الأحد، 8 أبريل 2012

أحلام اليقظة كثيرا ما تراودنا عديد من الأحلام يقظة و مناما ، و كثيرا ما نشغل بهذه الأحلام حتى يصل الأمر ببعض الأشخاص إلى أن يكون الحلم هو المحرك الأول لحياتهم و علاقتهم ، إضافة إلى الذين يؤمنون بان أحلامهم لها هدف و أنها عبارة عن رسالة موجهة لهم بل و يصل الأمر بكثير من الناس إلى الخوف من أحلامهم فتسبب لهن بذلك حالات من الأرق وعدم الرغبة في النوم ، ولعل هذا و غيره هو ما حذا بدراسة الحلم و كيفية الاستفادة منه أو توجيهه أو التخلص من العنصر المزعج فيه . الحلم من الظواهر التي شغلت فكر عديد من العلماء و المفكرين و الفلاسفة علي اختلاف عصورهم و أجناسهم، فالتفكير فيه ليس وليد العصر ،ذلك أن التفكير في طبيعة الأحلام وآليتها وتفسيرها ارتبط بحدوث الظاهرة نفسها،وفي سبيل التعرف علي ظاهرة الأحلام حاول بعضهم الوقوف علي مفهوم له يقيمون من خلاله تصوراتهم عنه سواء استندت هذه التصورات إلى عقائد بدائية كما لوحظ عند هنود القرن الخامس عشر قبل الميلاد الذين ذهبوا إلى أن الحلم هو وجه من أربعة وجوه للوعي، بينما اعتقد اليونانيون أن للأحلام مملكة قرب مملكة الموت ، أو استندت هذه التصورات علي مراقبة النائم مراقبة خارجية كما فعل أرسطو الذي عرف الحلم بأنه الفكر النائم بما هو قائم ، أو مراقبة النائم مراقبة داخلية تشعب تصوراتها وتعددت وفق المنهج العلمي الذي ارتضاه كل فريق ،ففرويد و هو عالم نفسي ذهب إلى أن الحلم نتاج لنشاطنا النفسي الخاص انطلاقا من أن الحلم يمثل اللحظة الهاربة من ضوابط الإنسان ، و يحاول بورادخ أن يدعم هذا الرأي يذهب إلى أن الحلم هو النشاط الطبيعي للنفس وهو نشاط لا يقيده طغيان الفردية و لا يعطله الشعور بالذات ولا يوجهه للحكم الذاتي وإنما هو حيوية المراكز الحسية وقد خلت للعبء الطليق ، أما آلان هوبسون فقد ذهب إلى أنه المنتج الذي ينجم عرضا عن تحركات الأعصاب المختلفة أثناء النوم ، وقد كان للأدباء والشعراء رأيهم في هذه الظاهرة فالشاعر نوفاليس يرى فيه تراوح طليق تضرب فيه جميع صور الحياة بعضها ببعض وتقطع بيد الراشد المستقيم بلعب الطفل المرح من خلال هذه التصورات وغيرها عن الحلم يمكن القول بأنه حالة انفعاليه عضوية لا واعية تفريجيه في لحظة ما بين النوم العميق والخفيف ، معبرة عن اللحظة الهاربة من ضوابط الإنسان و الساكنة في داخله . وإذا كان هذا هو مفهوم الحلم فان السؤال الذي يطرح نفسه هو هل للأحلام وظيفة تؤديها ؟ مما لاشك فيه إن كل ما بداخل الإنسان يؤدي وظيفة و مهمة مرصده له بحكمة تحقيقا لقوله تعالى بل و يحمل دليل على إعجازه لقوله تعالى : "وفي أنفسكم أفلا تبصرون". وإذا ما تأملنا الإنسان وجدنا انه يعيش عالمين عالم الوعي أثناء اليقظة وعالم اللاوعي أثناء النوم ، وإذا كان الإنسان يعبر عن حاجاته ورغباته الظاهرة في عالم الوعي بالسلوك الإرادي فانه في عالم اللاوعي يعبر عن حاجاته و مشاكله ورغباته المكبوتة عن طريق الأحلام ، و بذلك فأن الأحلام تقوم بدور التفريغ و الترويح عن النفس ، ومن ثم فهي وسيلة لتحقيق