استعداد لذلك.



ويؤكد الأطباء أن الاستيقاظ المفاجئ قد يكون ناتجا عن كابوس مخيف مما يؤدى إلى حالة الفزع وقد يكون بسبب أي مؤثرات خارجية مما يسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب ومشاكل في الدورة الدموية ولكن يتأثر بشكل اكبر الأشخاص الذين يعانون أمراضا نفسية وعصبية، مثل التوتر الدائم أو القلق وكذلك مرضى السكر والقلب والضغط العصبي مما يسبب لهم جلطة في شرايين القلب.



د/عطا أحمد شقفة -غزة










التسميات



فى الختاااااااااااام

أرجــــــــو أن تكونوا قضيتم وقتا ممتعا فى موقعنا
ومن لديه
أى اضافات ، فاليتفضل بالاشتراك أو التعليق

رافقتــــكم الســـــلامه
،،،،،،،