الجمعة، 18 يونيو 2010

سيكولوجية الحلم

سيكولوجية الحلم

الحلم سلوك وكل سلوك له دافع ويرمي الحلم إلى تخفيض التوترات التي تهدد النائم بالإيقاظ . أي أن الحلم يهدف إلى إتاحات الفرص لإشباع شهوات احلامية‏ غير واقعية للدوافع الملحة والتي يمكن أن توقظ النائم ، وهي دوافع ملحة وقد تكون قديمة ، ومن الممكن أن تكون شعورية ، فالحلم حارس للنوم من الدوافع التي تعكر صفوة النوم‏ وعندما تكون الدوافع شعورية أي أنها لا تتعارض مع الأنا والمعايير , تلبيها الأحلام بشفافية تامة فالطالب الذي تخرج وينتظر عملاً يرى في حلمه وقد تولى عملاِ وظيفياً مناسباً يرضي طموحه . وهذا النمط من الأحلام يسمى بالأحلام الطفولية قد تشمل الصغار والكبار على حد سواء , وتحدث بتأثير الحالة « الفسيولوجية » مثال حالات الجوع والعطش والتبول فينتج الحلم هذه الرغبة في استمرارية النوم الهادئ وتأتي الصور واضحة وجلية . ولكن الأمر يختلف بالدوافع المكبوتة والتي تعارض المعايير الأخلاقية والاجتماعية كالدوافع الجنسية ومشاعر الكراهية والعدوانية فتأتي الأحلام بصور تنكرية ورمزية .‏ فمن يشعر بمضايقات من والده ولوم وكراهية تأتي صورة الأب رمزية كأن يظهر بصورة بجسدها الحلم ' بعراك مع شرطي' فالشرطي والأب رمزان للسلطة ، وهناك نوع آخر للأحلام تكون عناصر الصورة من الواقع ولكنها مركبة تركيباً يخالف الواقع كأن ترى حصاناً برأس رجل وهذا ما يعرف « بالطغاث » وتعبيراً عن اضطراب وقلق أو حالة ارتباكية يعيشها المرء ، ومن الأحلام ما يبلغ حد الإرهاق والألم وهو ما يعرف « بالكوابيس » إذ يكون شعور المرء واضحاً جلياً ولكنه يفقد الإرادة .‏ كأن يرى النائم وحشاً ضارياً يهاجمه وهو لا يستطيع الحراك ولا حتى الصراخ ،،، وينصح أطباء النفس بمن يعاني من تكرار الكوابيس مراجعة الطبيب النفسي لعلاجه . تتسم الأحلام بالتكثيف بمعنى أن المحتوى الظاهري في الحلم هو اختزال للمعنى الكامن في شخصية الحالم ، وهذا يعني التحتيم بأكثر من سبب فكل عنصر يرجع إلى عدة أفكار كامنة كأن يكون التقيؤ في الحلم تقززاً من شيء ما .‏ بينما قد يعني عند بعض الزوجات الرغبة في الحمل . ويأتي الحلم كالإخراج المسرحي أي يعبر عن الفكر التصوري المجرد بصور مرئية تماماً كما يحدث لدى مشاهدة فيلم صامت نتابع فيه الصور البصرية ، ونادراً ما تتداخل الأصوات والحوار وبقدر ما يكون الحالم قريباً من اليقظة بقدر ما تتضح صور الحلم ليصبح كقصة .‏ وتحتاج الأحلام إلى جهد لتفسيرها وكان « فرويد » يقوم بتقطيع الحلم إلى أجزاء وذلك يتطلب من الحالم مستدعيات أحلامه وأفكاره عن كل جزء من الأجزاء على حدة .‏ وبذلك يصل من العناصر الظاهرة في الحلم إلى المحتوى الكامن وراء كل عنصر من العناصر، أما في الحلم المعاصر يقتصر التفسير على مستدعيات الأفكار بالنسبة إلى بعض عناصر الحلم لان الرمزية العامة عادة ما تكفي لفهم غالبية الأجزاء ، ويمثل تفسير الأحلام جانباً هاماً في العلاج النفسي ، وغالباً ما يحاول المعالج الإمساك بدلالة الحلم من سياق العملية العلاجية .‏ والمعالج في تفسير الحلم يرجع إلى الشخصية في حاضرها وماضيها . بقي أن نقول أن الأحلام تكمن في كونها تعبيراً عن رغبات أو مخاوف مكبوتة تأتي بصور جسدها الخيال الذي يقوم بمهمة تتمثل في حراسة النوم‏ ....إلى هنا ......