الرغبات التي يعجز الإنسان عن تحقيقها في عالم الواقع. في وظيفة الحلم ما لوحظ أثناء عمليات التعلم حين تتكاثف المعلومات الحديثة تزداد فترات النوم العشوائي ، ومما يضاف إلي وظيفة التفريغ النفسي والحافز للتعلم كون الأحلام هي العنصر الوحيد القادر على بناء جسر ما بين ماضي الشخص البعيد وبين حاضره ، وكون الأحلام كما يرى نوفاليس الدرع الواقي بيننا وبين مراتب الحياة . وفي الأحلام يتحرر النشاط اللاشعوري الذي يحدث أثناء اليقظة من سلطة الوعي و ينطلق متحرر من كل القيود ، بذلك يعد اللاشعور هو الحافز الأول للأحلام وللأغراض العصابية ، وفي بعض الأحيان قد يتسم النشاط اللاشعوري بالحدة والقوة في حال اليقظة فيهرع الشخص إلى Day dreaming أو ما يعرف بأحلام اليقظة فينتقل الشخص عن طريقها من عالم الواقع الي عالم مزيج بين الواقع والخيال ليحقق من خلالها رغباته وحاجاته الملحة التي لم يستطيع تلبيتها ، وهذه الظاهرة إن لم تكن متسمة بالحدة أو الاستمرارية فإنها تعد وسيلة علاجية للتنفيس الانفعالي، أما إذا ما استغرق فيها الشخص فإنها بهذا تعد مؤشراَ على اضطرابه النفسي وعلى سوء التوافق لديه . إذً فالأحلام شأنها شأن الكلام اللاإرادي تعبر عن دخيلتنا عن نفسيتنا وما يصيبها من مرض أو صحة أو على حد قول فاب خبرني بأحلامك أخبرك ما دخيلتك ،وهنا نجد أنفسنا أمام قضية شائكة بعض الشيء وهي بقاء أو عدم بقاء الفاضل في وعيه فاضلا في حلمه و تكمن الصعوبة في هذه القضية في تقييم حلم الأنبياء والرسل ، وإذا ما أصررنا على طرح القضية وجدنا أنفسنا أمام ثلاث فرق : الفريق الأول :- يرى أن الفاضل في الحياة (الوعي) لا يكون فاضلا في أحلامه ، ذلك أن الحلم هو في حقيقته تحرر من كل الضوابط و من سلطة الضمير ونجد من أنصار هذا الفريق أبسن Epsenالذي عبر عن رأيه بقوله: لا نصير في الحلم أحسن أو أفضل بل على العكس يبدو الضمير في الحلم أخرس ، وراد تشوك Rad chuckالذي ذهب إلي أن ملكة الحلم ضعيفة والانصراف عن القيم الخلقية هو الغالب فيها ، أما فولكتFulkt فلم يذهب برأيه بعيدا عن الأخير إذ ذهب إلي أن الحالم تغيب عنده كل قطرة من الحياء و يهجره كل شعور أو حكم خلقي. الفريق الثاني : يرى أن الفاضل في الوعي يبقى فاضلا في حلمه وبذلك فان هذا الفريق أخذ موقف الضد والمخالفة من الفريق السابق ومن أنصار هذا الفريق شوبنهاور Shopenhouerالذي أكد على أن كلا منّا يسلك في الحلم و يتحدث بما يتفق مع طبعه ، و ارنست فيشرErnest Fisher الذي ذهب الي أن الأحلام مرايا تعكس الخواص الخفية للناس ، أي أنه بقدر صفاء دخيلة الإنسان و بقدر التزامها بالفاضل من الأقوال والأفعال يكون الحلم كذلك، وهذا المعنى هو ما حاولت هيلدا برانت Helda Brantأن تعبر عنه بقولها أنه بقدر طهارة الحياة تكون طهارة الحلم و بقدر دنسها ، وشولتسSholts الذي ناصر هذه الفكرة حتى لم يعد مجالا لوجود شواذ عن القاعدة فذهب إلي أن الكريم لا يرتكب جرما شائنا و لو في الحلم . الفريق الثالث : ويرى أنصار هذا الفريق أنه يوجد شواذ للفريقين السابقين وهذا ما حاول هافنرHafner أن يؤكد عليه فنجده يستثنى بعض الأشخاص معتبرا أنه من النادر أن يبقى الفاضل فاضلا في حلمه، فيقاوم الأغراء و ينأى بنفسه عن الكراهية والحسد و الغضب و سائر الرذائل . وهناك فريق يقف موقف المحايد من الفرق الثلاث إذ يذهب إلي تقسيم الحالمين أنفسهم إلي: أ‌- الأنبياء ب‌- الصالحين ج- ما عداهم فالأنبياء أحلامهم فاضلة ولا تتحرر من سلطة الوعي كما أشار إلي ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم قال : (تنام عيناي و لا ينام قلبي. ( وهذا يدل على أن الرسول عليه السلام إذا نامت عينه أو حسه الظاهر فان قلبه لا ينام وهو حسه الباطن ، و الصالحون الغالب على أحلامهم أن تكون فاضلة ، أما ما عداهما فان أحلامهم متحررة من أي سلطة و من كل قيد و ضابط . ومما يتصل بالحلم صلة وثيقة بعملية النوم التي يتم من خلالها هذا الحلم فالنوم يمر بمرحلتين هما : 1- مرحلة حركة العين الطبيعة و تنقسم الي : أ‌- النوم الانتقالي . ب‌- النوم الخفيف. وفي هاتين المرحلتين يسترخي الجسم وتغلق حواس الجسم و تكون نشاط الدفاع بطيئا و منتظما. ج- مرحلة أكثر راحة . وفيها تفرز الخلايا و تبنى الخلية البالية و تجدد خلايا الدم الحمراء . 2- مرحلة حركة العين السريعة و تكون بعد 90:70 دقيقة من النوم و فيها : تزداد ضربات القلب ، ترتعش الأصابع ، تزيد سرعة التنفس و يزداد نشاط الدماغ ، و تجول العين للأمام و الخلف تحت الجفن ، و يفرز الدماغ مواد كيمائية في مراكز الشعور حيث تخزن أحداث اليوم ، و لذلك تكون الأحلام في هذه المرحلة التي تحدث فيها الأحلام ليست هي المكونة لها بل هي حافز مساعد لتكون الحلم وهذا ما لاحظه مارك سولمز Mark Solmsمن أن حركة العين هي الاستعداد النفسي للأحلام وهي التي تطلق شرارة الحلم غير أن الإنسان يمكن أن يحلم بدونها . يمكن القول بشيء من الحسم بعد الوقوف على مفهوم الحلم وآليته أنه لا يوجد حلم ذكوري و حلم أنثوي يستند على أساس بيولوجي بل أن الاختلاف بين الحلمين يتمثل في أن الحلم يعكس الاختلاف الذي يمر به الرجل و المرأة أثناء حياتهم اليومية . على الرغم من أن الاختلاف بين حلم الرجل و المرأة يعود إلي ما يعكسه من خبرات إلا أن كل منهما يسعى إلي تفسير حلمه ، و هذه الآلية هي التي شغلت عامة الناس منذ القدم ، ويشير الي ذلك التفسير الذي عثر عليه للملك الآشوري آشور بانيبال و ما أخبر به القرآن الكريم عن ملك مصر الذي انشغل كثيرا بتعبير رؤياه و شغل المحاطين به بإيجاد تأويل لها . و لقد تعددت المؤلفات التي حاولت أن تسهل من آلية تفسير الحلم و تضعها في متناول الجميع و من أشهر هذه المؤلفات التي لاقت رواجا كبير كتاب تفسير الأحلام لأبن سيرين و النابلسي ، إن هذه المؤلفات و غيرها قديما و حديثا تدور حول منهجين يختلفان جوهريا هما : الأول : ينظر إلي محتوى الحلم في مجموعة ثم يستبدل به محتوى آخر معقول يماثل الأول في بعض الوجوه . الثاني : منهج شعبي يكاد يكون متوارث في كل بلد و يمكن أن نطلق عليه منهج الشفرة لأنه يعالج الحلم كما لو كان ضربا من كتابة سرية