د/عطا أحمد شقفة – علم النفس

الأربعاء، 16 يونيو 2010

الشخصية النرجسية وكيف تتعامل معها

الشخصية النرجسية وكيف تتعامل معها


النرجسية (Narcissism) نسبة إلى نارسيس (Narcisse) الفتى اليوناني الذي ورد ذكره في الأساطير اليونانية. كان فتى رائع الجمال ، نظر إلى صورته ذات مرة في ماء البحيرة ، فرأى جماله وشغله عن العالم فعكف على الصورة يتأملها . وأطلق اسمه بعد ذلك على كل من يركز اهتمامه على ذاته أو يجعل نفسه بقيمها ومشاعرها مركز العالم.
والنرجسية أو حب الذات تعني تضخم مفهوم الذات عند الشخص والإفراط بالاعتزاز بها ، فيعجب بنفسه وبقدراته وصفاته و ... و... الخ. النرجسي يتميز دائما بغياب الاهتمام بالعالم الخارجي يظن نفسه يعلم كل شيء، أن ما لديه من مخزون علمي وثقافي هو سقف الكون و نهايته، وبذلك تتحول (الأنا) من حالتها الطبيعية إلى حالتها المرضية المتضخمة إلى (تابوت) مؤطر لا يشعر بها صاحبها أنها كذلك.‏
يكون حب الشخص في بداية الطفولة مركز على الأم وعندما يكبر قليلا تتوزع دائرة ذلك الحب على الآخرين الأب والإخوة ، وهكذا ويبدأ الطفل يتعرف على نفسه وعلى هويته وعلى ذاته عن طريق المرآة يلتفتً إلى الأم، إلى الآخر، لينتزع منها اعترافاً بأن هذه الصورة المنعكسة من المرآة هي صورته هو. فالطفل يرى نفسه دائماً بأعين الآخرين.وقد تبالغ الأم أو الأب في المديح والثناء على الطفل لجماله أو بتفوقه وإبداعه في مجال معين ويظل يتأمل في المرآة مفتوناًً بصورته فتتضخم ذات الطفل ويشعر بحب كبير لذاته ويعجب ويفتخر بها ويرى انه أفضل من الآخرين يعتقد الكمال في كل تصرفاته فينتابه الغرور والكبر على الآخرين واحتقارهم ، وقد يسبب ذلك للطفل مشكلات كثيرة تنعكس بآثارها سلبا على الشخص نفسه وعلى المجتمع ويقول الدكتور محمد الصغير استشاري الطب النفسي حول هذا الموضوع إن الإعجاب نوعان :
إعجاب بالنفس واغترار بها وإعجاب بالغير وهي منتشرة بين شبابنا وترى من يعجب بنفسه يميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويسعى لتضخيم نفسه أمام الآخرين ويتطلع للفت أنظارهم بأي إنجاز يقوم به ويتفنن في استعراض أعماله وأحواله ويكثر الحديث حول ذلك (بمناسبة وبدون مناسبة) ويهتم بالشكليات والمظاهر وينسب لنفسه حسنات الآخرين وإنجازاتهم ويحسدهم عليها ويغار بدرجة كبيرة من كل من حوله ولا يريد لأحد أن يبرز بجواره وليس مستعد للبذل والعطاء للآخرين ، علاقاته انتهازية استغلالية تبرز فيها المصلحة الشخصية ولا يهمه فقد صديق أو خسارة موقف ...المهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولا عبرة بمشاعر الآخرين و أحاسيسهم.
هؤلاء الأشخاص يعتبرون في الطب النفسي مرضى (لديهم اضطراب في الشخصية) وهم رغم الإنجاز الذي يحققونه في الغالب (في المناصب والألقاب والجاه والثروة) إلا إنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات ، وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك. مثل هؤلاء ينقصهم الاستبصار بحالهم فهم لا يدركون مدى أنانيتهم وعجبهم.....
ولذا فعلاج هؤلاء صعب جداً، لا دواء يمكن أن يعالج هذه العلة ، ولن تصنع المختبرات دواء يداوي العجب والكبر . وفي الغالب لا ينفع التوجيه والإرشاد والنصح إن لم يكن في ذات النرجسي شيئا من الاستبصار بعلته ومقدار من التدين يمكن معه أن يستبصر به بخطورة العجب والخيلاء والكبر والرياء، ويذكر بما جاء في ذلك من الوعيد الشديد في نصوص الكتاب والسنة . وتبقى الوقاية أهم وسيلة للحد من النرجسية بالتربية السليمة المتوازنة التي تجمع الثواب على الصواب مع العقاب على الخطأ بأسلوب حكيم ومتابعة أسريه واعية تفسح المجال للموهوب لإخراج موهبته وترعاه بالعقل والتوجيه وتجنبه انتقام الذات ...

د/ عطا أحمد شقفة – علم النفس




التسميات



فى الختاااااااااااام

أرجــــــــو أن تكونوا قضيتم وقتا ممتعا فى موقعنا
ومن لديه
أى اضافات ، فاليتفضل بالاشتراك أو التعليق

رافقتــــكم الســـــلامه
،،،،،،،