يمكن ترجمة كل علامة من علاماتها إلي أحلام أخرى معروفة المعنى وفق مفتاح ثابت . وبالرغم من اختلاف المنهجين في الجوهر إلا أن كلاهما لا يصلح للتفسير العلمي ، ذلك أن المنهج الأول يقف عاجزا حين يواجه أحلاما تتسم بالتشويش فوق لا معقوليتها ، أما المنهج الثاني لم يرع الفروق بين أشخاص الحالمين وما يمرون به من خبرات مختلفة . للوصول إلي المنهج العلمي في تفسير الأحلام لابد من الوقوف على تعريف له فهو محاولة التوصل إلي الأفكار الحقيقة للحلم ، أي الوصول إلي محتواه الكامن وذلك من خلال إزالة الأقنعة عن محتوى الحلم الظاهر ، ويكون ذلك بالوقوف على آليات عمل الحلم وهي التمثل Figuration ، والتكثيف Condensation والإزاحة Deplacement ، و الترميز Symbolisation وفي مرحلة الترميز يجب أن يراعى عدم وضع مفتاح ثابت للرمز بل أن الرمز الواحد يختلف بين الحالمين وفق مفهوم الحالم عن هذا الرمز و مؤثراته فيه . ولما كان علم النفس وهو أحد العلوم التي تسعى إلي تفسير الأحلام وفق الآليات الأربع التي أوجدها فرويد ، وذلك للوقوف على ما أصاب الشخصية من اضطراب فان الحالم ينشد التفسير بدعوى أنها تعني دلالة معينة أو أنها أحلام تنبؤية ، ونجد أن هؤلاء يستدلون بقول رسول الله عليه السلام : ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات ، قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة ) ، بل و يصل الأمر ذروته في هذا الخضم في مجاراة بعضهم لمتطرفي الفلاسفة والصوفية الذين اعتقدوا بأن طريق الرؤيا هو قوة المخيلة وأن الشخص النائم يمر بسلسلة انعكاسات نفسية تنتهي إلي الرؤيا الواضحة أو الصادقة و مشترطين لتحقيق هذا الجانب الرياضية الروحانية ، وصولا بها إلي تحقيق المعرفة الإشرافية من خلال الرؤيا . وللوقوف على حقيقة هذا الأمر لابد النظر في الأساس الذي اعتمد الفلاسفة و المتصوفة في عرضهم ، و طرح النظرية الإسلامية للحلم فالفلاسفة وعلى رأسهم الفارابي في مدينته الفاضلة وابن سينا في كتابه الإشارات قسموا الحلم إلي ضربين ، ضرب عزوه إلي النفوس وانفعالاتها ، و ضرب من الملأ الأعلى و خصوا حدوث هذا الأخير للأنبياء والأولياء ، و المتصوفة وعلى رأسهم السهروردي في كتابه هيكل النور لم يبتعدوا كثيرا عن الفلاسفة فقد قسموا الحلم إلي ضربين أيضا ضرب قالوا أنه من تلقاء المخيلة الصرف بعيدا عن الجناب القدسي وهو ما كان أمرا شيطانيا كاذبا و الضرب الثاني هو ما كان من تلقاء النفسي مما يرتسم فيها من القدس وهو أمر صادق . ومما يلاحظ على المتصوفة تغليب الجانب الميتافيزيقي، ومن ثم فهم لم يفردوا قسما خاصا للنوع الذي يأتي من النفس و علاقتها بالحياة ، وبذلك فان نظرة الفلاسفة و المتصوفة للحلم و الرؤيا نظرة قاصرة . إذا ما حاولنا أن نستكشف حقيقة الحلم و الرؤيا من خلال النظرية الإسلامية وجدنا الرسول (ص) يقسم الحلم إلي : رؤيا من الله ، و تخويف من الشيطان ، و حديث نفس ، و عند الضرب الأول لنا وقفة ،إذ أن ظاهرة الأحلام تعتبر أمرا مشتركا بين الأنبياء و غيرهم وان كانت العوامل التي تؤدي إليها مختلفة ، غير أن العامل النفسي هو الأساس فيها جميعا سواء كانت هذه الأحلام صادقة أم غير صادقة ، وعلى هذا فالناس في هذا مراتب : أ‌- الأنبياء : ورؤيا هم كلها صدق ، وقد يقع فيها ما يحتاج إلي التعبير كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام عندما رأى الكواكب و الشمس والقمر له ساجدين. ب‌- الصالحون : والأغلب على رؤياهم الصدق . ج- من عداهم : يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث. ومن هنا فلا ضمان لصدق الرؤيا ، إلا رؤى الأنبياء فقط لأن رؤياهم كلها وحي ، فان الشيطان لا سبيل له على الأنبياء ، وإذا ما نظرنا إلي العامل النفسي واشتراكه بين الأنبياء و غيرهم وجدنا الأمر يختلف أيضا بين الأنبياء وغيرهم لأن نوم الأنبياء ليس كنوم باقي البشر ، ولأن الأنبياء أصدق الناس حديثا كما قال الرسول الله عليه السلام ( أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ، ومن ثم فان رؤيا الأنبياء ليست مثل رؤيا غيرهم بوجه من الوجوه . وعلى هذا فان الرؤيا سواء كانت صادقة أم غير صادقة نتيجة عوامل نفسية ذاتية قبل كل شئ وقد ينضم الي ذلك عامل ملائكي مساعد ( ما ذهب إليه فرويد) أو عامل شيطاني ، فالعامل النفسي مشترك بين الأنبياء وغيرهم ، و الرسول عليه السلام لم ير نفسه في الرؤيا ذاهبا إلي مكة هو و أصحابه محلقا مقصرا عام الحديبية إلا لأن نفسه كانت متعلقة بمكة ، وكان يأمل أن يعود إليها و يدخلها فاتحا عزيزا منصورا كما خرج منها خائفا مهاجرا ، فحقق الله تعالى له ذلك بعد أن أراها له في الرؤيا . قال تعالى : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين " و إبراهيم عليه السلام لم ير أنه يذبح ابنه إلا لشدة تعلقه به وشدة حذره عليه ،هكذا إذا حللنا بقية رؤى الأنبياء فإننا نجد العامل النفسي وراءها إلي جانب العامل الملائكي ، و كذلك بقية رؤى الناس العاديين ما كان صادقا منها أو غير صادقا ، ومن ثم فان الجانب اللاشعوري في الحلم واضح كل الوضوح كما أشار إلي ذلك ابن خلدون في مقدمته و فرويد في كتابه منبهات الحلم ومصادره ، وبذلك فلا سبيل لقول الفلاسفة و المتصوفة بأن الإنسان يصنع أحلامه بتطوير نفسه عن طريق الرياضة الروحانية والمجاهدات الصوفية . ولكن على الرغم من أن هذا موقفنا من الرؤيا و من أنها تحدث لغير الأنبياء واعتبارها صادقة في الحالات التي يغلب على ظننا فيها ذلك يجب أن يحاط بكل الحذر . كما يجب التنويه على أن المراد من الحديث " لم يبق إلا المبشرات " تشبيه الرؤيا بالنبوة في الصدق و ليس اعتبار الرؤيا جزء من النبوة . و على الرغم من هذا التوسع في تحديد مفهوم الحلم و الرؤيا و آلية و طبيعة كل منهما سيظل الإنسان نهم ومتلهف إلي أن يعرف أكثر عن الحلم ، وسيظل الباب مفتوحا في هذا المجال على الرغم من صعوبة الولوج فيه .

ليست هناك تعليقات:





التسميات



فى الختاااااااااااام

أرجــــــــو أن تكونوا قضيتم وقتا ممتعا فى موقعنا
ومن لديه
أى اضافات ، فاليتفضل بالاشتراك أو التعليق

رافقتــــكم الســـــلامه
،،،،،،،